هناك اختلافات كثيرة ومتنوعة في المهارات والقدرات العقلية والجسدية بين الرجل والمرأة، ذلك ما تثبته الأبحاث والدراسات العلمية المستمرة التي يقوم بها العلماء في مختلف المجالات، من أجل الوصول الى نتائج وحقائق علمية مهمة تخص كلا الجنسين.
وفي هذا الشأن أظهرت دراسة جديدة أن النساء أفضل من الرجال في عدد من الجوانب، خصوصًا في البحث عن مواد مفقودة. وقالت الدراسة، التي أجرتها جامعات غلاسكو وهيرتفوردشاير وليدز ونشرتها صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، إن الرجال حين يفقدون مفاتيحهم يلجؤون إلى طلب المساعدة فوراً من نسائهم لأنهن أفضل في إيجاد العناصر المفقودة.
وأضافت الدراسة أن الباحثين في الجامعات الثلاث أجروا تجارب مصممة لتقليد مواقف الحياة الحقيقية، فوجدوا أن النساء حين يجهزن أطفالهن للذهاب إلى المدرسة في وقت مبكر من الصباح، هن أفضل من الرجال في الكشف عن المواد المفقودة وبخاصة المفاتيح.
وكشفت الدراسة أن النساء كن أسرع من الرجال في إيجاد المفاتيح المفقودة، حين كلّفهم الباحثون بمهام البحث عنها في حقل، وتحديد مواقع المطاعم على الخارطة، وحل مسألة حسابية بسيطة، في حين تخلفن عن الرجال في المهام الأخرى. وأشارت إلى أن الباحثين أجروا عدداً من التجارب على الرجال والنساء لمعرفة التغيرات السريعة المطلوبة من الاهتمام وردود أفعالهم عليها، وخلصوا إلى أن النساء كن أبطأ في التعامل معها بالمقارنة مع الرجال.
ووجدت الدراسة أن كلا الجنسين كانا متساويين في اختبار التخطيط الاستراتيجي، لكن قدرة الرجال انهارت عندما طُلب منهم القيام بمهام متعددة. وقال أستاذ علم النفس العصبي المعرفي بجامعة هيرتفوردشاير، المشرف على الدراسة، كيث لوز: "إن الميزة التي انفردت بها النساء في مهمة إيجاد المفاتيح المفقودة، تقترح بأنهن متفوقات في المسائل التي تتطلب سيطرة معرفية على مستوى عال، لا سيما التخطيط والرصد".
في السياق ذاته نشرت شركة لتعليم القيادة في مدينة سرقسطة الإسبانية، إعلاناً تعرض فيه منح الرجال القدر الذي يحتاجونه من الدروس كي يصبحوا متمكنين من القيادة مقابل 665 يورو، فيما حددت 850 يورو للنساء. وغرّمت إدارة حماية المستهلك في سرقسطة مدرسة تعليم القيادة مبلغ أربعة آلاف يورو بسبب التمييز على أساس الجنس، غير أن المدرسة تقدمت ببيانات أمام المحكمة تفيد أنه بحسب إحصاءاتها فإن الرجال يتطلبون خمسة دروس أقل من النساء بشكل عام.
وأصدر القاضي خافيير ألبار حكماً اعتبر فيه أن النساء سائقات أقل مهارة من الرجال، ووجد القاضي أن سياسة السعر التي تعتمدها الشركة لا تميز على صعيد الجنس، مستنداً إلى بيانات من مديرية السير في إسبانيا التي تشير إلى أن الرجال يظهرون براعة ومهارة في القيادة على الطرق المفتوحة أكثر من النساء. وعلى الرغم من أن بيانات المدارس تظهر أن النساء يحتجن إلى المزيد من الدروس إلا أن أرقام شركات التأمين الأميركية تشير إلى أن النساء سائقات أكثر أماناً.
السعادة الزوجية مرتبطة بالجينات
على صعيد متصل ذكر باحثون أمريكيون أن سرّ السعادة الزوجية يكمن في الحمض النووي، بعد أن اكتشفوا جيناً مسؤولاً عن التحكم بالسيروتونين الذي يحدد كم تؤثر العواطف في العلاقات. وقال الباحث، روبرت ليفينسون، في دورية العاطفة: "إن الغموض كان يحوم حول ما الذي يجعل أحد الزوجين مركّزاً على الجوّ العاطفي في الزواج، فيما يكون الآخر غير مهتم"، مشيراً إلى أن الاكتشافات الجينية الجديدة تشرح كيف تختلف أهمية العواطف باختلاف الأشخاص.
ووجد الباحثون في جامعة كاليفورنيا – بيركلي، رابطاً بين الرضا في العلاقة ومتغير جيني يعرف بـHTTLPR-5، ويرث الأشخاص نسخة منه من كلا الوالدين. وتبين للباحثين أن الأشخاص الذين لديهم اثنين من HTTLPR-5 كانوا الأكثر تعاسة في حياتهم الزوجية حين كانت تسود المشاعر السلبية مثل الغضب والاحتقار، وكانوا في الوقت عينه الأكثر سعادة حين تسود المشاعر الإيجابية مثل الحبّ وحسّ الدعابة.
وظهر أيضاً أنه عندما يكون يكون المتغير الجيني المشار إليه واحداً أو اثنين طويلين، يكون الأشخاص أقل تأثراً بالعواطف في الزواج، وشملت الدراسة 150 ثنائياً متزوجاً على مدى 20 سنة. وأكد الباحثون أن الدراسة لا تعني أن الأشخاص الذين يكون لديهم المتغير الجيني مختلف في ما بينهم لا ينسجمون معاً، ولكن أصحاب “المتغير" القصير يكونون أكثر عرضة للمعاناة في علاقة سيئة، والاستمتاع في علاقة جيدة.
إلى جانب ذلك حذّرت دراسة سويدية النساء، من أن الطلاق وغيره من مسببات القلق مثل الترمّل أو فقدان الوظيفة يزيد من خطر إصابتهن بالخرف.
وذكر موقع "لايف ساينس" أن الدراسة أظهرت أن التعرض لضغوط نفسية في منتصف العمر يزيد خطر الإصابة بأي نوع من الخرف بنسبة 21 في المئة، والإصابة بالزهايمر بنسبة 15 في المئة على امتداد أربعة عقود. وتمسك الباحثون بهذه النتائج حتى بعد احتساب عوامل أخرى مثل تناول الكحول أو وجود تاريخ عائلي من الأمراض العقلية.
وقال الباحثون إنهم لم يتمكنوا من تحديد الرابط المباشر بين مسببات القلق النفسية والخرف، ولكنهم رجحوا أن تعود إلى عوامل بيولوجية تتغير عند التعرض للضغوط. وأوضح الباحثون في جامعة "غوتينبورغ" في الدراسة التي نشرت في الدورية البريطانية للطب أنه يتعين إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج ومعرفة ما إذا كان يجب التدخل من خلال إدارة القلق أو العلاج السلوكي بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين تعرضوا لضغوط نفسية.
علاقات خاصة
من جهة أخرى، كشف بحث جديد أن الرجال الذين لديهم صوت أجش، يتمتعون بميزة أكبر لجذب النساء. ووجد الباحثون في جامعة "ماكماستر" في أونتاريو في كندا، علاقة بين عمق صوت الرجل، ومدى انجذاب النساء إليه، حيث لاحظوا أيضًا أن الرجال الذين لديهم صوت أجش، يتمتعون ربما بنسبة أكبر من هرمون تستوستيرون، وهم أكثر ميلا للخيانة.
شملت الدراسة الجديدة 87 امرأة، استمعن إلى أصوات عدد من الرجال، ثم سئلن عما إذا كان صاحب الصوت، هو رجل يمكن الوثوق به، وإذا ما كان يفضل العلاقات القصيرة أو الطويلة الأمد. واختارت بعض النساء الرجال الذين لديهم صوت أجش، للعلاقات القصيرة الأمد.
لاحظ العلماء أن بعض النساء يجدن أن الرجال ذوو العضلات المفتولة أكثر ميلا للخيانة. وبتن يتجنبن الرجال الذين يتمتعون بصوت أجش، فضلًا عن العضلات المفتولة لبناء علاقات طويلة الأمد.
وقالت نائبة رئيس مركز خدمات الضحايا، وهي منظمة مناهضة للعنف الجنسي، جنيفر مارش إنه "في كثير من الأحيان، فإن الضحايا الرجال قد يكونون أقل تعبيرا لوصف ما حدث لهم من إساءة جنسية، بسبب المفهوم العام الذي يشير إلى أن الرجال دائما يريدون الجنس". وأضافت أن أدوار الجنسين تملي أن يكون الرجل أقوى، خصوصا أن الذكور ينظر إليهم بوصفهم الأشخاص الذين يطمحون إلى العلاقات الجنسية أكثر من أولئك الذين يردعون ذلك.
وأظهرت دراسة نشرت في دورية "جاما" لطب الأطفال أن واحداً من بين عشرة شباب تتراوح أعمارهم بين 14 و21 سنة، لديهم نوع من ذكريات ارتكاب العنف الجنسي في حياته. ووجدت الدراسة أيضا أن الذكور والإناث على حد سواء يواجهون العنف الجنسي بنسب متقاربة، إذ بعد الـ18 عاما، بلغ معدل الاعتداء الجنسي لدى الرجال 52 في المائة، و48 في المائة لدى النساء.
وغالباً، يعاني الذكور ضحايا الاعتداء الجنسي، من صعوبة إقناع الآخرين أنه قد تم الاعتداء عليهم.
وأوضح خبراء أن ذلك مرده إلى القوة البدنية التي يتميز بها الرجل، إذ أن السؤال الذي يطرح عامة في هذه الحالة هو "ألا يمكنه خوض معركة مع امرأة؟". وفي السياق ذاته، فإن السؤال الذي يطرح أيضا على ضحايا الاعتداء الجنسي من الرجال هو "هل شعرت بالإثارة؟" وفي المقابل، لا يتم طرح هذا السؤال على النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب الجنسي.
نساء نيجيريا ورجال البرازيل
من جانب آخر؛ نظمت نساء في ولاية "زامفارا" شمال غرب نيجيريا، مسيرة احتجاجًا على ما يقلن إنه ندرة في الأزواج وخصوصًا بالنسبة للأرامل والمطلقات. ووصلت المسيرة إلى مقر الحكومة في "جوساو"، عاصمة الولاية بقيادة رئيسة جميعة زمفارا للأرامل، سويبا عيسى، التي قالت إنها سجلت أكثر من 8 آلاف امرأة من النساء غير متزوجات يبحثن عن خاطبين.
وقالت سويبا: إن المظاهرة هدفت إلى دفع الحكومة لمعالجة هذه المسألة. وأضافت من أصل الثمانية آلاف الراغبات بالزواج توجد 5380 مطلقة و2200 أرملة و1200 أنثى يتيمة و80 امرأة تبحث عن رجال للزواج. وهذا ليس سهلا بالنسبة لنا"، وتضيف: "نحن كنساء لدينا كرامة، ولكن هذه هي الطريقة لنعلم الحكومة بمحنتنا، أليس من المشين أن يكون هذا الحشد من النساء غير متزوجات لا سيما أن معظمهن في سن الإنجاب؟" تتساءل سويبا مستنكرة. وتضيف: "ستكون هناك عواقب إذ ترك المجتمع النساء لتلبية احتياجاتهن بأنفسهن".
على صعيد متصل بات خبراء التجميل في البرازيل يضعون الرجال نصب أعينهم ويقترحون عليهم مزيدا من الخدمات والمنتجات المخصصة للذكور. وفي أحد شوارع حي الحدائق المترف في "ساو باولو"، تنتشر خمسة صالونات للتجميل متشابهة الشكل، لكن أحدها يمتاز بزبائنه. فالرجال يأتون إلى هذا الصالون ليس لقص شعورهم وحلق لحاهم، فحسب، بل أيضا لإزالة الشعر بواسطة الشمع والخضوع لجلسات تدليك للقضاء على الدهون والحصول على معدة مسطحة. ويقدم الصالون إلى زبائنه الذكور أيضا خدمات أخرى تشمل تنظيف البشرة وجلسات لإعادة الشباب إلى بشرة الوجه والعناية بأظافر اليدين والقدمين.
ويقول ماركوس كوستا، وهو زبون وفي لهذا الصالون المخصص للرجال الذي فتح أبوابه قبل خمس سنوات: "تحب النساء أن تكن نظيفات ومهندمات وأن تكون رائحتهن زكية، لكن إذا رأيننا في الصالون نرتب أظافرنا، يشعرن بالانزعاج". ويؤكد هذا المقاول البالغ من العمر 44 عاما أنه يلجأ إلى كل شيء كي يشعر بأنه جذاب. ويشرح أحد مالكي الصالون واسمه غريغوريو مينديز، أن الصالون يستقبل كل يوم زبائن جددا يأتون لقص شعورهم وتصبح لديهم الجرأة شيئا فشيئا لتجربة علاجات أخرى.
ويؤكد قائلاً: "إنها سوق متنامية، وبدأت تزول الفكرة السلبية السائدة حول الرجال الذين يلجأون إلى إزالة الشعر"، في إشارة إلى نظرة المجتمع في البرازيل وأميركا اللاتينية إلى الرجال الذين يعتنون بمظهرهم. ويضيف: "يزورنا رجال من كل الأعمار إما بملء إرادتهم وإما بتشجيع من زوجاتهم أو صديقاتهم أو أطفالهم. لا يهم إن كانوا مثليي الجنس أم لا، المهم هو أنهم يبحثون عن الجمال. وأكثر ما يطلبه هؤلاء الزبائن اليوم هو إزالة الشعر". وفي هذا القطاع المتمحور حول النساء، يؤكد مينديز أن مشكلته الرئيسية هي عدم إيجاد رجال متدربين في خدمات التجميل الذكورية، مضيفا: "هناك نقص في الخبراء".
وبحسب المنظمة البرازيلية لقطاع مستحضرات التجميل، سجل هذا القطاع نموا بنسبة 10 في المئة خلال السنوات العشر الأخيرة، في الوقت الذي أصبح فيه 40 مليون برازيلي من الطبقة الوسطى. ويقول المتخصصون في هذا المجال: "إن الرجال ما عادوا بحاجة إلى الاختباء لاستعمال مستحضرات التجميل الخاصة بشقيقاتهم أو زوجاتهم، من صبغة الشعر وطلاء الأظافر إلى المستحضرات المرطبة للبشرة وكريم إزالة الشعر".
المساواة بين الجنسين
في السياق ذاته كشف المنتدى الاقتصادي العالمي عن أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي المنطقة الوحيدة التي لم تشهد أي تحسن في تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة. وقال المنتدى في تقرير عن الفجوة بين الجنسين في العالم: "إن اليمن احتلت ذيل قائمة تصنيف الدول من حيث تحقيقها تقدما في المساواة بين الجنسين". ويضم التقرير الذي صدر منذ ثمانية أعوام 136 دولة، ويعتمد في ترتيبه على مستوى المساواة في المشاركة السياسية والاقتصادية والتمتع بحقوق مثل التعليم والصحة. وجاءت الإمارات في المركز 109 والبحرين في 112 وقطر في 115 والكويت في 116 والأردن في 119 وسلطنة عمان في 122 والسعودية في 127. كما احتلت لبنان الترتيب 123 والجزائر 124 ومصر 125 والمغرب 129 وسوريا 133.
وجاءت أيسلندا وفنلندا والنرويج على رأس قائمة الدول التي يشملها التقرير. وقالت سعدية زاهدي، المشاركة في إعداد تقرير المنتدى العالمي، إنه منذ بدء إعداد هذا المؤشر عام 2007 حققت 80 في المئة من الدول تقدما. وأضافت المقلق أن 20 في المئة من الدول لم تحقق تقدما أو شهدت تراجعا. وأشارت إلى أن الإمارات والسعودية استثمرتا في التعليم والصحة، لكن لم تدمج المرأة في الاقتصاد.
وذكرت نادية السقاف، رئيس تحرير صحيفة اليمن تايمز الناطقة باللغة الإنجليزية أنها توقفت عن إحصاء الأعوام التي جاءت فيها دولتها في ذيل مؤشر المساواة بين الرجل والمرأة. وأضافت: "تتراجع كل يوم، ففي عام 2006 خاضت ثلاث نساء الانتخابات الرئاسية ولدينا الكثير من النساء في مناصب بارزة. لكن مستويات الوفيات مرتفعة جدا ولا تذهب إلى المدارس 35 في المئة من الفتيات في المرحلة العمرية 6-14 عاما. وتقول زاهدي إن الكثير من الدول الأفريقية جنوب الصحراء لم تستثمر في المجالات المرتبطة بالمرأة، ومع ذلك فقد لعبن دورا مهما في الاقتصاد.