تعد السكتة الدماغية، أو ما تعرف بجلطة الدماغ، من المشكلات الصحية الخطيرة والتي يمكن أن تتسبب بموت المريض في حال لم يتلقى العلاج بسرعة. أيضاً، إن جلطة الدماغ يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على حياة المريض بعد حدوثها، حيث أنها تتسبب بالعديد من المضاعفات وتؤثر على قدرة المريض على التحدث، وتقلل من قدراته إدراكية، وتضعف مهاراته الحركية والحسية. [1]

يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.

من الممكن أن يتعافى المريض بسرعة بعد الجلطة الدماغية، لكن في الكثير من الحالات، سوف تتسبب الجلطة الدماغية بالضرر الكبير في الدماغ وهذا ما يجعل المريض يحتاج لبرنامج إعادة التأهيل طويل الأمد، والذي يساعده على استعادة وظائفه العقلية قدر الإمكان. [2]

لذا، لا بد من الاهتمام بماذا يحدث بعد جلطة الدماغ، وهل يشفى مريض جلطة الدماغ، بما في ذلك المضاعفات والتأثيرات السلبية المحتملة لها، وما يجب تقديمه للمريض في فترة التعافيما بعد جلطة الدماغ.

مضاعفات ما بعد جلطة الدماغ

إن أول ما يتم السؤال حوله عند الحديث عن ماذا يحدث بعد جلطة الدماغهي المضاعفات المحتملة، حيث تتسبب جلطة الدماغ بتضرر خلايا الدماغ وموتها، الأمر الذي يؤثر على العديد من وظائف العقل، ومن الممكن أن يكون هذا التأثير طويل الأمد. [1،2]

ويمكن أن تتضمن مضاعفات وآثار ما بعد الجلطة الدماغية ما يلي:

ضعف القدرات الحركية

إن أحد أهم المضاعفات التي يتم ذكرها عند السؤال حول ماذا يحدث بعد جلطة الدماغ هي حدوث ضعف وترهل في العضلات، وعادة ما يحدث ذلك في جانب واحد من الجسم، الأمر الذي يسبب حدوث مشاكل في حركة الجسم وتوازنه. [1-3]

لذا، فإننا نجد العديد من المرضى يواجهون صعوبة في أداء نشاطاتهم اليومية، كما يمكن أن يعانوا من ألم وتشنج في عضلات جسمهم، وتكون الأعراض أكثر شدة في الذراع واليدين مقارنة بالساقين والقدمين. [1،3]

أيضاً، من الممكن أن يعاني المريض من فقدان الكتلة العضلية بعد الجلطة الدماغية في حال استمر ضعف العضلات لديه لفترة زمنية طويلة. [3]

ضعف القدرات الذهنية والعقلية

من الممكن أن يحدث ضعف في القدرات الذهنية والعقلية بعد حدوث السكتة الدماغية، حيث تتأثر العديد من الوظائف والعمليات الدماغية المتعلقة بمعالجة المعلومات. [2]

فمن المضاعفات التي يمكن أن تحدث ما بعد جلطة الدماغ نتيجة لذلك:

  • صعوبة تعلم المريض أي مهارة جديدة، وضعف في قدرته على التخطيط وحل المشكلات.
  • ضعف في الذاكرة.
  • ضعف في القدرة على الانتباه والتركيز.
  • انخفاض الوعي الزماني والمكاني.
  • عدم القدرة على القيام ببعض الأنشطة، مثل ارتداء الملابس أو صنع كوب من الشاي.
  • ضعف في الإدراك، ويتضمن ذلك:
    • عدم الشعور بالألم، أو الحرارة، أو البرودة، أو اللمس في الجانب المصاب.
    • ضعف في التعرف على الأشكال والأشياء من حوله.
    • عدم مقدرة الشخص على تقدير المسافة.
    • صعوبة القراءة والمشاهدة التلفاز. [2،4]

ضعف القدرة على التواصل مع الآخرين

يمكن أن تسبب جلطة الدماغ بحدوث ضعف في القدرة على التواصل مع الآخرين. ومن التأثيرات السلبية التي يمكن أن تحدث ما بعد السكتة الدماغية، وتتسبب بذلك:

  • عدم القدرة على التعبير والكلام، حيث يواجه المريض صعوبة في العثور على الكلمات الصحيحة أو فهم ما يقوله الآخرون.
  • صعوبة النطق واللفظ، والذي يحدث نتيجة لضعف في العضلات التي لها دور في اللفظ.
  • ضعف الاتصال العصبي ما بين الدماغ والفم.
  • المعاناة من مشاكل في القراءة والكتابة، وذلك نتيجة لوجود ضعف في اليد، أو عدم القدرة على التفكير أو الرؤية. [1،4]

المشكلات النفسية

يمكن أن تحدث تغيرات في نفسية وشخصية المريض بعد إصابته بالجلطة الدماغية، ويتضمن:

  • الإصابة بالقلق والخوف.
  • الاكتئاب والإحباط.
  • العصبية والهيجان.
  • العدوانية والاندفاعية.
  • اللامبالاة وقول وفعل أشياء غير مناسبة اجتماعياً. [2،4]

اقرأ أيضاً: أعراض السكتة الدماغية

مضاعفات أخرى

من المضاعفات الأخرى التي يمكن أن تحدث ما بعد جلطة الدماغ:

  • صعوبة البلع.
  • التعب والإرهاق.
  • الألم الشديد.
  • عدم القدرة على التحكم بالمثانة والإصابة بالسلس البولي.
  • عدم القدرة على التحكم بعملية التبرز.
  • عدم القدرة على قيادة السيارة لمدة شهر على الأقل بعد سكتة الدماغ.
  • عدم القدرة عن النوم.
  • عدم القدرة على الرؤية جيداً. [2،4]

التعافي بعد جلطة الدماغ

قد يتسائل العديد "هل يشفى مريض الجلطة الدماغية؟" وذلك نظراً لما يحدث من مضاعفات ما بعد جلطة الدماغ.

فلا بد من إخضاع المريض لبرنامج إعادة التأهيل، والذي يمكن أن يتم في وحدة خاصة داخل المشفى أو في المنزل تحت إشراف ممرض مدرب على ذلك. [1]

إن الفريق المشرف على إعادة تأهيل مرضى جلطة الدماغ يجب أن يتضمن أخصائي علاج فيزيائي، وعلاج وظيفي، وعلاج النطق. [3]

ويمكن أن يتضمن برنامج إعادة التأهيل ما بعد جلطة الدماغ ما يلي:

  • تدريب المريض على النطق والتحدث بشكل متماسك وواضح.
  • تقوية عضلات المريض وزيادة التوازن لديه، وذلك من خلال الالتزام بعدد من التمارين الرياضية.
  • تقديم المشورة النفسية والعلاج النفسي.
  • تحسين الوظائف الإدراكية والحسية لدى المريض.
  • إعطاء عدد من البدائل التي يمكن أن تساعد المريض عند فقدان للوظائف الإدراكية أو عند عدم القدرة على الكلام.
  • تقديم عدد من النصائح والتمارين من أجل زيادة قدرة المريض على التحكم بحركة المثانة والأمعاء. [1،2]

أيضاً، يوجد عدد من التدابير العلاجية والنصائح التي يجب الأخذ بها ما بعد جلطة الدماغ من أجل تقليل احتمالية تكرار حدوث الجلطة لدى المريض مرة أخرى، ومنها:

  • التحكم بالأمراض التي يمكن أن يكون لها دور بالإصابة بالسكتة الدماغية، فمثلاً ينصح بتناول أدوية ارتفاع ضغط الدم أو أدوية ارتفاع الكولستيرول في الدم.
  • تناول الأدوية المضادة للتخثر أو المضادة للصفيحات.
  • الالتزام بنظام غذائي صحي.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • التوقف عن التدخين وعدم الإفراط في شرب الكحول. [2]

للمزيد: علاج السكتة الدماغية

يجب الاهتمام بماذا يحدث بعد جلطة الدماغ لدى المريض، حيث أن جلطة الدماغ تتسبب بالعديد من التأثيرات السلبية على القدرات الحركية والذهنية لدى المريض، كما يمكن أن تتسبب بتغييرات في مزاج وشخصية المريض، بالإضافة إلى صعوبة بالتواصل مع الآخرين. ومن هنا تأتي أهمية إخضاع المريض لبرنامج إعادة تأهيل ما بعد جلطة الدماغ بهدف تحسين واستعادة جميع القدرات التي تم فقدها جراء الإصابة بالجلطة قدر الإمكان.