تمر النساء على مدار حياتهن بالعديد من المراحل، ما بين مرحلة البلوغ، مرورًا بفترة الحمل والرضاعة، وحتى الوصول إلى فترة ما بعد انقطاع الطمث، كل مرحلة من تلك المراحل تحدث فيها العديد من التغييرات الهرمونية التي تؤثر على الجسم بشكل عام، لذلك تطرأ عليه بعص التغييرات، ولعل انخفاض ضغط الدم أحد أهم تلك التغييرات التي تتعرض لها المرأة في مراحل مختلفة من حياتها.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن أهم أسباب هبوط ضغط الدم عند النساء، وكيف يمكن التعامل معه.
هبوط ضغط الدم أثناء الحمل
يعد الحمل من أهم أسباب هبوط ضغط الدم عند النساء، حيث تعاني معظم النساء من انخفاض في ضغط الدم أثناء فترة الحمل، ويمتد هذا في الأسابيع الأربعة وعشرون الأولى من فترة الحمل، وينتج هذا الانخفاض عادة عن زيادة الإمداد الدموي من من دم الأم إلى الجنين، لتزويده باحتياجاته اللازمة للنمو الصحي، كذلك يحدث أيضًا يمكن أن ينخفض ضغط الدم للحامل نتيجة تمدد الأوعية الدموية في هذه المرحلة لاستيعاب المزيد من الدم.[1]
قد يحدث هبوط ضغط الدم للحامل أيضًا بسبب الجلوس أو الاستلقاء لفترة طويلة جدًا وهو ما قد تعتاده النساء خلال فترة الحمل، أو بسبب قضاء فترات طويلة في أحواض المياه الساخنة.[1]
توجد عوامل أخرى أيضًا يمكن أن تسبب انخفاض ضغط الدم أثناء الحمل، تشمل تلك العوامل ما يلي:[1]
- اضطرابات عصبية.
- ضيق في التنفس.
- الغثيان.
- الجفاف.
- نقص الأكسجين في الدم.
- تمزق الشرايين.
- اضطرابات في القلب.
- جلطات الدم.
- اضطرابات الغدد الصماء.
- ردود الفعل التحسسية.
تشمل أهم أعراض انخفاض ضغط الدم أثناء الحمل:[1]
- دوخة.
- تعب عام.
- الإغماء بعد الوقوف بسرعة.
- ضعف البصر، أو رؤية ضبابية أو مزدوجة.
- ضيق في التنفس.
- الشعور بالعطش المستمر حتى بعد شرب الماء.
لذلك تنصح النساء أثناء فترة الحمل باستشارة الطبيب بانتظام، وإجراء كافة الفحوصات الموصى بها للتأكد من عدم ترك أي حالة يمكن أن تسبب ضررًا للأم أو الجنين دون علاج.[1]
يمكن اتباع بعض النصائح للوقاية من هبوط ضغط الدم أثناء الحمل، تشمل ما يلي:[1]
- اتباع نظام غذائي صحي: حيث يساعد تناول الفواكه والخضروات الغنية بالفيتامينات والمعادن على الوقاية من انخفاض ضغط الدم.
- ممارسة التمارين الرياضية: يمكن أن تساعد التمارين الرياضية المناسبة للحامل على تنظيم انخفاض ضغط الدم، لكن ينصح باستشارة الطبيب المختص قبل البدء في أي تمارين رياضية عالية الكثافة أثناء الحمل.
- أخذ قسط كافي الراحة: يساعد الاستلقاء والراحة دائمًا في تنظيم ضربات القلب.
- شرب كميات كافية من السوائل: يعد الجفاف من العوامل الرئيسية التي تساهم في انخفاض ضغط الدم عند النساء الحوامل، يمكن أن يساعد تناول الشاي الأخضر والسوائل في القضاء على أعراض، مثل القيء والغثيان أثناء الحمل.
للمزيد: الصيام للحامل في رمضان
أسباب انخفاض ضغط الدم أثناء الدورة الشهرية
يمكن أن يحدث هبوط ضغط الدم عند النساء أثناء الدورة الشهرية، وتتضمن أهم أسباب هبوط الضغط عند النساء أثناء الدورة الشهرية ما يلي:
عسر الطمث
يرتبط عسر الطمث الأولي، أو الدورة الشهرية المؤلمة بهرمون يسمى البروستاجلاندين، ينتج الجسم هذا الهرمون في بطانة الرحم خلال الجزء الأخير من الدورة الشهرية مباشرة قبل بداية نزولها.[2]
قد تؤدي الدورات الشهرية المؤلمة إلى زيادة إفراز الجسم لهرمون البروستاجلاندين، يشارك هذا الهرمون في الاستجابات الرئيسية للجسم اللازمة للسيطرة على الألم، ويعد توسع الأوعية الدموية أحد اهم هذه الاستجابات، ويتسبب هذا التوسع في الأوعية الدموية في هبوط ضغط الدم عند النساء.[2]
غزارة الطمث
قد تؤدي غزارة الطمث أو الدورات الشهرية الشديدة إلى فقدان غزير في الدم، يمكن أن يسبب ذلك فقر الدم يسبب، ويعد فقر الدم أحد أهم أسباب هبوط ضغط الدم، يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الغنية بالحديد أو تناول مكملات الحديد إلى علاج فقر الدم، وتعويض الدم المفقود، وبالتالي الوقاية من انخفاض ضغط الدم عند النساء.[2][3]
كذلك ترتبط غزارة الطمث بزيادة تراكم بزيادة إنتاج البروستاجلاندين، الذي يحفز أيضًا توسع الأوعية الدموية، وبالتالي يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم عند النساء.[2][3]
تغيرات السوائل
قد تؤدي التغييرات الهرمونية التي تحدث خلال الدورة الشهرية إلى انتقال المزيد من السوائل من مجرى الدم إلى أنسجة الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض حجم الدم، يتفاعل الجسم مع ذلك مثلما يتفاعل مع الإصابة بالجفاف، حيث يؤدي نقص كمية السوائل في مجرى الدم إلى انخفاض ضغط الدم عند الوقوف أو الحركة، وهو ما يسمى انخفاض ضغط الدم الانتصابي.[2]
متلازمة تسارع معدل ضربات القلب الموضعي الانتصابي
يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الدورة الشهرية أيضًا إلى تفاقم حالة معينة قد تعاني منها بعض النساء تسمى متلازمة تسرع القلب الانتصابي الوضعي ( بالإنجليزية: )، تسبب هذه الحالة فقدان القدرة الطبيعية للجهاز العصبي على التحكم في معدل ضربات القلب وضغط الدم.[2]
لذلك تعاني النساء المصابات بهذا الاضطراب من التعب والدوخة والإغماء المتكرر، وغالبًا ما تزداد هذه الأعراض خلال الدورة الشهرية.[2]
يمكن السيطرة على تلك الحالة من خلال اتباع بعض الطرق، تشمل ما يلي:[2]
- شرب كميات كبيرة من الماء.
- تجنب التعرض للحرارة الزائدة.
- تجنب الوقوف لفترات طويلة، حيث يساعد ذلك على تقليل فرص انخفاض ضغط الدم، والإغماء أثناء الدورة الشهرية.
للمزيد: انخفاض ضغط الدم في رمضان
نصيحة من الطبي
تتعدد أسباب انخفاض ضغط الدم عند النساء، وقد يكون هذا الانخفاض غير مقلق ويختفى من تلقاء نفسه، وقد يكون علامة على مشكلة صحية أخرى ويؤثر على الأنشطة اليومية للمرأة، لذلك يجب الانتباه جيدًا إلى مستويات ضغط الدم، وفي حالة ملاحظة أي تغييرات بشكل مستمر يجب اللجوء إلى الطبيب واستشارته على الفور.