الذئبة الحمراء هي مرض مناعي ذاتي مزمن يتسبب بالتهاب أنسجة الجسم كالجلد، والمفاصل، والأعضاء الداخلية الأخرى، وذلك بسبب مهاجمة مناعة الجسم لهذه الأنسجة.
تعتبر آلام المفاصل والعضلات أمراً شائعاً عند مرضى الذئبة الحمراء، إذ قد يكون ألم المفاصل هو أول الأعراض التي يشعر بها المريض في بدايات الإصابة بالمرض.
قد لا يعاني جميع مرضى الذئبة الحمراء من التهابات ومضاعفات شديدة في المفاصل، لكن يعاني جميع المصابون من اعراض الذئبة الحمراء في المفاصل خلال فترة مرضهم. تؤثر آلام المفاصل والعضلات الناتجة عن مرض الذئبة الحمراء على الحياة اليومية للمريض وقد تؤدي إلى صعوبة أداء النشاطات اليومية.
يقوم الطبيب عادةً بتحديد العضو المتضرر ليستطيع وصف الدواء المناسب، إذ قد يكون سبب الألم هو تضرر المفصل نفسه، أو الأنسجة المحيطة به كالأوتار والأربطة، أو العضلات المحيطة بالمفصل.
تعرف في هذا المقال على اعراض الذئبة الحمراء في المفاصل، والفرق بين الذئبة الحمراء والروماتويد.
اعراض الذئبة الحمراء في المفاصل والعضلات
عادةً يعاني مرضى الذئبة من الألم ولكن ليس من تضرر المفصل نفسه، بل من تضرر الأنسجة المحيطة به كالأوتار، والأربطة، والعضلات. ومن الشائع الشعور بآلام العضلات بين مرضى الذئبة الحمراء.
إن كان ألم العضلات شديداً ويرافقه ضعف العضلات أيضاً، تسمى هذه الحالة التهاب العضل وهي حالة شديدة من تضرر العضلات بسبب الذئبة الحمراء.
في بعض الأحيان قد يكون مسبب الألم هو تضرر الأوتار، إذ قد يصاب 10% من مرضى الذئبة الحمراء بالتهاب الأوتار. وفي بعض الحالات النادرة قد يتمزق الوتر ويتسبب بالألم الشديد. عادةً تصاب الأوتار التالية بالالتهاب:
- وتر الكوع.
- وتر الكتف.
- وتر الكعب.
من الجدير بالذكر أن أي مفصل في الجسم قد يصاب باعراض الذئبة، لكن المفاصل الأكثر عرضة للإصابة هي مفاصل اليدين والركبتين.
كما قد تعاني نسبة قليلة من مرضى الذئبة من فرط حركة المفصل، وهي حالة تزيد فيها مرونة المفصل مما قد يسبب الألم، وفقدان التوازن، وفي بعض الأحيان قد يخرج المفصل من مكانه (خلع المفصل).
اقرأ أيضاً: الذئبة الحمراء والحمل
اعراض التهاب المفاصل الناتج عن الذئبة الحمراء
ذكرنا سابقاً أن آلام المفاصل الناتجة عن تأثر المفاصل بمرض الذئبة الحمراء هي فعلياً ليست نابعة من المفصل نفسه بل من الأنسجة المحيطة به، وكذلك التهاب المفاصل الذئبي، أو التهاب المفاصل الناتج عن الذئبة (بالإنجليزية: Lupus Arthritis)، فهو عادةً ناتج عن التهاب الأنسجة المحيطة وخصوصاً الأوتار.
وقد يسبب التهاب الأوتار والعضلات المحيطة بالمفصل إلى تشوه شكل المفصل، على الرغم من أن التركيب الداخلي للمفصل لا يتأثر.
ومن الأعراض التي قد ترافق التهاب المفاصل الناتج عن الذئبة الحمراء:
- تيبس المفصل.
- تورم المفصل.
- ألم المفصل.
- الشعور بحرارة في المفصل.
- الشعور بالألم عند لمس المفصل.
هذه الأعراض تكون أسوأ في الصباح، وعادةً ما تنتقل من مفصل لآخر، كما قد يعاني المريض أيضاً من الألم الشديد حول المفصل بسبب تورم والتهاب الأنسجة المحيطة بالمفصل، مما قد يصعب عملية التشخيص والعلاج، لأن هذه الأعراض مشابهة لأعراض الروماتويد.
{}question
الفرق بين الذئبة الحمراء والروماتويد
يشكل التفريق بين اعراض الذئبة الحمراء في المفاصل وأعراض الروماتويد تحدياً للأطباء، إذ أن الأعراض التي يشكو منها المريض متشابهة في الحالتين، لكن على عكس الروماتويد، لا تتسبب الذئبة الحمراء بتدمير المفصل ذاته.
لا يسبب التهاب المفاصل الذئبي تآكل العظم القريب من المفصل المصاب كالذي يسببه مرض التهاب المفاصل الروماتويدي، كما أن تيبس المفاصل الصباحي المرافق للذئبة يخف بشكل أسرع، والألم يؤثر لفترة أقصر من التهاب المفاصل الروماتويدي، كما أن تآكل العظام وتشوهات المفاصل نادرة في التهاب المفاصل الذئبي على عكس الروماتويد.
لكن يمكن معرفة الفرق بين الذئبة الحمراء والروماتويد من خلال إجراء الفحوصات التشخيصية المناسبة، فمع أن الأعراض مشابهة، إلا أن سمات كل مرض مختلفة عن الآخر.
قد يطلب الطبيب بعض الفحوصات والتحاليل لتشخيص المرض، مثل:
- التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging MRI): إذ يكشف التصوير بالرنين المغناطيسي مكان الأنسجة المتضررة بالتحديد، فالروماتويد يؤثر على المفصل والسائل داخل المفصل والعظم بشكل أكبر، أما الذئبة تؤثر على الأنسجة المحيطة بشكل أكبر.
- فحوصات دم: قد يساعد معرفة مستوى البروتين التفاعلي C على التفريق بين مرض الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي، إذ أن مستوى البروتين التفاعلي C يكون مرتفعاً عند مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي، بينما يكون مستواه طبيعياً عند مرضى الذئبة الحمراء.
- فحص (anti-dsDNA): يكشف هذا الفحص عن أجسام مضادة تكون موجودة فقط في جسم مريض الذئبة الحمراء، بينما لا تتواجد هذه الأجسام المضادة عند مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي.
من الصعب معرفة الفرق بدقة بين المرضين دون إجراء الفحوصات والتحاليل، ولا يعود ذلك لتشابه أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل الذئبي وحسب، بل يوجد أيضاً نسبة قليلة جداً من المرضى قد يعانون من مرضي الذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الروماتويدي في الوقت ذاته، لذلك قد يستخدم الطبيب عدة فحوصات وتحاليل وأدوات تشخيصية للوصول إلى التشخيص الدقيق.
اقرأ أيضاً: النظام الغذائي لمرضى الذئبة الحمراء