الذهان هو مجموعة من الأعراض وليس مرضًا بحد ذاته، يفقد فيه المصاب الاتصال بالواقع، فيعاني من أعراض الذهان التي تتضمن هلاوس وأوهام، وأفكار وسلوكيات غير منظمة، وكلام غير متسق.
يحدث الذهان نتيجة الإصابة باضطرابات نفسية، مثل الفصام، واضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب الشديد، وربما ينجم عن تعاطي المخدرات أو التعرض لإصابة. [1] [2]
يتناول هذا المقال علامات الذهان المبكرة وكذلك جميع أعراض الذهان الإيجابية والسلبية.
علامات الذهان المبكرة
قد تظهر أعراض الذهان فجأة على الشخص، ولكن في معظم الحالات تبدأ الأعراض تدريجيًا بظهور علامات مبكرة قبل حدوث أعراض الذهان الأساسية، وتجدر الإشارة إلى أن أعراض الذهان عند المراهقين قد يصعب تمييزها عن التغيرات التي تحدث في هذه المرحلة. [3] [4]
تشمل أعراض بداية الذهان ما يلي: [2]
- انخفاض التحصيل الدراسي أو تدني الأداء الوظيفي.
- عدم القدرة على التركيز والتفكير بوضوح.
- تبلد المشاعر أو الإحساس بمشاعر قوية لا تناسب الموقف.
- الانسحاب الاجتماعي والشك في نوايا الآخرين دون مبرر.
- إهمال النظافة الشخصية.
جدير بالذكر أن هذه الأعراض قد تتشابه مع أعراض اضطرابات أخرى؛ لذا ينبغي مراجعة الطبيب عند ظهور أي من هذه العلامات لتلقي التشخيص والعلاج المناسب. [3]
أعراض الذهان
عادة ما تحدث أعراض الذهان في صورة نوبات يصحبها شعور الشخص بالشك في جميع من حوله. تشمل أعراض نوبة الذهان أعراضًا إيجابية ينفصل فيها الشخص عن الواقع، وأخرى سلبية يعاني فيها من غياب الإرادة وفقدان الاهتمام بما حوله. [1]
نذكر فيما يلي أعراض الذهان الأساسية:
الهلاوس
تعد الهلاوس أبرز أعراض الذهان، وهي الإحساس بمثيرات حسية غير موجود في الواقع، ويبدو هذا المثير لدى المصاب موجودًا بالفعل، ولكنه في الحقيقة مجرد نسج من عقله. [5]
تؤثر الهلاوس على الحواس الخمس، وتشمل: [2] [3] [6]
- الهلاوس السمعية: هي سماع أصوات غير موجودة في الحقيقة، فعلى سبيل المثال قد يسمع الشخص أصواتًا ساخرة أو غاضبة، أو أصواتًا تملي عليه فعل شيء ما أو تهدده. ويمكن أن تكون الهلاوس السمعية في بعض الحالات شديدة الإزعاج إلى درجة تؤثر على تصرفات الشخص، وربما تؤدي إلى إيذاء نفسه أو الآخرين، أو محاولةالانتحار.
- الهلاوس البصرية: هي رؤية أشياء أو أشخاص غير موجودين في الواقع، فمثلًا قد يرى الشخص عناكب تزحف على أثاث المنزل بينما أفراد أسرته لا يرون ذلك، وربما يرى أثناء سيره في الطريق أشخاصًا غير موجودين في الحقيقة.
- الهلاوس اللمسية: تنطوي الهلاوس اللمسية على الشعور بأن شيئًا ما يلمس الشخص بالرغم من عدم وجوده.
- الهلاوس الشمية: هي شم روائح غريبة أو كريهة لا مصدر لها في الواقع.
- الهلاوس الذوقية: تنطوي الهلاوس الذوقية على الإحساس الدائم بطعم مزعج في الفم بالرغم من عدم تناول أي شيء.
اقرأ أيضًا: ما هي أنواع الذهان أو الاضطرابات الذهانية؟
الأوهام
تعرف الأوهام بأنها الإيمان بمعتقدات وأفكار خاطئة لا تمت للواقع بصلة ولا يوجد أي دليل على صحتها، وتعد أحد أعراض الذهان الأساسية. يدافع المصاب بالذهان عن هذه الأوهام باستماتة ويؤكد بحقيقتها ولا يستطيع أحد إقناعه بعكس ذلك. [3]
تتعدد أنواع الأوهام وتشمل الأنواع الشائعة التي تحدث أثناء نوبة الذهان ما يلي: [2] [7] [8]
- أوهام الاضطهاد: يعتقد الشخص المصاب بأوهام الاضطهاد اعتقادًا تامًا بأن أحدًا ما يتجسس عليه أو يطارده ويريد إلحاق الأذى به، أو تستحوذ عليه فكرة أنه ضحية لمؤامرة ما، وقد يصل الأمر به إلى تكرار تقديم بلاغات للشرطة والجهات المختصة.
- أوهام العظمة: يستحوذ على المصاب فكرة أنه شخصية ذات سلطة، أو يظن أنه شخصية مشهورة، وربما يعتقد أنه يمتلك قوى خارقة للطبيعة.
- الأوهام الجسدية: يسيطر على الشخص اعتقاد بأنه يعاني من مشكلة جسدية، مثل وجود تشوه في جسمه، أو أنه مصاب بحالة طبية أو عدوى.
- أوهام الحب والعشق: يستحوذ على المصاب بأوهام الحب والعشق فكرة أن شخصًا ما يحبه، فعلى سبيل المثال قد يعتقد المصاب أن ممثلًا مشهورًا يحبه ويرسل إليه إشارات عبر التلفاز، وهو ما قد يؤدي إلى مطاردته لهذه الشخصية المشهورة ومحاولة الوصول إليها.
- أوهام الغيرة: يسيطر على المصاب اعتقاد بأنه يتعرض للخيانة الزوجية دون وجود دليل على ذلك، فينتابه شك دائم في شريكه ويبدأ برسم سيناريوهات من محض مخيلته عن أن شريكه يرسل رسائل سرية لشخص آخر، أو يقابله في مكان ما.
- الأوهام المختلطة أو غير المحددة: هي الحالات التي يعاني فيها الشخص من عدة أنواع من الأوهام، أو أن أوهامه لا تندرج تحت فئة معينة.
التفكير والكلام غير المنظم
تشمل أعراض الذهان العقلي أيضًا الارتباك وتشوش التفكير وهو ما يؤثر على طريقة التحدث، ومن هذه الأعراض: [9] [10]
- تسارع الأفكار والانتقال فجأة من موضوع لآخر.
- التحدث بسرعة إلى درجة يصعب على الآخرين إدراك الكلام.
- هروب تسلسل الأفكار وعدم القدرة على التركيز في موضوع واحد؛ مما يؤدي إلى التوقف عن الحديث فجأة.
- عدم وضوح الكلام وتداخله فيبدو الحديث غير منطقي.
السلوك غير السوي
تنطوي أعراض الذهان أيضًا على القيام بسلوكيات غير سوية، وهي التصرف بطريقة لا تلائم الموقف أو تناسب عمر الشخص، وقد تكون هذه التصرفات غريبة مثل تحدث المريض مع نفسه، أو سلوكيات ضارة على الشخص أو من حوله، كالجري عاريًا في الشارع دون سبب. [3]
اقرأ أيضًا: ذهان ما بعد الولادة: كل ما يهمك
ضعف البصيرة
عادة لا يدرك المصاب بالذهان أن ما يمر به من أوهام وهلاوس ليست حقيقية أو أن سلوكياته غريبة، فهو يفتقر إلى الوعي بالذات، بل ويعتقد أن الآخرين هم من يتصرفون بشكل غريب، فعلى سبيل المثال قد يعترض المصاب بالذهان على خضوعه للعلاج في قسم الأمراض النفسية بين المرضى النفسيين، إذ يظن أنه طبيعي تمامًا ولا يدرك سبب وجوده بينهم. [11]
الأعراض السلبية
تشمل أعراض الذهان السلبية الآتي: [3]
- الانعزال وتفضيل الوحدة، وتجنب المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
- فقدان الثقة في الآخرين.
- انعدام الإرادة للقيام بالمهام اليومية مهما كانت بسيطة، من الذهاب للعمل حتى تنظيف الأسنان.
- عدم إبداء المشاعر أو التعابير في المواقف التي تستدعي ذلك.
- قلة استخدام تعابير الوجه ولغة الجسد، فمثلًا قد يتحدث الشخص دون تحريك يديه أو إبداء أي تعبيرات على وجهه.
- تغيرات في الشخصية، مثل التحول من شخصية اجتماعية إلى انطوائية، أو من شخص هادئ إلى شخص كثير الحديث.
اقرأ أيضًا: أنواع مضادات الذهان ودواعي استعمالها
أعراض أخرى
تشمل أعراض الذهان النفسي أيضًا ما يلي: [3]
- القلق والاكتئاب.
- صعوبة النوم.
- تعاطي المخدرات.
- أفكار انتحارية.
نصيحة الطبي
تتضمن أعراض الذهان الهلاوس والأوهام ومشاكل في التفكير والسلوك، ويساعد التعرف على الأعراض في طلب العلاج مبكرًا للمساهمة في تخفيف الأعراض والعيش حياة أفضل.
فحص الكشف عن الإكتئاب
يستعمل هذا الفحص لتحديد نسب لإحتمالية معاناة شخص ما من الإكتئاب, ويعتمد في ذلك على مدى تكرر الشعور بالاكتئاب وانعدام التلذذ خلال الأسبوعيين السابقين للفحص, وإعطاء عدد معين من النفاط لكل حالة.
يمكن تقسيم النقاط الناتجة عن هذا الفحص على شكل نسب لاحتمال معاناة الشخص من الاكتئاب كما يلي:
• صفر نقطة: أقل أو يساوي 0.6%.
• نقطة واحدة: أكثر من 0.6%.
• نقطتان: أكثر من 1.3%.
• 3 نقاط: أكثر من 5.4%.
• 4 نقاط: أكثر من 15.7%.
• 5 نقاط: أكثر من 17.9%.
• 6 نقاط: أكثر من 58.1%.
يعتبر الحصول على 3 نقاط في هذا الفحص حداً فاصلاً لتشخيص الاكتئاب، حيث أنّ الحصول على 3 نقاط أو أكثر يعني زيادة احتمالية معاناة الشخص من الاكتئاب.