تمتلئ الحياة اليوم بالكثير من مسببات القلق والتوتر، يؤثر التوتر على كل أعضاء وأجهزة الجسم المختلفة، مما يقلل من كفاءتها في القيام بوظائفها، يمتد تأثير التوتر إلى الدورة الشهرية وانتظامها، فنجد أن المرأة تقع ضحية لتوتر الحياة اليومي وضحية التوتر من عدم انتظام الحيض.

نناقش في هذا المقال أثر التوتر على انتظام الدورة الشهرية، وكيفية السيطرة عليه.

أثر التوتر على الجسم

يعاني معظم الناس من التوتر والقلق نتيجة صعوبات الحياة اليومية، ومتطلباتها، ينتج عن ذلك سيطرة التوتر عليهم والحاق الأذى بكافة أجهزة الجسم، حيث ارتبط التوتر بالإصابة بأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، واضطرابات الحيض، والاكتئاب. (2)

قد يكون للتوتر بعض الفوائد، فهو يحفز الإنسان، ويساعده على التركيز، ويدفعه إلى بذل أقصى جهده للتغلب على خطر ما أو تخطي أحد العقبات لفترة قصيرة المدى، لكن عادة ما ينخدع مخ الإنسان ويخلط بين ما هو خطرًا حقيقيًا وبين التهديدات الواهية، فيقع الإنسان ضحية التوتر والقلق لفترات طويلة، مما يؤثر سلبًا على عمل الأجهزة التالية: (2)

  • الجهاز التنفسي.
  • الجهاز الدوري.
  • الغدد الصماء.
  • الجهاز الهضمي.
  • الجهاز التناسلي، حيث قد تتوقف الدورة الشهرية تمامًا أو تتقطع نتيجة القلق المفرط.
  • التوتر والدورة الشهرية

    يتحكم الوطاء أو منطقة تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus)، وهي منطقة موجود في المخ، في انتظام الدورة الشهرية، حيث يفرز الوطاء بعض المواد الكيميائية التي تحفز الغدة النخامية، التي تتحكم في عمل الغدة الدرقية، والكظرية، بالإضافة إلى تحفيز المبيض لإفراز الهرمونات الأنثوية المتمثلة في هرموني الاستروجين والبروجسترون، وهما المتحكمان في نزول الدورة الشهرية.

    يتأثر الوطاء بكل ما يحيط بالمرأة من عوامل مثل انتظام النوم، وممارسة التمارين الرياضية، والتوتر أو القلق أيضًا، فعندما يتعرض الجسم للضغط النفسي والتوتر لفترات طويلة فإنه يفرز هرمون الكورتيزول.

    يتداخل الكورتيزول في تسلسل التفاعلات التي تربط ما بين الوطاء، والغدة النخامية، والمبيض، مما يتسبب في اضطراب إفراز الهرمونات الأنثوية وضعف التبويض، وعدم بناء بطانة الرحم، وغيرها من مشاكل الجهاز التناسلي الأنثوي.

    ينتج عن ذلك تأخر الدورة الشهرية، أو تقطعها لعدة أشهر، أي أنه كلما زادت مدة وحدة التعرض للتوتر والقلق، ارتفع مستوى الكورتيزول، وبالتالي ارتفعت فرص تفويت الدورة الشهرية وعدم انتظامها. (1)(3)

    اقرأ ايضًا: التقلبات الجنسية خلال الدورة الشهرية

    أثر القلق والتوتر على الدورة الشهرية

    تؤثر الفترات الطويلة من التوتر على طول الفترة الشهرية، وشكل وحدة الأعراض التي تعاني منها المرأة وقت الحيض، نذكر تاليًا أنواع التغيرات التي يسببها التوتر والقلق على نمط الدورة الشهرية: (4)

  • زيادة الألم في أيام الحيض.
  • شدة أعراض متلازمة ما قبل الحيض (بالإنجليزية: Premenstrual Syndrome (PMS))مثل ألم وانتفاخ الثدي، الغثيان، وتغير الوزن.
  • عدم انتظام مواعيد الحيض، وهو ما يعكسالعلاقة بين التوتر واضطرابات الدورة الشهرية.
  • طول أيام الحيض أو قصرها عن ما هو معتاد.
  • انقطاع الطمث الوظيفي، وهو توقف الحيض والإباضة تمامًا، نتيجة ارتفاع مستوى الكورتيزول الذي يجبر منطقة الوطاء على إيقاف عملية التبويض، لعدم استعداد الجسم للحمل في ظروف غير صحية للمرأة، وهو نفس الأثر الذي يحدث عند ممارسة التمارين العنيفة وإجهاد الجسم، أو التعرض لسوء التغذية.
  • اقرأ أيضًا: 9 طرق لتنزيل الدورة الشهرية

    علاج اضطراب الدورة المتعلق بالتوتر

    لا يمكن التخلص من التوتر بصورة كاملة، لكن الحل هو إيجاد طريقة للتحكم به ومنع سيطرته على الجسم لفترات طويلة، حيث تعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها المنتظمة عند انخفاض مستوى الكورتيزول الذي يؤثر على منطقة تحت المهاد المتحكمة في هرمونات الجسم. (3)

    نسرد فيما يلي بعض الخطوات التي توصى المرأة باتباعها للتخلص من أثر التوتر على الدورة الشهرية: (1)

    • ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي.
    • تناول وجبات صحية متوازنة.
    • ممارسة التأمل.
    • قضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء.
    • النوم لفترات كافية.

    للمزيد: 5 طرق لعلاج تأخر الدورة الشهرية

    قد يصف طبيب النساء أقراص منع الحمل الهرمونية، لتعويض العجز في إفراز الاستروجين والبروجسترون، وذلك في الحالات التي يستمر بها تفويت أو انقطاع الدورة الشهرية لعدة أشهر.

    تساعد استشارة طبيب نفسي في حل المشكلة، فقد يصف دواءًا مضادًا للقلق، أو ينصح ببعض الجلسات العلاجية في مجموعات، بهدف التخلص من التوتر الزائد. (1)(3)

    للمزيد: ما هي مخاطر تأخر الدورة الشهرية؟

    نصيحة الطبي

    توصى المرأة بالتواصل الجيد مع جسمها لمعرفة ما يسبب التوتر والقلق، فالأمر شخصي وما يثير التوتر عند البعض لا يمثل قلقًا لدى البعض الآخر، ثم تبدأ رحلة الخروج من دائرة التوتر والضغط النفسي الذي يسيطر عليها لفترات طويلة الأمد، بهدف الحفاظ على صحة جهازها التناسلي، والتوازن الهرموني لديها.