سعيا للحصول على بشرة جميلة وصحية، تقوم العديد من السيدات باستخدام مستحضرات تجميل مختلفة كتلك المرطبة أوالمنعمة للبشرة فضلاً عن المبيضات التي يتمثل أثرها في تخفيف صبغة الميلانين التي تتحكم في مقدار تصبغ البشرة , فكلما ازداد مقدارها، تزداد البشرة قتامة. ويحدد مقدار هذه الصبغة في البشرة عوامل عديدة، أهمها العامل الجيني , ومنها ما يرتبط بالهرمونات والتعرض لأشعة الشمس واستخدام مواد كيماوية معينة وأخيراً إصابات الجلد.

تستخدم مبيضات البشرة لأسباب عديدة، منها تقليل الصبغة المذكورة في البقع التي تظهر على الجسم مع التقدم في السن أو التي تظهر بشكل مرافق لاضطرابات هرمونية ، كما وتستخدم للتخلص من آثار حب الشباب. وهناك أيضا من يستخدمن هذه المبيضات لتبييض الجسم بأكمله، غير أن هذا يسبب أضرارا بالغة، وذلك بسبب ما تحتوي عليه هذه المبيضات من مواد ضارة أهمها الزئبق .

على الرغم من أن تبييض البقع الداكنة يعد أمرا مرغوبا به وخاصة من السيدات، إلا أنه يجب أخذ العديد من الأمور بعين الاعتبار قبل اختيار المستحضر المناسب لكل بشرة , فلكل بشرة صفات خاصة تجعلها مختلفة عن غيرها.

وتتركب المواد التي تستخدم في تبييض البشرة من الزئبق mercury الذي ينتمي للمعادن الثقيلة التي تُعد خطيرة بالرغم من تواجدها في مستحضر تبييض البشرة بنسب قليلة حيث تتسبب بالاضطرابات النفسية , العصبية أوالكلوية. تم منع استخدام هذه المادة في تصنيع المستحضرات المبيضة للبشرة في الولايات المتحدة الأمريكية ، غير أنها ما زالت تستخدم في العديد من الدول .

وللحرص، يجب الابتعاد عن المستحضرات التي تحتوي على الزئبق، والذي قد يأتي بأسماء مختلفة، منها ال

calomel, mercuric , mercurous , mercurio.

تستخدم مادة الهايدروكوينون hydroquinone أيضا في معظم مستحضرات تبييض البشرة، غير أن مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكي Food and Drug Administration (FDA ) تنظم استخدامها كما تتعدد الدول التي تحظر استخدامها نهائيا كاليابان وبعض الدول الاوروبية، وذلك لما لها من أضرار صحية ، الأمر الذي أدى إلى ضرورة عدم استخدامها إلا بعد استشارة الطبيب ومع إرشاداته إن كانت مستوياته تصل إلى 2% أو أقل. أما إن كانت مستوياته بين ال 2-4%، فعندها لا يمكن صرفها إلا بوصفة طبيب متخصص في الأمراض الجلدية ويذكر أن هذه المادة ﻻ تتواجد بمستويات أعلى من ذلك في مستحضرات تبييض البشرة .

وتستخدم الستيرويدات أيضا في تبييض البشرة، غير أنه يُوصى باستخدامها بكميات قليلة ولمدة قصيرة لتجنب تسببها بالأعراض الجانبية كظهور حب الشباب , الالتهابات الجلدية , ترقق البشرة , صعوبة التئام الجروح , هشاشة العظام وضعف العضلات.

ويشار إلى أن هناك موادا عديدة أخرى تستخدم لنفس الغرض، منها حَمْضُ الريتينَويك

retinoic acid المُصنع من فيتامين (أ)، وحمض الكوجيك kojic Acid ( مركب طبيعي مستخلص من فطريات خاصة )

قبل الشروع باستخدام أي من مبيضات البشرة وأثناء استخدامها، يجب طرح جميع الأسئلة التي تتبادر بالذهن على الطبيب المتخصص بالأمراض الجلدية. كما يُوصى بقراءة النشرة المرفقة مع هذه المبيضات لمعرفة طريقة الاستخدام وغير ذلك من المعلومات الهامة كالتأكد من خلوها من الزئبق واحتوائها على مستويات مسموح بها من الهايدروكوينون حيث تهدف هذه الاحتياطات إلى الحد من تسبب المبيضات بمشاكل قد تكون خطيرة.

وأخيرا، نركز هنا على أنه كما لمستحضرات تبييض البشرة من تأثيرات إيجابية على جمال البشرة، فهو أيضا يحمل تأثيرات سلبية عليه, فاستخدامها لمدة طويلة يتسبب في ظهور علامات الشيخوخة على البشرة وزيادة قتامتها اضافة الى ظهور بقع جلدية يصعب علاجها وتحولها بعد محاولات العلاج الى تندبات سوداء كما أن الاستخدام المطول لهذه المواد يزيد من فرصة تهيج الجلد و الإصابة بسرطان الجلد .