مقدمة

يعاني الكثير من الأشخاص من شعور مزعج يعرف بانتفاخ البطن، والذي يوصف كأنه وجود بالون مليء داخل المعدة. بينما في بعض الأحيان قد يكون هذا الإحساس ناتجًا عن أسباب بسيطة، مثل تناول أطعمة تسبب الغازات، إلا أنه قد يكون أيضًا علامة على مشكلات صحية أكثر خطورة. في هذا المقال، سنأخذك في جولة لاستكشاف أبرز الأسباب وراء انتفاخ البطن، وكيفية التعامل معها بطرق فعّالة.

أسباب انتفاخ البطن

الغازات

غازات البطن تُعتبر من أكثر الأسباب شيوعاً التي تؤدي إلى إحساس الانتفاخ، حيث يمكن أن تسبب شعورًا بعدم الارتياح أو حتى آلامًا شديدة للبعض. يعود السبب في ذلك غالباً إلى ابتلاع الهواء أثناء تناول الطعام بسرعة، أو مضغ العلكة، أو استهلاك أطعمة معينة مثل:

  • البقوليات مثل الفاصولياء والعدس.
  • المشروبات الغازية.
  • الزهرة والبروكلي والملفوف.
  • البصل والثوم.
  • القمح والشعير.
  • الأطعمة المقلية والحارة.
  • منتجات الألبان مثل الحليب.
  • التفاح والسكر الصناعي.

لتخفيف الشعور بالانتفاخ الناتج عن الغازات، يُفضل تقليل تناول هذه الأطعمة ومضغ الطعام ببطء.

الإفراط في الأكل (أو الأكل بسرعة)

قد يؤدي تناول كميات كبيرة من الطعام، خاصة الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، إلى الشعور بالانتفاخ. كما أن تناول الطعام بسرعة يزيد من احتمالية ابتلاع الهواء، مما يعزز من الشعور بالغازات. من المهم أن نعلم أن الدماغ يحتاج إلى حوالي 20 دقيقة لاستقبال إشارات الشبع من المعدة، لذا يُنصح بتناول الطعام ببطء والتوقف عن الأكل قبل الشعور بالشبع التام.

الدورة الشهرية

تشكل التغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية سببًا شائعًا لانتفاخ البطن، حيث تشير الدراسات إلى أن 75% من النساء يواجهن هذه الحالة قبل وأثناء فترة الحيض. هذه الأعراض تحدث نتيجة احتباس السوائل وتأثير الهرمونات الأنثوية على حركة الأمعاء.

الإمساك

يُعتبر الإمساك من الأسباب الشائعة لانتفاخ البطن، حيث يؤدي تراكم الفضلات في القولون إلى إبطاء حركة الأمعاء، مما يجعل الطعام يبقى لفترة أطول في الجهاز الهضمي. يمكن أن يكون الإمساك عارضًا مؤقتًا أو مزمنًا، ويجب مراقبة نمط الحياة والنظام الغذائي للمساعدة في تخفيف هذه الحالة.

زيادة الوزن

زيادة الوزن، خاصة عند تجاوز 4.5 كيلوغرام خلال عام واحد، قد تسبب شعور بالانتفاخ بسبب تراكم الدهون في منطقة البطن. يُفضل استشارة طبيب أو أخصائي تغذية للحصول على نصائح حول فقدان الوزن بشكل صحي.

عدم تحمل بعض الأطعمة

يواجه بعض الأفراد صعوبة في هضم أطعمة معينة، مثل منتجات الألبان في حالة عدم تحمل اللاكتوز أو الأطعمة المحتوية على الغلوتين. تؤدي هذه الحالات إلى الانتفاخ وأعراض أخرى، لكن يمكن التغلب عليها من خلال تجنب الأطعمة المسببة.

متلازمة القولون العصبي

تؤثر متلازمة القولون العصبي على عملية الهضم، ويمكن أن تسبب نوبات من الإسهال أو الإمساك، بالإضافة إلى آلام متكررة في البطن. يُنصح بمراجعة الطبيب للتعامل مع هذه الحالة بشكل مناسب.

العدوى المعوية

تُسبب العدوى المعوية انتفاخ البطن، وغالبًا ما تكون مصحوبة بأعراض مثل الإسهال والغثيان. يمكن أن تكون العدوى بكتيرية أو فيروسية، وفي معظم الأحيان تختفي تلقائيًا، لكن يجب استشارة الطبيب إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة.

خزل المعدة

في حالة خزل المعدة، تتباطأ حركة الأمعاء، مما يؤدي إلى شعور بالانتفاخ وآلام في المعدة. يُعتبر السكري أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لهذه الحالة.
فريد 3 مدبلج الحلقة 467

فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة

يمكن أن يحدث فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى الانتفاخ والإسهال. يرتبط هذا الأمر بحالات صحية متعددة ويستدعي استشارة الطبيب.

أسباب أخرى

إذا استمر انتفاخ البطن لفترة طويلة أو ازدادت حدته، خاصة مع ظهور أعراض مقلقة مثل الحمى، يجب استشارة الطبيب لاستبعاد أسباب طبية أخرى خطيرة.

  • انسداد الأمعاء: حالة تمنع مرور الطعام والفضلات عبر الجهاز الهضمي.
  • استسقاء البطن: تراكم السوائل في تجويف البطن.
  • قصور البنكرياس: عدم قدرة البنكرياس على إنتاج كميات كافية من الإنزيمات الهاضمة.
  • بطانة الرحم المهاجرة: نمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم.
  • حصوات المرارة: تسبب ألمًا شديدًا في البطن.
  • السرطان: بعض أنواع السرطان قد تسبب انتفاخًا مزمنًا.

نصائح للتعامل مع انتفاخ البطن

هناك العديد من الأسباب البسيطة وراء انتفاخ البطن، مثل الغازات والإمساك والدورة الشهرية، وغالبًا يمكن معالجة هذه الحالة بتغييرات بسيطة في نمط الحياة والعلاجات المنزلية. إذا استمر الانتفاخ لعدة أيام أو زادت حدته، يُنصح باستشارة طبيب مختص لتحديد السبب الدقيق وطرق العلاج المناسبة.