فحص الإجهاد اللاحق للصدمة (بالإنجليزية: Post Traumatic Stress Disorder) الذي يرمز له ب(PTSD)، الذي يتم إجراؤه نتيجة الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة وهو اضطراب نفسي يمكن أن يحدث بعد تجربة أو مشاهدة أحداث تهدد الحياة مثل القتال العسكري أو الكوارث الطبيعية أو الحوادث الإرهابية أو الحوادث الخطيرة أو الاعتداء الجسدي أو الجنسي، ويعود معظم الناجين من الصدمة إلى طبيعتهم في فترة قصير من الوقت، ومع ذلك يكون لدى بعض الأشخاص ردود فعل إجهاد وتعب لا تختفي من تلقاء نفسها، أو قد تزداد سوءاً بمرور الزمن، وقد يصاب هؤلاء الأفراد باضطراب ما بعد الصدمة.

ويتم علاج هذا الاضطراب بالعلاج السلوكي المعرفي وهو أحد أجزاء العلاج النفسي ويعتمد على تغيير الطريقة التي ننظر بها إلى الأشياء، مثل محاولة تغيير طرق التفكير السلبية إلى طرق أكثر إيجابية، وإذا كان الشخص قد مر بتجربة مؤلمة فقد يتوقع أن يستمر في تجربة المشاعر السلبية المرتبطة بتجربته.

دواعي إجراء فحص اضطراب ما بعد الصدمة

غالباً ما يعيد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة تجربة مشاهدة أحداث الصدمة خلال الكوابيس وذكريات الماضي، ويجدون صعوبة بالغة في النوم ويشعرون بالانفصال عن من حولهم والانطواء، وقد تكون هذه الأعراض شديدة بما يكفي وتدوم طويلاً بما يكفي لإضعاف حياة الشخص اليومية بشكل كبير.

يمكن أن يحدث اضطراب ما بعد الصدمة لأي شخص، وإنه بدوره ليس مدعاة للخجل وكما أنه ليس علامة ضعف، ويمكن لعدد من العوامل أن تزيد من احتمال إصابة الشخص باضطراب ما بعد الصدمة، والعديد منها لا يخضع لسيطرة الشخص المصاب، ومن دواعي إجراء الفحص اضطراب الشخص بعد التعرض لأحد العوامل التالية:

  • التعرض لحدث صادم وشديد أو حدث طويل الأمد.
  • التعرض للإصابة أثناء حدث أو صدمة.
  • الحروب والقتال.
  • الاعتداء الجنسي.

معايير فحص اضطراب ما بعد الصدمة

لقد مر الكثير من الأشخاص بحدث صادم وتجربة مخيفة لها تأثير عاطفي عميق على الشخص، وحتى لو لم يحدث لك ذلك مباشرةً فإن مشاهدته أو سماع أي شيء له علاقة بذلك الحدث الصعب قد يكون أحيانًا كافيًا لزعزعة الكيان، ومع مرور الوقت قد تتلاشى الصدمة والخوف، ولكن ماذا لو لم يتمكن الشخص من التخلص من القلق والأرق والذكريات الناتجة عن تلك الصدمة السابقة، وبمثل هذه الحالة قد يكون لدى الشخص اضطراب ما بعد الصدمة، مما يعني أن الشخص سيعاني حينها من مشكلة تتعلق بالصحة العقلية.

لمعرفة ما إذا كان الشخص مصاباً أو لا سيتحدث الطبيب مع المصاب عن الصدمة ومعرفة ما إذا كانت ردود أفعاله تتوافق مع معايير جمعية الطب النفسي الأمريكية لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة أو لا، يوجد معايير معينة يجب اتباعها لتشخيص المرض، ويمكن تفصيل المعايير الثمانية للفحص بالشكل التالي:

المعيار أ: ويجب أن يكون الشخص قد تعرض للموت أو تم تهديده بالقتل، أو يجب أن يكون قد تعرض لإصابة فعلية أو خطيرة أو عنف جنسي بالغ أو مهدد، ويجب أن يكون قد مر بواحدة على الأقل من الأشياء التالية الذكر:

  • التجربة الاولية.
  • مشاهدة الحدث.
  • تعلم أن صديقاً مقرباً أو قريباً واجهها أو تعرضا للتهديد.
  • تعرض الشخص للصدمة بشكل مستمر والتي تصيب الأشخاص الآخرين.

للمزيد: ماذا تعرف عن القلق النفسي؟

المعيار ب: ويكون الشخص حينها يعاني من الصدمة مراراً وتكراراً من خلال واحد على الأقل مما يلي:

للمزيد: الكوابيس حالة عرضية أم مرضية

المعيار ج: ويتجنب الشخص حينها الأشياء التي تذكره بالصدمة، ولتحقيق هذا المعيار، يجب على الشخص القيام بأحد الأمور التالية الذكر:

  • تجنب الأفكار أو المشاعر المتعلقة بالصدمة، فعلى سبيل المثال قد يرفض الشخص التحدث عن الحرب إذا كانت الحرب هي سبب ما يعانيه الشخص من أعراض.
  • تجنب الشخص الأشياء التي تذكره بالصدمة، وقد لا يشاهد مثلا أفلاما عن الحرب خوفًا من إثارة مشاعر مؤلمة.

المعيار د: ويكون لدى الشخص أفكار أو مشاعر سلبية بدأت أو ازدادت سوءًا بعد الصدمة، ولتحقيق هذا المعيار يجب أن يكون اثنان على الأقل من الشروط التالية الذكر موجودان عنده:

  • تذكر الشخص القليل عن الحدث.
  • سلبية الشخص بشكل مفرط عند حديثه عن نفسه أو عن العالم.
  • لوم الشخص لنفسه أو أن يلوم الآخرين على الصدمة، وحتى لو لم يكن لهم دور في ذلك.
  • افتقار الشخص للاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها.
  • الشعور بالوحدة والعزلة.
  • إيجاد صعوبة في أن يكون إيجابيًا أو في تجريب واختبار شعور السعادة.

المعيار هـ: ويكون قد بدأت الأعراض على الشخص أو ازدادت سوءًا بعد الحدث الصادم، ويجب أن يكون اثنان على الأقل من النقاط التالية الذكر جزءًا من تجربة المصاب:

  • غالبًا ما يكون الشخص سريع الانفعال أو الغضب.
  • الشعور باستمرار بالحذر، أو الشعور بالإندهاش باستمرار.
  • مشاركة الشخص في سلوك خطير.
  • وجود مشاكل في النوم.
  • صعوبة في التركيز.

المعيار و: يستوفي الشخص المصاب هذا المعيار إذا استمر أي من الأعراض السابقة لأكثر من شهر.

المعيارز: وهنا تكون أعراض الشخص المصاب من الصعب العمل أو مواكبة الحياة اليومية معها.

المعيارح: وهنا يكون سبب ظهور الأعراض الأدوية أو العقاقير غير القانونية أو أي مرض آخر.

وفي حال استوفيت جميع هذه المعايير فسوف يشخص الطبيب المعالج المصاب بمرض ما بعد الصدمة، وتتحتم حينها الخطوة القادمة وهي خطوة العلاج.

علاج اضطراب ما بعد الصدمة

هناك العديد من الطرق لعلاج المصاب بذلك الاضطراب النفسي، ونذكر منها التالي:

  • العلاج النفسي: ويتضمن العلاج النفسي التحدث مع معالج إما بمفرده أو في مجموعة، ويتضمن أيضًا استخدام العلاج السلوكي المعرفي، ويساعد هذا النوع من العلاج في تحديد أنماط التفكير السلبية ويمنح المصاب أدوات لاستبدالها بأفكار أكثر إيجابية، وقد تساعد هذه الطرق في إعادة تشغيل الأنشطة التي كان الشخص يتجنبها، ويعتقد أن العلاج السلوكي المعرفي هو العلاج الأكثر فعالية لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، ويتم اعطاءه للشخص المصاب عادة في حوالي 8-12 جلسة أسبوعية، وعلى الرغم من أنه قد تكون هناك حاجة أقل لعدد الجلسات، فقد تستغرق الجلسات عادة حوالي 60-90 دقيقة. وقد يوصي الطبيب أيضًا بالعلاج السلوكي الجدلي، وهو نوع من العلاج المعرفي السلوكي الذي يساعد على الاستجابة بشكل أفضل للضغط وبناء علاقات أقوى مع الآخرين.
  • الفحص من خلال حركة العين الحساسة وإعادة المعالجة: ويستخدم عادة لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، ويمكن أن يكون مفيداً أيضاً، وسيطلب الطبيب التفكير لفترة وجيزة في لحظة صادمة أثناء تحريك العين من جانب إلى آخر، وتتضمن التقنيات الأخرى وجود شخص ما ينقر على يدي المريض بدلاً من تحريك عينيه، وبمرور الوقت قد تساعد هذه العملية على إزالة الحساسية من الذكريات والأفكار المؤلمة.
  • العلاجات الدوائية: ويمكن للأدوية المستخدمة تقليدياً لعلاج الاكتئاب أن تساعد أيضاً في أعراض تميل إلى العمل بشكل أفضل عند دمجها مع شكل آخر من العلاج، ومثل العلاج السلوكي المعرفي قد تتضمن مضادات الاكتئاب الشائعة المستخدمة ما يلي:
  • سيرترالين.
  • باروكستين.
  • فلوكستين.

في حين أن بعض الناس يستفيدون من استخدام هذه الأدوية على المدى الطويل، فقد يحتاج بعض المصابين فقط إلى تناولها لفترة قصيرة من الوقت بينما يتم التأقلم مع استراتيجيات التكيف الجديدة.