يعد التصوير الفوتوغرافي من أحد الممارسات الحركية التي قد تؤدي إلى إصابات ميكانيكية تسبب الآلام على المستوى الزمني القريب أو البعيد، كما تعتبر عاملاً جانبياً يؤثر أولئك الذين لديهم بعض الأمراض التي تتأثر بالمجهود أو الوضعية الخاطئة للجسم.

ويجب على المصور دائماً تعلم الأساليب الصحيحة والمناسبة للمكان والزمان والوضعية، مع دراسة ظروف التضاريس والطقس دائماً في منطقة التصوير قبل الذهاب إليها، لاختلاف احتياجات المصور من منطقة لأخرى، مما يحتم على المصور مراعاة اللبس والحذاء المناسبين اللذين يتوافقان مع طبوغرافية المكان تجنباً للإصابات الميكانيكة، مثل التواء الكاحل أو إصابات الجهاز التنفسي.

اقرأ أيضاً: معلومات حول التواء مفصل الكاحل

أوضاع التصوير التي تسبب إصابة الظهر

من أشهر الأوضاع لدى المصورين التي تسبب أضرار لمنطقة الظهر ما يلي:

  • الإنحناء (الركوع) أثناء وضعية التصوير على الحامل الثلاثي، وتعد من أشهر الأوضاع الرئيسية التي كشفت الدراسات أنها تسبب آلام الظهر، ولتجنب أضرار هذه الوضعية لا بد أن يتعلم المصور الطرق الآمنة للوقوف أو الجلوس بالطريقة الصحيحة، بما لا يؤثر على العمود الفقري وعضلات الظهر، كما ينصح المصورين بالاستعانة دائماً بقدر الإمكان بالتقنيات التي تساعد وتقلل من مؤشر الإصابة، مثل استخدام شاشة المشهد المباشر.
  • وضعية (القرفصاء) وهي من الأوضاع التي تظهر لدى المصورين كثيراً عند تصويرهم منظراً لأسفل مثل تصوير الزهور، وتعد هذه الوضعية من الأسباب التي يترتب عليها في كثير من الأحيان آلام مزمنة، كما قد تتسبب في إصابة الغضروف الهلالي في الركبة، وينصح كبديل آمن للمصور أخذ كرسي صغير سهل النقل ليستخدمه أثناء التصوير في وضعية استخدام الحامل الثلاثي لفترة طويلة.

الأضرار التي يتعرض لها المصور

قد يتعرض المصور نتيجة ثقل الكاميرا أو مسك الكاميرا بوضعية خاطئة على المدى البعيد أو القريب أحياناً للإصابة بمتلازمة الألم الرسغي (بالإنجليزية: Carpal tunnel syndrom) في اليد اليسرى، وهي في الغالب التي تحمل ثقل وزن الكاميرا، كما أن حمل الكاميرا أو معدات التصوير الثقيلة في جهة واحدة بشكل مستمر قد يتسبب في مرض الجنف المُكتسب (بالإنجليزية: Scoliosis) وهو انحراف العمود الفقري في أحد الجانبين، ولذا ينصح باستخدام حقائب الظهر وتعليقها بالظهر من الجهتين بدلاً من الحقائب التي تحمل على جهة واحدة مع تجنب حمل الأوزان الثقيلة.

كثيراً ما ينشغل المصورون بعد التصوير بنقل ومعالجة الصور على الكمبيوتر لفترات طويلة، وشغف المصورين وحبهم للانتهاء من إخراج عملهم يجعلهم في كثير من الأحيان يغفلون عن الوضعيات الصحيحة ويجلسون فترات طويلة، مما يشكل خطورة كبيرة على ميكانيكية الجسم، وأشهر الأضرار التي تترتب على الجلسة الخاطئة أمام الكمبيوتر والمكوث فترات طويلة هي آلام وإصابات العمود الفقري، خاصة فقرات الرقبة والفقرات القطنية وآلام العضلات، بالإضافة إلى إنحراف العمود الفقري وغيرها من المشكلات التي يصعب حصرها.

نصائح للمصورين الفوتوغرافيين

وأخيراً ننصح الزملاء المصورين بما يلي:

  • عمل توازن مابين الوقوف والجلوس والحركة، مع مراعاة تسخين العضلات بالتدرج عند المشي، وتجنب الحركات المفاجئة، وعمل تمارين الإطالة والتقوية قدر الإمكان للحصول على أكبر قدر من إمكانيات وطاقة الجسم دون التعرض لأي إصابة، مع الحرص الدائم على وجبة الإفطار وتنوع الوجبات المحتوية على عناصر غذائية جيدة وتنوع متعادل لحاجة الجسم.
  • عند التصوير في وضعية الوقوف بدون استخدام الحامل الثلاثي يفضل تقديم أحد القدمين للخارج قليلاً، للحصول على راحة وتوازن أكبر للجسم مع استقامة للظهر، كما يجب مراعاة حمل الكاميرا بالطريقة الصحيحة عند التصوير، خاصة عند استخدام الكاميرات الاحترافية الأكثر وزناً، تجنباً لحدوث أي إصابة في مفصل الرسغ، وتعتبر أكثر الوضعيات أماناً في حمل الكاميرا طريقة حمل الكاميرا براحة الكف اليسرى من الأسفل مع استخدام اصابع الإبهام والسبابة والوسطى في تحريك العدسة واليد اليمنى في منطقة مقبض الكاميرا مع استخدام أصبع السبابة على زر الالتقاط.
  • عند التصوير والكاميرا على الحامل الثلاثي يجب رفع الحامل إلى أعلى مستوى، مع مراعاة استقامة الظهر قدر الإمكان، والتعويض بثني الركبتين مع تقديم أحد القدمين عن الأخرى للحصول على توازن أكبر وأقل تقوس للظهر، وبعد التقاط الصور يجب مراعاة الجلسة الصحيحة لجميع مفاصل الجسم أثناء استخدام الكمبيوتر، تجنباً لحدوث أي إصابة وهناك العديد من الصور والإرشادات التي توضح الوضعيات السليمة أثناء استخدام جهاز الكمبيوتر.
  • تجنب وضعية القرفصاء لفترات طويلة أثناء التصوير بالقرب من الأرض، والأفضل استخدام كرسي صغير أو الجلوس في وضعية انطلاق سباق الجري، بحيث تكون إحدى الركبتين ملامسة للأرض والقدم الأخرى في وضعية شبه قائمة بما يعادل زاوية ٨٠ درجة تقريباً بمفصل الركبة؛ وذلك لأن وضعية القرفصاء تجعل الركبتين تتحملان غالبية وزن الجسم مما قد يؤدي بعد ذلك إلى ظهور خشونة مبكرة وآلام مزمنة بمفصل الركبة.
  • حافظ على وضعية الرقبة قدر الإمكان بشكل قائم، وتجنب تعليق الكاميرا لفترة طويلة بالرقبة، خاصة مع استخدام العدسات ذات الأوزان الكبيرة، حرصاً على سلامة الرقبة والكتفين من الإصابات التراكمية التي تسبب بعد ذلك آلاماً مزمنة، وعند الحاجة الملحة لتعليق كاميرا أو حتى اثنتين بوقت معتدل بدلاً من إدخالها وإخراجها من حقيبة الكاميرا، ينصح بشراء حزام أكثر جودة وأماناً من الحزام الأصلي الذي وجدته مع الكاميرا، بحيث يحوي الحزام الجديد على مادة اسفنجية وتناسق في تصميمة مع بايوميكانيكية الجسم وجودة في الاستخدام أكثر من الحزام الأصلي، مع العلم أن هناك الكثير من الأنواع والأشكال لدى المتاجر ولكن احرص دائماً على اختيار أكثرها أماناًً.

اقرأ أيضاً: ما هي فوائد تمارين الإطالة؟