تهتم الكثير من الأمهات بمعرفة أنواع تحاليل حديثي الولادة، والقراءة عنها؛ كي تتابع أداءها مع صغيرها للاطمئنان عليه، وتعد فحوصات حديثي الولادة خدمة صحية عامة تجرى للأطفال حديثي الولادة؛ للكشف عن وجود أي مشكلة صحية، وهي خدمة تقدم في كل دول العالم، وتختلف من دولة إلى أخرى، كما يمكن أن تختلف من ولاية إلى أخرى. نتحدث فيما يلي بشيء من التفصيل عن أنواع فحوصات حديثي الولادة.

ما هي أهمية فحوصات حديثي الولادة؟

بالرغم من أن معظم الأطفال يولدون بصحة جيدة، إلا إن بعض الأطفال قد يعانون من حالات طبية خطيرة منذ ولادتهم، ويمكن علاجها أو التقليل من مضاعفاتها عند الكشف عنها مبكراً، ويمكن أن تحدث هذه الحالات المرضية في أي عائلة حتى وإن لم يكن لديها تاريخ عائلي مرضي.

لذلك ينصح بإجراء فحوصات حديثي الولادة عند ولادة أي طفل، والتي تشمل عدة فحوصات وتحاليل طبية، وتستخدم للكشف عن وجود أي مشكلة صحية قد تؤثر على النمو الطبيعي للطفل، وحالته الصحية على المدى البعيد، أو قد تؤثر على بقائه على قيد الحياة.

قد يساهم الكشف والتشخيص المبكر، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحل المشكلة، وهي لازالت في مراحلها الأولى في الحد من حدوث حالات الوفاة، أو الإعاقة عند الطفل.

اقرأ أيضاً: خلع الكتف عند الاطفال حديثي الولادة

متى تجرى فحوصات حديثي الولادة؟

تجرى فحوصات حديثي الولادة خلال أول 1 – 2 يوم بعد ولادتهم، وعادة ما يكون ذلك قبل مغادرتهم للمستشفى، وفي حال عدم ولادة الطفل داخل المستشفى يجب على الوالدين التحدث مع طبيب العائلة، أو الطبيب المشرف على طفلهم بخصوص تلك الفحوصات.

ماهي تحاليل الطفل بعد الولادة؟

نذكر فيما يلي بعض التحاليل المطلوبة عند الولادة للطفل مثل اختبار عينة دم، وفحص السمع، وقياس التأكسج، والفحص البدني.

فحص السمع

يجرى فحص فقدان السمع للأطفال حديثي الولادة باستخدام اختبارين مختلفين، ويجرى كلا الاختبارين بطريقة سريعة خلال فترة تتراوح من 5 إلى 10 دقائق، وآمنة، ومريحة لحديث الولادة، وغالباً ما تجرى فحوصات حديثي الولادة الخاصة بالسمع أثناء نوم الطفل، ويمكن إجراء اختبار واحد منهما أو كلاهما.

  • اختبار الانبعاث الصوتي (بالإنجليزية: Otoacoustic Emissions): يحدد من خلاله استجابة أجزاء معينة من الأذن للأصوات، حيث توضع سماعة صغيرة وميكروفون في الأذن، وتشغل الأصوات.
  • إذا كان السمع طبيعياً: سينعكس صدى في قناة الأذن، والذي يمكن قياسه بواسطة الميكروفون.
  • إذا كان هناك فقدان سمع: لا يكتشف وجود أي صدى.
    • اختبار الاستجابة السمعية لجذع الدماغ (بالإنجليزية: Auditory Brainstem Response): توضع سماعات صغيرة في الأذن، وتشغل الأصوات، كما توضع أيضاً أقطاب كهربائية، تشبه أقطاب جهاز تخطيط القلب على طول رأس الطفل الرضيع؛ لاكتشاف استجابة المخ لهذه الأصوات، وفي حالة عدم استجابة الدماغ لهذه الأصوات باستمرار، فقد تكون هناك مشكلة في السمع عند حديث الولادة، ويقيم من خلال هذا الاختبار ما يلي:
  • جذع الدماغ السمعي، وهو جزء من العصب يحمل الصوت من الأذن إلى الدماغ.
  • استجابة الدماغ للصوت.
  • للمزيد: الرعاية الصحية للأم والطفل بعد الولادة

    قياس التأكسج النبضي

    يعد قياس التأكسج النبضي (بالإنجليزية: Pulse Oximetry) من فحوصات حديثي الولادة غير الباضعة، ويقاس من خلاله مستوى الأكسجين الموجود في الدم، إذ يمكن أن يعاني الأطفال الرضع المصابون بمشكلات في القلب من انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، وبالتالي فإن إجراء اختبار قياس التأكسج النبضي يمكن أن يساعد في تحديد الأطفال الرضع الذين قد يعانون من أمراض القلب الخلقية الحرجة.

    يجرى اختبار قياس التأكسج النبضي من خلال وضع جهاز استشعار غير مؤلم على جلد الطفل الرضيع، ويستغرق فحص الطفل حديث الولادة بضع دقائق فقط، ويجرى بعد أن يبلغ حديث الولادة 24 ساعة من العمر.

    اقرأ أيضاً: الجنين ضحية أمراض أمه

    اختبار عينة دم

    يجرى اختبار عينة دم من خلال أخذ عينة دم صغيرة عن طريق وخز كعب الطفل، ويجب أخذ عينة الدم هذه بعد مرور أول 24 ساعة من الولادة، ولكن في بعض الأحيان تؤخذ عينة الدم خلال أول 24 ساعة؛ وذلك لخروج الأم وحديث الولادة قبل انقضاء أول 24 ساعة، وعند حدوث ذلك، فإنه يوصى بأخذ عينة أخرى من حديث الولادة خلال مدة زمنية لا تزيد عن أسبوع إلى أسبوعين. قد تجري بعض الدول الاختبارين بشكل روتيني لجميع الأطفال الرضع.

    يمكن أن يكشف تحليل الدم للأطفال حديثي الولادة عن الكثير من الأمراض أو المشكلات الصحية النادرة والخطيرة، منها:

    • المشكلات الصحية المتعلقة بالهيموغلوبين، وهو بروتين يتواجد في خلايا الدم الحمراء، ويحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم مثل مرض فقر الدم المنجلي، وتالاسيمية بيتا.
    • اضطرابات الأيض، وهي عملية حيوية يحول فيها الغذاء إلى طاقة يستطيع الجسم استخدامها للتنقل، والتفكير، والنمو، وتحدث هذه الاضطرابات بسبب عدم وجود الإنزيمات التي تساعد في عملية الأيض، أو عدم عملها كما يجب، ومنها بيلة الفينيل كيتون، وداء بول شراب القيقب، ومرض فرط تيروزين الدم، ومرض فرط سيترولين الدم.
    • المشكلات الصحية المتعلقة بالهرمونات، حيث تحدث العديد من هذه المشكلات عندما لا تفرز الغدد الهرمونات بالمعدل الطبيعي أو بمعدل يفوق المعدل الطبيعي، ومن هذه المشكلات قصور الغدة الدرقية الخلقي، وتضخم الغدة الكظرية الخلقي.
    • مشكلات أخرى مثل التليف الكيسي، والعوز المناعي المشترك الشديد، وضمور العضلات الشوكي، ومرض تخزين الجليكوجين، ونقص البيوتينيداز.

    عادة ما تكون نتائج تحليل الدم للاطفال حديثي الولادة جاهزة في الوقت الذي يبلغ فيه عمر الطفل الرضيع من 5 إلى 7 أيام، وفي كثير من الأحيان لا يجرى الاتصال بالوالدين، وإخبارهم عن النتائج في حال كانت طبيعية، ويجرى الاتصال بهم فقط في حال كانت نتيجة أحد الاختبارات إيجابية لمشكلة مرضية.

    ومن الجدير بالذكر أن النتيجة الإيجابيات لأحد اختبارات فحوصات حديثي الولادة لا تعني بالضرورة أن الطفل الرضيع يعاني من مشكلة طبية؛ لذلك يطلب الأطباء إجراء المزيد من الاختبارات والفحوصات؛ لتأكيد أو استبعاد التشخيص.

    يمكن أن يحول الأطباء الطفل الرضيع إلى اختصاصي في حال تأكيد التشخيص؛ لإجراء المزيد من الاختبارات وتقديم العلاج له، ومن المهم بدأ العلاج في أقرب وقت ممكن، وقد يشمل العلاج تركيبة خاصة، أو تقيد بنظام غذائي، أو تناول مكملات غذائية، أو أدوية، أو مراقبة الطفل بدقة.

    اقرأ أيضاً: إصابة الضفيرة العصبية العضدية عند حديثي الولادة

    فحص بدني

    يجرى الفحص البدني للطفل حديثي الولادة بدقة، ويشمل فحص عينيه، وقلبه، ووركه، وأيضاً فحص الخصيتين عند الذكور، ويجرى هذا الفحص في غضون 72 ساعة من الولادة، ثم يكرر مرة أخرى في عمر 6 إلى 8 أسابيع، حيث أن بعض الحالات يمكن أن تستغرق بعض الوقت كي تتطور.

    ما هي تكاليف فحوصات حديثي الولادة؟

    قد تختلف تكلفة إجراء فحوصات حديثي الولادة من دولة إلى أخرى، وقد يغطى التأمين الصحي، أو برامج أخرى متاحة في الدولة تكاليف هذا الفحص كاملة، أو جزء منها.

    اقرأ أيضاً: العناية بالسرة للمولود الجديد