تعد الشامات شائعة جداً، والشامات أو الحسنات هي عبارة عن بقع جلدية بنية اللون تظهر على أي جزء من الجلد بسبب تركز الخلايا المنتجة للصبغة (الخلايا الصباغية)، ويميل الأشخاص الذين يمتلكون بشرة فاتحة إلى أن يكون لديهم المزيد من الشامات.
كما أن الشامات هي آفات جلدية غير مؤذية وشائعة، وعلى الأصح فإنها تسمى بالوحمة الملانية؛ وذلك لأنها تنشأ بسبب نمو سريع للخلايا الملانية، وقد تكون هذه الشامات مسطحة أو بارزة، كما أنها تتنوع في لونها من اللون الزهري القريب من الجسم إلى اللون البني الغامق أو الأسود. وخلال التاريخ، كانت الشامة، وخاصة شامات الوجه تعتبر من علامات الجمال، وكانت بعض السيدات يقمن برسمها تمشياً مع متطلبات الجمال في تلك الأيام.
وسنتناول في هذا المقال الحديث عن انواع الشامات وفوائدها، وعن مدى خطورة تحولها الى سرطان، ومتى يجب ازالتها.
كيف تتكون الشامات؟
تتكون الشامة أو الخال نتيجة انقسام الخلايا في طبقات الجلد، وتظهر على أي جزء من جلد الإنسان، وتختلف في عددها من شخص لآخر، كما أنها تختلف في الحجم والوزن، ويعتمد ذلك على سرعة نموها وعلى النسيج الذي تكونت منه. يعود سبب وجود اللون البني في الشامات إلى وجود الخلايا الصبغية (بالإنجليزية: Melanocytes) فيها، كما أن بعض الشامات تحتوي على شعيرات غامقة.
ويكون للشامات أشكال وأحجام عدة، وقد تكون الشامات موجودة عند الولادة (خلقية) أو تتكون خلال حياة الإنسان، لكن معظمها يبدأ بالنمو خلال الطفولة، رغم أنها قد تظهر في أي عمر، وقد تظهر أحياناً على هيئة مجموعات تشكل الخلايا الوحمية التي تكون جذورها في الطبقة الرابطة بين البشرة (الطبقة الخارجية من الجلد) والأدمة (الطبقة الداخلية)، وهي تعرف بالوحمات الرابطة (بالإنجليزية: Junctional Naevi)، وتكون هذه الشامات مسطحة وملونة.
وعادة ما تتحدد أماكن الشامات ويكتمل ظهورها قبل بلوغ العشرين من العمر، غير أن بعضها يمكن أن يظهر بعد ذلك، كما أن التعرض المستمر لأشعة الشمس يزيد من عددها. ويتأثر لون الشامات بعوامل عدة منها: التعرض لأشعة الشمس، وتأثير الهرمونات في مرحلة البلوغ أو أثناء الحمل، واستعمال حبوب منع الحمل.
وتظهر الشامات في بدايتها مسطحة وتكون ذات ألوان مختلفة، من الأسمر الفاتح إلى الأسود، ثم يزداد حجمها ويتحدد لونها وتظهر الشعيرات في بعض منها، وتستمر بعض الشامات بالنمو مع مرور الأيام فتصبح كبيرة الحجم ومتدلية، وبعضها يشيخ وتختفي.
للمزيد: فرط التصبغ الجلدي
ما هي فوائد الشامات؟
تبين أن الأشخاص الذين يظهر لديهم عدد كبير من الشامات على أجسادهم يشيخون ببطء مقارنة مع الأشخاص الآخرين، حيث وجد الباحثون علاقة بين ظهور الشامات وأحد المؤشرات البيولوجية التي ترتبط بتأخر ظهور الشيخوخة. وقد أجرى علماء في معهد كينغز في لندن بحثاً شمل 1200 توأم من الإناث تتراوح أعمارهن بين 18 و79 سنة، ووجدوا أن الشامات لا تخفف تكون التجاعيد مع التقدم في العمر فحسب، بل تفيد العظام والعضلات التي تكون أكثر قوة.
للمزيد: مشاكل جلدية شائعة بعد الأربعين ودلالاتها
وقال العلماء أن النساء اللواتي توجد على أجسامهن أكثر من 100 شامة يتمتعن بعظام أقوى، وهن 50% أقل عرضة للإصابة بترقق العظام من النساء اللواتي على أجسامهن أقل من 25 شامة. ويبحث العلماء الآن عما إذا كان الأشخاص الذين لديهم شامات كثيرة محميين من عوارض أخرى للتقدم في السن مثل ضعف البصر وحتى أمراض القلب.
للمزيد: ما هو افضل وقت للتعرض للشمس؟
ما هي انواع الشامات؟
يتراوح لون الشامات بدرجات بين كل من الأحمر، والبني، والأزرق، والبنفسجي، والأسود. ويتم تصنيفها علمياً إلى أنواع، بحسب معطيات شكلها، وحجمها، ولونها، ومكان وجودها، وخطر تحولها إلى سرطان. وتشمل انواع الشامات ما يلي:
- الشامات الخلقية: وتسمى هذه الشامات بالوحمات، وتختلف بشكل كبير في الحجم والشكل واللون، ويولد حوالي 0.2 إلى 2.1% من الأطفال مع شامة خلقية. وقد يتم علاج بعض الوحمات لأسباب تجميلية عندما يكون الطفل أكبر سناً، على سبيل المثال من سن 10 إلى 12 سنة؛ حيث يكون الطفل أكثر قدرة على تحمل المخدر الموضعي. وتكون الشامات الخلقية الأكبر حجماً ذات خطر أكبر في أن تصبح خبيثة في مرحلة البلوغ؛ لذا يجب تقييم التغييرات في النمو، أو اللون، أو الشكل، أو الألم في الوحمة أو الشامة من قبل الطبيب.
- الشامات المكتسبة: وهي الشامات التي تظهر على البشرة بعد الولادة، ويمكن أن تظهر في أي مكان على الجلد، وتعرف أيضاً باسم الشامات الشائعة. ويمكن أن يكون لدى الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة في العادة ما بين 10 إلى 40 من هذه الشامات، وقد تكون شامات ذوي البشرة الداكنة أو الشعر الداكن ذات لون أكثر قتامة من شامات أصحاب البشرة الفاتحة.
- الشاماتالزرقاء: تبدو الشامات الزرقاء العميقة باللون الأزرق، وهي شائعة جداً بين بعض الأطفال الهنود، وتعد حالة نادرة.
- الشامة الهالة: قد يصبح الجلد المحيط بالشامة الصغيرة أزرقاً، ويتحول مركز الشامة إلى اللون الباهت. ويمكن أن تكون هذه الشامة حميدة، ولكن بالنسبة لبعض الأشخاص قد يعني وجود الشامة الهالة احتمال تطور الشامة لحالة من البهاق.
- الشامات الشاذة (وتسمى أيضاً الوحمة مشوهة البنية): يمكن أن تظهر الشامات الشاذة في أي مكان على الجسم، وغالباً ما تظهر الشامات الشاذة على الجذع، ولكن يمكنها أن تظهر على الرقبة، أو الرأس، أو فروة الرأس، ونادراً ما تظهر على الوجه. وقد تحتوي الشامات الشاذة الحميدة على بعض الصفات المشابهة لسرطان الجلد. لذا، من المهم إجراء فحوصات منتظمة للبشرة ومراقبة أي تغييرات في الشامات؛ لأن الشامة الشاذة لها قابلية لأن تصبح سرطانية، ولكن من المقدر أن 1 فقط من كل 10000 شامة غير نمطية تتحول إلى سرطان. وبسبب مظهرها، توصف الشامات الشاذة بأنها قبيحة. وبشكل عام تكون الشامات الشاذة على النحو التالي:
للمزيد: لون الجلد
هل تتحول الشامة الى سرطان؟
يبلغ معدل عدد الشامات التي يمتلكها أصحاب البشرة البيضاء 30-50 شامة للفرد، و قد يرتفع هذا العدد ليصل إلى 400 شامة في بعض الحالات، والتي تتفاوت في أحجامها فبعضها يكون صغيراً، بحيث يقل نصف قطر الشامة عن 2 ملم، في حين قد يتجاوز نصف القطر بالنسبة لأخريات 5 مليمترات.
ويقول الباحثون إن امتلاك الفرد لعدد كبير من الشامات على بشرته قد يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة لديهبسرطان الجلد. وفي أحيان نادرة تحمل الشامة بعض الخطورة بسبب احتمال تحولها إلى أورام سرطانية، وتعتبر الشامات خلايا تمهيدية لتكوين أورام جلدية ميلانينية، وهو نوع قاتل من سرطان الجلد.
وقد أجريت دراسة في جامعة ليدز في المملكة المتحدة، شملت معظم أنحاء العالم بهدف التعرف على خطر الشامات خاصة عند الذين يحملون عدداً كبيرا منها، وقد جمعت الدراسة بيانات من 15 دراسة عالمية أخرى شملت 5421 شخصاً لديهم أورام صبغية، و6966 شخصاً ليس لديهم ورم لمجموعة المراقبة. وكانت النتيجة أنالناس الذين لديهم أكبر عدد من الشامات على أجسامهم تكون لديهم زيادة في مخاطر الإصابة بسرطان الجلد مقارنة بالذين لديهم أدنى عدد من الشامات، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه، ويكون احتمال تحولها إلى أورام سرطانية في الحالات الآتية:
- عندما تكون الشامات خلقية (وحمات): وهي التي تكون موجودة على الجلد منذ الولادة وخاصة إذا كانت كبيرة الحجم، فهذا النوع من الشامات يكون عرضة للتحول إلى أورام جلدية في المستقبل.
- عندما يزيد عدد الشامات عن المعدل الطبيعي، أي يكون عددها زائداً عن 100 شامة.
- عندما تكون الشامة غير منتظمة سواء باللون أو الشكل، فتكون حوافها متعرجة ولونها غامق في الوسط وفاتح في الاطراف.
- عند زيادة التعرض لأشعة الشمس.
للمزيد: فوائد واقيات الشمس
وينصح الشخص الذي يعاني من مثل هذه الشامات على جلده بمراجعة طبيب الجلدية لفحصها والتأكد من سلامتها. كما أن هناك بعض المؤشرات التي إذا انطبقت على شامة ما، يكون هناك ما يستدعي القلق منها، وتكون اشكال الشامات السرطانية كالتالي:
- يكون شكل الشامات الطبيعية أقرب إلى الدائرة، فإن كان هناك تباين بين شطري هذه الدائرة، أو إن كانت متمددة من جهة أكثر من الجهة الأخرى، فهذا أمر يستدعي القلق.
- يكون محيط الشامات العادية واضحاً ومتناسقاً وغير متعرج بشكل كبير. أما الشامة التي قد تتطور إلى سرطان، فيكون محيطها متعرجاً بشكل عشوائي، وأحياناً تبدو أطرافها أشبه بقطعة من قماش الدانتيل. كما أن الشامات تكون مقلقة إذا كانت بارزة أو مرتفعة عن سطح الجلد.
- يكون لون الشامات الطبيعية متناسقاً، وهي في الغالب بنية. أما الشامة المرضية فتتخللها ألوان عدة. إذ يمكن أن يكون جزء منها بني اللون، في حين يصطبغ موضع آخر باللون الوردي أو البني المصفر.
- يكون حجم الشامات الطبيعية صغيراً نسبياً. لكن يجب أن يشعر الشخص بالقلق إن كان في جسمه شامة يزيد اتساعها عن 6 ملليمتراً.
- تحتفظ الشامات الحميدة بحجم ثابت. أما الشامة التي يحتمل أن تكون خبيثة فهي تكبر وتتوسع.
- يعتبر ظهور شامات جديدة بعد سن العشرين مدعاة للقلق ويستوجب الذهاب إلى الطبيب.
ويمكن تجنبالإصابة بسرطان الجلد عن طريق إزالة الشامات والوحمات، وينصح بمراجعة طبيب الجلدية عند حدوث هذه الأعراض أو بعضها بحيث يعمل الطبيب على التخلص من الشامات جراحياً بعد إجراء التحاليل المخبرية اللازمة والتأكد من وجود أي تحول سيء بها، أما إذا كانت نتيجة التحليل سليمة فينصح بمراجعته بعد مدة محددةلتكرار فحص الشامة.
للمزيد: متى يجب أن أقلق من الشامة
متى يجب ازالة الشامات؟
لا تحتاج الشامات إلى أي علاج، فهي في العادة لا تسبب خطراً يذكر على الصحة، لكن يحدث أن تكون الشامة غير مرغوبة، وذلك بأن تكون على الوجه، أو كبيرة، أو مشوهة، أو ينبت فيها الشعر باستمرار، أو أنها تحتك بالملابس مسببة ألماً موضعياً، أو نزفاً بسيطاً. ورغم أن معظم الشامات غير مؤذية ويمكن تركها بأمان، إلا أنه يمكن علاجها في الحالات التالية:
- احتمالية أن تكون خبيثة، كالشامة التي تنزف، أو لها شكل غير اعتيادي، أو تنمو بسرعة، أو تتغير في اللون.
- الشامة المزعجة، كالتي تتعرض للاحتكاك مع الملابس، أو عند تمشيط الشعر، أو الحلاقة بالشفرة، أو الشامات القبيحة، وهنا يمكن إزالتها جراحياً في عيادة طبيب الجلدية.
- الشامة التي تحدث فيها بعض التغيرات المنذرة بالتحول السرطاني، وهنا تكون إزالتها ضرورية.
- الشامات الموجودة مع الولادة أو المكتسبة بعد فترة قصيرة منها، فإنها على الأغلب يوصى بأن تزال، خاصة الشامات كبيرة المساحة لأنها تدعى وحمات ولادية، وتكون إمكانية تحولها إلى سرطان جلدي كبيرة أكثر من تلك الشامات المكتسبة بعد مرور السنة الأولى أو النصف الأول من الحياة.
للمزيد: وظيفة الجلد والعناية به