يتعرض الطفل في الكثير من الأماكن إلى تجارب صعبة وقاسية في ظل ظروف خطرة يعاني منها الكبار والصغار من تهديد للأرواح، في التجارب التي يتعرض لها الطفل من قصف واجتياح وتدمير وقتل كلها تشكل عبئاً يفوق مقدرة الطفل على التحمل وبالتالي تظهر عليه ملامح المعاناة النفسية والسلوكية نتيجة طبيعية ومتوقعة للواقع الضاغط على الطفل، وظهور تلك المعاناة على هيئة أعراض سلوكية وانفعالية ما هي إلا محاولة من الطفل للتنفيس عن مشاعره المضغوطة.

وننوه هنا أنه إذا لم ينجح الطفل في التعبير عن مشاعره بالطرق الطبيعية فإنه سيلجأ إلى طرق غير طبيعية، ولكي لا يصل الحد بأطفالنا للتعبير عن معاناتهم بسلوك مرضي أو غير طبيعي يجب علينا أن نتدخل مع أطفالنا في المواقف الصعبة منذ اللحظة الأولى التي يتعرض فيها الطفل للحدث الصادم لا سيما الطفل الذي تظهر عليه أعراض نتيجة تعرضه لمواقف الخطر.

مدى تاثير الاحداث الصادمة على الطفل

يلعب إدراك الطفل للحدث الصعب، دوراً رئيساً في تحديد المعنى الخاص والذاتي للحدث بالنسبة للطفل. وهذا يعني أن الأطفال الذين يشاهدون حدثاً معيناً، يتأثرون به بطرق مختلفة تعتمد على المميزات الشخصية الخاصة لكل طفل، التي تحدد المعنى الخاص الذي يعطيه الطفل للحدث. كما تعتمد على عوامل أخرى مثل:

  • حدة الضغوط النفسية الناجمة عن الظروف الصعبة، استناداً إلى حجم ونوع التغيرات التي تطرأ على حياة الطفل وقدرته على السيطرة عليها.
  • وجود عوامل أو ضغوط أخرى مرافقة للحدث أيضاً، لها تأثيرها المباشر على الطفل ومنها:
    • كون الأزمة متوقعة أو مفاجئة.
    • تكرار الحدث الصعب.
    • كون الحدث فردياً أو جماعياً.
    • وجود عامل الفقدان أو الخسارة.
    • الأذى الجسدي.
    • عامل العنف سواء من خلال المشاهدة أو الخبرة الشخصية.
    • درجة تهديد الحدث لحياة الطفل.

اقرأ أيضاً: العنف ضد الاطفال وأثاره النفسية والاجتماعية

تلعب الخصائص الشخصية للطفل الذي يتعرض للأزمة، دوراً هاماً في درجة تأثره بها وتشمل:

  • طبيعة المرحلة العمرية للطفل
  • تكيف الطفل السابق مع أزمات في البيت والمدرسة والعلاقات مع الرفاق.
  • أسلوب تعامل الطفل مع الوضع الصعب ، ويشمل ذلك حدة القلق وقدرة الطفل على التحدث عن الحدث.
  • وجود خبرة سابقة للطفل مهما كانت، فيما يتعلق بأوضاع صعبة مثل الفقدان، والتعرض للعنف وغيرهما.
  • درجة نشاط الطفل الحالية وقيامه بالوظائف اليومية.
  • المعنى الخاص الذي يعطيه الطفل للحدث الصعب.
  • كيف نتعامل مع اطفالنا في الحالات قصف المنازل

    ينصح بالتعامل مع الأطفال في حالات قصف المنزل كالتالي:

    • البحث عن أكثر الأماكن أمناً في المنزل والاحتماء بها.
    • مراعاة جمع أفراد الأسرة في مكان واحد، وعدم ترك الطفل وحده في محيط آخر عن أسرته.
    • عدم السماح للأطفال بالخروج قبل التأكد من انتهاء القصف، و منعهم من التجمهر في مكان القصف بدافع الفضول.
    • تجنب المغالاة في عقد أحاديث مروعة من قبل الكبار عن القصف والمشاهد التي خلفها على مسامع الأطفال.
    • الإجابة عن أسئلة الطفل المتعلقة بالقصف بصدق والشرح له ببساطة قدر المستطاع وعدم منعه من الحديث عن الموضوع والاستماع لحديث الطفل باحترام واهتمام.

    اقرأ أيضاً: تعلم كيفية التصرف في الحالات الطارئة مع الأطفال

    كيف نتعامل مع اطفالنا في حالات حدوث الغارات الوهمية

    ينصح بالتعامل مع الأطفال في حالات حدوث الغارات الوهمية كالتالي:

    • فتح النوافذ الزجاجية لتجنب تحطم الزجاج عند حدوث الغارات.
    • الشرح للطفل عن ماهية الغارات الوهمية وشرح كيفية حدوثها بما يتناسب مع الطفل.
    • تجنب الكذب على الطفل بالادعاء أن هذه الغارة ستكون الأخيرة ولكن تتكرر.
    • إعداد الطفل نفسياً لتكرار الغارات كأن نقول من الممكن جداً أن تتكرر هذه الغارات في أي وقت.
    • تعليم الطفل أن يردد بصوت مرتفع تعبيراً معيناً عند حدوث الغارات مثل "يا الله" أو "الله أكبر" للتخفيف عن خوفه واضطرابه.
    • دعوة الطفل للحديث عن مخاوفه ومشاعره بصراحة وبدون التهكم على حديثه مهما كان الحديث بعيداً عن الواقع أو خيالياً.

    كيف نتعامل مع اطفالنا في الاجتياحات

    ينصح بالتعامل مع الأطفال في حالات الاجتياحات كالتالي:

  • توفير مكان آمن للطفل و إبعاده عن النوافذ والشرفات والسطح وعدم الخروج من المنزل قبل التأكد من انتهاء الاجتياح.
  • شرح الموقف للطفل والطلب منه الالتزام بالأماكن التي حددها الكبار لتواجده.
  • منع الأطفال خارج مناطق الاجتياح من التجمهر في الخطوط القريبة من المناطق التي تتواجد فيها الحروب.
  • تنبيه الطفل لمخاطر اللعب في أي جسم غريب خشية مخلفات خطيرة أو أجسام مشبوهة في المنطقة.
  • السماح للطفل بالتعبير عن مخاوفه من الوضع القائم وحذاري أن تنعت الطفل بأوصاف وألقاب غير مناسبة كأن تقول له جبان أو يا عيب عليك.
  • ضبط النفس من الكبار و إظهار الهدوء قدر الإمكان لأن في ذلك قدوة لهم حيث يتأثر الأطفال كثيراً بردود الكبار خلال وقوع الحدث.
  • تنظيم أنشطة جماعية يشارك فيها الآباء مع الأطفال خلال فترة الاجتياح لصرف انتباه الطفل عما يحدث في الخارج ولو للحظات.
  • اقرأ أيضاً: الحالة النفسية السيئة تزيد من آلام الصدر لدى الأطفال