تكثر أسئلة الأمهات مع اقتراب بدء المدارس عن التغذية المناسبة والمثالية لأطفالهن، والغذاء الذي يعزز قدرات الطلاب المعرفية، ويساهم في صقل مهاراتهم، كما أن هذا العمر هو فرصة ذهبية لتعريف الأطفال بالغذاء الصحي، وتعويدهم على النشاط البدني المنتظم، فالأطفال في هذا العمر سريعي التعلم و يتأثرون كثيراً بمن حولهم.
يحتاج الأطفال إلى تناول كميات كافية من كامل المجموعات الغذائية، لضمان حصولهم على كامل احتياجاتهم من الفيتامينات والمعادن، ولا بد من التركيز على تناول ثلاث وجبات رئيسية، ووجبتين خفيفتين مغذيتين، مع تقليل تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكر، فقد يقي ذلك من الإصابة بالعديد من الاضطرابات وأهمها سمنة الأطفال، وضعف العظام ومشاكل في نموها، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري.
العناصر الغذائية الرئيسية لطلاب المدارس
تعتبر هذه الفترة مرحلة نمو مهمة جداً للأطفال، ولذلك قد تزداد احتياجاتهم الغذائية، كما يؤثر كل من الجنس، وحجم الجسم وشكله، وجيناته على هذه الاحتياجات الموضحة فيما يأتي:
الطاقة
تزود كل من الكربوهيدرات والدهون الجسم بالطاقة اللازمة للنشاط البدني والنمو، ومن الطبيعي أن يمر الأطفال بفترات نمو متسارع تزداد شهيتهم فيها، بالإضافة إلى زيادة الكمية التي يتناولونها من الطعام، وفي المقابل أيضاً تقل شهيتهم وكمية الطعام المتناولة عند تباطؤ النمو.
ولا بد من حصول الطفل على الكميات الكافية من الكربوهيدرات (أي النشويات)، المعروفة بأنها المصدر الرئيسي للجلوكوز، الذي يعتبر غذاء خلايا المخ الرئيسي، إذ تحتاج هذه الخلايا إلى الطاقة للقيام بالمهام المعرفية والذهنية كالواجبات المدرسية، وتعزيز الذاكرة.
البروتين
وهو عنصر غذائي مهم جداً للنمو، إذ يساهم في نمو أنسجة الجسم وتجديدها، فمن المهم أن يحرص الآباء على تشجيع أطفالهم على تناول حصتين إلى ثلاث حصص يومياً من البروتين، والذي يعتبر كل من اللحوم، والدواجن، والسمك، والحليب ومشتقاته من أهم مصادره.
الأحماض الدهنية الأساسية
لنقص الأحماض الدهنية الأساسية (بالإنجليزية: Essential fatty acids) لعدم الحصول على الكميات الكافية منها العديد من الآثار السلبية على الأطفال في هذا العمر، إذ يرتبط بصعوبة نطق الكلام، والكتابة، والتعبير عن طريق الكتابة أيضاً.
الكالسيوم
وهو أحد أهم العناصر في هذه المرحلة العمرية للأطفال، فهو مهم جداً لنمو العظام والأسنان وصحتها وكثافتها، كما يقي من الإصابة بهشاشة العظام التي قد يبدأ تطورها في بعض الأحيان منذ الطفولة عند عدم الحصول على الكميات الكافية من الكالسيوم، ومن أهم مصادر الكالسيوم الحليب ومشتقاته، وبعض الخضراوات الورقية الداكنة.
للمزيد: نقص الكالسيوم عند الأطفال
حساب مؤشر كتلة الجسم
الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية
الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية
الحديد
يحتاج الأطفال إلى الحديد بسبب زيادة حجم الدم المتزامن مع النمو، ويمكن الحصول على الكميات الكافية منه اللحوم، والدواجن، والسمك، وحبوب الإفطار والخبز المدعم بالحديد.
اقرأ أيضاً: كيف تتعاملين مع طفلك الانتقائي في طعامه؟
أهمية وجبة الفطور لطلاب المدارس
من المهم جداً تشجيع الطفل على تناول وجبة الفطور قبل ذهابه إلى المدرسة، إذ تمده بالطاقة اللازمة للحفاظ على نشاطه وتركيزه كامل اليوم، كما تقي من تعب الطفل وشعوره بالجوع في الصباح أثناء تواجده في المدرسة، وفي حين أن الأطفال يتأثرون كثيراً بمن حولهم، فقد يفيد تناول الأم والأب للفطور معه لتشجيعه، ويمكن لصحن من حبوب الإفطار المدعمة بالفيتامينات والمعادن، مع حليب طازج وبعض الفواكه أن يفي بالغرض.
صندوق الطعام
يواجه الأطفال صعوبة في اختيار الطعام أثناء وقت الاستراحة، وخصوصاً في المدارس التي تسمح ببيع الطلاب الطعام غير الصحي كرقائق البطاطس، والوجبات الخفيفة المصنعة وغير الصحية، ولذلك من المهم جداً زيادة وعي الطفل بالطعام الصحي وكيفية اختياره، وتزويده بصندوق طعام من البيت تتحكم الأم بما يوضع فيه، وبالتالي تقي طفلها من تناول تلك الأطعمة المصنعة الضارة.
ويمكن وضع ما يأتي من الأطعمة في صندوق الطعام:
- شطائر محشوة بالجبنة، أو الحمص، أو بعض أنواع السلطات، أو بعض اللحوم قليلة الدهن.
- شرائح من الجبن، أو مقرمشات، أو فواكه طازجة أو مجففة.
- خضراوات وفواكه طازجة مغسولة، ومقطعة.
- عبوة ماء بارد، أو حليب معلب وخصوصاً في الطقس الحار.
ويجب أن تشكل الأطعمة المصنعة، والغنية بالسكر والدهون، والمالحة جزءاً صغيراً جداً من نظام الطفل الغذائي، وينصح بالتقليل من الأطعمة التالية في صندوق طعام الطفل:
- اللحوم المصنعة كالسلامي، واللحم المقدد، والسجق.
- رقائق البطاطس، والبسكويت الحلو.
- ألواح الفطور والفواكه المصنعة والمحلاة.
- العصائر الصناعية، والمشروبات الغازية.
نصائح لتغذية طلاب المدارس
يجب تشجيع الأطفال على ما يأتي:
- تناول وجبة الإفطار يومياً للحفاظ على التركيز أثناء الدروس، ويمكن أن يحتوي الفطور على حبوب الإفطار المدعمة، ومصدر غني بالبروتين كالبيض، وكوب من الحليب، بالإضافة إلى فاكهة غنية بفيتامين ج.
- التنويع في تناول الطعام، للحصول على كميات كافية من العناصر الغذائية.
- زيادة النشاط البدني عن طريق لعب الالعاب التقليدية، والتقليل من الألعاب الإلكترونية.
- زيادة تناول الفواكه والخضار، والحبوب وخصوصاً الكاملة منها.
- التركيز على تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم والحديد، لتعزيز نمو الجسم.
- تجنب تناول كميات كبيرة من السكاكر والحلويات، والمشروبات الغازية، والأغذية المصنعة لانخفاض قيمتها الغذائية.
من المهم جداً التركيز على تعليم الأطفال مبادئ التغذية السليمة، وما هو صحي وغير صحي من الطعام منذ الصغر، ويجب أن يعي الأطفال بما يحدث للطعام بعد تناوله، إذ سيساهم ذلك في تبنيهم عادات سليمة تبقى معهم طوال حياتهم.