يُعرف الصرع بأنه حالة مرضية ناتجة من خلل في النشاط الكهربائي للدماغ، وهذا يؤدي بدوره الى حدوث حالات متنوعة من نوبات تشنجية مصحوبة بفقدان قصير الأمد للوعي، والصرع ليس مرضاً، إذ أنه في 50 في المئة من الحالات يكون عرضاً من أعراض أمراض أو حالات معينة تصيب الدماغ بالإيذاء، أما في باقي الحالات فيكون السبب غير معروف، وفي هذه الحالة قد تلعب الوراثة دورها في حدوث بعض انواع من الصرع، وقد أشارت دراسات عديدة الى ان الرجال اكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الصرع (غير معروف السبب) مقارنة مع النساء بنسبة واحد في المئة.
للمزيد: كل ما يخص الصرع و كيفية التعامل مع المريض
ومن المعروف بأن نوبات التشنج أثناء فترة الحمل تشكل خطراً على الأم وجنينها، إضافة إلى أن بعض الأدوية المضادة للتشنجات قد تؤدي إلى إصابة الجنين بتشوهات خلقية، ومع ذلك يمكن القول بأن باستطاعة معظم النساء المصابات بالصرع الحمل بسلام وإنجاب أطفال أصحاء، ويفضل ان تُعلم المرأة طبيبها مسبقاً بعزمها على الحمل، الذي قد يقوم باستبدال الأدوية المضادة للتشنجات التي تتناولها بأدوية أخرى أكثر أماناً على الجنين.
ولوحظ ان مستوى الأدوية المضادة للتشنجات في الدم غالباً ما تتأرجح بين الزيادة والنقصان خلال فترة الحمل، ما يترتب عليه نقصان أو زيادة تكرار حدوث النوبات التشنجية، لذلك من المهم أن تتقيد المرأة الحامل بمواعيد زياراتها للعيادات التخصصية، وخصوصاً عيادة متابعة الحمل وعيادة الأمراض العصبية، حيث يقوم اختصاصي التوليد بمراقبة تطور أعضاء الجنين، والذي قد يتخذ قرارات حاسمة في حال ملاحظة اي تشوه جسدي على الجنين. وأما الطبيب المتخصص في الأمراض العصبية فيقوم بمتابعة وفحص مستوى الأدوية المضادة للتشنجات في دم المرأة الحامل بشكل اكثر انتظاماً، مقارنة مع الفترة خارج الحمل، وفي حال معاناة الحامل من غثيان الصباح وعدم استطاعتها تناول الأدوية المضادة للتشنج، فقد ينصحها الطبيب بتناول الأدوية بعد مرور فترة الصباح المصحوبة بالغثيان والتقيؤ.
ويرغب بعض النساء بالتوقف عن تناول الأدوية المضادة للتشنجات في حال رغبتهن بالحمل، وإن حصل ذلك فقد يؤدي الى زيادة شدة التشنجات وتكرارها، ما قد يؤدي الى إيذاء الجنين، أو الإجهاض نتيجة التقلصات العضلية التي تحدث أثناء النوبة، لذلك من الضروري ان تستشير المرأة التي تعاني من الصرع الطبيب قبل اتخاذ أية قرارات أو القيام بخطوات قد تجلب لها المتاعب.
مخاطر الأدوية المضادة للتشنجات
تبلغ نسبة ولادة أطفال بتشوهات خلقية لأمهات غير مصابات بالصرع نحو 2 في المئة، في حين تبلغ هذه النسبة نحو 6 في المئة عند أطفال الأمهات المصابات بالصرع اللواتي يتناولن نوعاً واحداً من الأدوية المضادة للتشنجات، غير أن هذه النسبة تصل إلى نحو 20 في المئة عند أطفال الأمهات اللواتي يتناولن أكثر من نوع واحد من الأدوية المضادة للتشنجات، لذلك من المهم ان تكون المرأة مسيطرة على تشنجاتها بأقل كمية ممكنة من الأدوية قبل الحمل، وذلك بتغيير نمط حياتها، بالابتعاد عن العوامل التي تساعد على حدوث النوبات التشنجية، مثل:
- الانفعالات العاطفية.
- الحرمان من النوم.
- الإرهاق الجسدي والعقلي (الإفراط في العمل الجسدي أو النشاط الذهني).
- تناول المشروبات الكحولية.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم الناتجة من الأمراض المعدية أو التعرض لأشعة الشمس الحارقة أو التواجد في أماكن حارة.
- تهيج الحواس الخمسة (الضوضاء والصوت المرتفع، الحمام الساخن، الضوء المتأرجح وخاصة ضوء جهاز التلفاز، أو انعكاس أشعة الشمس على سطح الماء).
ويعتبر انشقاق الشفة أو الحنك أو الاثنتين معاً من أكثر التشوهات الخلقية التي قد تصيب الأطفال لأمهات مصابات بالصرع، اذ تبلغ هذه العاهة ثلث العاهات الخلقية.
وقد يصاب الطفل بمتلازمة تدعى بمتلازمة الجنين الناتجة من الأدوية المضادة للتشنجات (بالإنجليزية: Fetal Anti-Convulsant Syndrome)، ومن أبرز علامات واعراض هذه المتلازمة: اضطرابات في النمو واضطرابات سلوكية وصعوية التعلم.
وقد لوحظ ايضاً أن التشوه الخلقي المسمى السنسنة المشقوقة (بالإنجليزية: Spina Bifida) أكثر انتشاراً بين الأطفال المولودين لأمهات يتناولن عقار الكاربامازيبين مقارنة مع أطفال الأمهات اللواتي لا يعانين من الصرع. إذ إن هؤلاء الأطفال معرضون للإصابة بهذه العاهة أكثر بعشر مرات من الأطفال لأمهات سليمات، لذلك يجب متابعة الحمل بإجراء فحوصات "ألتراساوند" وفحوصات مخبرية للدم للتحري مبكراً عن وجود السنسنة المشقوقة (وتعرف السنسنة المشقوقة بأنها عدم التحام القناة العصبية بشكل كامل بسبب عدم اكتمال تكوين بعض فقرات العمود الفقري).
الوقاية
يتحتم على كل النساء اللواتي يستخدمن الأدوية المضادة للتشنجات تناول أقراص حامض الفوليك قبل الحمل، وخلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، لأن ذلك قد يقلل من إمكانية الإجهاض أو إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية، وتحديدا السنسنة المشقوقة.
وخلال الشهر الأخير من الحمل يجب إعطاء الأم فيتامين K، كذلك يجب إعطاء هذا الفيتامين للوليد، وذلك لأن بعض أنواع الأدوية المضادة للتشنجات تقلل من مستوى فيتامين K في الجسم، وهذا قد يؤدي بدوره إلى حدوث نزيف في دماغ الطفل أثناء الولادة.
ومن الجدير بالذكر أنه باستطاعة الأمهات اللواتي يتناولن الأدوية المضادة للتشنجات إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، إذ أن نسبة ضئيلة جداً من هذه الأدوية تمر عبر حليب الأم إلى الطفل، بحيث لا تشكل خطراً عليه. غير أنه في حال تناول الأم لجرعات عالية من عقار فينوباربيتون او عقار اثيسوكسامايد فهنا يجب عليها استشارة الطبيب.
حساب موعد الولادة التقريبي(بسيط)
تستعمل هذه الحاسبة لتحديد موعد تقريبي لتاريخ الولادة، وتعتمد في ذلك على عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية.
يتم تحديد عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية عن طريق حساب عدد الأيام المنقضية منذ أول يوم من آخر دورة شهرية، كما يمكن تحديد تاريخ الولادة المتوقع عن طريق إضافة 280 يوم (40 أسبوع) إلى تاريخ اليوم الأول من آخر دورة شهرية.