يتساءل الأزواج الذين يواجهون مشاكل في الحمل غالباً عما إذا كان استخدامهم السابق لوسائل منع الحمل هو السبب في تراجع قدرتهم على الحمل في وقتٍ لاحق، حيث يؤكد دائماً أخصّائي الخصوبة على أن المشاكل المتعلقة بالخصوبة هي واحدة من أصعب التحديات التي يواجهها الأزواج على الإطلاق.
من الطبيعي أن يشعر كل من الزوجين بالتوتر، أو الحزن، أو الغضب عند تأخرهم في الإنجاب، وذلك بسبب رغبتهم الكبيرة في تكوين أسرة بشكل طبيعي وفي أسرع وقت ممكن، حيث أن فكرة عدم القدرة على إنجاب الأطفال يمكن أن تجعل العديد من الأزواج يشعرون بوجود مشكلة ما، فيبدأون بطرح الأسئلة عن سبب حدوث ذلك؟ أو من المُلام على ذلك؟ ويعد استخدام وسائل منع الحمل واحد من أهم الأشياء التي يتسائل عنها الزوجين.
للمزيد: وسائل منع الحمل

طريقة عمل حبوب منع الحمل

تعمل الهورمونات الموجودة في حبوب منع الحمل الفموية، والتي تحتوي على كل من هرموني الاستروجين والبروجسترون، على عدة مستويات لمنع الحمل، حيث تقوم في المقام الأول على وقف التبويض (إطلاق بيضة من المبيض)، ومما لا شك فيه أنه في حال عدم إطلاق البويضة إلى الرحم فلا يمكن أن يحدث الحمل، كما تعمل حبوب منع الحمل أيضاً على زيادة كثافة المخاط الذي يفرز من عنق الرحم، وتجعله أكثر سمكاً بحيث لا يمكن للحيوانات المنوية الدخول إلى بطانة الرحم والوصول إلى البويضة لتخصيبها، أو قد يقتصر عمل هذه الحبوب على منع زراعة البويضة المخصبة بداخل الرحم.

آثار حبوب منع الحمل على الخصوبة

إن استخدام حبوب منع الحمل عن طريق الفم هي الطريقة الأكثر شيوعا لمنع الحمل حول العالم، حيث أظهرت دراسة دنماركية في عام 2013 شملت 3727 امرأة، أنه لا يوجد أي آثار ضارة على معدلات الحمل على المدى الطويل في حال تم استخدام حبوب منع الحمل، فمن المرجح أن يتعرض كل من مستخدمي موانع الحمل قصيرة أو طويلة الأجل لتأخير مؤقت في الحمل، ولكن هذا لا يؤثر بالضرورة على فرص المرأة في الحمل.
لقد جلبت هذه الدراسة أخباراً سارّة لمستخدمي حبوب منع الحمل فيما يتعلق بالخصوبة المستقبلية، حيث تقل نسبة الخصوبة بشكل طفيف خلال أول دورة من الدورة الشهرية بعد إيقاف تناول الحبوب، ولكن تعود بعد ذلك معدلات الخصوبة الشهرية بسرعة إلى مستواها المعتاد.
اقرأ أيضاً: حقائق وخرافات حول أقراص منع الحمل

آثار وسائل منع الحمل الأخرى على الخصوبة

تفيد الدراسة بعدم وجود أية آثار دائمة على الخصوبة في حال تم استخدام أي من وسائل منع الحمل الأخرى، حيث ترتبط معظم وسائل منع الحمل بتخفيض مؤقت في الخصوبة، فعلى سبيل المثال، يستغرق حقن بعض أنواع حقن منع الحمل من 9 إلى 10 أشهر في المتوسط قبل عودة التبويض، وبالتالي قد يستغرق وقتاً أطول قبل حدوث الحمل، فإذا كانت المرأة ترغب بالحمل خلال الفترة 12 إلى 18 شهراً التالية، ينصح باستخدام طريقة مختلفة من وسائل منع الحمل.

وسائل منع الحمل لا تمنع الأمراض المنقولة جنسياً

على الرغم من أن استخدام موانع الحمل لا يؤثر بشكل دائم على الخصوبة، إلا أنه لا يمنع حدوث بعض الأمراض المنقولة جنسياً، ومن الأمثلة على أكثر الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي شيوعاً هو مرض الكلاميديا، حيث يمكن أن تؤثر هذه العدوى على كل من النساء والرجال، وفي حال تركت دون علاج في النساء، فإنها يمكن أن تسبب في النهاية حدوث ندوب دائمة لقنوات فالوب، وبالتالي يمكن أن تسبب مشاكل في الخصوبة.
يعاني حوالي 70٪ من النساء، و50٪ من الرجال من الإصابة بالكلاميديا، ولكن لا تظهر لديهم أية أعراض، كما أنهم غير مدركين لإصابتهم بهذه الحالة، ومن الجدير بالذكر تضاعُف معدل اختبارات الكلاميديا الإيجابية إلى ما يقارب ثلاث مرات خلال العقد الماضي، لذا يُنصح بإجراء فحوصات متكررة للأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي بالتزامن مع استخدام وسائل منع الحمل.
للمزيد: الأمراض المنقولة جنسياً، طرق العدوى والوقاية

تأثير العادات السيئة على الخصوبة

إن اتباع نمط حياة صحي، والالتزام بأنظمة غذائية معينة، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام كلها وسائل يمكن أن تعزز من الخصوبة، كما يمكن تحسين فرص تعزيز الخصوبة من خلال تغيير بعض العادات السيئة، فعلى سبيل المثال، ثبت أن التوقف عن التدخين يمكن أن يحسن الخصوبة بشكل كبير، كما أنه مفيد أيضاً للحفاظ على سلامة الطفل أثناء الحمل وبعد الولادة.
يمكن أن يؤثر الوزن الزائد، أو حتى نقص الوزن أيضاً على الخصوبة، لذا يجب أن يكون هناك هدف حقيقي للحصول على وزن صحي، من أجل تحسين فرص الحمل.
من المهم أن يقلل بعض الناس من تناول الكافيين أو الكحول أيضا، للمساهمة في تحسين الخصوبة لديهم.
للمزيد: التدخين والإنجاب

تأثير عمر المرأة على الخصوبة

في حين قد يكون هناك عدد من العوامل المساهمة في تأخير الحمل، إلا أن التحدي الأكبر الذي تواجهه النساء هو العمر، حيث أن تقدم المرأة في العمر يؤدي إلى تراجع خصوبتها، ويزداد هذا التراجع بشكل ملحوظ عندما تصل المرأة إلى منتصف الثلاثين.
من المهم فهم العوامل التي يمكن أن تؤثر على الخصوبة عند اتخاذ قرار إنجاب طفل، ويوصى دائماً بالتحدث إلى الطبيب للحصول على خطط وتوصيات قبل الحمل، خاصة إذا كان عمر المرأة يزيد عن 35 عاما، كما يمكنه تقديم نصائح شخصية لتعزيز فرص الحمل، والتوصية ببعض اختبارات الخصوبة عند الضرورة.
اقرأ أيضاً: 12 مادة غذائية … تزيد الخصوبة عند السيدات