تكثر حالات نزيف الأنف بين الناس خاصة الأطفال، غالباً ما يمكن السيطرة على معظم الحالات عن طريق الإساعافات الأولية في المنزل، أو تغيير سلوكيات التعامل العنيفة مع الأنف، لكن هناك حالات تحتاج التماس طرق علاج متخصصة عند الطبيب.

دائماً ما يدور التفكير حول طرق الحد من معدلات النزف في الحالات القوية والمتكررة، وذلك لتقليل معدل فقد الدماء، فنجد أن هناك الكثير من الطرق التي يمكن استخدامها لعلاج نزيفالأنف، منها كي الأنف بسبب الرعاف.

نناقش بمقالنا آلية عمل تقنية كي الأنف، وما النصائح التي يجب أن يتبعها المريض بعد الخضوع لكي الأنف من الداخل.

الكي

تدور تقنية الكي (بالإنجليزية: Cautery) حول استخدام الكهرباء، أو المواد الكيميائية، أو الليزر بهدف حرق أنسجة الأوعية الدموية النازفة، مما يعمل على غلق الجرح وإيقاف النزيف.

يمكن استخدام تقنية الكي في الحالات الطبية التالية:

  • الجراحة: يستخدم الجراح الكي لإزالة الأنسجة الميتة، والمتضررة، أو الضارة، أو بهدف الوصول إلى مكان عميق داخل الجسم، كذلك إغلاق الأوعية الدموية النازفة أثناء الجراحة.
  • الأورام: كثيراً ما تستخدم تقنيات الكي في استئصال الأورام خاصة في المناطق الحساسة من الجسم مثل الدماغ.
  • كي الأنف للرعاف: يلجأ لها الطبيب في حالات معينة وليس جميع حالات نزيف الأنف، وقد يكون كي الأنف بالليزر أو الكيماويات.
  • البثور: يمكن استخدام الكي في إزالة البثور والثآليل (بالإنجليزية: Warts) الموجود في الجسم.
  • منع العدوى. (1)(2)
  • كي الأنف بسبب الرعاف

    يطبق كي الأنف بسبب الرعاف بوضع جهاز كهربائي أو كيميائي على الأغشية المخاطية المبطنة للأنف، بهدف تسخين الأوعية الدموية بالداخل وكيها، وبناء نسيج ندبي، حتى يلتئم الجرح ويقف النزيف.

    لا يلجأ الطبيب إلى كي الأنف بسبب النزيف كاختيار أولي، ولكن هناك حالات معينة تستلزم تقنيات الكي بأنواعها المختلفة، ويمكن أن يتلقى المريض مخدر موضعي أو تخدير عام قبل الخضوع لعملية كي الأنف بسبب النزيف، يخضع القرار لتقدير الطبيب. (5)

    غالباً ما تجرى جراحة كي الأنف بنترات الفضة، أو الكهرباء مع إجراءات طبية أخرى بهدف تحسين عملية التنفس مثل: تنظير الأنف، أو رأب الحاجز الأنفي، أو جراحة الجيوب الأنفية.

    اقرأ أيضاً: نزيف الأنف، الأعراض والعلاج خطوة بخطوة

    كي الأنف للأطفال

    تكثر حالات نزيف الأنف عند الأطفال كثيراً، وذلك بسبب تعرضهم المستمر للصدمات والسقوط، أو سلوكهم العنيف مع الأنف وفركها بصورة مستمرة، كذلك لا تتحمل أوعيتهم الدموية الضعيفة الطقس الجاف، مما يسهل تمزقها ونزفها، بالإضافة إلى احتمالية إصابتهم بأحد الأمراض التي ترفع معدلات نزيف الأنف.

    تعد تقنية كي الأنف لوقف النزيف مفيدة للأطفال بسبب نزيف الأنف المتكرر لديهم، مما قد يعرضهم لفقد كمية كبيرة من الدماء، لكن يحاول الطبيب في البداية الحد من معدل تكرار نزيف الأنف بالطرق الأخرى قبل أن يلجأ إلى كي الأنف للأطفال، تشمل تلك الطرق العناصر التالي ذكرها:

    • تجنب أية علاجات يتناولها الطفل تسبب ارتفاع سيولة الدم.
    • استعمال زذاذ الأنف الملحي، وكريمات وجيل الأنف وغيرها من مرطبات الأنف.
    • الوقاية من صدمات الأنف، وتغيير السلوك العنيف، واستخدام المناديل الورقية في تنظيف الأنف.

    ينصح الطبيب بإجراء عملية كي الأنف للأطفال في حال فشل الطرق السابقة واستمرار النزيف بصورة مستمرة. (3)

    للمزيد: هل نزيف الأنف بعد السقوط خطراً؟

    نصائح بعد كي الأنف لوقف النزيف

    غالباً ما يذهب المريض إلى منزله في نفس يوم إجراء كي الأنف لوقف النزيف، يشعر المريض برغية عارمة في حك الأنف لعدة أيام لا تتجاوز 5 أيام حد أقصى، ويجب عليه عدم لمس موضع الكي أو حك أنفه منعاً لحدوث نزيف الأنف بعد الكي.

    يمكن الاستعانة بالعلاجات المسكنة والمضادة للالتهاب للحد من إحساس الحكة، يختلف وقت التعافي بعد كي الأنف بسبب الرعاف من مريض لآخر، لكن يرفع الالتزام بتعليمات ما بعد كيالأنف من عملية الشفاء بدرجة كبيرة، وهي كالآتي:

    • عدم لمس الأجزاء التي تعرضت لكي الأنف.
    • مقاومة إحساس الحكة أو إزالة القشرة التي تكونت بعد عملية كي الأنف.
    • تجنب صدم الأنف عن طريق الصدمات، أو السقوط، أو ممارسة الرياضة.
    • لتنظيف الأنف، يوصى بمسحها بالمناديل الورقية وعدم نفخها على الإطلاق مدة أسبوعين.
    • فتح الفم عند العطس.
    • عدم الانحناء أو رفع أجسام ثقيلة يوم إجراء كي الأنف.
    • الابتعاد عن التمارين والأعمال الشاقة يوم إجراء جراحة كي الأنف بسبب النزيف.
    • تجنب المشروبات الساخنة، والحمامات الساخنة أيضاً.
    • الابتعاد التام عن التدخين واستنشاق الروائح الملوثة.
    • وضع الكريمات أو المراهم المضادة للبكتيريا داخل الأنف بلطف وعدم فركها. (4) (5)

    نزيف الأنف بعد الكي

    في حال أصيب المريض بنزيف الأنف بعد الكي مرة أخرى، يوصى بعدم الفزع والجلوس بهدوء، وتلقي الإسعافات المعروفة لإيقاف نزيف الأنف، حيث يجلس المريض منتصباً مع إمالة رأسه للأمام قليلاً، ثم الضغط على أطراف الأنف مدة 10 دقائق متواصلة، يليها 10 آخرين إذا لم يتوقف النزيف.

    يمكن وضع الثلج حول العنق والرأس لتبريد الجسم، والاستعانة بمرطبات الأنف من كريمات، وجيل، وبخاخات الملح لترطيب الأنف من الداخل، أو مراهم المضادات الحيوية كذلك.

    يجب سرعة التواصل مع الطبيب في حالة عدم توقف النزيف بعد كل الإجراءات السابقة. (4)

    اقرأ ايضاً: مريض نزيف الأنف، إليك العلاج بالأعشاب