يعطى تطعيم شلل الأطفال لتوليد مناعة ضد الفيروس المعوي المسبب له، حيث يدخل الجسم عبر الفم ويتكاثر في الأمعاء. ويعد التطعيم مهماً جداً للوقاية من انتقال العدوى بين البلاد، إذ قد تتسبب إصابة شخص سليم لم يأخذ التطعيم في انتشاره بين الدول في حال سفره.
يتحدث المقال عن أنواع تطعيم شلل الأطفال، وجرعاته، ومحاذير استخدامه، كما يتحدث عن أمانه،ونجيب عن السؤال المتكرر بين الأمهات: تطعيم شلل الأطفال من سن كام؟
ما هو تطعيم شلل الأطفال؟
هو لقاح يساعد على الوقاية من فيروس شلل الأطفال، وينقسم إلى نوعين رئيسين نذكرهما في السطور التالية، حيث يختلفان في الفعالية والشكل الصيدلاني، وغالباً ما يعطى الأطفال عدة جرعات منه في أعمار مختلفة، وقد أثبت فعاليته في عدة بلدان. (1)
أنواع تطعيم شلل الأطفال
يجب التفريق بين اثنين من أنواع لقاح شلل الأطفال (بالإنجليزية: Polio Vaccine)، وهما: (2)(3)
قد تعطي بعض الدول نوعاً معيناً من تطعيم شلل الأطفال دوناً عن غيره، فمثلاً في الولايات المتحدة يتوافر التطعيم العضلي فقط، بينما يعطى النوع الفموي في دول أخرى.
الفئات التي تحتاج إلى تطعيم شلل الأطفال
يوصى بتطعيم كل الأطفال ضد عدوى شلل الأطفال. وبالنسبة للبالغين الذين لم يتلقوا اللقاح في صغرهم فيجب إعطاؤهم اللقاح وخصوصاً في الحالات التالية: (2)
- المسافرين إلى مناطق تكثر فيها حالات الإصابة بشلل الأطفال.
- الأشخاص الذين يعملون في مختبرات تتعامل مع عينات ربما تحوي فيروس شلل الأطفال.
- العاملين في المجال الطبي الذين يتعاملون مع أشخاص قد يكونوا مصابين بالفيروس.
للمزيد: دليلك إلى التطعيمات الاساسية للأطفال في السنة الأولى
موعد تطعيم شلل الأطفال
يعطى الأطفال غالباً أربع جرعات على الأقل من لقاح شلل الأطفال قبل دخولهم المدرسة في الأعمار التالية بالترتيب: (1)(4)
- الجرعة الأولى في عمر الشهرين.
- الجرعة الثانية في عمر الأربعة أشهر.
- ثالث الجرعات في عمر الستة أشهر.
- الجرعة الرابعة في عمر الخمس سنوات.
قد تعطى الجرعات في أوقات مختلفة بحسب البلد، لذا يجب المتابعة مع الطبيب أو وزارة الصحة لإكمال مطاعيم الطفل في الوقت المناسب.
بالنسبة للبالغين الذين لم يتلقوا اللقاح في صغرهم يمكن إعطاؤهم ثلاث جرعات من لقاح شلل الأطفال، حيث تعطى الجرعة الأولى في أي وقت، والجرعة الثانية بعد شهرين، والجرعة الثالثة بعد 6 أشهر أو سنة.
اقرأ أيضاً: إطلاق حملة تطعيم مجانية ضد مرض شلل الأطفال في مصر
يتلقى بعض الأشخاص في بعض البلدان عدداً أكبر من التطعيمات، فمثلاً في حملة تطعيم الأطفال من بضع سنوات في مصر أعطي الأطفال 7 لقاحات في أوقات مختلفة كما يلي:
- عند الولادة.
- في الشهر الثاني.
- في الشهر الرابع.
- خلال الشهر السادس.
- في الشهر التاسع.
- عند عمر عام واحد.
- بعد عام ونصف من الولادة.
ينبغي استشارة الطبيب في حال زيادة جرعة تطعيم شلل الأطفال، للتأكد من عدم حدوث مشكلات مثل التحسس وغيره، كما قد يحتاج البعض لجرعة معززة أحياناً.
فعالية لقاح شلل الأطفال
تبدأ فعالية تطعيم شلل الأطفال بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من أول جرعة. وتمتلك أنواعه المختلفة فعالية عالية في الوقاية من الإصابة. على الرغم من أن اللقاح الفموي هو الأكثر استخداماً لإحداث استجابة مناعية أسرع من اللقاح العضلي والمفضل إعطاؤه في حالة الجائحات؛ إلا أنه يفضل إعطاء العضلي عن الفموي في الحالات التالية:
- الطفل المخالط لطفل آخر ضعيف المناعة لإصابته بالسرطان أو الإيدز مثلاً، لكن يفضل استخدام أحد نوعي اللقاح على الآخر في حالات معينة.
- الأشخاص الذين يتلقون علاجاً كيميائياً أو إشعاعياً، أو علاجاً بالكورتيزون لفترة طويلة. (4)
للمزيد: قل نعم للمطاعيم
أهمية تطعيم شلل الأطفال
يفتك شلل الأطفال بمن يصيبه، فمثلاً قد فتك بعدد من البشر في الولايات المتحدة الأمريكية قبل عام 1955، حيث بدأ إعطاء التطعيم في ذاك العام، ومن وقتها وحتى منتصف السبعينيات من القرن العشرين تلقى أغلب المقيمين هناك اللقاح، حتى اختفى الفيروس لديهم مع مرور الوقت، لكن الفيروس لم يختفي من العالم كله إذ ما زال منتشراً في بعض البلدان خاصة النائية منها، مما يعطي فكرة عن أهمية اللقاح.
إذاً، قد يختفي المرض من بلد ما، ثم ينتقل إليها عن طريق أحد المسافرين الداخلين فيها، ويعرض كل من لم يتلقى اللقاح في تلك الحالة إلى خطر الإصابة، لذلك تهتم بعض البلدان بإجراء حملة تطعيم الأطفال ضد هذا الفيروس، لتحصين جميع السكان وحمايتهم من المرض في حال دخول المسبب عن طريق أي مسافر إلى البلد.(2)
اقرأ أيضا: معلومات عامة عن شلل الأطفال
مخاطر تطعيم شلل الأطفال
انتشر في الآونة الأخيرة بعض الأخبار والشائعات عن موضوع أضرار وعدم أمان تطعيم شلل الأطفال وكانت سبباً في خوف الأهل من أضرار اللقاح على أطفالهم، ولكي نعرض الموضوع بشكل علمي يجب عرضه من جوانبه جميعها.
يقول بعض العلماء أن تطعيم شلل الأطفال الفموي يحوي فيروساً حياً مضعف الفعالية يطرح عن طريق البراز، ويمكن أن ينتقل إلى طفل آخر غير ملقح بلقاح فيروس شلل الأطفال، وفي ظروف معينة قد يصبح فيروساً فعالاً ويؤدي إلى إصابته بالداء. وهنا يجب التشديد على جملة غير ملقح.
دعا هذا الأمر منظمة الصحة العالمية للتفكير بسحب اللقاح الفموي واستبداله باللقاح العضلي الذي يحوي الفيروس الميت. إلا أن ما سبق لا يعني أبداً أن يمتنع الأهل عن تلقيح أطفالهم، فقد أدى هذا إلى زيادة نسبة الأطفال المصابين في البلدان الذين امتنع فيها الأهل عن تلقيح أطفالهم.
وإذا فرضنا أن هذا الكلام صحيح من الناحية العلمية فالتصرف الصحيح المقابل من قبل الأهل عندئذ هو الحرص على تلقيح جميع أطفالهم وليس العكس فذلك يقلل من هذه الاحتمالية إن وجدت.
للمزيد: أسئلة شائعة حول مطاعيم الأطفال
لا تعد الآثار الجانبية لتطعيم شلل الأطفال مقلقة فهي قليلة وغير مؤثرة، نذكر منها:
- آلام هضمية خفيفة، وغثيان، وقيء.
- ارتفاع الحرارة والصداع.
- ألم طفيف في مكان الحقن.
لذا لا يجب القلق من أمان تطعيم شلل الأطفال، حيث لا يعاني معظم من يتلقونه من مشاكل تذكر. (3)
محاذير تخص تطعيم شلل الأطفال
يفضل عدم استعمال تطعيم شلل الأطفال في الحالات التالية:
- وجود التهاب دموي جرثومي، أو فيروسي، أو حرارة عالية.
- التحسس من جرعة سابقة من اللقاح أو التحسس من أحد المواد الحافظة الموجودة فيه مثل الستربتوميسين، والنيومايسين، والمواد الأخرى التي تدخل في تركيب اللقاح.
- الحمل والرضاعة، وينصح باستشارة الطبيب حول أمان تطعيم شلل الأطفال في حال الحاجة لأخذه، مثل السفر إلى مناطق نشطة بإصابات شلل الأطفال.
على الصعيد الآخر تعد مخاطر عدم تطعيم شلل الأطفال عديدة، إذ يصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة بشلل الأطفال في حال عدم تلقيه اللقاح في الطفولة أو عند الكبر، كما قد يتسبب في انتشار المرض لمن حوله في حال إصابته، لكن على أي حال ينصح بالتحدث إلى الطبيب حول إمكانية عدم أخذه للتوصل إلى أفضل الحلول. (5)