من الممكن أن تظهر لويحة صفراء حول جفن عين المريض بأحجام مختلفة، فبعضها يكون صغير جداً لا يتجاوز الملي متر الواحد، وأخرى قد يصل حجمها إلى عدة سنتي مترات.
فما هي اللويحة الصفراء؟ وما هي أسباب ظهورها؟هذا ما سنجيب عليه في مقالنا هذا، بالإضافة إلى طرق علاج اللويحة الصفراء حول العين.
ما هي اللويحة الصفراء؟
إن اللويحات الصفراء (بالإنجليزية: Xanthelasma) عبارة عن ترسبات أو تورمات صفراء اللون تظهر عادة في الجزء العلوي والداخلي لجفن العين، إذ تظهر نتيجة ارتفاع نسبة الدهنيات في الجسم، حيث تتكون اللويحة الصفراء حول العين بشكل أساسي من الكوليسترول وعادة ما تصيب جفون كلا العينين بصورة متماثلة.
من الممكن أن تكون اللويحة الصفراء طرية، أو شبه صلبة، أو صلبة الملمس تماماً، حيث يتطور ملمسها مع مرور الزمن وقد تصبح صلبة بشكل دائم.
بالرغم من أن اللويحة الصفراء غير مؤلمة، إلا أنها تعتبر في بعض الحالات النادرة مؤشراً على احتمال وجود مرض في القلب، لذلك ينصح بعدم تجاهل ظهورها ومراجعة الطبيب عند ظهورها حول العينين.
ما الفرق بين اللويحة الصفراء والورم الاصفر؟
تتميز اللويحة الصفراء عن الورم الأصفرمن خلال العلامات والخصائص التالية:
- تكون اللويحة الصفراء مسطحة ومحددة وواضحة المعالم ولينة الملمس.
- تشاهد اللويحات الصفراء فوق الجفون أو حولها، وتشخيصها يتم بمجرد معاينتها.
- لكن الورم الأَصفر يكون على شكل تحاديب بأحجام مختلفة تحت الجلد، في أي مكان على الجسم خاصة على الأوتار والعظام وقد يحتاج تشخيصه في بعض الحالات إلى أخذ خزعة للكشف عن المكون الشحمي فيه.
للمزيد: ورم الأجفان... مؤشر أمراض
ما اسباب اللويحة الصفراء؟
تنجم اللويحة الصفراء نتيجة تجمع الدهون تحت الجلد المتواجد حول العينين، وذلك بسبب ارتفاع الدهنيات في دم المريض، وهي في الغالب لا تسبب ألماً، أو أي ضرر للعين أو للجلد، ولكنها قد تؤثر على جمالية الوجه.
في بعض الأحيان يمكن أن تكون اللويحات الصفراء مؤشر على مرض آخر باعتبارها مؤشراً على ارتفاع نسب الكوليسترول في الدم، والذي يمكن أن يسبب ما يلي:
- تصلب الشرايين، نتيجة ترسب الدهون داخل الأوعية الدموية.
- أمراض القلب مثل السكتة القلبية.
- السكتة الدماغية.
ولكن من المحتمل أن يكون سبب اللويحات الصفراء أسباب أخرى، مثل مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، والتدخين.
عوامل خطر الإصابة باللويحة الصفراء
يمكن أن تظهر لويحة صفراء حول عيني أي شخص، ولكن يمكن تزداد فرصة ظهور اللويحة الصفراء لدى بعض الفئات، وهي الآتية:
- الأشخاص من أصل آسيوي أو شرق أوسطي.
- وجود التاريخ العائلي للإصابة بها، فعندما يكون أحد الوالدين مصاباً باللويحة الصفراء فإنها ستظهر عاجلاً أم آجلاً في ذريته، وفي أغلب الحالات تكون مترافقة مع ارتفاع الدهون في الجسم.
- معاناة المريض من ارتفاع مستويات الدهون في الدم، بما فيها:
- البروتين الشحمي قليل الكثافة ما يسمى بالكوليسترول السيء.
- الدهون الثلاثية.
- الكوليسترول الكلي والذي قد يكون وراثياً في بعض الأحيان.
- معاناة المريض من انخفاض نسبة البروتين الشحمي مرتفع الكثافة أو ما يسمى بالكوليسترول الجيد.
- معاناة المريض من أحد الأمراض التالية:
- تشمع صفراوي أولي للكبد، والذي يساهم في ارتفاع الكوليسترول.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مرض السكري.
- الأشخاص البدينين الذين يعانون من ارتفاع الكوليستيرول في الدم يكونون أكثر عرضة للإصابة بها مقارنة مع الذين يكون مستوى الكوليستيرول لديهم طبيعي، أو لايوجد لديهم تاريخ مرضي على علاقة بخلل شحمي.
- الإناث.
- الفئات العمرية ما بين 30-50 سنة.
- المدخنين.
كيف يتم تشخيص اللويحة الصفراء؟
يتم تشخيص اللويحة الصفراء عن طريق الفحص السريري للجلد المحيط بالعين، كما يتم عمل فحص لمستويات الدهون في الجسم عن طريق سحب عينة دم وإجراء الفحوصات عليها، لتحديد إن كان ارتفاع الدهون هو السبب وراء ظهور اللويحة الصفراء.
ما علاج اللويحة الصفراء؟
يتطلب علاج اللويحة الصفراء أولاً ضبط مستوى الدهون في الدم، وتحديد ومعالجة أي من الأسباب الدفينة المحتملة، فالضبط الجيد لمستوى الدهون في الدم يمكن أن يمنع تكون لويحة صفراء جديدة، كما يساهم أيضاً في إزالة وتلاشي ما كان قد تكون من هذه اللويحات الصفراء.
يمكن ضبط مستوى الدهون في الدم من خلال:
- استخدام الأدوية المخفضة للدهون، مثل السمفستاتين.
- الالتزام بنظام غذائي صحي والذي يتضمن التقليل من تناول الأطعمة الدهنية.
- الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول.
- الحفاظ على الوزن الصحي.
- ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة أسبوعياً على الأقل.
كما أن هناك خيارات أخرى لعلاج وإزالة اللويحة الصفراء والتي تشمل كلاً ما يلي:
- العلاج بالتبريد، يتم فيها تبريد اللويحة عن طريق النيتروجين السائل
- إزالة اللويحة الصفراء بالجراحة التقليدية، ولكن من الممكن أن تترك العلاجات الجراحية ندبات بعد العلاج أو تحدث تغيير في لون الجلد، كما تبقى احتمالية عودة ظهور اللويحات الصفراء قائمة.
- التحليل الكهربائي المتقدم باستخدام أمواج الراديو (بالإنجليزية: Radiofrequency Advanced Electrolysis).
- التقشير الكيميائي، وذلك باستخدام حمض الخليك ثلاثي الكلور.
- علاج اللويحة الصفراء بالليزر.
ما مضاعفات اللويحة الصفراء؟
أما حول مضاعفات اللويحة الصفراء، ففي 15 أيلول من عام 2011 أخذت اللويحة الصفراء أهمية لإعتبارها منبىء للأمراض القلبية الوعائية، حيث نشرت المجلة الطبية البريطانية نتائج دراسة استباقية استمرت لمدة تزيد عن 22 سنة، والتي اجريت في مستشفى ريغ في كوبنهاغن، وشملت مجموعة تتكون من 12745 مشارك منكبار السن الذين لديهم لويحات صفراء على الأجفان.
وخلال المتابعة تبين أن نسبة المخاطر للإصابة باحتشاء عضلة القلب كانت مرتفعة، حيث كان هناك 1872 حالة إصابة باحتشاء عضلة القلب، و3699 حالة إصابة بداء قلبي إقفاري أو مرض نقص تروية القلب، و 1498 إصابة بسكتة إقفارية، و 1815 حالة مرضية وعائية دماغية إقفارية، وما مجموعه 8507 حالة وفاة، ومعدلات الإصابة السنوية لهذه الأحداث كانت لكل عشرة آلاف شخص من المشاركين ممن لديهم أو ليس لديهم لويحة صفراء كانت كما يلي:
- احتشاء عضلة القلب، 121 لمن لديهم اللويحات الصفراء مقابل 65 لمن ليس لديهم.
- مرض نقص تروية القلب، 226 لمن لديهم اللويحات مقابل 134 لمن ليس لديهم.
- السكتة الدماغية، و64 لمن لديهم اللويحة مقابل 53 لمن ليس لديه.
- الأمراض الوعائية الدماغية، 74 لمن لديهم لويحة صفراء مقابل 65 لمن ليس لديهم.
- الموت، 414 لمن لديهم اللويحات مقابل 293 لمن ليس لديهم.
ووجدوا أيضاً أن مخاطر حدوث إصابة قلبية وعائية خلال 10 سنوات، عند الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و79 عاماً ولديهم لويحات صفراء في الأجفان كان 28% مقارنة مع 19% للذين لا توجد لديهم هذه اللويحات الصفراء.
كما أن الرجال في نفس هذا السن الذين لديهم لويحات صَفراء كانت نسبة الخطورة لإصابتهم بداء قلبي إقفاري تصل إلى 53%، أما الذين لم يكن لديهم هذه اللويحات فكانت لا تتجاوز 41%.
وأشاروا إلى أن خطر الإصابة كان خلال العشر سنوات التالية يصل إلى 20% ممن يوجد لديهم هذه اللويحات الصفراء وهذا يمثل نسبة كافية لتبرير خفض الدهون وعلاجها.
أما النساء اللواتي لديهن لويحة صفراء، فمخاطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب خلال عشر سنوات كانت 14% و 9% عند من لا توجد لديهن هذه اللويحات، و للداء القلبي الإقفاري كانت 35% للمجموعة الأولى و27% للثانية.
هذه النتائج أشارت بوضوح وللمرة الأولى أن الناس الذين لديهم لويحات صفراء تزيد لديهم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بغض النظر عن مستوى الكوليستيرول وتركيز الدهون الثلاثية في البلازما، كما كشفت هذه الدراسة أيضاً أن أولئك الذين لديهم آفات جفنية وجد لديهم مستويات أقل من البروتين الدهني (أ) ومن البروتين الشحمي المرتفع الكثافة وهذا بحد ذاته عامل خطر إضافي.