يحتفل العالم في الرابع والعشرين من آذار من كل عام باليوم العالمي لمرض السل، حيث يخصص هذا اليوم لنشر التوعية حول الآثار الصحية، والاجتماعية، والاقتصادية المدمرة للسل، وتكثيف الجهود لإنهاء وباء السل العالمي، والذي يسبب وفاة نحو مليون ونصف شخص سنوياً، معظمهم في الدول النامية.
لا يزال مرض السل أحد أكثر الأمراض القاتلة في العالم، ففي كل يوم يموت حوالي 4500 شخص بسبب المرض، في حين يتم تشخيص أكثر من 30.000 حالة بهذا المرض الذي يمكن الوقاية منه والشفاء منه.
أنقذت الجهود العالمية لمكافحة السل حوالي 60 مليون شخص منذ عام 2000 وخفضت معدل الوفيات الناجمة عن السل بنسبة 42%.
تعرف في هذا المقال عن اليوم العالمي للسل وأهدافه، بالإضافة إلى معلومات حول مرض السل.
أهداف اليوم العالمي للسل
يركز موضوع اليوم العالمي للسل على تحقيق الأهداف التالية:
- زيادة الوصول إلى الوقاية والعلاج من مرض السل.
- ضمان التمويل الكافي والمستدام وخاصة في مجال البحوث مرض السل.
- وضع حد للتعامل غير العادل مع المصابين بمرض السل.
- الترويج للاستجابة العادلة لمرض السل والتي تقوم على الحقوق و المتمحورة حول الإنسان.
إحصائيات هامة حول مرض السل
يقدر بحسب منظمة الصحة العالمية أن مرض السل:
- يقع في المرتبة الثانية عالمياً من حيث التسبب في الوفاة كمرض التهابي بعد مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).
- أصاب نحو 10 ملايين شخص حول العالم في عام 2019، كما وأدى إلى وفاة 1.4 مليون شخص.
- ينتشر بشكل كبير في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل (أكثر من 95% من إجمالي حالات الوفاة الناجمة عن مرض السل)، كما ويقع ضمن أول ثلاثة أسباب للوفاة لدى النساء في سن ما بين 15-44 عاماً.
- يقدر أن مرض السل أصاب حوالي 1.2 مليون طفل في عام 2019، ويعد تشخيص وعلاج مرض السل أكثر صعوبة لدى الأطفال.
- يعد السبب الأول في وفاة مرضى الإيدز، إذ يؤدي إلى وفاة 20% منهم.
- تعزى حوالي 20% من حالات الإصابة بالسل للتدخين.
- تعد مستوياته في تراجع مستمر في الآونة الأخيرة، حيث انخفض معدل الوفيات ما بين عامي 2015-2019 بما نسبته 2% .
للمزيد: خطورة عودة إنتشار مرض السل بين البشر
ما هو مرض السل؟
نعرف في ما يلي على بعض المعلومات الهامة حول مرض السل:
- يعرف مرض السل بأنه مرض التهابي معد ينجم عنبكتيريا المتفطرة السلية (بالإنجليزية: Mycobacterium Tuberculosis)، والتي غالباً ما تصيب الرئتين، كما أنه قد ينتقل إلى أعضاء أخرى، ويعد هذا المرض قابلاً للوقاية والشفاء.
- ينتقل مرض السل من شخص لآخر عبر الهواء، إذ يحمل الهواء القطرات الخارجة من المصاب عند العطاس أو السعال أو البصاق، فإن وصلت هذه القطرات للشخص السليم ، فإنه يصاب بالمرض. ويذكر أن نحو ثلث سكان العالم يحملون مرض السل لكن بشكل كامن، أي أنهم مصابون بالبكتيريا المذكورة لكن الأعراض لم تظهر عليهم بعد.
- تجدر الإشارة إلى أنه ليس كل من يصاب بالبكتيريا المذكورة يصاب بالسل، فاحتمالية إصابته به تصل إلى 10% فقط في وقت ما من حياته، غير أن هذه الاحتمالية ترتفع، وبشكل كبير، لدى من لديهم ضعف في جهاز المناعة، ومنهم من لديهم سوء تغذية، ومصابي الإيدز والسكري، ومن يتلقون العلاج الكيميائي ضد السرطان، ومن يدخنون التبغ.
- يصاب مريض السل بأعراض عديدة، أهمها السعال الذي قد يتصاحب مع الدم، فضلاً عن الشعور بالإرهاق، و ارتفاع درجات الحرارة، والتعرق الليلي، و فقدان الوزن. وبما أن هذه الأعراض تكون بسيطة في البداية، يتأخر لجوء المصاب إلى الرعاية الطبية، مما يفضي إلى تفاقم المرض وانتقاله للآخرين، و إذا لم يعالج هذا المرض الالتهابي بالشكل المناسب، فإنه قديسبب وفاة ثلثي مصابيه.
كيفية علاج مرض السل
يعد مرض السل قابلاً للعلاج ونذكر في ما يلي إجراءات علاج مرض السل:
- يكون علاج الحالات التي تتجاوب مع الأدوية عبر استخدام أربعة أدوية مضادة للميكروبات، وتستخدم هذه الأدوية لمدة ستة أشهر تحت رقابة الطبيب. ويجب الالتزام بأخذ هذه الأدوية في المواعيد التي يحددها الطبيب حتى لا تفقد فعاليتها.
- يجدر بالذكر أنه بسبب أن أدوية السل مستخدمة منذ عقود، فقد حدث ما يسمى بالسل المقاوم للأدوية. وللأسف، فإن السلالات البكتيرية المقاومة للأدوية، والتي تم تسجيلها في جميع الدول التي تم اختبارها، بتزايد مستمر.
- يعرف السل المقاوم للأدوية بأنه أحد أشكال هذا المرض، غير أنه ﻻ يتجاوب مع أكثر الأدوية فعالية ضده، وهما الإيزونيازيد (بالإنجليزية: Isoniazid) والريفامبين (بالإنجليزية: Rifampin) على الأقل. ويقع هذان الدواءان في الصف الأول لعلاج هذا المرض.
- يعالج السل المقاوم للأدوية بالأدوية من الصف الثاني، غير أن الخيارات محدودة وقد لا يتواجد بعض منها. فضلاً عن ذلك، فإن علاج هذا النوع من السل يستمر لمدة عامين.
- يذكر أن هناك بعض الحالات التي تكون فيها المقاومة للأدوية أكثر شدة، إذ يستجيب المرض لعدد محدود من الأدوية من فئة الصف الثاني نفسها.
الوقاية من مرض السل
من أهم خطوات التوعية حول مرض السل هو معرفة كيف يمكن الوقاية منه، وفيما يلي أهم الخطوات التي تساهم في الوقاية من مرض السل:
- أولاً: الكشف المبكر لمن لديهم خطورة مرتفعة
تعد الوقاية من مرض السل أمراً ممكناً، حتى لدى من تعرضوا لشخص مصاب به. فمن تعرضوا إلى بكتيريا هذا المرض ومن يعدون في خطر عالٍ للإصابة به، فضلاً عن اختصاصيي الصحة، عليهم الخضوع لفحص جلدي للتأكد من إصابتهم به، حيث أن اكتشاف التعرض للبكتيريا مبكراً يسرع في علاجه، الأمر الذي يقلل من احتمالية انتشاره.
للمزيد: فحص جديد للكشف عن البكتيريا المُسببة للسل ومقاومتها للعلاج
- ثانياً: تناول اللقاح الخاص بالسل
يتوافر مطعوم للوقاية من مرض السل يعرف بلقاح السل بي سي جي (بالإنجليزية: Bcg Vaccine)، غير أن فعاليته محدودة تجاه بعض أنواع السل، كما أن استخدامه لا يلغي ضرورة خضوع لفحص اكتشاف التعرض للبكتيريا المذكورة.
- ثالثاً: تجنب التعرض للمصابين بالسل
يعد الابتعاد حاملي ومصابي مرض السل والابتعاد عن أدواتهم الخاصة وطعامهم وشرابهم أكثر الطرق فعالية للوقاية من هذا المرض.