لا شك أن أعباء المرأة الحياتية، من إدارة شؤون المنزل ورعاية الأطفال وتلبية طلباتهم المتكررة والمتزايدة، هي أكثر بكثير من الأعباء الواقعة على الرجل، وبخاصة في العالم العربي. ويزداد العبء أكثر فأكثر إذا كانت المرأة عاملة.

وعليه، فإنها مطالبة بالحفاظ على صحتها، كي تواصل مسيرة حياتها بهمة ونشاط.

وهناك أسئلة كثيرة يمكن أن تطرحها المرأة عن طرق الحفاظ على صحتها، وعن حاجات جسمها وسبل الحفاظ على صحته، هنا أسئلة وأجوبة مفترضة، أجاب عنها عدد من أطباء الاختصاص.

ما أهم الإجراءات الوقائية التي يمكن أن تتخذها المرأة لحماية صحتها؟

من الضروري أن تلحظ المرأة العلامات المبكرة للمشكلات الصحية التي يمكن أن تعانيها، لكن في الوقت نفسه ثمة إجراءات وقائية يمكن أن تتخذها لتحمي صحتها من الأضرار التي يمكن أن تتعرّض لها مستقبلاً:

  • اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الأطعمة الأساسية من المجموعات الغذائية الرئيسية والانتباه إلى حجم الحصص.
  • ممارسة الرياضة نصف ساعة على الأقل يومياً.
  • حماية صحة العظام بتناول ثلاث حصص من الحليب القليل الدسم ومشتقاته يومياً وممارسة رياضة المشي أو الهرولة أو التمارين الرياضية.
  • إجراء الفحوص الروتينية بانتظام والصور الشعاعية.
  • تخصيص بعض الوقت للنفس لمدة نصف ساعة يومياً للقراءة أو الاسترخاء أو الجلوس مع الأصدقاء، فكل هذا قد يساهم في التقليل من التوتر."طرق الإسترخاء لتقليل الإجهاد النفسي"

ما أبرز الفحوص التي يجب أن تخضع لها المرأة؟

  • فحص الغدة الدرقية: كل خمس سنوات من سن 35 سنة فما فوق.
  • فحص ضغط الدم: كل سنتين.
  • فحص الكوليسترول: من سن 20 سنة فما فوق ويحدد الطبيب الحاجة إلى تكراره.
  • فحص كثافة العظام في سن الأربعين ويحدد الطبيب موعد إجرائه لاحقاً.
  • فحص مستوى السكر في الدم: كل ثلاث سنوات من سن 45 سنة فما فوق.
  • فحص عنق الرحم: كل سنة إلى ثلاث سنوات حتى سن 65 سنة.
  • منظار القولون: كل عشر سنوات من سن الخمسين فما فوق.

اقرأ أيضاً: "الفحوصات الطبية التي تحتاجها كل إمرأة"

ما الأعراض التي يجب ألا تهملها المرأة وأن تعيرها الكثير من الأهمية؟

أعراض الذبحة القلبية:

الذبحة القلبية تسبب ألم وانزعاج في موضع القفص الصدري يرافقه أحياناً ألم في القسم الأعلى من الجسم في الذراعين والظهر والعنق أو المعدة. إضافةً إلى ضيق النفس والتعرّق البارد والغثيان والدوار.

الجلطة:

مشكلات مفاجئة في الكلام والنظر والتوازن والتنسيق، إضافةً إلى التنميل أو الضعف في الوجه أو الذراعين أو الساقين.

مشكلات في الجهاز التناسلي:

النزف أو ظهور بقع من الدم ما بين موعدي الطمث. هذا إضافةً إلى الحكاك والحريق والتقرّحات في المهبل والألم أثناء العلاقة الزوجية وآلام حادة في موعد الطمث وآلام حادة في المهبل وإفرازات تترافق مع رائحة قوية. إضافةً إلى آلام في اسفل الظهر وانتفاخ أو شعور بالامتلاء.

مشكلات في الثدي:

إفرازات من الحلمة وتورّم في الثدي أو ألم وتغيرات في الجلد. كما يمكن أن تلحظ المرأة دملة أو كثافة في الثدي أو تحت الإبط أو تورماً في أحد هذين الموضعين.

قد يهمك أيضاً: "آلام الثديين" ، "تغيرات في الثدي على المرأة أن تأخذها بعين الاعتبار"

مشكلات في المعدة أو في الجهاز الهضمي:

نزف من المستقيم ودم في الغائط وإمساك أو إسهال أو الاثنين معاً، وحرقة في المعدة لم تكن موجودة في السابق. كما يمكن أن تعاني المريضة ألماً في المعدة أو شعوراً بالامتلاء أو انتفاخاً. ويمكن حتى التقيؤ مع وجود دم في السائل.

مشكلات في الجلد:

تغيرات في لون شامة أو شكلها أو حجمها، أو وجود دملة صغيرة طرية ولامعة و تميل إلى الاحمرار أو إلى اللون البني في الجلد. كما يمكن أن توجد تقرّحات مؤلمة ومزعجة لا تشفى خلال 14 يوماً.للمزيد "متى يجب أن أقلق من الشامة!"

ما أهم المكوّنات الغذائية للمرأة؟

تحصل المرأة عادةً على أهم المكونات الغذائية من الطعام، ومن العادات التي تتبعها في نمط حياتها. لكن بشكل عام يلاحظ أن معظم النساء لا يحصلن على كميات كافية من "الفولات"، وهو أحد فيتامينات "ب"، والكالسيوم بشكل تلبى فيها حاجات جسمها. علماً أن "الفولات" أو حمض "الفوليك" يساعد في النمو ويساعد على الوقاية من بعض التشوهات الخلقية ومن فقر الدم خلال الحمل، وقد يخفف خطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان. أما الكالسيوم فلا يعتبر مهماً لصحة العظام، فحسب، بل يفيد صحة الجسم ككل. لذلك في حال عدم تناول كميات كافية من الكالسيوم بدءاً من المراهقة يزيد خطر الإصابة بترقق العظام لاحقاً في مرحلة انقطاع الطمث. أما كمية "الفولات" اليومية التي يحتاجها جسم المرأة فهي 400 ميكروغرام في اليوم، فيما تراوح كمية الكالسيوم التي يحتاجها جسم المرأة بين سن 11 سنة و 24 ما بين 1200 ميلليغرام و 1500. أما بين سن 24 سنة و50 سنة فيحتاج جسم المرأة إلى 1000 ميلليغرام، وبعد سن الخمسين في حال اتباع علاج بديل الهرمونات يحتاج الجسم إلى 1000 ميلليغرام من الكالسيوم أو 1500 في حال عدم اتباع العلاج. كما أنه من الضروري أن تحصل المرأة على كميات كافية من الفيتامين "د" لمساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم.

"أطعمة تنظم هرمونات المرأة"

ما المصدر الأفضل للمكونات الغذائية بالنسبة إلى المرأة العاملة: الطعام أو مكملات الغذاء؟

المصادر الفضلى للمكونات الغذائية هي الأطعمة الكاملة الغذاء الطازجة، خصوصاً الفاكهة والخضر والحبوب الكاملة. لكن في الواقع، قد لا تحصل المرأة المنشغلة على حاجات جسمها من المكونات الغذائية بما يحافظ على صحتها. لذلك قد يكون ضرورياً اللجوء إلى المكملات الغذائية أحياناً، شرط ألا تحل محل الغذاء الصحي. علماً أن بعض الدراسات أظهرت أن تناول الفيتامينات المتعددة يومياً قد يساعد في الحد من خطر التعرّض إلى الذبحة القلبية الأولى. كما أظهرت دراسات أخرى أن تناول الفيتامينات المتعددة يومياً قد يساعد على الحد من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة. لكن يجب أن تتذكري دائماً أن الكثرة ليست هي الأفضل، بل يكفي تناول الكمية الموصى بها ومتابعة النظام الغذائي الصحي.

ما الرياضة التي يجب أن تمارسها المرأة لتحافظ على وزنها؟

لتجنب زيادة الوزن، تُنصح المرأة بممارسة رياضة معتدلة إلى قوية لمدة ساعة في معظم أيام الأسبوع، مع التشديد على أهمية مراقبة المحصول اليومي من الوحدات الحرارية.

في حال عدم وجود زيادة في الوزن، هل من الضروري أن تمارس المرأة الرياضة؟ وما الفوائد التي يمكن الحصول عليها في هذه الحالة؟

تساعد ممارسة الرياضة المعتدلة (المشي، الرقص، ركوب الدراجة) بمعدل نصف ساعة على الأقل في معظم أيام الأسبوع على توفير الحماية من أمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان بما فيها سرطان الثدي. كما قد تساعد ممارسة الرياضة بانتظام على خفض ضغط الدم والحفاظ على صحة العظام والحد من التوتر والاكتئاب وتحسين القدرة على النوم والسيطرة على الآلام الناتجة عن التكلّس.

هل يعتبر تناول حبوب منع الحمل آمناً للمرأة؟

تعتبر حبوب منع الحمل المعتمدة حالياً آمنة أكثر بكثير من تلك التي كانت معتمدة في السابق كونها تحتوي على مستويات أقل من الهرمونات.في الواقع تبين أن حبوب منع الحمل تحمي المرأة من سرطاني عنق الرحم والمبيض. في المقابل، إذا كانت المرأة مدخّنة قد تزيد حبوب منع الحمل خطر تعرّضها لارتفاع ضغط الدم وتخثّر الدم وانسداد الشرايين. كما أنه لا تنصح المرأة المدخّنة التي تخطت 35 سنة، ولها تاريخ في تخثّر الدم أو في سرطان الثدي أو أي من أنواع سرطان الجهاز التناسلي أو سرطان الكبد، بتناول حبوب منع الحمل."حبوب منع الحمل بين الفوائد والمخاطر المحتملة"

ما السن القصوى التي يمكن أن تنجب فيها المرأة حالياً مع تطوّر وسائل الإخصاب والعلاجات؟

تتراجع خصوبة المرأة من سن 35 سنة مما يزيد صعوبة الإنجاب بطريقة طبيعية، لكن لا يصبح الأمر مستحيلاً. مع الإشارة إلى أن خطر إنجاب طفل يعاني تشوّهات خلقية مع تقدّم المرأة في السن. أما علاجات الإخصاب وطريقة طفل الأنبوب، فساهمت بزيادة فرص الإنجاب، إلى حد كبير، حيث أصبح ممكناً للمرأة أن تنجب في منتصف الأربعينات. لكن ينصح الأطباء بعدم تخطي هذه السن.

المصدر: مجلة بلسم

اقرأ أيضاً: الوضع الصحي للمرأة بعد سن الأربعين