يمكن أن تظهر أعراض انسحاب النيكوتين في غضون ساعات من تدخين آخر منتج يحتوي عليه، والنيكوتين هو المركب الفعال والمادة التي تسبب الإدمان في منتجات التبغ، مثل السجائر.
يسبب انسحاب النيكوتين أعراض جسدية ونفسية، وقد تختلف شدة هذه الأعراض من شخص لآخر، إلا أنها في الغالب ما تكون أكثر حدة لدى معظم الأفراد في الأيام الأولى من الإقلاع ثم تهدأ معظمها في غضون 4 أسابيع.
يتناول هذا المقال أعراض انسحاب النيكوتين الجسدية والنفسية، ومدة استمرار هذه الأعراض الانسحابية، بالإضافة إلى بعض النصائح لتخفيف أعراض الإقلاع عن النيكوتين.
أعراض انسحاب النيكوتين الجسدية
على الرغم من أعراض الإقلاع عن النيكوتين قد تكون مزعجة جداً في بدايتها، إلا أنها لا تنطوي على مضاعفات أو مخاطر صحية. ومن أبرز أعراض انسحاب النيكوتين البدنية ما يلي:
الرغبة الشديدة في النيكوتين
تعتبر الرغبة الشديدة في التدخين استجابة فسيولوجية ناتجة عن عن مستقبلات النيكوتين في الدماغ، إذ يسبب التوقف عن النيكوتين توقف إفراز الدماغ للدوبامين الذي اعتاد الجسم على إفرازه نتيجة تحفيز النيكوتين لإطلاق مجموعة من الناقلات العصبية في الدماغ، ومنها الدوبامين؛ الهرمون الذي يعزز الشعور بالرضا والسعادة. [2][3]
تعتمد شدة الرغبة (بالإنجليزية: Cravings) في النيكوتين على كمية النيكوتين المعتاد عليها ومدة استخدامه على نحو عام، ومتى اعتاد الشخص على تدخين أول جرعة منه في يومه من بعد الاستيقاظ. [1]
تظهر الرغبة الشديدة في النيكوتين على شكل شعور ورغبة ملحة في تدخين النيكوتين، وغالباً ما يستمر هذا الشعور في كل مرة من 5-10 دقائق. أما الرغبة الشديدة في النيكوتين بشكل عام فقد تستمر عدة أسابيع، أو عدة أشهر في بعض الحالات. وهناك نوعان من هذه الرغبة، وهما: [4]
- رغبة ثابتة في النيكوتين، وغالباً ما تنخفض شدتها تدريجياً في غضون أسابيع بعد الإقلاع عن النيكوتين أو التدخين.
- رغبة مفاجئة وحادة جداً، وغالباً ما تظهر هذه الرغبة بسبب محفز ما، مثل التعرض للتوتر.
تقل الرغبة بالنيكوتين مع مرور الوقت، ويقل تكرار شعور الرغبة الشديدة خلال اليوم أيضاً.
زيادة الشهية وزيادة الوزن
غالباً ما تزداد شهية الأفراد بعد الإقلاع عن النيكوتين، وبالتالي قد يلاحظون زيادة في الوزن. ويعود تفسير زيادة الشهية والوزن كأحد أعراض انسحاب النيكوتين إلى الأسباب التالية: [1][2][7]
- استبدال السجائر بالطعام والوجبات الخفيفة.
- انقطاع تحفيز النيكوتين لمستقبلات بعض الناقلات العصبية التي تقلل شعور الجوع في الدماغ، مثل الدوبامين والسيروتونين،
- انخفاض معدل التمثيل الغذائي، حيث أن النيكوتين يلعب دوراً في عملية الأيض وحرق السعرات الحرارية.
- انخفاض نسبة السكر في الدم والشعور المفاجئ بالجوع، مما يسبب الحاجة إلى استهلاك المزيد من الكربوهيدرات والسكريات. وينتج ذلك بسبب التأثير الذي قد يخلفه على استجابة الخلايا للإنسولين.
- التغيرات في تفضيلات الطعام، فقد يلاحظ الفرد أن للطعام رائحة وطعم مختلف أفضل، وذلك نتيجة بدء عودة مستقبلات التذوق على اللسان إلى طبيعتها بعد تأثرها وضعفها بسبب التدخين.
الإمساك
يؤثر النيكوتين على العديد من أجهزة الجسم وعملياته الحيوية، بما في ذلك الجهاز الهضمي، لذلك قد يسبب التوقف عن النيكوتين إلى حدوث تغير في حركة الأمعاء وانخفاض في معدل سرعة هضم الطعام، نتيجةً لذلك يعاني بعض الأفراد من نوبات من الإمساك.
بالإضافة إلى الإمساك، فقد يعاني البعض من الغازات. وقد تستمر أعراض انسحاب النيكوتين على الجهاز الهضمي لمدة تصل إلى 4 أسابيع. [1][2]
أعراض شبيهة بنزلة البرد أو الإنفلونزا
يسبب الإقلاع عن النيكوتين لدى البعض استجابة مناعية للجسم شبيهة باستجابته للبكتيريا أو فيروسات الإنفلونزا، مما يسبب ظهور بعض اﻷعراض، مثل السعال، والصداع، والتهاب الحلق، والتهاب الجيوب الأنفية، والتوعك، وآلام في الجسم.
تعرف أعراض انسحاب النيكوتين الشبيهة بالإنفلونزا باسم إنفلونزا الإقلاع، وغالباً ما تستمر لأيام قليلة فقط، ويمكن لبعض المسكنات التي لا تحتاج وصفة طبية تخفيف هذه الأعراض. [1][2]
السعال المستمر
يؤدي استخدام النيكوتين والتدخين لفترات طويلة إلى التأثير سلبياً على الأهداب ووظيفتها في الرئتين، وبعد الإقلاع عن التدخين، تبدأ هذه الأهداب باستعادة شكلها الطبيعي والقيام بوظيفتها كما يجب، وهي طرد المواد الغريبة ودفع المخاط خارج الرئتين.
نتيجةً لذلك، يصاب الشخص بالسعال المستمر بعد الإقلاع، حيث تبدأ الأهداب بدفع الرواسب والمخاط المتراكم إلى خارج الرئة، ويعد علامة على تحسن صحة الرئتين. [2]
بالإضافة إلى ما سبق، يمكن أن يعاني البعض إلى أعراض انسحاب النيكوتين الجسدية التالية: [5][6][7]
- التعرق، إذ يعتبر أحد الطرق التي يتخلص بها الجسم من المواد الكيميائية السامة.
- حكة أو الشعور بوخز في اليدين والقدمين وفروة الرأس، وذلك نتيجة تحسن دوران وتدفق الدم في الجسم بعد الإقلاع عن النيكوتين.
- جفاف الفم، ومما قد يزيد من شدة هذا العرض القلق والتوتر الذي قد يصاب بهما الشخص عند البدء برحلة الإقلاع عن النيكوتين.
- الصداع والغثيان أو الدوخة، وتعد من أولى أعراض انسحاب النيكوتين المبكرة، وكذلك من أولى الأعراض التي تتلاشى مع مرور الوقت.
- الإعياء أو التعب، إذ يعتبر النيكوتين مادة منبهة للجسم، وبالتالي عند الإقلاع عنه، فقد يشعر الشخص في البداية بالتعب وانخفاض الطاقة.
أعراض انسحاب النيكوتين النفسية
في الغالب، تتلاشى أعراض انسحاب النيكوتين في غضون أسابيع، لكن يمكن أن تستمر بعض أعراض انسحابه النفسية لمدة أطول من ذلك. ومن أبرز أعراض انسحاب النيكوتين النفسية ما يلي: [1][5]
- ضبابية الدماغ وصعوبة التركيز، وتعد هذه المشاكل من أعراض انسحاب النيكوتين الشائعة في الأسبوع الأول على وجه الخصوص.
- تغيرات في المزاج، ويشمل ذلك الشعور بالغضب والاهتياج، وقد تزداد حدة هذه الأعراض بعد 3 أيام من الإقلاع وتستمر من 2-4 أسبوع.
- الشعور بالكآبة والإحباط، وغالباً ما تختفي هذه الأعراض في غضون شهر، لكن في حال وجود تاريخ مرضي سابق للإصابة بالقلق أو الاكتئاب، فقد تستمر هذه الأعراض لفترة أطول وقد يتطلب علاجها استشارة طبيب مختص.
- الأرق واضطرابات النوم، وهي آثار جانبية شائعة نتيجة انسحاب النيكوتين من الجسم، وقد يكون لانخفاض إفراز الدوبامين دوراً في التسبب بها.
مدة أعراض انسحاب النيكوتين
تختلف مدة استمرارية أعراض انسحاب النيكوتين من شخص لآخر، وفيما يلي بعض المعلومات الهامة حول الأعراض الانسحابية ومدة استمرارها: [8]
- تبدأ الأعراض خلال 4-24 ساعة من بعد آخر استخدام أو تدخين أحد منتجات النيكوتين.
- تبلغ ذروة شدة الأعراض لدى معظم الأفراد في اليوم الثالث من الإقلاع، ثم تبدأ بالتلاشي تدريجياً خلال 3-4 أسبوع من الإقلاع.
- غالباً، تستمر زيادة الرغبة في تناول الطعام وزيادة الشهية لفترة أطول من أعراض انسحاب النيكوتين الجسدية الأخرى.
علاج أعراض انسحاب النيكوتين
بالإضافة إلى استشارة أخصائي صحي، هناك بعض العلاجات للمساعدة في تخفيف أعراض انسحاب النيكوتين، مثل: [1][2]
- تغيير نمط الحياة، مثل زيادة الأنشطة البدنية والتمرينات الرياضية، واستخدام بعض التقنيات للحد من التوتر، مثل اليوغا والتأمل.
- استخدام بدائل النيكوتين العلاجية، مثل علكة النيكوتين، ولاصقات النيكوتين، وأجهزة الاستنشاق بالنيكوتين. بعضها متوفر دون وصفة طبية، بينما يتطلب بعضها الآخر وصفة طبية.
- تناول أدوية مساعدة للإقلاع باستشارة طبيب، مثل فارينيكلين (بالإنجليزية: Varenicline).
- الانضمام لأحد مجموعات الدعم وبرامج الإقلاع عن النيكوتين والتدخين.