يشتكي الكثير من الصائمين من الشعور بالخمول والكسل أثناء شهر رمضان، فيقومون بتأجيل الأعمال المطلوبة منهم حتى انقضاء الشهر، الأمر الذي ينعكس سلباً على العمل والدوام في رمضان. وحقيقة، يرتبط الخمول والكسل الذي يشعر به الأشخاص خلال شهر رمضان بالعادات والممارسات الخاطئة التي يمارسونها وليس بالصيام بحد ذاته.
إليك في هذا المقال بعض النصائح التي تساعد على زيادة الإنتاجية وتحسين العمل في رمضان.
يعد صيام رمضان من الشعائر الإسلامية المرتبطة بتوقيت زمني محدد، حيث تتغير مواعيد الأكل خلال الشهر، وتتناوب فترات الأكل والصوم الذي يتراوح من 12 إلى 16 ساعة تقريباً باختلاف المكان.
وعلى الرغم من من الفوائد الجسدية والنفسية التي يعود بها الصيام، إلا أن التغير في عادات الأكل وبعض الممارسات الخاطئة تؤثر على إنتاجية ونشاط الأفراد، ويجعل من الدوام في رمضان أمراً صعباً.
10 نصائح لزيادة الانتاجية أثناء العمل في رمضان
فيما يلي عشر نصائح طبية يمكن أن تساعد على زيادة الإنتاجية واستغلال ساعات الدوام في رمضان.
النصيحة رقم 1: البدء بالعمل باكراً
لا يخفى على الكثير تأثير الصيام على ساعات العمل في رمضان، إما بسبب طبيعة العمل نفسه أو بسبب اختلاف قانون العمل في رمضان بين دولة وأخرى. لذا يفضل الاستفادة من مستويات النشاط والطاقة العالية في الجسم خلال الساعات الأولى من اليوم، والبدء بالعمل أو الذهاب إلى الدوام في رمضان في الصباح الباكر، وبعد صلاة الفجر.
ينصح أيضاً بالبدء بالمهام التي تحتاج إلى أكبر قدر من التركيز، وتحديد الأولويات وفقاً لذلك، حيث يكون الجسم أكثر تركيزاً خلال ساعات الصباح الأولى، لذا عند العمل في رمضان، يجب إعطاء الأولوية للمهام التي تتطلب المزيد من التركيز العقلي حتى يتم الانتهاء منها أولاً.
النصيحة رقم 2: تجنب حرارة الشمس
من المهم تجنب العمل في رمضان تحت أشعة الشمس، وخاصة عند صيام رمضان صيفاً، وذلك لتفادي الإصابة بالإجهاد الحراري، والجفاف، وضربات الشمس.
على الرغم من اختلاف أوقات العمل في رمضان، إلا أنه يفضل العمل بعد المغرب إذا كانت طبيعة العمل تتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً.
النصيحة رقم 3: الحفاظ على رطوبة الجسم من خلال شرب الماء والاستحمام
للحفاظ على طاقة الجسم اللازمة للذهاب إلى العمل في رمضان، ينصح بشرب كميات كافية من الماء، أي قرابة 8-12 كوب يومياً للحفاظ على ترطيب الجسم في رمضان، كما يفضل تناول المشروبات الخالية من السعرات الحرارية مثل الأعشاب، أو شرب العصائر الرمضانية الخالية من السكر والنكهات الصناعية.
كما يمكن الاستحمام في أوقات مختلفة من النهار، أو على الأقل غسل الرأس بالماء البارد مع المضمضة أثناء فترة الدوام في رمضان، للحفاظ على برودة الجسم ورطوبته، والحد من الحرارة والسوائل المفقودة بالتعرق.
للمزيد: استراتيجية لمكافحة العطش في رمضان
النصيحة رقم 4: تناول وجبة افطار منخفضة السعرات الحرارية
عند الحديث عما يتعلق بالدوام في رمضان، قد يبدو الطعام غير مهماً، إلا أنه على العكس تماماً، حيث تؤثر نوعية الطعام التي تناولها الصائم خلال الشهر على طاقته ونشاطه، الأمر الذي ينعكس على قدرته على التركيز والعمل في رمضان.
وعليه، ينصح باتباع التعليمات التالية فيما يتعلق بوجبة الإفطار:
- تجنب تناول الأطعمة المقلية أو تقليل مقدار الزيت المستخدم في القلي، ويفضل استخدام الزيوت من مصادر نباتية مثل زيت دوار الشمس، وزيت الذرة، وزيت الكانولا، وتجنب استخدام زيت الزيتون في القلي.
- تقسيم وجبة الإفطار على مرحلتين لتجنب ارتفاع السكر في الدم بشكل مفاجئ، حيث يمكن تناول وجبة خفيفة في وقت المغرب وتناول وجبة أخرى بعد صلاة التراويح.
- البدء بتناول طبق من الحساء الدافئ قبل الوجبة الرئيسية، وذلك لتهيئة المعدة لاستقبال الطعام، خاصة للحساء المحتوي على الخضراوات، لما له من دور مهم في إمداد الجسم بالطاقة الكافية لإكمال الدراسة أو العمل في رمضان بعد الإفطار.
يساعد الصيام على عمليات الإصلاح الخلوي، مثل إزالة الجذور الحرة والعوامل المؤكسدة من الخلايا، لذلك من المهم تنظيم الأكل في رمضان من أجل تجنب الارتفاع المفاجئ في مستوى الهرمونات، والسماح للجسم بالحصول على أقصى استفادة من الصيام.
النصيحة رقم 5: تناول وجبة السحور متأخراً
ينصح بتناول وجبة السحور في وقت قريب من الفجر قدر الإمكان؛ وذلك للحفاظ على نسبة السكر في الدم أطول فترة ممكنة، الأمر الذي يمنح الجسم الطاقة الكافية لبدء العمل في رمضان.
اقرأ أيضاً: أهمية تناول وجبة السحور
النصيحة رقم 6: تناول كميات متوازنة من الطعام في وجبة السحور
عند إعداد وجبة السحور، ينصح باستخدام المكونات المحتوية على العناصر الغذائية المفيدة للجسم، وبكميات متوازنة ومعتدلة، حيث يفضل أن تكون وجبة السحور خفيفة وغنية بالألياف والبروتينات، مثل:
- البقوليات: تحتوي البقوليات كالفول والعدس على الألياف المعقدة، والتي تستغرق وقتاً في الهضم وتشعر الفرد بالامتلاء لفترة أطول.
- المخبوزات المصنوعة من الدقيق الكامل أو الشوفان: حيث تعتبر من الكربوهيدرات المعقدة والتي ترفع سكر الدم بصورة تدريجية وتحافظ على سكر الدم ضمن معدلاته الطبيعية.
- البيض ومشتقات الألبان: يعتبر كل من البيض والألبان والأجبان من مصادر البروتين المهمة التي تحافظ على النشاط والحيوية وتسهل العمل في رمضان.
- الخضروات والفاكهة: تعوض الخضروات والفاكهة الجسم بنسبة وفيرة من الماء وتحافظ على رطوبة الجسم.
- التمر: يحتوي التمر على نسبة عالية من الأملاح المعدنية وبخاصة البوتاسيوم والزنك؛ وهي أملاح مهمة للحفاظ على صحة القلب والتركيز.
ينصح بتجنب السكريات البسيطة، مثل العسل والعصائر المحلاة، فهي ترفع من مستوى سكر الدم بسرعة كبيرة، الأمر الذي يربك البنكرياس ويؤدي الى اضطراب إفراز الأنسولين، ويعود على الجسم بالخمول والتكاسل عن الدوام في رمضان.
النصيحة رقم 7: ممارسة الرياضة بشكل منتظم
من الطرق التي تساهم في زيادة الإنتاجية في رمضان هي الرياضة، إذ ينصح بالمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية خفيفة الوتيرة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة إما قبل شروق الشمس، أو بعد الإفطار بساعة أو بعده بساعتين. كما يشير بعض العلماء إلى أهمية المشي بعد وجبتي الفطور والسحور لتعزيز الهضم.
النصيحة رقم 8: تنظيم أوقات النوم
قد تزيد معدلاتاضطرابات النومفي رمضان؛ وذلك لارتباطه بالعديد من العبادات والشعائر، منها اليقظة وقت السحور وصلاة القيام، لذا ينصح بالحصول على قسط كافي من النوملتقليل الإجهاد والتوتر حتى يتمكن الصائم من النهوض باكراً إلى الدوام في رمضان.
علاوة على ذلك، ينصح بأخذ قيلولة في وقت الظهيرة لتجديد النشاط والتقوي على أداء العبادات.
للمزيد: مشاكل النوم في رمضان
النصيحة رقم 9: التقليل من المشروبات الغنية بالكافيين
تزيد المشروبات الغنية بالكافيين، مثل القهوة والمشروبات الغازية، من إدرار البول، وقد يؤدي الإكثار منها إلى فقدان سوائل الجسم والإصابة بالجفاف.
ليس ذلك فحسب، بل إن الإكثار من مشروبات الكافيين يعتبر من أهم الأسباب لإصابة الكثير من الصائمين بالصداع؛ وذلك نتيجة التوقف المفاجئ عن شرب القهوة أو الشاي وتغير مواعيد تناولها في رمضان، وهو ما يسمى بانسحاب الكافيين، الأمر الذي ينعكس سلباً على قدرة الصائم على التركيز أثناء الدوام في رمضان.
النصيحة رقم 10: التخلي عن العادات السلبية والتوقف عن التدخين
يعتبر صيام شهر رمضان فرصة جيدة لتغيير الأنماط الحياتية والعادات المؤذية، مثل التدخين، حيث أن الإقلاع عن التدخين يحسن من نسبة الأكسجين في الدم ويرفع حيوية الجسم، والذي بدوره ينعكس إيجاباً على الإنتاجية والدوام في رمضان، بل على مجالات الحياة جميعها.
يقول الخبراء أن الفرد بحاجة إلى 21 يوم لتكوين واكتساب عادة جديدة، لذلك يعد شهر رمضان تمريناً جيداً في رفع قوة الإرادة وبداية جيدة للتغيير، حيث يتيح شهر رمضان فرصة 30 يوماً للتغلب على العادات السيئة والبدء بنظام صحي متكامل سواء على على مستوى الأكل، أو الرياضة، أو التدخين، أو الحياة الاجتماعية، أو الدوام في رمضان.
للمزيد: رمضان فرصتك للإقلاع عن التدخين