يُعتبر اكتشاف المضادات الحيوية واحداً من أهم الاكتشافات في تاريخ الطب الحديث، فقد سمح بالقضاء على الكثير من الأمراض المعدية الخطيرة، ومنع انتشار الكثير من الأمراض، وتمكّن من التقليل من مضاعفات العديد من الأمراض وخطورتها.
لسوء الحظ، بدأت بعض المضادات الحيوية تفقد فعاليتها، وبالمقابل أصبحت أنواع كثيرة من الجراثيم أقوى وأكثر مقاومة للعلاج، وذلك بسبب الاستعمال غير الصحيح أو المفرط للمضادات الحيوية.
يعتقد الطب اليوم أنّ مشكلة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية هي واحدة من أكثر المشاكل خطورة في العالم، والتي نجمت أساساً عن استعمالنا لها بصورة غير ملائمة.
متى يجب أن تتناول المضاد الحيوي؟
يجب أن تتناول المضادات الحيوية في حالات الالتهابات الجرثومية مثل التهاب السحايا الجرثومي، ومرضى العمليات، والخراجات، وغيرها.
لكن في الحالات التي يمكن للمرض أن يكون فيروسياً أو جرثومياً، قد لا يمكن تمييز المرض الفيروسي بالفحص السريري وحده.
للمزيد: معلومات اساسية قبل اعطاء المضادات الحيوية للاطفال
أعراض تدل على الحاجة إلى المضاد حيوي
- التهاب الطرق التنفسية العليا: يجب العلاج بالمضادات الحيوية في حال وجود دليل مخبري أو سريري على إنتان جرثومي.
- التهاب الجيوب: يشير وجود التهاب مزمن، أو التهاب متزايد، أو وجود ترفع حروري مترافق مع مفرزات سميكة خضراء إلى التهاب جرثومي.
- التهاب الأذن الوسطى: يجب العلاج بالمضادات الحيوية عند الرضع في جميع الحالات، بينما يجب ذلك عند الأطفال الأكبر سناً إذا كانت الأعراض شديدة. يمكن تأجيل استخدام المضادات الحيوية لبضعة أيام في الحالات الخفيفة.
- التهاب العين: يجب البدء بالمضادات الحيوية في حال استمرت الأعراض لأكثر من أسبوع، أو في حال وجود مفرزات سميكة من العين، أو إذا كانت العين محمرة.
- التهاب المجاري البولية: يحدّد الفحص المخبري الحاجة إلى المضادات الحيوية، كما يحدّد الزرع الجرثومي المخبري نوع تلك المضادات الحيوية.
- التهاب الجلد: يجب استعمال المضادات الحيوية في حال وجود أي دلالة على إنتان مثل وجود إفرازات صفراء، أو وجود خراج، أو احمرار جلدي وتورم، أو ارتفاع في درجة الحرارة.
- الجروح، بما فيها جروح العمليات الجراحية: يجب إعطاء المضادات الحيوية في حالة وجود جرح ملوث، أو في حال إجراء العملية على مكان تعيش فيه الجراثيم مثل الأمعاء، أو في حال وجود علامات التهابية مكان الجرح.
- يمكن إعطاء المضادات الحيوية في حال الشك بوجود أي التهاب عند الأشخاص ضعيفي المناعة؛ مثل: مرضى السرطان، أو الأشخاص الذين يتناولون الكورتيزون.
للمزيد: أقوى 15 مضاد حيوي طبيعي للأسنان
لماذا لا يجب تناول المضادات الحيوية دون سبب يستدعي ذلك؟
تهاجم المضادات الحيوية الجراثيم في الجسم، بحيث تقتلها أو تضعفها، ولا يمكن للمضادات الحيوية أن تميّز بين الجراثيم الضارة والنافعة، لذا فهي تهاجم كليهما.
ليس للمضادات الحيوية أي تأثير على الفيروسات، لذا فإنّ تناولها في حالات الإصابة الفيروسية لن يفيد.
- المضادات الحيوية لن تعالج المرض الفيروسي.
- المضادات الحيوية لن تخفّف الأعراض.
- المضادات الحيوية لن تمنع العدوى.
- المضادات الحيوية لن تقصر فترة المرض.
- المضادات الحيوية تزيد من مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية على المدى البعيد.
- يمكن للمضادات الحيوية كأي دواء آخر أن تسبّب أعراضاً جانبية قد تكون مزعجة.
للمزيد: هل يجب التوقف عن الرضاعة الطبيعية عند تناول الأم المضادات الحيوية؟
توصيات عند تناول المضادات الحيوية
- اتبع التعليمات بما يخص موعد أخذ المضاد الحيوي، وعلاقته بالطعام، وعدد الحبات في اليوم، وعدد الأيام.
- لا تتناول دواءً وُصف لشخص آخر لمجرد أنّه تحسّن عليه.
- لا تتناول دواءً سبق أن وُصف لك، تذكر أنّ كل حالة مرضية مختلفة عن سابقتها.
- لا تلح على طبيبك لوصف مضاد حيوي إذا لم يكن ضرورياً.
- أخبر طبيبك بالأدوية الأخرى التي تتناولها لتجنب التداخل بين هذه الأدوية.
- تذكر أنّ الأمراض الفيروسية تزول تلقائياً، ولا حاجة لأخذ مضاد حيوي.
- لا توقف أخذ الدواء لأنّك تشعر بحال أفضل. التوقف عن أخذ الدواء مبكرّاً يسمح للجراثيم المتبقية- والتي أصبحت ضعيفة بحيث لا تحدث أي أعراض- بالنمو والتكاثر مجدداً ممّا يؤدي إلى نكس المرض.
- تعتبر المضادات الحيوية من الأدوية الآمنة نسبياً، ولكن بالرغم من ذلك اتصل بطبيبك عند حدوث أي عرض جانبي لاستشارته حول إمكانية تغيير الدواء.
- تجنّب العدوى، وابتعد عن مخالطة المرضى بأمراض معدية.
- حافظ على نمط حياة صحي، واتباع العادات الصحية السليمة بما يخص غسل الأيدي، والخضار والفواكه تجنباً للمرض.