من المعروف أن للضغط النفسي دوراً في ظهور وتفاقم الكثير من الأمراض، كالجلدية، والروماتيزمية، والرّبو، وأمراض القلب والشرايين.
ما هي الاضطرابات جسمية الشكل
- عُرف في الماضي بالأمراض (النفس-جسمية).
- هو مجموعة من الاضطرابات ذات الأعراض البدنيّة والتي لا نستطيع بأدق الوسائل التشخيصية أن نجد لها سبباً طبياً، فتُعزى إلى أسبابٍ نفسيّة.
- من الضروري التأكيد على أن المريض لا يدّعي أو يفتعلُ هذه الأعراض البدنيّة، وإنما يتمّ تحويل معاناته النفسيّة بطريقةٍ لا واعية ولا إراديّة إلى أعراض بدنيّة.
- وما الحمل الكاذب، والعمى والشّلل وفقدانُ الصّوتِ والخوفُ الشّديدُ من الإصابة بمرضٍ خطير، وبعضُ أنواعِ الأمراضِ المُستعصيةِ التي تتبع ظروفاً نفسيّةً صعبةً إلا أمثلة على هذه الاضطرابات.
انواع الاضطرابات جسمية الشكل
1. اضطراب التحويل:
- اضطراب التحويل هو عملية نقل المشاعر في العقل اللاواعي الى أعراض بدنية عادة ما تظهر على شكل عيب عصبي يتبع الانفعال النفسي.
- قد يكون حركياً كالشلل، حسياً كالخدران وفقدان السمع أو البصر أو الصوت، أو على شكل نوبات صرعية زائفة وتشنجات.
- سمي التحويل أيام الإغريق بالهستيريا وكان الاعتقاد أن هذا الاضطراب مقصورٌ على النساء، وأنه ينشأ عن تموضع الرحم بشكل غير طبيعي، وقد دام هذا الاعتقاد حتى القرن السابع عشر.
اسباب اضطراب التحويل
- هو اضطراب ينشأ عن انفصال التواصل الكيميائي بين الأجزاء المختلفة للعقل مما يعطل بعض وظائفه.
- أثبت التصوير الدماغي المتطور هذا التفسير، وهو يصيب الرجال والنساء، وينتشر بنسبة خمسة من كل عشرة آلاف.
- قد يحمل نوع الاصابة معنىً رمزياً متعلقاً بمكنونات نفس المريض، مثال على ذلك الأم التي تفقد بصرها بعد أن شاهدت ولدها يقتل.
علاج اضطراب التحويل
- من الضروري التأكيد على أن المريض لا يختلق الأعراض وأن حالته تستحق التقييم، فهي شائعة، وإذا عولجت فإنها ستتحسن.
- يجب عدم تكذيب المريض أو إنكار أعراضه وإحراجه، كما أن على الأطباء توفير طريقة مقبولة اجتماعياً لتشجيع المريض على ترك هذه الأعراض مثل تقديم العلاج الطبيعي للمريض الذي فقد قدرته على المشي بدلاً من تقديم الكرسي المتحرك له.
- بنفس الوقت، من الضروري عرض الخدمات النفسية لمعالجة الأسباب التي أدت إلى ظهور التحويل.
2. الهستيريا الوبائية أو التحويل الجماعي
- تظهر في المجتمعات المغلقة الساذجة المعرضة للقلق والتهديد.
- تبدأ أعراض معينة كالدّوخان والإغماء لدى فرد معين يكون بالغالب ذا شخصية هستيرية ومركزاً لاهتمام الآخرين، مما يشجع انتقال أعراضه إلى بقية أفراد المجموعة.
3. اضطرابات التجسيد (somatization)
- يشتكي مريض اضطراب التجسيد على الأقل من ألم في أربع مواقع مختلفة من جسمه، وعرَضَين في الجهاز الهضمي، وعَرَض جنسي وعرَض عصبي، مع غياب أيِّ سببٍ طبّي لهذه الأعراض، وعادةً ما تبدأ قبل عمر الثلاثين.
- قد تظهر أعراض جلدية وبولية وقلبية بالإضافة لما سبق ذكره، ويصاب بهذه الاضطرابات أقل من 1% من المجتمع، والنساء على وجه الخصوص.
- علاج هذه الاضطرابات صعب ويُستحسن أن يعالِج المريض طبيبٌ واحد، بدلاً من أن يتنقل المريض من طبيب لآخر، لأن هذا يفاقم حالته.
4. اضطراب توهّم المرض (hypochondriasis)
- هو الانشغال بهواجس المرض وقلق الإصابة بمرض خطير كالإيدز أو السرطان.
- ينشأ الاضطراب بسبب سوء تفسير بعض الأعراض الجسمية الطبيعية والتي يتفق الأطباء على أنها غير مرضية، ويستمر لمدة تزيد على ستة أشهر وربما سنوات.
- ترى المريض منشغلا بقراءة المقالات والمجلات الطبية، متنقلاً من طبيب الى آخر، وعند طمأنته بأنه غير مصاب، يستجيب آنيا ثم تساوره الشكوك مرة أخرى فيذهب إلى طبيب آخر تحسباً من أن الأول غير كفؤ أو أن هناك خللا في أجهزة المختبر الذي أجريت فيه التحاليل.
- يصاب بهذا المرض ما يقارب خمسة بالمئة من الناس الذين يطلبون الرعاية الصحية الأولية.
5. اضطراب تشوهات الجسم
- هو شعور ذاتي بالبشاعة أو وجود عيب بدني أو شكلي معين، والذي يعتقد المريض أنه باد للعيان وأن الآخرين يلاحظونه كما يلاحظه هو نفسه.
- يبالغ المريض بالانشغال بالعيب المتخيَّل، مثل أن يعتقد المريض أن أنفه كبير أو أن بشرته مثقّبة، وأن هذا العيب يؤثر على قيمته كإنسان، وطريقة تعامل الآخرين معه ونجاحه الاجتماعي والمهني.
- يعزو هؤلاء المرضى كلَّ مشاكلهم إلى هذا العيب المتخيَّل.
- عادة ما تبدأ هذه الأعراض في فترة المراهقة وتدفع بالمريض الى التوجه الى أخصائيي الجلدية والجراحة التجميلية بشكل مستمر، وعموماً،ً لا ينصح هؤلاء المرضى بإجراء أية جراحة، لأنهم لن يكونوا أبداً راضين عن نتائجها، فإن مرضهم نفسياً وليس جراحياً.
6. اضطراب الألم
- هو شعور المريض المزمن بالألم البدني لدرجة تُعيقه عن عمله وممارسة حياته الاجتماعية كالمعتاد، وقد يكون هناك فعلاً ما يسبّب الألم البدني للمريض، إلا أن شدة هذا الألم ومدته ومدى تأثّر المريض به غير مبررةٍ طبياً.
- غالباً ما تكون هذه الآلام عضلية أو عصبية كآلام الرأس والوجه، أو مفصلية كآلام الفك والظهر والحوض.
من الجدير بالذكر أن هنالك الكثير من المرضي الذين يشكون من أعراض جسمية ذات سبب نفسي، ولكنها لا تندرج تحت أي من التصنيفات التي سبق ذكرها. تنشأ الاضطرابات جسدية الشكل بصفة عامة لدى الناس الذين لا يستطيعون التعبير عن آلامهم النفسية بطريقة لغوية، أو الذين يتواجدون في محيط لا يسمح لهم بالإفصاح عن مشاعرهم، كما أن لما يكتسبه ويطوره الأفراد من تجارب وأفكار حول مفهومي المرض والصحة دوراً مؤثراً في تلك الاضطرابات. وكثيراً ما يشكل هؤلاء المرضى تحدياً كبيراً لمهارات الأطباء من كافة التخصصات، ومن ضمنهم الأطباء النفسيون، ولا بد من التأكيد على أنه من الممكن علاج الكثيرين منهم عن طريق مزاوجة الأدوية المضادة للكآبة والقلق مع العلاج النفسي الفعال.
إقرأ أيضاً:
اضطراب التشوه الوهمي للجسد، ألم حقيقي يدفع بالكثيرين لعمليات التجميل.