يحتوي جسم الإنسان من بداية تكوينه على هرمونات وعناصر تلعب دوراً أساسياً في تحديد صحته الجسدية، والنفسية، والجنسية، وتؤثر بدورها على علاقاته العاطفية والمهنية مع الآخرين. وتختلف مستويات هذه الهرمونات من شخص إلى آخر، بالإضافة إلى تغيرها حسب الجنس، والعمر، وطبيعة الجسم.
ومن هذه الهرمونات هرمون التستوستيرون الذي يتحكم بالأداء الجنسي وشهوة الرجل، وهرمون الإستروجين الذي يتحكم بالدافع الجنسي وشهوة المرأة. وقد تتأثر الرغبة الجنسية بالعديد من العوامل الأخرى التي سوف نوضحها في هذا المقال.
وسنتناول في هذا المقال المقصود بالشهوة الجنسية، ومتى تقل الشهوة عند الرجل والمرأة، وما هي الحلول التي يمكن اللجوء إليها لزيادة الشهوة والرغبة الجنسية.
ما هي شهوة الرجل والمرأة الجنسية؟
إنالدافع الجنسي (بالإنجليزية: Sex Drive or Libido) هو لفظ تعبيري عن مستوى الشهوة عند الرجل والمرأة، أو الرغبة العاطفية والجسدية لإقامة العلاقة الجنسية، ودرجة الاستمتاع بها. ويجدر بالذكر أنه لا يوجد هناك اختبار أو مقياس؛ لتحديد درجة الدافع الجنسي ومستواه عند الأشخاص. كما يتأثر الدافع الجنسي عند الشخص بالكثير من العوامل الطبيعية، والحيوية، والاجتماعية المحيطة به.
ويتمتع كل من الرجل والمرأة في بداية حياتهما، أي في عمر العشرينات والثلاثينيات، بعلاقة حميمة مرضية للطرفين، حيث تكون الشهوة الجنسية لكل منهما مرتفعة، وذلك بسبب ارتفاع هرمون التستوستيرون والإستروجين في تلك المرحلة.
ولكن، مع التقدم في العمر فإن من الطبيعي أن تتغير هذه العلاقة الحميمة بين الزوجين. فلا شك أن جسم الإنسان وأفكاره وطبيعته تتغير بعد تجاوز سن الخمسين مثلاً، فيبدأ كلا الزوجين بملاحظة التغيرات الجسدية والنفسية التي يمر بها هو وشريكه.
متى تقل الشهوة عند الرجل والمرأة؟
تبدأ شهوة الرجل الذي تجاوز سن 35 وأكثر بالانخفاض، وبسرعة تختلف من شخص لآخر، تزامناً مع الانخفاض الذي يحدث في مستوى هرمون التستوستيرون. فتقل الشهوة عند الرجل، ويلاحظ تغيراً في قدرته الجنسية، مع ضعف في الإنتصاب بعد سن الخمسين.
ولكن ذلك لا يكون عائقاً أمام زواج الرجل بعد الخمسين، أو استمتاعه في ممارسة الجنس. فالشهوة عند الرجل لا تتوقف، بل تقل.
أما بالنسبة للمرأة بعد سن الأربعين، فتبدأ هرمونات جسمها بالإنخفاض، خصوصاً بعد مرحلة انقطاع الطمث، مما يسبب جفافاً في المهبل وصعوبة عند ممارسة العلاقة الحميمة. مما يؤثر سلباً على الشهوة عند المرأة بعد سن الأربعين.
ولكن، أظهرت بعض النساء نشاطاً جنسياً أكبر بعد سن الأربعين، نظراً لانخفاض القلق والتوتر من الحمل ورعاية الأطفال، والتفرغ للتفكير في الجنس. لذلك، يمكن للمرأة بعد سن الخمسين الزواج، وممارسة العلاقة الحميمة بسعادة ورضا. ولكن قد تكون إثارة المرأة الكبيرة في السن بحاجة للمزيد من المداعبة والتدليك.
اقرأ أيضاً: مشكلات جنسية شائعة لدى النساء وطرق التغلب عليها
شهوة الرجل والمرأة والحالة النفسية
تتأثر الشهوة عند الرجل والمرأة بالحالة النفسية التي يمران بها، فالقلق، والتوتر، والاكتئاب، والإنشغال بالمشاكل العائلية والعملية يجعل من التفكير الجنسي أو ممارسة العلاقة الحميمية أمراً غير ضرورياً، مما يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية لدى الشخص مع مرور الوقت. بالإضافة إلى تأثر هرمونات الجسم المسؤولة عن قوة الشهوة الجنسية والدافع الجنسي بالحالة النفسية والإجتماعية التي يمر بها الشخص خلال يومه.
للمزيد: الاكتئاب والجنس
شهوة الرجل والمرأة والحالة الصحية
يعاني كبار السن من العديد من المشاكل الصحية التي تؤثر على مدى رغبتهم في الحصول على الجنس والاستمتاع به. فمثلاً يؤدي الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب إلى إضعاف شهوة الرجل؛ بسبب فشل عضلة القلب في إيصال الدم إلى الأعضاء الجنسية، وبالتالي يكون من الصعب الوصول إلى النشوة الجنسية. كما تؤدي الإصابة بمرض السكري، وارتفاع الكوليسترول إلى تقليل شهوة الرجل كذلك.
ويجدر التنويه إلى أن هناك العديد من العلاجات الدوائية التي قد ينتج عنها مضاعفات جانبية تقلل من الرغبة الجنسية بعد تناولها. لذلك، يجب على المريض الاستفسار حول ما إذا كان الدواء الذي يستخدمه يتسبب في مثل هذه المشاكل.
اقرأ أيضاً: تأثير الأدوية على الصحة الجنسية
كما يمكن لزيادة الوزن والسمنة أن يقلل من الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة، حيث يبدأ جسم الإنسان باكتساب الوزن الزائد مع قلة الحركة التي تترافق مع التقدم في العمر.
نصائح لإثارة شهوة الرجل
تشكل العلاقة الجنسية في مختلف الأعمار جزءاً أساسياً وغريزياً من حياة الإنسان وسلوكه. ولكن في حال كانت هناك بعض المشاكل التي تحول دون ممارسة هذه العلاقة، أو تقلل من الشهوة للقيام بها عند أحد الشريكين، يجب التوجه إلى طلب المساعدة للتغلب على تلك المشاكل والعيش بسعادة واستقرار، حيث أنه لا يمكن إنكار أثر الاضطراب الجنسي على استقرار الحياة وسعادة الفرد.
ومن أهم النصائح لتجنب انخفاض الدافع الجنسي، وإثارة شهوة الرجل:
- يجب على الشخص زيارة الطبيب المختص لأخذ النصائح والمشورة، خصوصاً في حال استخدام بعض الأدوية المزمنة التي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الرغبة الجنسية. فبهذه الحالة، يمكن أن يقوم الطبيب بإعطاء المريض دواء بديل لا يؤثر سلباً على الدافع الجنسي للمريض.
- يمكن للنوم المريح والهادئ، أن يزيد من الرغبة الجنسية عند الطرفين.
- من الأفضل ممارسة الجنس صباحاً، حيث يكون هرمون التستوستيرون عند الرجل مرتفعاً عند الصباح، ويكون الشريكان في حالة نفسية أفضل بعد حصولهما على نوم جيد خلال الليل.
- يمكن استخدام بعض أنواع المنشطات، مثل السيلدينافيل (بالإنجليزية: Sildenafil)والتادالافيل (بالإنجليزية: Tadalafil)، التي تؤدي إلى زيادة الرغبة الجنسية، والإنتصاب عند الرجال. كما يمكن استخدام الهرمونات، التي تزيد من إثارة شهوة الرجل والمرأة.
- يجب على كبار السن البحث عن طرق لتغيير نمط حياتهم بعيداً عن الملل والروتين، مما يساعد في تحسين الحالة النفسية وبالتالي زيادة الرغبة الجنسية لديهم.
- يمكن للمرأة بعد سن اليأس استخدام بعض الزيوت الطبية والمزلقات؛ للتقليل من الألم والجفاف الذي يمكن أن تعاني منه بعد انقطاع الطمث.
- يجب البحث عن طرق استمتاع جديدة بعد التقدم في العمر، والتحدث مع الشريك، حول الاحتياجات والرغبات التي يشعر بها الشريك.
- يجب التوقف عن التدخين لتحسين الأداء الجنسي، حيث يعمل التدخين على خفض مستوى تدفق الدم في الأوعية الدموية في الجسم، مما يقلل من الدافع الجنسي والاستجابة للإثارة الجنسية.
- يجب التوقف عن شرب الكحول، الذي يؤثر سلباً في الحصول على نوم جيد، ويقلل من الاستجابة الجنسية.
- يجب الحرص على تناول طعام صحي ومتوازن، بالإضافة إلى المداومة على ممارسة التمارين الرياضية، خصوصاً عند كبار السن؛ لحماية الجسم من الإصابة بالأمراض، وبالتالي الحصول على جسد سليم وقوي.
اقرأ أيضاً: هل يفيد التأمل والاسترخاء في تحسين الأداء الجنسي؟
أسباب الشهوة العالية عند الرجال
لا تمثل الشهوة الجنسية العالية مشكلة ما لم تكن تشغل أفكار الشخص بشكل مفرط. وقد يرغب الشخص في تقليل الشهوة الجنسية إذا كانت تؤثر على عمله، أو حياته الاجتماعية، أو نومه، أو صحته الجسدية والعقلية، أو جودة علاقاته، أو عدم الشعور بالرضا بغض النظر عن مقدار النشاط الجنسي الذي يمارسه، أو تجعله يسعى نحو ممارسة الجنس غير الآمن.
ومن أسباب الشهوة العالية عند الرجال:
- العمر، حيث تزداد الشهوة في عمر معين مثل سن البلوغ.
- ارتفاع مستويات الهرمونات الحنسية.
- الحالة النفسية، ففي حين أن التوتر قد يقلل الرغبة الجنسية لدى بعض الأشخاص، إلا أن البعض الآخر قد يلجأ إلى الجنس لتشتيت تفكيره.
- اللياقة البدنية وزيادة مستويات الطاقة لدى الشخص.
- التمتع بمستويات عالية من المتعة الجنسية مع الشريك.
- تناول بعض الأدوية التي قد تزيد من الرغبة الجنسية.
ويمكن علاج الشهوة الزائدة عند الرجل المتزوج من خلال:
- اللجوء إلى طبيب نفسي للحديث حول زيادة الشهوة وكيف يمكن تقليلها.
- الانخراط في الأنشطة والهوايات التي قد تشتت التفكير.
- استخدام بعض الأدوية التي تقلل الشهوة بعد استشارة الطبيب.
للمزيد: خطورة الإسراف الجنسي