من المهم الاهتمام بالمرضى بعد خضوعهم لعملية استئصال الغدة الدرقية بأكملها أو جزء منها، وتقديم لهم عدد من النصائح والتعليمات حول كيفية الاهتمام بجرح العملية وكيفية التعامل مع مضاعفات هذه العملية. [1،2]
يذكر هذا المقال عدد من المعلومات المهمة حول ما سيحدث بعد عملية استئصال الغدة الدرقية.
يخضع بعض المرضى لعملية استئصال الغدة الدرقية بأكملها أو جزء منها، وذلك بهدف علاج مختلف المشكلات الصحية التي يمكن أن تصيب هذه الغدة، ومنها سرطان الغدة الدرقية أو تضخم الغدة الدرقية. [1،2]
ومن الممكن أن تساعد معرفة ماذا سيحدث بعد استئصال الغدة الدرقية في تجنب الكثير من مخاطر هذه العملية، كما أن هناك بعد النصائح والتعليمات ينصح بالأخذ بها بعد عملية الغدة الدرقية للتخفيف من الأعراض الجانبية لهذه العملية ومضاعفاتها المحتملة. [1،3]
مضاعفات ما بعد عملية الغدة الدرقية
بعد عملية الغدة الدرقية، سيعاني المريض من بعض الآثار الجانبية والتي عادة ما تستمر لفترة زمنية قصيرة. لكن، وفي بعض الأحيان يمكن أن تستمر هذه الآثار الجانبية بشكل دائم. [3]
ويمكن أن تتضمن الآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث بشكل شائع بعد استئصال الغدة الدرقية ما يلي: [1،3،4]
- نزيف يستمر خلال الساعات القليلة بعد عملية الغدة الدرقية.
- آلام في الرقبة.
- تصلب الرقبة.
- ألم الحلق.
- صعوبة البلع.
- بحة في الصوت.
- القيء والغثيان.
- ظهور أعراض خمول الغدة الدرقية، بما فيها التعب، والإمساك، والاحساس بالبرودة، والتشنجات العضلية، والتغيرات في الدورة الشهرية لدى النساء.
اقرأ أيضًا: دليلك الشامل حول أعراض الغدة الدرقية النشطة والخاملة
أيضًا، يمكن أن يعاني بعض الأفراد من مضاعفات أكثر خطورة بعد عملية استئصال الغدة الدرقية، والتي يمكن أن تشمل ما يلي: [2،3]
- العدوى.
- الورم الدموي، والذي يسبب نزيفًا يمكن أن يؤدي إلى حدوث ضائقة تنفسية.
- تلف في العصب الحنجري، والذي يمكن أن يؤدي إلى بحة الصوت الدائمة.
- تلف الغدد الجار درقية، وهذا ما يمكن أن يؤدي إلى حدوث قصور مؤقت أو دائم في جارات الدرقية ونقص مستويات الكالسيوم في الدم.
- إصابة أو تلف في القصبة الهوائية أو المريء.
- متلازمة هورنر.
- تسرب السائل اللمفاوي إلى منطقة الصدر.
- ارتفاع مستويات هرمونات الغدة الدرقية بشكل كبير، وهي حالة تعرف باسم التسمم الدرقي.
نصائح ما بعد عملية الغدة الدرقية
فيما يلي نذكر نصائح مختلفة تتعلق بإجراء عملية استئصال الغدة الدرقية:
تخفيف الألم بعد عملية الغدة الدرقية
يمكن أن يقوم الطبيب بوصف مسكنات الألم بعد استئصال الغدة الدرقية بهدف التقليل من آلام الرقبة والحلق أو ألم جرح العملية، وأهمها دواء الأسيتامينوفين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل دواء إيبوبروفين. [1،2]
كما يمكن أن يقوم المريض باستخدام بخاخات الحلق أو أقراص المص التي تحتوي على مواد تخدر منطقة الحلق وتقلل من آلامه. [3]
كما يمكن التخفيف من الألم بعد عملية الغدة الدرقية من خلال وضع كمادات ماء باردة على الرقبة ومكان الجرح لمدة 15 دقيقة، لكن يجب تجنب وضع الثلج مباشرة على البشرة. [3]
ممارسة الأنشطة بعد عملية الغدة الدرقية
ينصح معظم المرضى بأخذ إجازة من العمل لمدة أسبوعين تقريبًا بعد عملية استئصال الغدة الدرقية، كما ينصح بما يلي بعد العملية: [2،3]
- تجنب رفع الأشياء الثقيلة خلال أول أسبوعين بعد العملية.
- تجنب السباحة أو الاستحمام لمدة أسبوع على الأقل بعد العملية.
- تجنب القيادة لمدة أسبوعين، أو أكثر إذا كان المريض لا يزال يعاني من تصلب الرقبة و/ أو لا يزال يتناول مسكنات الألم.
وفيما يلي جدول زمني مقترح لممارسة النشاطات بعد استئصال الغدة الدرقية: [5]
- الأسبوع الأول - الثاني بعد العملية: يبدأ المريض تدريجياً بممارسة بعض الأنشطة الخفيفة، مثل المشي والركض لمدة 15 - 30 دقيقة في المرة الواحدة.
- الأسبوع الثاني - الرابع بعد العملية: يبدأ المريض بشكل تدريجي في ممارسة نشاطاته اليومية والقيام بالأنشطة الرياضية لفترات زمنية أطول، مع الحرص على تجنب الوقوف لفترات طويلة.
- الأسبوع الرابع - السادس بعد العملية: يعود المريض تدريجيًا لممارسة أنشطته اليومية المعتادة.
كما ينصح المريض بممارسة تمارين شد الرقبة اللطيفة بهدف التقليل من تصلب الرقبة بعد عملية الغدة الدرقية، والتي تتضمن التمارين التالية: [3،5]
- لف الرأس إلى اليمين برفق، ثم لف الرأس للأمام والنظر نحو الأرض، ثم لف الرأس برفق إلى اليسار.
- إمالة الرأس برفق إلى اليمين ثم إلى اليسار.
- تدوير كلا الكتفين للأمام في حركة دائرية.
- رفع الذراعين ببطء فوق الرأس، ومن ثم إنزالهما ببطء لأسفل على جانبي الجسم.
وينصح بتكرار كل تمرين من هذه التمارين 10 مرات وبمعدل 3 مرات يوميًا. [3،5]
نظام غذائي بعد عملية الغدة الدرقية
يمكن للمريض أن يتناول الطعام والشراب خلال حوالي 60 دقيقة بعد استئصال الغدة الدرقية، ويعتمد ذلك بناء على مدى سرعة استرجاع المريض لقدرته على البلع بعد زوال تأثير المخدر المستخدم أثناء العملية. [5]
وحول الأكل المسموح به بعد عملية الغدة الدرقية، فمن الممكن للمريض أن يتناول ما يحلو له من أطعمة ومشروبات، إلا أن معاناة البعض من ألم في الحلق وصعوبة البلع تجعل الخيارات تقتصر على الأطعمة اللينة، خصوصًا في الأيام الأولى ما بعد العملية، والتي تتضمن ما يلي: [1،3،5]
- السوائل بمختلف أنواعها.
- حلوى البودنج أو الجلي.
- البطاطس المهروسة.
- الزبادي.
- البيض المخفوق.
وينصح عادة بتجنب الأطعمة الصلبة أو التي تتسبب بخدش أو تهيج الحلق، مثل رقائق البطاطس أو الخضار النيئة. [5]
أيضًا، يمكن أن يعاني المريض من الإمساك بعداستئصال الغدة الدرقية، وذلك نتيجة لاستخدام بعض أنواع أدوية تخدير الألم، ولهذا من الممكن أن ينصح المريض بتناول الأطعمة الغنية بالألياف وشرب الكثير من السوائل بهدف جعل البراز أكثر ليونة. [1،5]
اقرأ أيضًا: التغذية في حل مشكلات افراز الغدة الدرقية
الأدوية بعد عملية الغدة الدرقية
يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية والمكملات الغذائية بعد عملية الغدة الدرقية، وذلك بناء على احتياجات المريض الفردية. وتشمل هذه الأدوية والمكملات الغذائية ما يلي: [2،5]
- دواء الليفوثيروكسين، وهو دواء بديل لهرمونات الغدة الدرقية، والذي يتم وصفه في حال انخفضت مستويات هرمونات الغدة الدرقية نتيجة لاستئصالها، وقد يحتاج المريض لتناول هذا الدواء طيلة حياته، خصوصًا بعد استئصال الغدة الدرقية بشكل كامل.
- الكالسيوم، والذي يتم وصفه في حال عانى المريض من انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم، والذي يحدث نتيجة لحدوث إصابة في الغدد الجار درقية أثناء عملية الغدة الدرقية.
- فيتامين D، والذي يتم وصفه أيضًا في حال إصابة الغدد الجار درقية أثناء عملية الغدة الدرقية.
فحوصات بعد عملية الغدة الدرقية
بعد استصال الغدة الدرقية، يمكن أن يحتاج المريض لإجراء عدد من الفحوصات الطبية بهدف متابعة حالته الصحية ومنع حدوث المضاعفات لديه. فمثلًا، يمكن أن يتم إجراء له فحص مستويات الهرمون المنبه للغدة الدرقية بشكل دوري، خصوصًا في حال وصف له دواء الثيروكسين. [2]
أيضًا، وفي حال إصابة الغدد الجار درقية، سيحتاج المريض لفحص مستويات الكالسيوم وفيتامين D في الدم، وذلك إلى أن تعود وظائف الغدد الجار درقية لطبيعتها. [2]
نصائح للعناية بجرح عملية الغدة الدرقية
من المهم العناية بجرح عملية الغدة الدرقية، منعًا لحدوث أية مضاعفات أو مشكلات ترتبط به، وتتضمن التعليمات الخاصة بذلك ما يلي: [1-3]
- يمكن غسل الجسم بالماء والصابون في اليوم التالي للعملية إذا كان الجرح مغطى بغراء الجلد أو شرائط جراحية مع الحرص على تجنب منطقة الرقبة قدر الإمكان، وتجنب غمر الجرح بالماء أو فرك الجرح.
- يمكن ملاحظة القليل من الاحمرار والانتفاخ حول جرح عملية الغدة الدرقية خلال الأيام الأولى من التعافي، ولكن سرعان ما ستقل هذه الأعراض بمرور الوقت.
- يجب الحرص على تغيير ضمادات الجرح بانتظام وبالطريقة الصحيحة التي يوضحها الطبيب للمريض.
- إذا كانت الغرز المستخدمة من النوع الذي يذوب، فغالبًا ما ستختفي من تلقاء نفسها بعد فترة من الزمن. أما إذا كانت الغرز من النوع العادي، عندها يجب على المريض تحديد موعد مع طبيبه لإزالة هذه الغرز.
- يمكن تدليك جرح عملية الغدة الدرقية بلطف بعد شفاؤه بهدف تقليل ظهور الندبة مكانه، كما يمكن تدليكه باستخدام كريم أو زيت العناية بالبشرة بعد عملية الغدة الدرقية بأسبوعين.
- ينصح بوضع واقي الشمس على جرح عملية الغدة الدرقية وما حولها بهدف التقليل من خطر الإصابة بحروق الشمس.
اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن سرطان الغدة الدرقية
مراجعة الطبيب بعد عملية الغدة الدرقية
بالإضافة إلى الذهاب الطبيب في مواعيد المراجعة التي يحددها مسبقًا للمريض بهدف الكشف عن جرح العملية أو إزالة الغرز، يوجد عدد من العلامات والأعراض التي يتطلب ظهورها بعد عملية استئصال الغدة الدرقية مراجعة الطبيب فورًا، والتي تتضمن ما يلي: [1،2]
- زيادة الألم في جرح العملية.
- احمرار أو تورم شديد في جرح العملية.
- استمرار النزيف من جرح العملية.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم لتصل 38 درجة مئوية أو أعلى.
- ألم أو انزعاج في الصدر.
- صعوبة التنفس.
- زيادة التورم في الرقبة.
- بحة شديدة في الصوت.
- استمرار معاناة المريض من صعوبة البلع.
- السعال الشديد.
- خدران أو وخز في الوجه أو الشفتين.
نهاية، يمكن أن يعاني المريض من بعض الآثار الجانبية والمضاعفات بعد عملية الغدة الدرقية، لكن سيقوم الطبيب بإعطاء المريض عدد من النصائح والتعليمات التي تقلل من خطر حدوث هذه المضاعفات وتعطي المريض المعلومات الكافية حول كيفية التعامل مع هذه الآثار الجانبية.