نتعرض جميعًا كبارًا وصغارًا إلى الإصابة بالحمى، التي عادة ما تنتج عن التعرض لعدوى، قد تكون بكتيرية ناتجة عن عدوى ببكتريا، أو فيروسية ناتجة عن عدوى بفيروس.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن الحمى الفيروسية، وأهم أسبابها، وأعراضها، وطرق العلاج، وكيفية الوقاية.
ما هي الحمى الفيروسية؟
تشير الحمى الفيروسية إلى مجموعة من الالتهابات الفيروسية التي تصيب الجسم، وتسبب ارتفاع درجة الحرارة، وحرق العينين، والصداع، وآلام الجسم، والغثيان، والقيء، وتكون الحمى الفيروسية أكثر شيوعًا بين الشباب وكبار السن، وذلك بسبب ضعف مناعتهم.[1]
يمكن أن تصيب العدوى الفيروسية أي منطقة من الجسم، مثل الأمعاء، والرئتين، والمسالك الهوائية، وعادة ما تكون الحمى المرتفعة علامة على أن جهاز المناعة في الجسم يقاوم ويتخلص من مسببات الأمراض.[1]
لا يمكن علاج الحمى الفيروسية باستخدام المضادات الحيوية، حيث أن الفيروسات غير حساسة للمضادات الحيوية التي تستخدم في علاج الالتهابات والحمى الناتجة عن عدوى بكتيرية، ويمكن أن تضر المضادات الحيوية بطانة المعدة، وتسبب الحموضة، وتضر بالكبد والكلى إذا تم تناولها كثيرًا.[1]
ما هي أسباب الحمى الفيروسية؟
تحدث الحمى الفيروسية نتيجة الإصابة بفيروس، الفيروسات هي كائنات دقيقة معدية تصيب تتكاثر داخل خلايا الجسم، مسببة أعراض أهمها الحمى، وتعد الحمى هي طريقة الجسم لمحاربة الفيروس، حيث ان العديد من الفيروسات حساسة للتغيرات في درجات الحرارة، لذا فإن الزيادة المفاجئة في درجة حرارة الجسم تجعله أقل استعدادًا للإصابة للفيروسات.[2]
يوجد العديد من الطرق التي يمكن أن يصيب بها الفيروس الجسم:[2]
- الاستنشاق: فإذا عطس أو سعل شخص مصاب بعدوى فيروسية أو سعل، يصاب المحيطين بالعدوى عن طريق استنشاق الرذاذ المحتوي على الفيروس، تشمل أمثلة الالتهابات الفيروسية الناتجة عن الاستنشاق الأنفلونزا أو نزلات البرد.
- البلع: حيث يمكن أن تكون الأطعمة والمشروبات ملوثة بالفيروسات. إذا تناولتها، تشمل أمثلة العدوى الفيروسية الناتجة عن الابتلاع الفيروسات المعوية.
- لدغات البعوض: يمكن أن تحمل الحشرات والحيوانات الأخرى الفيروسات، تشمل الأمثلة على العدوى الفيروسية التي تنجم عن اللدغات حمى الضنك، وداء الكلب.
- سوائل الجسم: يمكن أن يؤدي تبادل سوائل الجسم مع شخص مصاب بعدوى فيروسية إلى نقل المرض، تشمل الأمثلة على هذا النوع من العدوى الفيروسية التهاب الكبد ب و فيروس نقص المناعة البشرية.
ما هي أعراض الحمى الفيروسية؟
تشمل أعراض الحمى الفيروسية:[2]
- الحمى.
- تعب عام.
- دوخة.
- ضعف عام.
- قشعريرة.
- صداع.
- آلام العضلات والمفاصل.
- التهاب البلعوم.
- سيلان الأنف.
- إحتقان بالأنف.
- احتقان الصدر.
- التهاب الحلق.
- حرقان في العين.
- سعال.
- طفح جلدي.
- إسهال.
- غثيان.
- التقيؤ.
لا تدعو الحمى الفيروسية في كثير من الحالات إلى القلق، ولكن في حالة الإصابة بارتفاع في درجة الحرارة يصل إلى 39 درجة مئوية أو أعلى، فمن الأفضل الاتصال بالطبيب.[2]
يجب أيضًا استشارة الطبيب فوراً إذا شعر المريض بأي من الأعراض التالية:[2]
- صداع حاد.
- صعوبة في التنفس.
- ألم صدر.
- آلام البطن.
- قيء متكرر.
- طفح جلدي، خاصة إذا ساءت الحالة بشكل سريع.
- تصلب في الرقبة، خاصة في حالة الشعور بألم عند ثنيها للأمام.
- ارتباك.
- تشنجات.
كيف يمكن تشخيص الحمى الفيروسية؟
عادة ما تتشابه أعراض الحمى الفيروسية والالتهابات البكتيرية، ويجب على أن يستبعد الطبيب العدوى البكتيرية قبل تشخيص الحمى الفيروسية، يمكن ذلك من خلال فحص الأعراض، والتاريخ الطبي، وأخذ أي عينات لاختبار البكتيريا.[1]
يمكنهم أخذ مسحة من الحلق إذا كان المريض يعاني من التهاب في الحلق، للتحقق من وجود البكتيريا التي تسبب التهاب الحلق، إذا كانت نتائج الاختبار سلبية فسيستنتج الطبيب أن تكون الإصابة فيروسية.[1]
يمكنهم أيضًا جمع عينة دم، أو سوائل جسدية أخرى للبحث عن المؤشرات التي تشير إلى وجود عدوى فيروسية، مثل عدد خلايا الدم البيضاء، أو الأجسام المضادة.[1]
اقرأ أيضاً: أمراض تؤدي للإصابة بالحمى
ما هو علاج الحمى الفيروسية؟
لا تتطلب الحمى الفيروسية أي علاج محدد في معظم الحالات، وذلك على عكس الالتهابات البكتيرية، فهي لا تستجيب للعلاج إلا باستخدام المضادات الحيوية. لكن يركز العلاج عادةً على توفير الراحة من الأعراض، وتشمل أهم طرق العلاج الشائعة للحمى الفيروسية ما يلي:[2]
- تناول الأدوية من المسكنات وخوافض الحرارة التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين، وذلك لتقليل الحمى وأعراضها.
- الحصول على المزيد من الراحة بقدر الإمكان.
- شرب الكثير من السوائل للحفاظ على الجسم رطب، وتعويض السوائل المفقودة أثناء التعرق، وحماية الجسم من الجفاف.
- تناول الأدوية المضادة للفيروسات، مثل أوسيلتاميفير فوسفات.
- الجلوس في حمام فاتر لخفض درجة حرارة جسمك.
كيف يمكن الوقاية من الحمى الفيروسية؟
تعتمد الوقاية من الحمى الفيروسية بشكل أساسي على حماية الجسم من الإصابة بالعدوى الفيروسية المسببة للحمى، ويتم ذلك باتباع الطرق التالية:
- غسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون.
- تجنب ملامسة الأسطح التي قد تكون ملوثة بالفيروسات المختلفة.
- الابتعاد عن الأماكن التي ينتشر بها البعوض، واتخاذ كافة سبل الوقاية من لدغاتها التي تتسبب في نقل العدوى.
- الابتعاد عن الأماكن التي ينتشر فيها فيروسات معينة، مثل حمى الأدغال في أفريقيا.
- عدم مخالطة أشخاص مصابون بالعدوى.
- تناول اللقاحات المعتمدة المضادة للفيروسات، مثل لقاح الحمى الصفراء، ولقاح فيروس الروتا.
ما هي مضاعفات الحمى الفيروسية؟
عادة ما يتم الشفاء من الحمى الفيروسية في غضون أسبوع أو عشرة أيام، لكن في بعض الأحيان قد تسبب العدوى الفيروسية أعراضًا شديدة، يمكن أن تؤدي تلك الأعراض إلى حدوث مضاعفات، تشمل ما يلي:[3]
- الجفاف.
- الهذيان والهلوسة.
- صدمة.
- اضطرابات في الجهاز العصبي.
- غيبوبة.
- النوبات أو تشنجات.
- فشل كلوي.
- تليف كبدى.
- حمى الجهاز التنفسي.
- فشل متعدد في الأعضاء.
- عدوى في الدم.
قد تؤدي الحمى الفيروسية التي تسببها بعض الفيروسات، مثل فيروس أربو فيروس إلى حدوث نزيف من الجلد، أو الأعضاء الداخلية، أو الفم، أو العينين، أو الأذنين، يمكن أن يكون هذا مهددًا لحياة المريض إذا لم يتم تقديم التشخيص والعلاج السليم في الوقت المناسب.[3]