العلاج الاهتزازي أو المعالجة بالاهتزاز (بالإنجليزية: Vibration Therapy) هو نقل طاقة اهتزازية من أحد الأجهزة التي تعمل بدرجات تردد وشدة مختلفة إلى جسم الإنسان.
يعتبر العلاج الاهتزازي نوعاً من أنواع العلاج الفيزيائي إذا طبقها البعض خلال وضع الراحة للجسم، في المقابل تعد أيضاً شكلاً من أشكال التدريب إذا طبقت أثناء أداء التمارين الرياضية لزيادة قوة العضلات، فبدلاً من أن يقوم الشخص بممارسة نشاط حركي مثل السباحة، أو رفع الأوزان، أو حتى المشي البسيط، فإنه يجلس مسترخياً ليتلقى نبضات سريعة تحفز عضلاته.
تعود فكرة المعالجة بالاهتزاز إلى القرن 19، فقد استخدمت لتحسين الدورة الدموية، والمحافظة على كتلة العظام من الفقد حيث كان يتم تطبيقها يدوياً، أما الآن فنجد أنواعاً متعددة من الأجهزة التي تقوم بالعلاج الاهتزازي في مراكز إعادة تأهيل الحركة وبعض المراكز الرياضية، والذي أصبح له استخدامات طبية علاجية، أو تدريبية لاكتساب اللياقة.
انواع العلاج الاهتزازي
يوجد نوعين أساسيين من العلاج الاهتزازي يلجأ لهما كل من الأطباء أو مدربي اللياقة البدنية، وهما:
- العلاج الاهتزازي الموضعي: حيث يتم تحفيز بعض الأنسجة فقط عن طريق تركيز الاهتزازات على موضع معين من الجسم مثل عضلات الفخذ، أو عضلات ربلة الساق، أو العضلات الظهرية، وغالباً ما يستخدم هذا النوع طبياً وعلاجياً.
- العلاج الاهتزازي لكامل الجسم: وهنا يطلب الطبيب أو المدرب من الممارس أن يقف، أو يجلس، أو يتمدد على منصة الجهاز متخذاً وضعيات معينة لتحصيل أقصى استفادة ممكنة من النبضات، ويمكن اعتبار هذا النوع شكلاً من أشكال التدريب البدني.
والجدير بالذكر أنه من القيود التي تعيق الاستفادة الكاملة من العلاج الاهتزازي المطبق على كامل الجسم هي صعوبة وصول الاهتزازات إلى بعض العضلات أو صعوبة وصولها بشكل كامل إلى كل عضلة بسبب ضياعها خلال انتقالها عبر الجسم. بالمقابل يمكن للاهتزازات العلاجية المطبقة على مناطق معينة من الجسم الوصول بشكل كامل إلى العضلة المراد تحفيزها، وبذلك يتفوق على العلاج بالاهتزاز المطبق على كامل الجسم.
بالنسبة للكلفة، تعتبر تكلفة العلاج الاهتزازي المطبق على مناطق معينة من الجسم أقل من كلفة العلاج بالاهتزاز المطبق على كامل الجسم.
اقرأ أيضاً: الفوائد الصحية للتمارين الرياضية
كيفية عمل العلاج الاهتزازي
تكمن فكرة العلاج الاهتزازي في تحفيز العضلات على الانقباض للتكيف مع الاهتزازات التي تتعرض لها ثم استرخائها، وبالتالي زيادة معدل تدفق الدم إلى المنطقة المراد التأثير عليها، مما يزيد من قوة العضلات بشكل غير إرادي خاصة عضلات الفخذ، ولكنها لا تغني عن الرياضة لمن يستطيعون القيام بها.
بالإضافة إلى ذلك تعمل الاهتزازات العلاجية على تحفيز عمل الخلايا البانية للعظام (بالإنجليزية: Osteoblast)، وتحفيز الجهاز العصبي ليتمكن من التحكم بالعضلات لأكبر قدر ممكن، والتأثير على نسب بعض الهرمونات في الدم مثل رفع نسبة هرمون النمو والتقليل من نسبة هرمون الكورتيزول.
يتراوح التردد المستخدم في الاهتزازات العلاجية المطبقة على كامل الجسم ما بين 30-50 هيرتز، وهو ما يعادل التردد التي تفرغ به الخلايا العضلية قوتها بعد القيام بالتمارين الرياضية، ويعتقد أن تعرض العضلات لهذا المقدار من الاهتزازات يؤدي إلى زيادة قوتها.
بالإضافة إلى ذلك، يتراوح الوقت المستخدم لتطبيق العلاج الاهتزازي من 6 ثوان إلى 30 دقيقة، بينما يتراوح التردد المستخدم في العلاج بالاهتزاز المطبق على المنطقة المصابة ما بين 300-500 هيرتز.
يحتاج التردد، والوقت، والقوة المستخدمة في العلاج الاهتزازي إلى المزيد من الدراسات لتحديد أفضل تردد، ووقت، وقوة يمكن استخدامها.
يحدد اتجاه الاهتزازات مدى تأثيرها على الجسم، فنجدها تتخذ محاور مختلفة، فتتحرك بعضها في اتجاه عمودي لأعلى وأسفل فقط، وأخرى تتحرك إلى الأمام والخلف، وغيرها يتخذ محوراً جانبياً للحركة. وقد ثبت أن أفضل المحاور لتحفيز العضلات للانقباض، هو المحور العمودي حيث يكون اتجاه الحركة إلى الأعلى والأسفل.
اقرأ أيضاً: التمارين المستخدمة في العلاج الحركي
فوائد العلاج الاهتزازي
تتضمن فوائد العلاج الاهتزازي ما يلي:
- التخلص من الآلام المزمنة ولو فترة مؤقتة، فهو خيار أفضل من المسكنات.
- زيادة كتلة العضلات وقوتها، وتعزيز تحملها، وملاحظة المرونة والانسيابية في المشي.
- تقليل آلام العضلات بعد أداء التمارين الرياضية.
- زيادة كثافة العظام، وتأخر ظهور أعراض الشيخوخة عليها، والحد من آلام المفاصل وآلام الظهر.
- إعادة تأهيل مرضى التهاب الأعصاب، مثل مرضى الشلل الرعاش أو باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson s).
- تخفيف التوتر والشعور بالاسترخاء، لزيادة مستويات طاقة الجسم.
- التخلص من السموم وتنشيط الدورة الدموية.
- زيادة الأيض والمساعدة في التخلص من الوزن الزائد.
- مساعدة كبار السن غير القادرين على التمرن بانتظام وزيادة قوة عضلات الأرجل لديهم.
اقرأ أيضاً: المعالجة بالأمواج فوق الصوتية
نتائج الدراسات حول العلاج الاهتزازي
أثبتت دراسة إيطالية أجريت عام 2016 أن نتائج تطبيق جلسة واحدة فقط من العلاج الاهتزازي حسنت من قوة العضلات والقدرة على القفز عند المشاركين.
كما وجدت دراسة صينية أجريت عام 2011 أن المعالجة بالاهتزاز قللت من قوة انقباض عضلات الركبة، وزادت من قوة عضلات الساق عند كبار السن.
بالنسبة للأطفال، فقد أقيمت دراسة على 8 أطفال يعانون من مرض تكون العظم الناقص (بالإنجليزية: Osteogenesis Imperfecta)، استمر الأطفال بالخضوع للاهتزازات العلاجية مدة 6 أشهر، وكانت النتائج إيجابية بالنسبة لقوة العضلات عندهم.
أما عن مرض هشاشة العظام، فقد ثبتت نتائج إيجابية واضحة في زيادة كثافة العظام.
وبالنسبة لمرض التصلب اللويحي المتعدد، فلم تكن هناك دراسات كافية عنه، ولم تكن هناك نتائج إيجابية واضحة لتحسين أعراض مرض التصلب اللويحي باستخدام العلاج الاهتزازي.
مخاطر العلاج الاهتزازي
يبدو الأمر آمناً ولا يمثل خطورة عند الوقوف على منصة جهاز يعمل على تردد منخفض مع وضع انحنائي قليلاً ليحد من وصول الاهتزازات للمخ، ولكن مع ازدياد التردد قد يشعر الممارس بدوار الحركة والغثيان.
لذا ينصح الأطباء بضرورة تجربة أجهزة الاهتزاز بضع مرات قبل المداومة عليها، إذ يبدو أنها لا تناسب الجميع وقد تتسبب في مشاكل صحية.
فقد عانى البعض من الذين تلقوا العلاج الاهتزازي من آثار جانبية، مثل:
- نوبات من الصداع النصفي.
- زغللة في الرؤية.
- مشاكل بالسمع.
- حدوث إصابات أسفل الظهر.
- الشعور بألم شديد في الظهر.
ويفضل أن يتجنب العلاج الاهتزازي من يشكو من أحد الأمراض الآتية:
- اضطرابات تتعلق بسيولة الدم، أو إذا كان المريض يتناول الأدوية المميعة للدم.
- مرض السكري المتقدم أو ارتفاع ضغط الدم.
- مشاكل بالقلب والأوعية الدموية.
- اضطرابات بالجهاز الهضمي.
- تآكل بالغضاريف.
كما يمنع إخضاع المرأة الحامل للمعالجة بالاهتزاز تماماً.
في الختام، يتضح لنا أن الأمر مازال يحتاج إلى العديد من الأبحاث والتجارب لإثبات فاعلية العلاج الاهتزازي والطرق المثلى والآمنة لتطبيقه، وذلك لتجنب أضرار أو مخاطر قد تنتج عن التعرض غير الآمن لهذه المعالجة، لذا يفضل دائماً استشارة الطبيب قبل البدء بتلقي مثل تلك المعالجات.