يعرف تشنج المهبل (بالإنجليزية: Vaginismus) بأنه حالة نفسية تتمثل في حدوث تقلص لا إرادي لعضلات الثلث الخارجي للمهبل، إضافة إلى تقلص عضلات قاع الحوض المحيطة بالفتحة التناسلية والشرج، وذلك أثناء محاولة الإيلاج، ما يؤدي إلى استحالته، ومن ثم عدم القدرة على اكتمال الجماع الجنسي.
سنتعرف في هذا المقال على تشنج المهبل وتأثيره على العلاقة الزوجية، والأسباب المؤدية لهذه الحالة.
ما هو تشنج المهبل
يعد تشنج المهبل حالة نفسية تؤدي إلى حدوث تقلصات غير متحكم بها لعضلات المهبل أثناء الإيلاج، وكونه حالة نفسية تجعلنا نستثني من ذلك عسر الإيلاج، أو تشنج المهبل الناتجين عن مرض أو آفة عضوية، كذلك يجب ألا يكون تشنج المهبل نتيجة معاناة المرأة من مرض أو اضطراب نفسي، مثل: الاكتئاب أو الفصام.
وقد وجد أن تشنج المهبل يصيب النساء المثقفات، ونساء الطبقة الراقية اجتماعياً ومرتفعة الدخل، أكثر من باقي النساء.
يلاحظ أن النساء اللواتي يعانين من هذه الحالة يرغبن (بشكل واع) في الجماع، غير أنهن بصورة غير مقصودة (لا واعية) يتجنبن الإيلاج، وبتعبير آخر يمكن القول إن بعض النساء يستمتعن بالحصول على النشوة (الرعشة) الجنسية (بالإنجليزية: Orgasm) بطريقة أو بأخرى، غير أنهن لا يرغبن في الوصول إليها عن طريق الإيلاج.
وقد لوحظ أيضاً أن البعض من النساء يفقدن الرغبة الجنسية والاستمتاع بالجنس، ويعانين من القلق والخوف من عملية الإيلاج أو ما يسمى رهاب الإيلاج (بالإنجليزية: Penetration Phobia) بحد ذاتها، أو الخوف من أن تكون مؤلمة.
وتبلغ النسبة الانتشارية لتشنج المهبل وتأثيره على العلاقة الزوجية نحو 8-9 % من النساء اللواتي يترددن على عيادات الأمراض النسائية، وأما في المجتمع بشكل عام فتبلغ هذه النسبة في الولايات المتحدة الأمريكية أقل من 2 %، في حين تكاد أن تصل هذه النسبة في المجتمعات العربية المحافظة الى 5 %.
اقرأ أيضاً: رهاب المرأة من الجنس
أنواع تشنج المهبل
يمكن تقسيم تشنج المهبل حسب زمن حدوث أو إصابة المرأة به إلى نوعين هما:
- أولي: في هذه الحالة تعاني المرأة من تشنج المهبل طوال حياتها، إذ لم يدخل مهبلها أي جسم غريب مثل العضو الذكري، أو أجهزة الفحص النسائية، أو السدادة القطنية (بالإنجليزية: Tampon)، أي يتبين أنها تعاني من تشنج المهبل في تجربتها الأولى.
- ثانوي: هنا تكون المرأة قبل إصابتها بتشنج المهبل قادرة على تحقيق الإيلاج دون مشاكل تذكر.
وفي كلتا الحالتين فإنه قد يكون للتشنج المهبلي تأثير سلبي على حياة المرأة الجنسية والزوجية، فإضافة إلى عدم التمتع بالحياة الجنسية، فإن عدم المقدرة على الإنجاب الطبيعي (وخاصة في النوع الأولي) يجعل من الصعب تكوين عائلة، ومن ثم قد يؤدي الأمر إلى الانفصال.
اقرأ أيضاً: المشاكل الجنسية عند المرأة
ما هي أسباب تشنج المهبل
هناك أسباب عدة قد تؤدي إلى الإصابة بتشنج المهبل وتأثيره على العلاقة الزوجية، علماً أنه في بعض الحالات لا يكون هنالك سبب واضح للتشنج، شريطة ألا يكون هنالك سبب عضوي يقف وراء ذلك، ويمكن تقسيم هذه الأسباب إلى ثلاث مجموعات هي:
- تجربة سابقة مؤلمة
في حال كانت أول تجربة في ممارسة الجنس مصحوبة بألم نتيجة عدم لباقة شريك الحياة، فإن المرأة قد تعاني من تشنج المهبل في اللقاء الجنسي الذي يليه.
كذلك قد تصاب المرأة بتشنج المهبل في حال تعرضها في الصغر أو الكبر لإيذاء جنسي بجميع أشكاله مثل تعرضها لاغتصاب، أو سفاح قربى.
- قضايا أو مسائل شخصية
قد يحدث تشنج المهبل وتأثيره على العلاقة الزوجية نتيجة نشوء الفتاة في مجتمع أو محيط أو عائلة محافظة، تعتبر التفكير بالمسائل والرغبات الجنسية شيئاً قذر ومليء بالخطايا والمعاصي، وبه نوع من الشعور بالخزي والعار.
وقد يعتقد بعض النساء، نتيجة تلقيهن معلومات خاطئة، أن الإيلاج شيء مؤلم، وقد يصل الأمر إلى اعتقاد المرأة أن المهبل خاصتها صغير جداً ومن المستحيل أن يستوعب قضيب زوجها، أو أن قضيب الرجل عبارة عن قطعة سلاح أو قطعة من الحديد ستدخل جسدها، لذا قد يفضل البعض استخدام لفظة العضو الذكري بدلاً من القضيب، علماً أن عدداً من اللغات غير العربية، تستخدم مصطلح العضو الذكري، ولا تستخدم كلمة "قضيب".
- سوء العلاقة الزوجية
في حال عدم وجود انسجام عائلي، أو في حال قيام الرجل بإيذاء زوجته كلامياً أو جسدياً، أو في حال إجبار الفتاة على الزواج من الرجل الذي اغتصبها وذلك للحفاظ على شرف العائلة، فإن المرأة قد تقوم بالاحتجاج أو الرد على الإهانات بوسيلة غير كلامية ولا شعورية، وذلك بتشنج المهبل التلقائي أثناء اللقاء، وبذلك تمنع زوجها من الاستمتاع، من جهة، وتحافظ على كرامتها من جهة أخرى، كونها تعتبر عملية الإيلاج اغتصاباً.
اقرأ أيضاً: أمور يخبرك بها المهبل عن صحتك
ما هي مضاعفات تشنج المهبل
يمكن أن يؤدي تشنج المهبل وتأثيره على العلاقة الزوجية إلى شعور الزوجان بالإحراج والانزعاج، والإحباط والتقصير، وقد تعاني المرأة من تقريع الذات والشعور بالذنب وفقدان الثقة بالنفس، كل ذلك نتيجة إحساسها بأنها حجر أمام إنجاح عملية الإيلاج، في حين قد يعتقد الرجل خطأ بأنه هو المسؤول عن عدم نجاح العملية، كونه يعاني من القذف السريع في حال انتهت محاولات الإيلاج بالقذف المسبق.
اقرأ أيضاُ: مشكلات جنسية شائعة لدى النساء وطرق التغلب عليها
تشخيص تشنج المهبل
يتم التشخيص عن طريق سؤال مقدم الرعاية الصحية عن الأعراض والتاريخ الطبي والجنسي، ويمكن أن يساعد فحص الحوض في استبعاد المشاكل الأخرى أو تأكيد وجود تقلصات عضلية، كذلك قد يقوم الطبيب بوضع كريم مخدر موضعي على الجزء الخارجي من المهبل قبل الفحص لجعل الأمر أكثر راحة.
ما هو علاج التشنج المهبلي
التشنج المهبلي قابل للشفاء، ويتم ذلك بالقضاء على الأسباب المؤدية له، وتركز علاجات التشنج المهبلي على تقليل رد فعل العضلات الذي يتسبب في شدها، وتتصدى العلاجات أيضاً للقلق أو المخاوف التي تساهم في حدوث التشنج المهبلي، قد يوصي مقدم الرعاية الصحية بواحد أو أكثر من هذه العلاجات:
- العلاج الموضعي: إذ قد يساعد الليدوكايين الموضعي أو الكريمات المركبة في تخفيف الألم المصاحب لهذه الحالة.
- العلاج الطبيعي لقاع الحوض: وذلك عن طريق إرخاء عضلات قاع الحوض، وسيساعد الطبيب في تعلم ذلك.
- علاج الموسع المهبلي: الموسعات المهبلية هي أجهزة على شكل أنبوب تأتي بأحجام مختلفة، الغرض الأساسي منها هو شد المهبل، ويستخدم الأشخاص المصابون بالتشنج المهبلي الموسعات ليصبحوا أكثر راحة وأقل حساسية تجاه اختراق المهبل. قد يوصي الطبيب أولاً بوضع كريم مخدر موضعي على الجزء الخارجي من المهبل لتسهيل عملية الإدخال ولتجنب تشنج المهبل وتأثيره على العلاقة الزوجية.
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد العلاج السلوكي المعرفي على فهم كيفية تأثير الأفكار على العواطف والسلوكيات، ويعد علاجاً فعالاً للقلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وقد يستوجب الأمر تناول بعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب.
ما هي الحالات المشابهة لتشنج المهبل
يمكن أن تسبب هذه الأمراض أعراضاً مشابهة للتشنج المهبلي:
- ضمور المهبل: ويحدث نتيجة نقص هرمون الاستروجين بعد انقطاع الطمث، مما يجعل بطانة المهبل أرق وأكثر جفافاً ويحدث ما يسمى ضمور المهبل.
- التهاب دهليز الفرج: وتسبب هذه الحالة ألماً أثناء ممارسة الجنس، أو ما يسمى عسر الجماع، وقد تشعر المرأة بألم من الاختراق الأولي طوال التجربة بأكملها.
اقرأ أيضاً: اسباب ضمور المهبل وعلاجه