يعرف التهاب البنكرياس الحاد بأنه حالة يصاب فيها البنكرياس بالالتهاب فجأة ويستمر بضعة أيام، وتتراوح شدته بين خفيف، ومتوسط، وشديد، وربما يتطور لمضاعفات خطيرة تهدد للحياة. يعتمد علاج التهاب البنكرياس الحاد على العلاج التحفظي، ولكن قد تحتاج بعض الحالات إلى التدخل الجراحي.

يتناول هذا المقال كيفية علاج التهاب البنكرياس الحاد، ونصائح غذائية بعد العلاج، وكم تستغرق مدة العلاج والتعافي.

علاج التهاب البنكرياس الحاد

عادة ما يتم علاج التهاب البنكرياس الحاد في المستشفى، وقد تستدعي الحالات الشديدة دخول وحدة الرعاية المركزة، ويستغرق التعافي في هذه الحالات وقتاً أطول. [1]

يشمل علاج التهاب البنكرياس الحاد ما يلي:

الامتناع عن تناول الطعام

يعد الصوم فترة وجيزة أولى خطوات علاج التهاب البنكرياس الحاد، حيث يساعد ذلك البنكرياس على الراحة والتعافي، ولكن ينبغي بدء تناول الطعام بمجرد توقف الغثيان والقيء.

إعطاء السوائل عن طريق الوريد

قد يتسبب التهاب البنكرياس الحاد في الإصابة بالجفاف؛ لذلك تعطى السوائل عن طريق الوريد لمنع الجفاف خاصة خلال فترة الامتناع عن تناول الطعام. [2]

إعطاء الأكسجين

يعطى المريض الأكسجين عن طريق أنابيب الأنف خلال الفترة الأولى من العلاج؛ لضمان حصول الجسم على كمية كافية من الأكسجين للمساعدة على التعافي، ويمكن إيقافه بعد بضعة أيام بمجرد تحسن الحالة.

قد يحتاج معالجة التهاب البنكرياس الحاد الشديد إلى دخول الرعاية المركزة لعمل تحاليل دقيقة والمتابعة عن كثب، وربما استخدام الأجهزة التي تساعد على التنفس. [1]

التغذية الأنبوبية أو الوريدية

قد يكون الشخص غير قادر على تناول الطعام نتيجة الألم، والغثيان، والقيء، وربما يستدعي الأمر تركيب أنبوب تغذية أنفي معدي أو أنفي معوي لتناول الطعام، بينما في حالات التهاب البنكرياس الشديد قد يتطلب الأمر تلقي تغذية وريدية، لا سيما في علاج التهاب البنكرياس الحاد للأطفال؛ لمنع سوء التغذية وتعزيز الشفاء. [3] [4]

عادة ما يسمح الطبيب بتناول الطعام بمجرد توقف القيء وقدرة المريض على تناول الطعام دون حدوث مشاكل، مع مراعاة البدء بوجبات صغيرة قليلة الدسم مقسمة على مدار اليوم مع شرب الكثير من السوائل. [3]

اقرأ أيضاً: التعامل الصحيح مع الالتهابات ومضاعفاتها

أدوية لعلاج التهاب البنكرياس الحاد

لا توجد أدوية خاصة بعلاج التهاب البنكرياس الحاد، ولكن قد يوصي الطبيب باستخدام بعض الأدوية، مثل: [4] [5] [6]

  • مسكنات الألم: تستخدم مسكنات الألم مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، كالإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) أو نابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen). وربما يصف الطبيب المواد الأفيونية إذا لم تنجح المسكنات السابقة في تخفيف الألم، مثل المورفين (بالإنجليزية: Morphine) والفينتانيل (بالإنجليزية: Fentanyl).
  • مضادات القيء: يوصى باستخدام مضادات القيء للتغلب على القيء والغثيان.
  • المضادات الحيوية: تستدعي بعض الحالات علاج التهاب البنكرياس بالمضاد الحيوي، خاصة إذا حدثت مضاعفات مثل، تعفن الدم، أو تضرر الأعضاء الأخرى، أو حدوث نخر لجزء من البنكرياس.

تشمل المضادات الحيوية التي يمكن وصفها لعلاج التهاب البنكرياس الحاد ما يلي:

التنظير والعلاج الجراحي

قد يستدعي علاج علاج التهاب البنكرياس الناتج عن حصى المرارة التدخل بالمنظار أو الجراحة. [4]

تشمل الإجراءات المستخدمة في علاج حصوات المرارة ما يلي: [1] [2] [4]

  • تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية التنظيري بالطريق الراجع: ويتضمن هذا الإجراء إدخال أنبوب أسفل الحلق إلى المعدة والجزء العلوي من الأمعاء؛ لإخراج حصوات المرارة التي تسد القنوات الصفراوية أو البنكرياس، بعد ذلك يجرى عمل شق صغير لإزالة الحصوات من القناة الصفراوية، أو يتم إدخال أنبوب بلاستيكي يسمى الدعامة في القنوات لتخفيف الانسداد.
  • جراحة استئصال المرارة: قد يستدعي علاج التهاب البنكرياس بسبب حصى المرارة، إجراء جراحة استئصال المرارة. عادة لا يؤثر استئصال المرارة على الصحة العامة، ولكن قد يكون هناك صعوبة في هضم بعض الأطعمة، مثل الأطعمة الدهنية أو الحارة.
  • التنظير الداخلي للبنكرياس: قد تجرى جراحة البنكرياس في علاج التهاب البنكرياس الحاد الشديد المصحوب بمضاعفات؛ لتفريغ السوائل عند وجود كيس كاذب، أو إزالة الأنسجة الميتة أو المصابة من البنكرياس.

اقرأ أيضاً: امور تستلزم استئصال المرارة

نصائح غذائية بعد علاج التهاب البنكرياس الحاد

ينبغي بعد علاج التهاب البنكرياس الحاد اتباع نظام غذائي لتمام التعافي وتجنب الإصابة بالتهاب البنكرياس مرة أخرى. [6]

تتضمن النصائح الغذائية ما يلي: [6]

  • الامتناع عن شرب الكحول.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • اتباع نظام غذائي قليل الدسم.
  • المحافظة على الترطيب الجيد للجسم عن طريق شرب الكثير من السوائل باستمرار.
  • تناول 6 إلى 8 وجبات صغيرة على مدار اليوم بدلاً من تناول وجبتين أو ثلاث وجبات كبيرة، إذ يساعد ذلك في التعافي من التهاب البنكرياس؛ لأنه يخفف العبء على الجهاز الهضمي.

يوصى باتباع نصائح اختصاصي التغذية بعد علاج التهاب البنكرياس الحاد والتعافي؛ للمساعدة على تغيير العادات الغذائية بشكل دائم.

مآل التهاب البنكرياس الحاد

يعتمد مآل التهاب البنكرياس على العديد من العوامل المختلفة، مثل: [4]

  • سبب التهاب البنكرياس.
  • شدة الالتهاب.
  • عمر المريض.
  • المشاكل الطبية الأخرى لدى المريض.

عادة ما يتعافى مرضى التهاب البنكرياس الحاد في خلال بضعة أيام من العلاج، ومع ذلك قد تتطور بعض حالات التهاب البنكرياس الحاد إلى مضاعفات أكثر خطورة تستدعي البقاء في المستشفى فترة طويلة، وقد تهدد الحياة، وربما تؤدي إلى الوفاة.

إذا كان الشخص يعاني من نوبات متكررة من التهاب البنكرياس الحاد، فقد يتطور الأمر إلى التهاب البنكرياس المزمن، وهي حالة تستمر مدى الحياة وتؤدي إلى انخفاض جودة الحياة.