يبحث الأزواج الذين يعانون من تأخر الإنجاب عن شتى وسائل العلاج، بهدف رفع فرص حدوث الحمل، فمنهم من يصف له الطبيب الأدوية والعلاجات المنشطة، ومنهم من يجري جراحة معينة إذا تطلبت حالته ذلك، ويطرق الكثير باب الحقن المجهري، آملين أن يتحقق حلمهم في الإنجاب.
لا تنجح عمليات الحقن المجهري عند العديد من الناس، لذا نوضح في هذا المقال نسبة نجاح الحقن المجهري، والعوامل المؤثرة عليه.
ما هو الحقن المجهري؟
تدور فكرة الحقن المجهري (بالإنجليزية: Intracytoplasmic Sperm Injection) حول حقن حيوان منوي واحد سليم مباشرة إلى داخل بويضة ناضجة، يناسب الحقن المجهري الحالات التي يعاني فيها الرجل من مشكلة بالحيوانات المنوية من ناحية العدد، أو الشكل، أو سرعة الحركة، وكذلك الأزواج الذين فشل معهم التلقيح الصناعي أو تقنية أطفال الأنابيب (بالإنجليزية:IVF) سابقًا. (1)
يتطلب الحقن المجهري تلقي الزوجة لجرعات من أدوية تنشيط المبايض، لتحفيز المبيض على إنتاج عددًا من البويضات الناضجة، التي تسحب عبر المهبل ويحتفظ بها في المختبر، يتبع ذلك تحضير عينة السائل المنوي من الزوج، حيث يفصل الحيوان المنوي السليم عبر تقنية الطرد المركزي، ليحقن بعدها مباشرة إلى إحدى البويضات الناضجة.
يحتفظ بالبويضة المخصبة في مختبر علوم الأجنة تحت ظروف خاصة لمدة تتراوح ما بين يومين و5 أيام، لتنقسم الخلايا متطورة إلى جنين، وذلك قبل حقنها في رحم الأم عبر عنق الرحم، غالبَا ما تخصب أكثر من بويضة، وترزع جميع الأجنة في رحم المرأة، لزيادة فرص نجاح الحمل. (4)
اقرأ أيضًا: الفرق بين الحقن المجهري واطفال الانابيب
أسباب الحقن المجهري
لا ينصح الطبيب الزوجين بإجراء الحقن المجهري كخيار أول، لكن هناك عدد من العوامل التي تجعل عملية ICSI هي الاختيار الأفضل، منها ما يلي: (5)
- تركيز الحيوانات المنوية أقل من 15 إلى 20 مليون/ ملليتر.
- انخفاض حركة الحيوانات المنوية إلى أقل من 35%.
- التشوه الشديد في الحيوانات المنوية.
للمزيد: اعراض ضعف الحيوانات المنوية عند الرجل
نسب نجاح الحقن المجهري
تعتبر عملية الحقن المجهري ناجحة جدًا في تحقيق إخصاب البويضة، لكن حدوث الحمل وتطوره، وإنجاب طفل سليم عملية معقدة تعتمد على عدة عوامل، يعد الإخصاب جزءًا منها، ولكن يشترك معه عوامل أخرى، مثل الزرع الناجح للجنين في بطانة رحم الأم، والعلاجات التالية لذلك حتى ثبات الحمل وتطور الجنين. (3)
تتراوح نسبة نجاح الإخصاب في الحقن المجهري ما بين 50 إلى 80%، لكن تعتمد نسب نجاح عملية الحقن المجهري كاملة على عدد من العوامل المختلفة، منها ما يلي ذكره: (2)(4)
- جودة ودرجة نضج البويضات.
- عمر المرأة.
- مخزون المبيض.
- شكل، وحركة، وعدد الحيوانات المنوية.
- الشذوذ الكروموسومي في الحيوانات المنوية أو البويضات.
- مشاكل الرحم، مثلانتباذ بطانة الرحم، والأورام الليفية.
- كفاءة الطبيب وخبرته.
- شروط الجودة للمستشفى ومختبر الأجنة الذي تجرى به عملية التلقيح المجهري.
للمزيد: حساب الحمل عن طريق الحقن المجهري
العمر ونجاح الحقن المجهري
يعتبر العمر عاملًا هامًا في تحديد نسب نجاح الحقن المجهري، حيث يوثر على مرحلة حدوث الحمل نفسها، وعلى مرحلة بقاء المواليد أحياء بعد الولادة، نوضح تاليًا أثر السن على هذه المراحل: (2)
نسبة حدوث الحمل
تشير تلك النسبة إلى حدوث الحمل بالفعل، وارتفاع نسبة هرمون الحمل، مما يدل على تطور الأجنة التي نقلت إلى رحم الأم: (2)
- النساء أصغر من 35 عامًا: 44.1%.
- النساء بين 35 و39 عامًا: 35.1%.
- النساء في سن 40 أو أكبر: 21.4%.
نسبة المواليد الأحياء
تدل تلك النسبة على عدد الأطفال الأصحاء المولودين نتيجة إجراء التلقيح المجهري، حيث قد يتعرض الجنين إلى خطر الإجهاض ولا تتم ولادته: (2)
- النساء أصغر من 35 عامًا: 35.5%
- النساء بين 35 و39 عامًا: 25.3%.
- النساء في سن 40 أو أكبر: 11.8%.
يتضح من تلك النسب أن عمر الأم هو العامل الرئيسي المتحكم في فرص نجاح الحقن المجهري، فكلما تقدمت السيدة في العمر، انخفضت نسب النجاح، حيث نجد أن نسبة نجاح الحقن المجهري في سن الأربعين منخفضة جدًا مقارنة بنسبة نجاح الحقن المجهري في سن الثلاثين أو العشرين. (2)
للمزيد: علاج العقم عند الرجال بعصر الحقن المجهري
ختامًا، يعد الحقن المجهري أحد طرق علاج العقم خاصة عند الرجال، لكن تعتمد نسبة نجاحه بشكل أساسي على عمر المرأة، حيث تقل نسب نجاح الحقن المجهري مع تقدم السيدات في العمر.