يوفر فول الصويا العديد من الفوائد الصحية للإنسان، ومن أهمها أنه يحتوي على عناصر تساعد على الوقاية من العديد من أنواع السرطانات، لكن في نفس الوقت يوصي البعض بتجنب تناول فول الصويا ومشتقاته للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الثدي، فهل يسبب فول الصويا حقًا الإصابة بسرطان الثدي؟

سنتناول في هذا المقال الحديث عن العلاقة بين فول الصويا وسرطان الثدي.

ما هو فول الصويا؟

يعد فول الصويا من أكثر النباتات الشائعة الاستخدام، حيث أنه منخفض التكلفة، ويحتوي على سعرات حرارية حرارية منخفضة، وهو مصدر ممتاز للحصول على كميات كبيرة من البروتين مع القليل جدًا من الدهون، وخالي من الكوليسترول، يمكن تناول فول الصويا بأشكال عديدة، بما في ذلك التوفو، وإدامامي، وحليب الصويا، والميسو، ومسحوق الصويا.[1]

يحتوي فول الصويا على العديد من المواد النباتية التي تعزز الصحة العامة للفرد، مثل:[1]

  • مثبطات البروتين كيناز التي تساعد على الحفاظ على نمو الخلايا ونشاطها الطبيعي.
  • الفيتوستيرول والصابونين التي تساعد على تنظيم نسبة الكوليسترول في الدم.
  • حمض الفينول والفيتات، وهي مواد تمتلك خصائص مضادة للأكسدة.
  • الأيزوفلافون، وهو أحد مركبات الفيتو إستروجينات، وهي مركبات تشبه الإستروجين موجودة في النباتات.

يستخدم فول الصويا كبديل صحي للبروتين للأشخاص الذين يفضلون عدم تناول اللحوم، ويعتمدون على نظام غذائي نباتي، حيث يمد أجسامهم باحتياجها من البروتينات والأحماض الأمينية، فهو أكثر المصادر النباتية التي تحتوي على بروتينات وأحماض أمينية تشبه إلى حد كبير البروتينات الحيوانية.[1]

العلاقة بين فول الصويا وسرطان الثدي

يتضمن علاج سرطان الثدي بالنسبة للعديد من المرضى منع هرمون الإستروجين للحد من تكون المزيد من الخلايا السرطانية، يحتوي فول الصويا على مواد تسمى فيتو إستروجينات أو مركبات الإستروجين النباتي، تشبه تلك المواد الإستروجين الموجود في جسم الإنسان، لكن على الرغم من ذلك إلا أن هذه الهرمونات ليست هي نفسها الموجودة في جسم الإنسان، كما أن تناول الإستروجين النباتي لا يؤثر على هرمون الإستروجين الموجود بشكل طبيعي في الجسم، لذلك فيمكن أن تعمل أطعمة الصويا على الوقاية من خطر الإصابة بالسرطان.[2]

يعد هرمون الإستروجين الموجود في جسم الإنسان أقوى من الأيزوفلافون الذي يوجد في فول الصويا، لذا إذا كانت مادة الصويا الضعيفة تحل محل هرمون الاستروجين الطبيعي في الخلايا، فيمكن أن تحمي الأطعمة المشتقة من فول الصويا من السرطانات التي تحدث بسبب وجود مستويات مرتفعة من هرمون الاستروجين.[1]

كذلك يمكن أن يقلل تناول الأطعمة المشتقة من فول الصويا من خطر تكرار الإصابة بالسرطان حتى عند المرضى الذين يعانون من سرطان مستقبلات هرمون الاستروجين الإيجابية، وقد يكون هذا صحيحًا بالتحديد بالنسبة للمرضى الذين يحملون طفرة جينية معينة، هذه الطفرة مسؤولة عن إصلاح الحمض النووي، ويمكن أن يساعد الأيزوفلافون الموجود في فول الصويا على إعادة تثبيط الورم عند الأشخاص الذين يحملون هذه الطفرة، وبالتالي فإن حقيقة العلاقة بين فول الصويا وسرطان الثدي أنه لا توجد حقائق ثابتة تدل على إمكانية أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.[2]

هل يسبب فول الصويا سرطان الثدي؟

أجريت العديد من الدراسات وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية على البشر، وأخرى على الحيوانات، وقد أظهرت نتائج مختلفة، حيث أظهرت بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن القوارض التي تناولت لجرعات عالية من المركبات الموجودة في الصويا التي تسمى الأيزوفلافون كانت أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي، وقد يكون السبب في ذلك هو أن مادة الأيزوفلافون الموجودة في فول الصويا يمكن أن تعمل نفس عمل هرمون الإستروجين في الجسم، وترتبط زيادة هرمون الإستروجين بأنواع معينة من سرطان الثدي.[3]

لكن القوارض تعالج الصويا بشكل مختلف عن البشر، ولم تحدث نفس النتائج عند البشر، كما أن جرعات الأيزوفلافون التي استخدمت على الحيوانات كانت أعلى بكثير من التي استخدمت في البشر، لذلك فإن تأثيرات هرمون الإستروجين في فول الصويا عند البشر إما ليس لها أي تأثير على الإطلاق، أو أنها تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وقد يكون ذلك بسبب أن مادة الأيزوفلافون التي تعمل على منع تأثير هرمون الإستروجين الطبيعي في الدم.[3]

للمزيد: سرطان الثدي المنتشر

لذلك لا توجد أي أدلة مؤكدة حتى الآن على أي مخاطر يمكن أن يسببها تناول فول الصويا على البشر، لكن تبرز الفوائد الصحية لفول الصويا وتفوق أي مخاطر محتملة، ويمكن أن يساعد تناول أطعمة الصويا التقليدية مثل التوفو، والتيمبي، والإدامامي، والميسو، وحليب الصويا على التقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي.[3]

تعد أطعمة الصويا مصادر ممتازة للبروتين، خاصة عندما تحل محل الأطعمة الأخرى الأقل سلامة وأمان، مثل الدهون الحيوانية واللحوم الحمراء أو المصنعة، كذلك يرتبط تناول الأطعمة المشتقة من فول الصويا بانخفاض معدلات الإصابة بأمراض القلب، وقد تساعد أيضًا على خفض نسبة الكوليسترول.[2]

نصيحة الطبي

يوفر فول الصويا والأطعمة المشتقة منه العديد من الفوائد الصحية، ومنها الوقاية من العديد من أنواع السرطانات، ولا يوجد أدلة مؤكدة على وجود علاقة بين فول الصويا وسرطان الثدي، أو أن منتجات الصويا يمكن أن تسبب أو تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، لذا فإن أطعمة الصويا صحية وآمنة، لكن ينصح بعدم الإسراف في تناولها، وعدم تناول مكملات الصويا التي تحتوي على تركيزات أعلى بكثير من الأيزوفلافون الموجود في الأطعمة.