لا يتوقف علاج ارتفاع ضغط الدم فقط على مجرد استخدام الأدوية الخافضة لضغط الدم، أو الالتزام باتباع الممارسات الصحية، مثل الحفاظ على الوزن المثالي، والإقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائي صحي، لكن يمكن أن تساعد أيضًا بعض العوامل الأخرى على السيطرة على معدلات ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي، ومن أهم هذه العوامل استخدام بعض المكملات الغذائية التي تحتوي على عناصر يمكن أن تساعد في خفض ضغط الدم.
لعل جميعنا يعلم أن الصوديوم من أهم العناصر التي تتسبب في ارتفاع ضغط الدم، وينصح دائمًا بتجنبه لمرضى ارتفاع الضغط، لكن قليل منا يعلم أن البوتاسيوم على عكس الصوديوم يمكن أن يساعد على خفض ضغط الدم.
سنتناول في السطور القادمة الحديث عن تأثير البوتاسيوم على ارتفاع ضغط الدم، وهل يمكن أن يساعد مرضى الضغط المرتفع على السيطرة على مستويات الضغط ضمن المعدل الطبيعي؟ يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
البوتاسيوم وارتفاع ضغط الدم
يعد ارتفاع ضغط الدم هو أحد أكثر الحالات الصحية المزمنة شيوعًا عند البالغين، حيث يعاني نسبة كبيرة من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 20 عامًا أو أكثر من ارتفاع ضغط الدم، وقد تم تغيير تعريف ارتفاع ضغط الدم في عام 2017، حيث حددته إرشادات عام 2003 على أنه 140/90 ملم زئبق أو أعلى.[1]
لكن الإرشادات الحديثة لعام 2017 تشير إلى أن ارتفاع ضغط الدم الآن 130/80 ملم زئبق أو أعلى، وقد أدى التغيير في التعريف إلى زيادة عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم بنسبة 14٪ وفقًا لجمعية القلب الأمريكية، كذلك فقد أدى ذلك إلى زيادة طفيفة في عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج.[1]
ويعتمد علاج ارتفاع ضغط الدم على عدة خيارات، أولها اتباع نمط حياة صحي، وتجنب العادات غير الصحية، مثل التدخين، وتناول أطعمة عالية الملح، كذلك يعتمد العلاج على الأدوية الخافضة للدم التي توصف من قبل الطبيب.[1]
يبحث دائمًا مرضى ارتفاع ضغط الدم عن خيارات أخرى يمكن أن تساعدهم على السيطرة على مستويات ضغط الدم والوقاية من المضاعفات، والبوتاسيوم هو أحد أهم هذه الخيارات التي تساعد على خفض ضغط الدم، بل وتساعد أيضًا على الوقاية من المضاعفات.[1]
البوتاسيوم هو أحد الإلكتروليتات الموجودة بشكل طبيعي في جسم الانسان، والإلكتروليتات هي مجموعة من المعادن، مثل الصوديوم، والمغنيسيوم، توجد في الأنسجة وسوائل الجسم، وهي ضرورية لوظيفة الأعصاب، ووظيفة العضلات، وتنظيم السوائل وضغط الدم.[1]
يساعد معدن البوتاسيوم عضلات الجسم على العمل بشكل طبيعي، بما في ذلك العضلات التي تتحكم في ضربات القلب، والتنفس، ويتم الحفاظ على مستوياته في الجسم إلى عن طريق الكلى.[1]
أما عن العلاقة بين البوتاسيوم وارتفاع ضغط الدم فتتوصي جمعية القلب الأمريكية بتناول كمية كافية من البوتاسيوم كإجراء وقائي وخيار علاجي لمرضى ارتفاع ضغط الدم.[2]
اقرأ أيضًا: أسباب ارتفاع ضغط الدم
كيف يخفض البوتاسيوم ضغط الدم؟
توجد عدة آليات يساعد بها البوتاسيوم على السيطرة على مستويات ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي، تتضمن تلك الآليات ما يلي:[1][2][3]
- يلعب البوتاسيوم دورًا في التحكم في كمية السوائل المخزنة في الجسم، ومقدار إفرازها في البول، وبالتالي يساعد على ضبط مستويات ضغط الدم، حيث أن تراكم كميات كبيرة من السوائل في الدم يضع ضغطًا إضافيًا على جدران الأوعية الدموية، مما يسبب ارتفاع ضغط الدم.
- يساعد البوتاسيوم الجسم على التخلص من عنصر الصوديوم الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم، حيث أن ارتفاع مستويات الصوديوم في الدم تسبب احتباس السوائل وصعوبة إخراجها عن طريق الكلى، مما يؤدي إلى تراكمها داخل الأوعية الدموية مسببة ارتفاع ضغط الدم، ويعمل البوتاسيوم على تحفيز الكلى على إخراج الصوديوم والسوائل، وكلما زادت كمية البوتاسيوم التي يتناولها المريض، كلما زادت كمية الصوديوم التي تخرج مع البول، وبالتالي يتم خفض ضغط الدم.
- يؤدي نقص البوتاسيوم إلى زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، فوفقًا لدراسة أجريت عام 2011 ونشرت في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب، فإن زيادة تناول البوتاسيوم بمقدار 1.6 غرام يوميًا يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 21٪.
الاحتياج اليومي من البوتاسيوم
ينبغي تناول كميات مناسبة من البوتاسيوم بشكل يومي، للحفاظ على التوازن بين الصوديوم والبوتاسيوم وبالتالي الحفاظ على مستويات ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي، وتكون الاحتياجات اليومية الموصى بها من البوتاسيوم هي حوالي 4700 إلى 5000 ملغ.[2]
أهم مصادر البوتاسيوم
تعد الفواكه والخضروات من أهم مصادر البوتاسيوم، هذا يالإضافة إلى أنها مليئة بالفيتامينات، والمعادن، والألياف التي تحافظ على صحة الجسم، والحفاظ على مستويات ضغط الدم، والوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغية، وتشمل أهم الفواكه والخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم بشكل خاص ما يلي:[3]
- عصير البرتقال.
- الموز.
- المشمش.
- البطاطا الحلوة.
- نبات الهليون.
- السبانخ.
- الكرنب.
- البراعم.
اقرأ أيضًا: مكملات غذائية لعلاج ارتفاع ضغط الدم
يوجد أيضًا عدد من الأطعمة الأخرى التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم، مثل:[3]
- التونة.
- سمك السالمون.
- الزبادي.
- الحليب خالي الدسم.
- البيض.
- اللوز.
- المكسرات المكاديميا.
- الفطر.
- المعكرونة الكاملة.
اقرأ أيضًا: علاج ارتفاع ضغط الدم
متى يجب تجنب مكملات البوتاسيوم؟
تساعد بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين، ومضادات الألدوستيرون على الاحتفاظ بالبوتاسيوم في الجسم، وبالتالي ينبغي على المريض إذا كان يتناول أحد هذه الأدوية عدم إدراج مكملات البوتاسيوم ضمن الأدوية التي يستخدمها، لتجنب مخاطر حدوث مضاعفات.[2]
كذلك يجب على الأشخاص المصابين بأمراض الكلى تجنب استخدام مكملات البوتاسيوم، حيث لا تستطيع الكلى التالفة إزالة البوتاسيوم الزائد من الدم، لذلك يمكن أن تتراكم الكمية إلى مستويات خطيرة إذا لم تتم مراقبتها بشكل صحيح.[2]
نصيحة من الطبي
نعلم أن مرضى ارتفاع ضغط الدم يسعون دائمًا إلى اتباع كافة الطرق التي يمكن أن تساعدهم على خفض مستويات ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي، لكن يجب استشارة الطبيب المختص قبل استخدام مكملات البوتاسيوم أو غيرها، للتأكد من أمان وسلامة استخدامها، وتجنب حدوث أي آثار جانبية.