يطرح الكثير من الناس مؤخراً التساؤل حول حساسية لقاح كورونا (Covid-19) ومدى سلامة هذه اللقاحات خاصة إذا كان هؤلاء الأشخاص لهم تاريخ سابق من الإصابة بالحساسية.
على الرغم من أن وجود بعض الآثار الجانبية العادية أو الخطيرة يعد من الأمور الطبيعية مع تناول بعض الأدوية لكن يظل موضوع حساسية لقاح كورونا من الموضوعات الهامة التي تشغل بال العديد من الناس.
قد واجه بعض الأفراد الذين أخذوا لقاح كورونا (Covid-19) بعض ردود الأفعال التحسسية مثل تورم الوجه وصعوبة التنفس وانخفاض ملحوظ في ضغط الدم، لذلك فمن المفروض مناقشة مخاطر لقاح كورونا وخاصة مع من يعاني من الحساسية.
العلاقة بين لقاح كورونا والحساسية المفرطة
من خلال البيانات والبلاغات في ثلاث دول وهي الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة البريطانية والنرويج يمكن رصد التزامن بين التطعيم بلقاح كورونا (Covid-19) والحساسية المفرطة كالتالي:
- من بين كل 27 مليون فرد تم تطعيمهم أصيب بالحساسية المفرطة ما يقارب 270 حالة وهو المعدل الذي يصل لفرد من بين كل مائة ألف تم تطعيمهم.
- كذلك فإن هناك بيانات وإحصائيات مختلفة في أماكن أخرى مما يمكن من خلاله القول بأن الحساسية المفرطة بعد تلقي لقاح كورونا (Covid-19) هو حدث نادر، وإن حدث فمعظم الأشخاص الذين تعرضوا للحساسية المفرطة عولجوا وتجاوزوا الأزمة.
- يشير المختصون في هذا المجال تعليقاً على مثل هذه النتائج إلى وجوب توافر بيانات عن التاريخ المرضي للحساسية لمن يخضعون للدراسة بعد أخذ لقاح كورونا، لذلك فإن تقرير مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض الذي وصف حوالي عشرين فرد أصيبوا بحساسية مفرطة عقب تناول لقاح كورونا (Covid-19) أن 85% منهم لهم تاريخ فعلي من ردود الفعل التحسسية للأدوية والأطعمة من قبل تناول لقاح كورونا (Covid-19).
وعليه فإن خطر الإصابة بالحساسية المفرطة تكون فرصته أعلى لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ مع الحساسية بصفة عامة وتقل فرصته مع الأشخاص الذين لم يتعرضوا من قبل للحساسية.
الفرق بين الحساسية والحساسية المفرطة
يعاني بعض الأفراد من الحساسية والتي في الغالب ما تكون حساسية خفيفة وهو ما يصل تقريباً إلى ثلث سكان الأرض بينما تظل الحساسية الشديدة أو المفرطة ليست شائعة الانتشار ويمكن التفرقة بينهما كالآتي:
حالات الحساسية الخفيفة
- الأكزيما.
- التهاب الأنف التحسسي.
- الشرى.
- حساسية الحشرات.
- الحساسية من بعض الأطعمة الغذائية.
- التهاب الجلد التماسي.
- الربو الخفيف.
حالات الحساسية المعتدلة
- الربو الشديد.
- حساسية الأدوية.
حالات الحساسية الشديدة
- الوذمة الوعائية.
- الحساسية المفرطة.
- الوذمة الجلدية.
- حساسية اللقاحات.
- حساسية مكونات اللقاح وخاصة البولي ايثيلين جليكول.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين حساسية الطعام التقليدية وحساسية الطعام المتأخرة (عدم التحمل)؟
توصيات المنظمات الدولية بشأن حساسية لقاح كورونا
يعتبر لقاح كورونا (Covid-19) من اللقاحات الآمنة لغالبية الناس، في حين أن البعض يحتاج لمزيد من التأني والدراسة قبل البدء في أخذ اللقاح وذلك لوجود تأثير من حساسية لقاح كورونا.
أصدرت معظم المنظمات الدولية الصحية البيانات والتوصيات الخاصة باستخدام لقاح كورونا والأمور التي اتفق عليها الجميع ما يلي:
- لا يحبذ البدء بالتطعيم بلقاح كورونا (Covid-19) للأشخاص الذين عانوا في السابق من الحساسية سواء كانت الحساسية البسيطة أو الشديدة.
- كذلك الأفراد الذين لديهم ردود فعل تجاه أي لقاحات أخرى أو حتى أدوية تحتوي على البولي إيثيلين جليكول أو سوربات 80.
- يمنع الأفراد الذين ظهرت عليهم ردود فعل تحسسية بعد أخذ الجرعة الأولى من لقاح كورونا من أخذ الجرعة الثانية.
- يجب توفير إرشادات خاصة وواضحة للأطباء وباقي الأطقم الطبية وحتى الموظفين في المؤسسات الصحية لكي يستطيعوا تقديم الاستشارة والنصح للأفراد المقبلين على التطعيم.
- يجب على المسئولين تسجيل حالة الفرد القادم للتطعيم ومعرفة ما إذا كان يعاني من الحساسية أم لا ويفضل تحديد نوع الحساسية كلما أمكن ذلك.
اقرأ أيضاً: فوائد أخذ لقاح كورونا
هل أخذ لقاح كورونا إن كنت أعاني من حساسية شديدة
توجد لدى البعض ممن يعانون من الحساسية الشديدة هذه الأسئلة وخاصة لوجود تخوف من حساسية لقاح كورونا، ولذلك لمعرفة التصرف الأمثل تجاه هذه الحالات فهناك ثلاثة خيارات يمكن اللجوء لها قبل اتخاذ القرار لأخذ لقاح كورونا وهي كالتالي:
- أولاً: من الممكن اختيار الامتناع عن التطعيم في حالة ما إذا كان الشعور بالخطر عال، مع الأخذ في الاعتبار اتخاذ الإجراءات الاحترازية والاحتياطية الصارمة للنشاطات اليومية، مع القبول بوجود بعض القيود الحياتية مثل الانعزال التام لفترة.
- ثانياً: اختيار التطعيم مع العلم بارتفاع فرص الخطورة خاصة مع تجاوز السن للستين وهو السن الذي تزيد فيه فرص الوفاة من كورونا (Covid-19) ولكن بشرط التطعيم مع وجود دعم صحي بصورة عالية الجودة، فمن الممكن أخذ لقاح كورونا في المستشفى والحصول كذلك على الدعم الطبي من معدات طبية تكون في المتناول عند الحاجة إليها إذا لزم الأمر.
- ثالثاً: في هذا الاختيار يمكن تأجيل عملية أخذ لقاح كورونا (Covid-19) مع مراقبة حالات الأفراد الذين يتلقون التطعيم ومتابعة بيانات من يعانون من حساسية بسيطة وذلك للوصول للصورة المثلى من اللقاح الأقل في ردود الفعل التحسسية.
للمزيد: الوقت اللازم لإيجاد لقاح لعدوى فيروس كورونا الجديد
تنطبق هذه الخيارات بالطبع على أولئك الذين يعانون فعلياً من وجود حساسية مفرطة بالجسم ولكنها لا تنطبق على الأفراد الذين لديهم حساسية بسيطة أو معتدلة حيث أن مئات الآلاف ممن يعانون من حساسية بسيطة أخذوا اللقاح ولم تظهر عليهم أي علامات ردود فعل تحسسية ومرت فترة تطعيمهم بأمان وبدون مشكلة مع حساسية لقاح كورونا.
في النهاية فإن البيانات الصحيحة والدقيقة تلعب دوراً هاماً في المساعدة على تفادي الأخطاء التي من شأنها تعرض الأفراد المقبلين على التطعيم ضد فيروس كورونا (Covid-19) وكذلك تساعد في تطوير صناعة اللقاحات في المستقبل القريب.