أصبح فيروس كورونا (كوفيد-19) وباءاً عالمياً؛ حيث وصل عدد المصابين في العالم إلى 2,503,067، منها 171,790 حالة وفاة إلى الآن. مع التدقيق في أعداد الإصابات في العالم نجد هناك تفاوت كبير في أعداد المصابين بين دول العالم؛ على سبيل المثال تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية رأس القائمة بعدد 792,938 حالة إصابة إلى الآن يتبعها كلاً من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا ليتصدروا القائمة بأكبر عدد مصابين إلى الآن، من الجانب الآخر من العالم نجد أنّ هناك دول بأعداد قليلة مثل اليمن التي تبين إلى الآن وجود إصابة واحدة فقط لشخص قادم من دولة الإمارات العربية المتحدة. إذاً ما حقيقة تفاوت الأرقام بين دول العالم؟ وهل هذه الأرقام منطقية؟ وهل هناك أعداد إصابات لم يُبلغ عنها إلى الآن؟.
هناك عدة عوامل تؤثر على عدد مصابي فيروس كورونا (بالإنجليزية: Corona) في العالم دعنا نشرحها على شكل نقاط كالتالي:
نسب عدد المصابين إلى عدد سكان المنطقة
لعل أكبر العوامل تأثير على عدد المصابين هو عدد سكان المنطقة، على سبيل المثال لو قارنا ما بين عدد المصابين في الولايات المتحدة الأمريكية (عدد الإصابات 792,938) والتي يصل عدد سكانها إلى 331 مليون نسمة وبين آيسلندا (عدد الإصابات 1,778) والتي يبلغ عدد سكانها 340 ألف نسمة، فإن نسبة الإصابة في الولايات المتحدة من الطبيعي أن تكون أعلى بالنسبة لتلك المنطقة، وكذلك بالنسبة لعدد الوفيات أيضاً.
عدد اختبارات فيروس كورونا التي تم إجرائها
أيضاً من الأسباب التي تؤثر على أعداد المصابين في البلاد هو عدد الفحوصات التي تم إجرائها في المنطقة، خاصة الفحوصات العشوائية التي يتم إجرائها في العديد من البلاد. على سبيل المثال نجد أن عدد الإصابة كبير في الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها أعلى دولة تم إجراء فحوصات فيها؛ إذ بلغ عدد فحوصات فيروس كورونا التي تم إجرائها إلى الآن في أميركا 4,030,244 اختبار، تليها روسيا بعدد فحوصات 2,142,604 اختبار وعدد مصابين 52,763 حالة. من الجانب الآخر نجد أن دولة اليمن سجلت إصابة واحدة فقط قادمة من دولة الإمارات! هل هذا العدد منطقي مقارنة بالدول العالم، بل ولنقل مقارنة بالدول المجاورة لليمن؟. استناداً لموقع worldometers فإن عدد فحوصات فيروس كورونا في اليمن لم تثبت ولم تسجل إلى الآن، وهذا مؤشر خطير لوجود احتمال إصابات لم تسجل بعد، ونأخذ بعين الاعتبار الحروب القائمة في اليمن، والتي دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لوقف الحرب في البلاد المنكوبة ومن بينها اليمن ليتسنى لهم مواجهة فيروس كورونا. أيضاً هناك العديد من الدول لم يسجل عدد الفحوصات التي تم إجرائها في البلاد، مثل سوريا والتي سجلت إلى الآن 39 حالة من بينها 3 حالات وفاة، ولنأخذ بعين الاعتبار الظروف السائدة والحروب التي قد تحول بين إجراء الفحوصات والكشف عن الأعداد.
نسب تضاعف أعداد الإصابة في المنطقة
نجد العديد من الدول تضاعف لديها العدد في غضون أيام، وبلاد أخرى تضاعف العدد في غضون أسابيع. على سبيل المثال نجد أنّ عدد حالات الإصابة في الصين تضاعفت بنسبة 2.1 خلال 71 يوم على النحو التالي: كان عدد الإصابات بتاريخ (10-2-2020) 40,206 إصابة بفيروس كورونا، وتضاعف العدد إلى 83.849 إصابة بتاريخ (21-4-2020 ).على النقيض الآخر نجد السودان تضاعفت فيها أعداد الإصابة بنسبة 2.9 في غضون 3 أيام فقط، وكانت الزيادة على النحو التالي: في تاريخ 18-4-2020 كان عدد الإصابات 32 حالة والتي تضاعفت إلى 92 إصابة بتاريخ 21-4-2020.
الوقت المستغرق للإفصاح عن أعداد الإصابة
إنّ أعداد المصابين بفيروس كورونا في يوم معين لا يعكس العدد الفعلي للإصابات في ذلك اليوم، إذ يتخذ الأمر مجموعة من الإجراءات للإفصاح عن العدد الكلي، ومن هذه الإجراءات ما يلي:
- أولاً تظهر النتيجة من المختبر، وإذا كانت إيجابية يتم التواصل بعدها مع الطبيب أو إدارة الصحة في تلك المنطقة وبعث تقرير عن حالة الإصابة استناداً لإجراءات الدولة.
- تقوم إدارة الصحة في تلك المنطقة بإرسال التقرير إلى وزارة الصحة والتي بدورها تحصي العدد الكلي في البلد.
- بعدها تقوم بيانات الهيئات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية WHO و مراكز مكافحة الأمراض واتقائها CDC بإدراج الأعداد إلى قوائمها.
جميع الخطوات السابقة قد تستغرق عدة أيام لإظهار النتائج، لذا فإن عدد المصابين في اليوم قد لا يشير للعدد الحقيقي لأعداد الإصابات في ذلك اليوم.
العرب هم أقل تأثراً بفيروس كورونا!
يشير بحث جديد ما زال قيد الدراسة أُجري في الأردن أن أجسام العرب تقاوم فيروس كورونا والعرب أقل تأثراً بالفيروسات التاجية وخاصة فيروس كورونا وذلك لاختلافات جينية في الرئتين لديهم، وهذا ما نشرته جمعية المهندسين الوراثيين الأردنية. وقال رمزي فودة مدير مركز جمعية المهندسين الوراثيين الأردنية أنّ الاختلافات الجينية لدى العرب تُعزى لاحتواء الخلايا الرئوية لعرب الشرق الأوسط على عدد أقل من مستقبلات ACE2 والذي يرتبط به فيروس كورونا وذلك بنسبة 1:1000 مقارنة بمجتمعات شرق آسيا وأوروبا. هذا ما نلاحظه في فرق أعداد المصابين في إسرائيل (13,883 إصابة) مقارنة بفلسطين (461 إصابة) على الرغم من أنهم يعيشون بنفس الموقع الجغرافي. واعتمدوا في بحثهم بالاستدلال بكون فيروس الإنفلونزا كان قاتلاً في شرق وآسيا وأوروبا مقارنة بعرب الشرق الأوسط الذي كان على شكل أعراض الأنفلونزا العادية، كما اعتمد البحث على أول حالتين إصابة في الأردن وكانتا من أسبانيا وإيطاليا ويعتبر أنّ أخطر سلاسة للفيروس في هذه الدول، حيث كان المصابين في حالة صحية جيدة ولم يحتاجوا لأجهزة تنفس اصطناعي.
أسباب أخرى
من الأسباب الأخرى لتفاوت أعداد المصابين بفيروس كورونا في العالم:
- العديد من البلدان لا تقدم حتى الآن أرقام رسمية لأعداد المصابين بفيروس كورونا.
- صعوبة الحصول على الأعداد الحقيقية لاختلاف مصادر النشر، بعض الدول تقدم عن طريق المؤتمرات الصحفية أو وسائل التواصل الإجتماعي.
- قد لا تدل عدد الاختبارات الكلي المجراة في البلاد عن العدد الأفراد الكلي الذين تم إجراء الفحص لهم، من الممكن إعادة الاختبار لنفس الشخص إذا كانت الأعراض ظاهرة عليه وكانت نتيجة الاختبار الأولية سلبية.
- اختلاف نظام الرعاية الصحية بين بلدان العالم.
- البلدان التي تكثر بها كبار السن عن الشباب أكثر عرضة للإصابة، لذا نجد أن أعداد الإصابة تكون أعلى في المجتمعات الشائخة مقارنة مع المجتمعات الفتية.
للمزيد عن فيروس كورونا إقرأ هنا:
فيروس كورونا وإجراءات التعامل معه في إيطاليا مقارنة بتايلاند