نتيجةً للازدحام الشديد، والتدافع الذي يحدث أثناء أداء مناسك الحج، يمكن أن يتعرّض الكثير من الحجاج إلى حوادث وأزمات صحية تتطلب القيام بإجراءات سريعة لضمان سلامتهم.
سنعرض لكم أهم الإسعافات الأولية في الحج التي يمكن أن يقوم بها الحاج لنفسه أو لزملائه في حال تعرضهم إلى أي مشكلة صحية إلى حين الانتقال إلى المستشفى أو المراكز الطبية.
الإسعافات الأولية للكسور
يمكن أن يصاب الكثير من الحجاج بكسور العظام في الحج، نتيجةً للتدافع، وتتضمن الإسعافات الأولية للكسور ما يأتي: [1][2]
كسور الرأس
تحدث كسور الرأس نتيجةً لتعرض الرأس لصدمة قوية، أو الوقوع من ارتفاع عالٍ، وتشمل الإسعافات الأولية لها ما يأتي: [3][4][15]
- الاتصال بالإسعاف على الفور.
- تجنّب تحريك المصاب من مكانه، فقد يكون العمود الفقري تأثر أثناء الإصابة.
- إيقاف النزيف في حال وجوده، من خلال الضغط بلطف شديد على الجرح بقطعة قماش نظيفة.
- وضع كمادات باردة على مكان الإصابة، في حال كانت الإصابة بسيطة.
- التأكد من أن مجرى الهواء مفتوح وعدم إعطاء المصاب أي شيء في فمه.
- فحص تنفس المريض باستمرار وإجراء الإنعاش القلبي الرئوي إلى حين وصول الطوارئ، إذا كنت مدرّب لذلك.
- نقل المصاب إلى المستشفى.
كسور الأطراف والعمود الفقري
تحدث الكسور نتيجة التعرض لحادث أو صدمة شديدة، وفي حال حدوث الكسر في الأطراف أو العمود الفقري، فيجب أن يحصل المصاب على رعاية طبية فورية، من خلال استدعاء الإسعاف، وإجراء الإسعافات الأولية إلى حين وصول الإسعاف، وتشمل ما يلي: [1][2]
- إيقاف النزيف في حال ترافق الكسر مع جروح نازفة، من خلال الضغط على الجرح باستخدام قطعة قماش نظيفة، أو ضمادة معقمة.
- تثبيت المنطقة المصابة، من خلال مساعدة المريض على البقاء بوضعية ثابتة قدر الإمكان إذا كان الكسر في منطقة الرقبة أو العمود الفقري، وفي حال كان الكسر في أحد الأطراف، فيجب تثبيت الطرف المصاب باستخدام قطع شاش أو جبيرة.
- تبريد المنطقة المصابة باستخدام الثلج، من خلال لف أكياس الثلج أو مكعبات الثلج في قطعة قماشية، ثم وضعها على المنطقة المصابة لمدة 10 دقائق تقريبًا، وتكرار العملية عدة مرات إلى حين وصول الإسعاف.
- وضع الشخص المصاب بوضعية مريحة، خاصةً إذا كان يشعر بضيق أو صعوبة في التنفس، بحيث يكون رأسه منخفضًا عن جسده، مع رفع الساقين، إن أمكن ذلك، ومن المهم تهدئة المصاب وطمأنته، بهدف مساعدته على تخطي الصدمة التي يكون قد تعرض لها أثناء الإصابة.
الإسعافات الأولية للكدمات
تعد الكدمات من المشاكل الشائعة التي يمكن أن تواجه الحجاج، وتتضمن الإسعافات الأولية لها ما يأتي: [5]
- إراحة الجزء المصاب من الجسم.
- تبريد المنطقة المصابة، لكن دون وضع الثلج مباشرة على الجلد، بل يجب لفه بقطعة قماشية ووضعها على المنطقة المصابة لمدة 15-20 دقيقة كل 2- 4 ساعات، ولمدة 48 ساعة.
- تطبيق الضغط الخفيف على المنطقة المصابة باستخدام ضمادة ثابتة.
- رفع الجزء المصاب، بحيث يكون أعلى من مستوى القلب إن كان ذلك ممكنًا.
- تناول الأدوية المسكنة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.
- عدم تحريك المنطقة المصابة في حال وجود شك بأنها مكسورة.
اقرأ أيضًا: الإسعافات الأولية قد تنقذ حياة شخص ما
الإسعافات الأولية للرعاف
يمكن أن يصاب بعض الحجاج بالرعاف، وخاصةً عندما تكون درجة حرارة الطقس مرتفعة، والرعاف هو حدوث نزيف مفاجئ من إحدى فتحتي الأنف أو كلتيهما، وتتضمن الإسعافات الأولية في الحج للرعاف ما يلي: [6]
- الجلوس مع ثني الرأس للأمام.
- تطبيق ضغط قوي على الجزء الخارجي من الأنف بإصبعي السبابة والإبهام، والاستمرار في الضغط لمدة 10 دقائق.
- التنفس من خلال الفم، ومحاولة إخراج أي دم يدخل إلى الجوف.
- وضع كمادة باردة حول الأنف، أو على مقدمة الوجه إن أمكن ذلك.
- التأكّد من توقف النزيف بعد 10 دقائق، وفي حال بدأ من جديد، يجب تطبيق الخطوات السابقة مرة أخرى لمدة 10 دقائق.
- الاتصال بالطوارئ في حال استمرار نزيف الأنف لمدة تزيد عن 20 دقيقة، وفي حال الشعور بالدوخة، أو ضيق التنفس، أو إذا كان الرعاف شديدًا.
الإسعافات الأولية للجروح
تكمن أهمية الإسعافات الأولية للجروح في التأكد من تنظيف الجرح جيدًا لمنع العدوى، وتتضمن الآتي: [7]
- غسل وتنظيف اليدين قبل معالجة الجروح المفتوحة، لمنع انتقال الأوساخ والجراثيم إليها.
- محاولة إيقاف النزيف، خاصةً عندما يكون الجرح عميقًا، ويتم ذلك من خلال الضغط اللطيف على مكان الجرح باستخدام ضمادة أو قطعة قماش نظيفة.
- تنظيف الجرح، وذلك بعد التأكد من توقفه عن النزيف، ويتم تنظيفه باستخدام الماء النظيف لمدة 5 دقائق تقريبًا، ويجب التأكد من زوال جميع الأوساخ.
- تطهير الجرح باستخدام المطهر الموضعي.
- تضميد الجرح بواسطة ضماد معقم وذلك إذا كان الجرح عميقًا، ويمكن ترك الخدوش والجروح البسيطة السطحية دون تضميد.
- مراقبة المريض خاصة عندما يفقد الكثير من الدم، فقد تظهر لديه علامات نقص حجم الدم، بما في ذلك ضعف النبض، وشحوب الجلد، والتنفس غير المنتظم، والإعياء والتعب.
- نقل المصاب إلى المستشفى لمتابعة إجراءات الرعاية الصحية.
الإسعافات الأولية لحروق الشمس
يعاني الكثير من الحجاج من حروق الشمس نتيجةً للتعرض المفرط لأشعة الشمس، والتي يمكن أن تسبب الألم والتقشر في الجلد، وتتضمن الإسعافات الأولية لحروق الشمس ما يأتي: [8]
- الابتعاد عن الشمس إن أمكن ذلك، وتغطية البشرة المصابة بملابس خفيفة.
- شرب بعض الماء البارد.
- تبريد الجلد المصاب بالماء البارد لمدة 10 دقائق.
- تطبيق لوشن الكالامين (Calamine Lotion) لتهدئة حروق الشمس الخفيفة.
- استشارة الطبيب وزيارته في حال كانت هناك بثور على الجلد.
ما هو سبب تغطية مكان الحقن لمدة 3 دقائق
الإسعافات الأولية للإصابات الحرارية
يمكن أن يصاب العديد من الحجاج من الإصابات الحرارية، نتيجةً للتعرض للشمس والطقس الحار لفترات طويلة أثناء أداء مناسك الحج، بما في ذلك الإرهاق الحراري، وضربة الشمس، والإغماء، والتقلصات، وتتضمن الإسعافات الأولية لهذه الحالات ما يأتي: [9]
- إبعاد الشخص المصاب إلى منطقة أكثر برودة.
- تبريد الشخص على الفور؛ من خلال غمر جسده بالماء البارد إن أمكن ذلك، أو إزالة الطبقة الخارجية من ملابسه، وتبريد جسمه بوضع المناشف المبللة بالماء البارد على الرأس والرقبة والإبطين والفخذين، ويمكن استخدام المراوح للتبريد أيضًا.
- عدم ترك الشخص المصاب لوحده، فقد تصبح حالته أسوأ.
- الاتصال بالطوارئ على الفور عند ظهور أحد أعراض ضربة الشمس على المصاب، مثل صعوبة الكلام، والارتباك الذهني، وفقدان الوعي.
الإسعافات الأولية للإجهاد العضلي والالتواءات
قد يتعرض بعض الحجاج إلى الإجهاد العضلي نتيجةً للمجهود العضلي الشديد والحركة المتواصلة أثناء أداء مناسك الحج، ويمكن أن يصاب البعض بالشد العضلي أو الالتواءات أو غيرها من الإصابات، ويمكن إجراء الإسعافات الأولية لها على النحو الآتي: [10][16]
- أخذ قسط من الراحة إن كان ذلك ممكنًا، وإراحة المنطقة المصابة بالإجهاد.
- تدليك المنطقة المصابة بالشد العضلي بلطف.
- وضع كمادات باردة على المنطقة المصابة لمدة 20 دقيقة كل ساعتين.
- أخذ حمام دافئ، يمكن أن يساعد على استرخاء العضلات المتشنجة.
- تطبيق الضغط على المنطقة المصابة، أو لفها بقوة باستخدام الضماد.
- رفع المنطقة المصابة لأعلى من مستوى القلب.
- تجنب الحرارة، والتدليك المباشر القوي للمنطقة المصابة خلال 72 ساعة الأولى بعد الإصابة.
- مراجعة الطبيب، في حال كانت الأعراض تزداد سوءًا.
اقرأ أيضًا: نصائح قبل تأدية مناسك الحج
الإسعافات الأولية للدغات
يمكن أن يتعرض بعض الحجاج إلى لدغات الحشرات والقوارض، مثل لدغة العقرب أو لدغة الأفعى، ويمكن القيام بالإسعافات الأولية لهذه اللدغات بالخطوات الآتية:
لدغة العقرب
يجب استدعاء الإسعاف في حال التعرض للدغة عقرب، ويمكن إجراء الإسعافات التالية إلى حين وصولهم: [11]
- تنظيف منطقة اللدغة بالماء والصابون.
- تثبيت الجزء المصاب وعدم تحريكه قدر الإمكان.
- تطبيق الضغط بالكمادات الباردة على منطقة اللدغة ورفعها قليلًا.
- نقل المريض إلى المستشفى ليحصل على مضاد لسم العقارب.
لدغة الأفعى
في حال التعرض للدغة الأفعى في الحج، يجب المحافظة على الهدوء قدر الإمكان، والاتصال بالطوارئ، ومحاولة أخذ صورة للأفعى إن أمكن ذلك، لمعرفة ما إذا كانت سامة، والقيام بالإجراءات الإسعافية الآتية: [12]
- الجلوس أو الاستلقاء بوضعية مريحة بالنسبة لمكان اللدغة.
- إزالة الإكسسوارات مثل الساعات أو الخواتم قبل أن تبدأ المنطقة بالتورم.
- غسل مكان اللدغة جيدًا بالماء والصابون.
- تغطية المكان المصاب بضمادة نظيفة وجافة.
- عدم محاولة امتصاص السم.
- تجنب وضع الثلج على مكان اللدغة.
- تجنب تناول مسكنات الألم، مثل الأسبرين (Aspirin) والإيبوبروفين (Ibuprofen) والنابروكسين (Naproxen).
الإسعافات الأولية للتسمم الغذائي
قد يصاب بعض الحجاج بالتسمم الغذائي نتيجةً لتناولهم للطعام أو الشراب الملوث بالبكتيريا، وينتج عن ذلك الشعور بالغثيان والتقيؤ، والإسهال، وكذلك التعب والإعياء، وتتضمن الإسعافات الأولية لهذه الحالة ما يأتي: [13]
- أخذ قسط من الراحة.
- شرب كمية وفيرة من الماء لمنع الإصابة بالجفاف.
- تتناول الأطعمة الخفيفة سهلة الهضم، مثل الموز والبسكويت والأرز والخبز المحمص، بمجرد أن تهدأ الأعراض.
- تجنّب تناول منتجات الألبان، والمشروبات الغنية بالكافيين والأطعمة الدهنية والحارة لعدة أيام بعد المرض.
- تناول دواء الباراسيتامول أو الأسيتامينوفين (Acetaminophen) لتخفيف الآلام المرافقة للمرض.
- تجنب تناول الأدوية المضادة للإسهال.
- الاتصال بالإسعاف إذا استمرت الأعراض لأكثر من 2-3 أيام وكانت شديدة، أو عند ملاحظة أعراض غريبة، مثل الإسهال الدموي، أو عند الاشتباه بالإصابة بأنواع أشد من التسمم الغذائي، مثل التسمم الوشيقي.
اقرأ أيضًا: ما أسباب التسمم الغذائي خلال الحج؟
محتويات حقيبة الإسعافات الأولية في الحج
تعتبر حقيبة الإسعافات الأولية المجهزة مسبقًا أمرًا مفيدًا للغاية للحجاج، والتي تأتي بأشكال وأحجام عديدة، ويمكن تحضيرها يدويًا أو شرائها جاهزة من المتجر، وفي كلتا الحالتين يجب التأكد من احتواء الحقيبة على جميع العناصر التي يمكن أن يحتاجها الحاج، والتي تتضمن: [14]
- الأدوات والأغراض الشخصية؛ مثل الأدوية النوعية.
- ضمادات ضاغطة.
- شريط قماشي لاصق.
- مرهم مضاد حيوي.
- مناديل مطهرة.
- بطانية طوارئ.
- كمادات باردة.
- مرهم هيدروكورتيزين ( Hydrocortisone).
- قطع من الشاش العادي والمعقم.
- مقياس حرارة فموي.
- ملقط صغير.
- كتيب تعليمات الإسعافات الأولية الطارئة.
- مسكنات الألم التي لا تحتاج وصفة طبية.
نصيحة الطبي
تكثر الحوادث والمشكلات الصحية في موسم الحج، نظرًا للازدحام الشديد والتدافع بين الحجاج، وتفيد معرفة الإسعافات الأولية لهذه المشاكل في المحافظة على سلامة الأفراد، وتقليل المضاعفات والمخاطر التي قد تصيبهم، وينصح بأخذ الحيطة والحذر والتقليل من المزاحمة أثناء أداء مناسك الحج، لتجنب حوادث التدافع وما يترتب على ذلك من مضاعفات خطيرة.
يمكنك الآن حجز استشارة مع أحد أطباء موقع الطبي للحصول على معلومات أكثر عن الإسعافات الأولية في الحج.