هل يتأثر ضغط الدم بتغيرات درجة الحرارة؟ قد يراود هذا السؤال مرضى ارتفاع ضغط الدم الذين يبحثون عن كل الطرق للسيطرة على معدلات ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي، للتمكن من التعايش مع حالتهم دون حدوث مضاعفات.
وسواء كانت درجات الحرارة مرتفعة في الأماكن التي يعيشون فيها أو كانوا سينتقلون إلى مناطق أعلى في درجات الحرارة، فمن المهم أن يفهمون جيدًا تأثير الحرارة على ضغط الدم، ومعرفة كيفية التعامل معها، واتخاذ خطوات صحية للحفاظ على صحتهم.
لذلك سنتناول في هذا المقال الحديث عن تأثير الحرارة على ضغط الدم، سواء انخفاض أو ارتفاع الحرارة، كذلك سنتعرف على أهم الأعراض التي تستدعي استشارة الطبيب، وكيف يمكن التعامل مع تلك التأثيرات، واتخاذ أفضل السبل اللازمة للوقاية منها. يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الحرارة
يمكن أن يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على مرضى ارتفاع ضغط الدم بعدة طرق، تتضمن ما يلي: [1][2][3]
- يميل ضغط الدم إلى الارتفاع في الطقس البارد بسبب انقباض الأوعية الدموية حيث يحاول الجسم الاحتفاظ بالحرارة، وهذا يتطلب ضغطًا أكبر لدفع الدم عبر الأوردة الضيقة والشرايين، لذلك ترتفع معدلات ضغط الدم، والعكس صحيح في الطقس الحار تكون معدلات ضغط الدم أقل.
- يمكن أيضًا الشعور بالدوار، أو الإغماء، أو السقوط إذا حدث انخفاض ضغط الدم المرتبط بارتفاع الحرارة بسرعة كبيرة.
- توجد أيضًا بعض العلاقات السلبية بين ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع ضغط الدم، حيث يمكن أن تزيد بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم من حساسية الشمس، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بحروق الشمس، والحساسية للضوء، ويمكن أن يتسبب ذلك في ظهور بثور على الجلد أو طفح جلدي.
يجب على مرضى ارتفاع ضغط الدم أن يدركون أيضًا أن الحرارة يمكن أن تسبب مشكلات صحية أخرى مع ارتفاع الضغط، خاصة عندما تقترن بالرطوبة التي تزيد عن 70 بالمئة، حيث يمكن أن تتطور هذه الأعراض لأن الجسم يعمل بجد لكي يستطيع تبريد نفسه من خلال بعض ردود الفعل، مثل زيادة تدفق الدم إلى الجلد، وزيادة التعرق. [1]
تساعد هذه الاستجابات على إشعاع المزيد من الحرارة إلى البيئة، مما يقلل من درجة حرارة الجسم، ولكن من الضروري ملاحظة أنها تزيد أيضًا من خطر الإصابة بالجفاف. [1]
أعراض اضطرابات ضغط الدم بتأثير الحرارة
يمكن أن تظهر على مريض ارتفاع ضغط الدم بعض الأعراض مع التعرض للحرارة، وقد تستدعي هذه الأعراض استشارة الطبيب، تشمل تلك الأعراض ما يلي: [1]
- الارتباك.
- الدوخة أو الدوار.
- صداع.
- تعب عام.
- الغثيان.
- التعرق المفرط أو نقص التعرق الملحوظ.
- تسارع نبضات القلب.
- برودة الجلد ورطوبته.
- تشنجات عضلية أو تقلصات.
- تورم في الأطراف.
لذلك يجب على المريض اللجوء إلى الرعاية الصحية فورًا إذا شعر بأي من الأعراض السابقة، خاصة إذا كان المريض يبلغ من العمر 50 عامًا أو أكبر، أو يعاني من زيادة الوزن، أو لديه مشاكل في القلب، أو الرئة، أو الكلى.[1]
عوامل خطر الإصابة باضطرابات ضغط الدم بتأثير الحرارة
قد يكون أي شخص معرض لخطر تأثير الحرارة على ضغط الدم، إلا أن بعض الأشخاص معرضون لخطر أكبر، ويمكن أن تؤدي بعض العوامل إلى زيادة خطر الإصابة بتأثير الحرارة على ضغط الدم، تشمل ما يلي:[3]
- التقدم في العمر أكبر من 50 عامًا.
- زيادة الوزن.
- أمراض القلب.
- أمراض الرئة.
- أمراض الكلى.
- ضعف الدورة الدموية.
- اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم.
- تعاطي الكحول.
- تناول بعض الأدوية ، مثل مدرات البول، أو المهدئات، أو أدوية ضغط الدم.
تأثير الحرارة على ارتفاع ضغط الدم لدى كبار السن
قد لا تشكل حرارة الصيف خطرًا كبيرًا على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، لكن من المهم توخي الحذر إذا كان مريض ارتفاع ضغط الدم يتعرض للحرارة طوال اليوم، خاصة إذا كان يبلغ من العمر أكثر من 65 عامًا، حيث يمكن أن يواجه أولئك الذين يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكثر مشاكل متعلقة بالحرارة لعدة أسباب، تشمل ما يلي:[1]
- عادة ما يعاني كبار السن من أمراض مزمنة، ويتناولون الأدوية التي يمكن أن تؤثر على التحكم في درجة حرارة الجسم.
- تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة تدفق الدم إلى الجلد والجفاف، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض ضغط الدم بشكل كبير، مما يسبب الدوخة، والإغماء، والسقوط، وكلها أكثر خطورة عند كبار السن.
نصائح لتجنب تأثير الحرارة على ضغط الدم
ينبغي على مرضى ارتفاع ضغط الدم الذين يتعرضون إلى درجات الحرارة المرتفعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتشمل أهم تلك النصائح ما يلي:[1]
- شرب الكثير من الماء، والسوائل المرطبة للجسم.
- تجنب التعرض لأشعة الشمس، خاصة في الأوقات الحارة من اليوم.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- استخدام واقي الشمس حال الخروج في أوقات النهار.
- تجنب عمل أي أنشطة شاقة مع التعرض إلى درجات الحرارة المرتفعة.
- ارتداء قبعة مسامية تسمح بنفاذ الحرارة، كي تحمي الرأس من أشعة الشمس، وفي نفس الوقت تسمح للحرارة بالخروج.
نصيحة من الطبي
يسعى أصحاب الأمراض المزمنة دائمًا إلى الابتعاد عن أي عوامل قد تؤثر على حالتهم الصحية، وعلى الأخص مرضى ارتفاع ضغط الدم، يمكن أن تكون الحرارة أحد أهم العوامل التي تؤثر على معدلات ضغط الدم لديهم، لذلك ينبغي اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتجنب تأثير الحرارة على ارتفاع ضغط الدم، وفي حالة التعرض للحرارة ينبغي مراقبة ظهور أي أعراض غير طبيعية على المريض، واستشارة الطبيب على الفور حال ظهور أي عرض، لتجنب حدوث أي مضاعفات.