يعد الفتق الإربي والقيلة المائية من المشكلات الشائعة خاصة عند الأطفال، وهي حالات جراحية تسبب بعض المشكلات الصحية وتحتاج أحيانًا إلى التدخل الجراحي، يمكن الخلط بين الحالتين في بعض الأحيان لكن في الواقع هناك العديد من الاختلافات بينهما.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن الفرق بين الفتق الإربي والقيلة المائية.
ما هو الفتق الإربي؟
الفتق الإربي هو انتفاخ يحدث في منطقة الفخذ، ينتج عن ضعف العضلات الموجودة في أسفل البطن، حيث يوج ثلاث طبقات تحمي الأمعاء داخل أسفل البطن، الطبقة الأولى هي غشاء رقيق يسمى الصفاق، والثانية تتكون من عضلات البطن، والثالثة هي الجلد، يتشكل الفتق الإربي عندما تندفع الأمعاء والصفاق عبر العضلات ويظهران على شكل انتفاخ تحت الجلد.[1]
يعد الفتق الإربي من الحالات التي قد تكون خطيرة، لأنه يمكن أن يستمر في النمو ويسبب انحسار الأمعاء داخل الانتفاخ مما يفقدها إمدادات الدم، وهذا ما يسمى بالفتق الإربي المختنق أو المحبوس، وهذه الحالة تحتاج لعملية جراحية لتصحيح المشكلة.[1]
يمكن أن يحدث الفتق الإربي على أحد جانبي الجسم أو كليهما، وهو أكثر شيوعًا عند الرجال منه عند النساء، كذلك يمكن أن يظهر في أي عمر، وقد يولد الأطفال بواحد ولا يظهر حتى يصبحوا بالغين، وفي بعض الحالات يتطور الفتق الإربي بسبب زيادة الضغط على جدران عضلات البطن من خلال ممارسة بعض الأنشطة التي تسبب عبئًا على البطن لفترات طويلة.[1]
للمزيد: ما هو الفتق الاربي، اعراضه وعلاجه
ما هي القيلة المائية؟
تحدث القيلة المائية نتيجة وجود سائل في الكيس الذي يحيط بالخصيتين أو المعروف بكيس الصفن، وغالبًا ما تظهر على شكل تورم غير مؤلم في كيس الصفن، وتظهر عادة عند الذكور حديثي الولادة، وخاصة الأطفال المبتسرين.[2]
تتحسن أغلب حالات القيلة المائية عند الذكور حديثي الولادة من تلقاء نفسها مع تقلص القناة، أما الحالات التي لا تتحسن من تلقاء نفسها فقد تتطلب تصحيحًا جراحيًا نظرًا لوجود قناة تربط البطن بكيس الصفن، تسمح هذه القناه لسائل البطن بالتصريف إلى كيس الصفن، وتسمى في هذه الحالة بالقيلة المائية المتصلة.[2]
يمكن أن تحدث القيلة المائية أيضًا عند الأولاد الأكبر سنًا أثناء فترة البلوغ، لكنها لا تحتوي عادةً على قناة تربط البطن بكيس الصفن، ولكنها تحدث بسبب فرط إنتاج السوائل من الأنسجة المحيطة بالخصية، ويكون في هذه الحالة التصحيح الجراحي أمرًا ضروريًا، ويجب تقييم هذا النوع من القيلة المائية، لأنه قد يكون في بعض الأحيان علامة مبكرة على وجود ورم في الخصية.[2]
اقرأ أيضًا: القيلة المائية عند الأطفال
الفرق بين الفتق الإربي والقيلة المائية من حيث الأسباب
تحدث القيلة المائية كما يلي:[3]
- تتطور الخصيتان بالقرب من الكليتين في البطن في مرحلة الجنين، وبحلول نهاية الحمل، تعود الخصيتان إلى وضعهما الطبيعي في كيس الصفن.
- تنفتح بطانة عضلية في كيس الصفن تسمى الحلقة الأربية لتسمح للخصية بالنزول من البطن، وتشكيل كيس أو قناة.
- يمكن أن تظل الحلقة مفتوحة، مما يؤدي إلى انتقال كمية صغيرة من السوائل من البطن إلى كيس الصفن، وهو ما يسبب القيلة المائية.
- يمكن أن تحدث القيلة المائية أيضًا بعد التعرض لإصابة أو تورم كيس الصفن.
أما الفتق الإربي فيحدث كما يلي:[3]
- يحدث الفتق الإربي عندما لا تنغلق البطانة المفتوحة قبل الولادة، ويسبب ذلك ضعف عضلات الفخذ، ويمكن أن يؤدي إلى الضغط ودفع الأمعاء وانتفاخها للخارج.
- يمكن أن يحدث الفتق الإربي أيضًا عند كبار السن من الذكور، ولكن بسبب الضغط على عضلات الفخذ وإضعافها، مثل الإجهاد أثناء حركات الأمعاء نتيجة الإصابة بالإمساك، أو رفع الأشياء الثقيلة، أو السعال لفترات طويلة، أو نتيجة لزيادة الوزن، يجبر هذا الضغط جزءًا من الأمعاء على المرور عبر تلك العضلات الضعيفة في الفخذ أو جدار البطن.
الفرق بين الفتق الإربي والقيلة المائية من حيث الأعراض
يتضمن الفرق بين أعراض الفتق الإربي وأعراض القيلة المائية ما يلي:[4]
- تسبب القيلة المائية تورمًا في كيس الصفن يتناقص حجمه تدريجيًا، بينما يسبب الفتق الإربي تورمًا متقطع في الفخذ قد يمتد إلى كيس الصفن، وعادة ما يكون التورم أكثر وضوحًا عندما يبكي طفلك أو يتبرز، أو في نهاية اليوم.
- لا تسبب القيلة المائية عادة أي ألم، بينما يكون الفتق الإربي المحبوس مؤلمًا خاصة عند اللمس.
- يمكن أن يسبب الفتق الإربي الغثيان، والقيء، أو تغيرات في عادات الأمعاء، ولكن لا يحدث ذلك في حالة القيلة المائية.
كيفية تشخيص الفتق الإربي والقيلة المائية
يمكن للطبيب تشخيص الفتق أو القيلة المائية من خلال الفحص البدني، في بعض الأحيان، يوصي الطبيب بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للصفن لتأكيد التشخيص، أو الفحص باستخدام الموجات فوق الصوتية، وهي اختبارات تصوير غير مؤلمة تستخدم الموجات الصوتية لالتقاط صور لداخل الجسم، ويستغرق الفحص بالموجات فوق الصوتية حوالي 30 دقيقة، وتظهر النتائج في نفس اليوم.[4]
علاج الفتق الإربي أو القيلة المائية
تختفي القيلة المائية التي يتم تشخيصها عند الأطفال حديثي الولادة عادة من تلقاء نفسها قبل انتهاء العام الأول من عمر الطفل، لكن إذا استمرت فقد يوصي الطبيب بالعلاج الجراحي.[4]
للمزيد: علاج الفتق الإربي بالمنظار
أما عن علاج الفتق الإربي فيتم عادة بالجراحة، حيث يقوم الطبيب الجراح بعمل شق صغير في الفخذ ويربط كيس الفتق، وإذا بقي السائل حول الخصية، يتم إخراج الخصية من خلال الشق ويتم فتح الكيس المملوء بالسوائل حول الخصية، ثم يتم إرجاع الخصية إلى كيس الصفن وإغلاق الشق.[4]
نصيحة الطبي
يعد الفتق الإربي والقيلة المائية من الحالات الشائعة عند الأطفال، ويمكن أن تسبب كلتا الحالتين العديد من الأعراض والمضاعفات، لذلك ينبغي استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كانت أي منهما بحاجة إلى التدخل الجراحي.