يصعب على الكثير من الأشخاص التمييز بين الصداع العنقودي والصداع النصفي، حيث يسبب كلاهما صداعاً مؤلماً يؤثر على جميع الأنشطة اليومية بشكل كبير، وينبغي فهم الفرق بينهما جيدًا للتمكن من تحديد طرق العلاج المناسبة.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن الفرق بين الصداع العنقودي والصداع النصفي، بما في ذلك الأعراض، والأسباب، وطرق علاج كل منهما.
ما هو الصداع العنقودي؟
الصداع العنقودي هو صداع مؤلم يحدث في نوبات، مع فترات راحة من الألم بين كل نوبة والأخرى، وما يميز الصداع العنقودي أنه يحدث على جانب واحد من الرأس ويصاحبه أعراض، مثل الشعور بتمزق العين واحمرارها، مع سيلان الأنف على جانب الوجه الذي يحدث فيه الصداع، كذلك يمكن أن يستمر الصداع العنقودي من 15 دقيقة إلى بضع ساعات.[1]
ويمكن أن يصاب الشخص إلى ما يصل إلى ثمانية أنواع من الصداع العنقودي يوميًا، مع إمكانية استمرار هذه الدورة لأسابيع.[1]
كذلك يعد الصداع العنقودي من أكثر أنواع الصداع إيلامًا، حيث يوصف الألم بأنه طعن أو حرق، ومع ذلك يعد الصداع العنقودي نادر الحدوث، حيث يصيب أقل من واحد من كل 1000 بالغ في جميع أنحاء العالم.[1]
اقرأ أيضًا: أنواع الصداع
ما هو الصداع النصفي؟
يعرف الصداع النصفي على أنه اضطراب يحدث في الدماغ، يترافق معه الشعور بصداع متوسط إلى شديد والذي يتميز بالألم النابض أو الخفقان على أحد جانبي الرأس، مع الشعور بالغثيان، وزيادة الحساسية للضوء أو حساسية الصوت.[1]
ويعد الصداع النصفي أكثر شيوعاً من الصداع العنقودي، إذ يصيب الصداع النصفي حوالي 12٪ من السكان أي ما يعادل واحد من كل ثمانية أشخاص.[1]
يمكن أن يستمر الصداع النصفي من بضع ساعات إلى بضعة أيام، حيث يحدث الصداع النصفي خلال 4 مراحل مختلفة تختلف من شخص لآخر، وتشمل ما يلي:[1]
- المرحلة الأولى: وتحدث لدى حوالي 75٪ من الأفراد المصابين بالصداع النصفي، و تشمل الأعراض المصاحبة لهذه المرحلة: حساسية الضوء والصوت ، والتعب، وتغيرات الحالة المزاجية، والرغبة الشديدة، وضعف التركيز.
- المرحلة الثانية: وتعرف هذه الحالة من الصداع النصفي بالأورة أو الهالة، وهي اضطراب عصبي يمكن أن يسبب تغيرات في الرؤية، أو السمع، أو المشاكل الحركية، وتصيب هذه المرحلة حوالي واحد من كل أربعة مرضى.
- مرحلة نوبة الصداع: وتبدأ في هذه المرحلة نوبات الصداع النصفي، التي تتميز بالألم النابض أو المصاحب لخفقان، وعادة ما يحدث في جانب واحد من الرأس.
اقرأ أيضًا: أسباب الصداع النصفي المزمن
الفرق بين الصداع العنقودي والصداع النصفي من حيث الأسباب
قد يكون سبب حدوث الصداع العنقودي غير مفهوم تماما، ومع ذلك فقد ربط بعض العلماء حدوث الصداع العنقودي بتواجد عصب ما في الوجه يسبب ضغطًا شديدًا حول إحدى العينين.[2]
ومن ناحية أخرى يحدث الصداع النصفي نتيجة للعديد من الأسباب، مثل الهرمونات، أو الوراثة، أو العوامل البيئية، كذلك يوجد العديد من المحفزات والعوامل الشائعة المسببة للصداع النصفي:[2]
- الضغط.
- التغيرات الهرمونية.
- التدخين.
- الكحول.
- الكافيين.
- الأضواء الساطعة أو الضوضاء العالية.
- قلة النوم.
- تخطي الوجبات الأساسية.
- التغيرات في الطقس.
- القيام بمجهود بدني شديد.
اقرأ أيضًا:طرق علاج الصداع النصفي بالاعشاب ومنزلياً
الفرق بين الصداع العنقودي والصداع النصفي من حيث عوامل الخطر
تختلف عوامل الخطر المسببة لكل من الصداع العنقودي والصداع النصفي، ونذكر أهمها كما يلي:
تشمل عوامل خطر الإصابة بالصداع العنقودي ما يلي:[2]
- الجنس: على نقيض الصداع النصفي يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بالصداع العنقودي.
- العمر: تزيد خطر الإصابة بالصداع العنقودي لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 50 عامًا.
- التدخين: يعد المدخنين أحد الفئات المعرضة بشكل كبير لخطر الإصابة بالصداع العنقودي.
تشمل عوامل خطر الإصابة بالصداع النصفي ما يلي:[2]
- العمر: غالبًا ما يبدأ الصداع النصفي لدى معظم الأشخاص في سن المراهقة، و تشتد أعراضه في الثلاثينيات من العمر.
- الجنس: تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي من الرجال بشكل كبير.
- تاريخ العائلة: يزداد خطر الإصابة بالصداع العنقودي، إذا كان هناك تاريخ إصابة أحد أفراد الأسرة بالصداع النصفي.
- التغيرات الهرمونية: قد تسبب التغيرات الهرمونية لدى النساء قبل الحيض مباشرة، الإصابة بالصداع النصفي.
الفرق بين الصداع العنقودي والصداع النصفي من حيث الأعراض
يمكن أن تساعد بعض الاختلافات في الأعراض على معرفة الفرق بين الصداع العنقودي والصداع النصفي، وتشمل أهم هذه الأعراض ما يلي:
أعراض الصداع العنقودي
قد تتشابه أعراض كل من الصداع النصفي والصداع العنقودي، ولكن يميز الصداع العنقودي مجموعة من الأعراض تشمل: [2]
- ألم شديد في جانب واحد من الرأس.
- الإحساس المفاجئ للألم.
- كثرة إفرازات العين من الدموع.
- سيلان الأنف.
وعادة ما تكون الأعراض أقصر في المدة من الصداع النصفي ولكنها يمكن أن تتكرر بشكل متجدد على مدى بضعة أشهر.[2]
أعراض الصداع النصفي
وتشمل أهم أعراض الصداع النصفي ما يلي:[2][3]
- الغثيان.
- الحساسية للضوء.
- التقيؤ.
- فقدان مؤقت للرؤية.
- استمرار الأعراض لمدة تصل إلى ثلاثة أيام.
- زيادة الشعور بالصداع والألم عند القيام بالأنشطة.
- الألم المستمر، الذي يكون في شكل خفقانًا، وكأن ضربات القلب تنبض في الرأس.
اقرأ أيضًا: أسباب الصداع عند الاطفال وعلاجه
الفرق بين الصداع العنقودي والصداع النصفي من حيث العلاج
يهدف علاج كل من الصداع العنقودي والصداع النصفي إلى منع حدوث نوبات الصداع، وتخفيف شدة الأعراض، ومع ذلك تختلف طرق العلاج المستخدمة لكل من الصداع العنقودي والصداع النصفي كما يلي:
علاج الصداع العنقودي
يعتمد علاج الصداع العنقودي على استخدام الأدوية سريعة المفعول، مثل:[2] [3]
- علاج الأكسجين النقي، وخاصة في حال التعرض لأكثر من نوبة صداع في اليوم الواحد.
- أدوية التريبتان.
- اوكتريوتيد.
- التخدير الموضعي.
- ثنائي هيدرو ارغوتامين.
كذلك يمكن التوصية باستخدام بعض الطرق الوقائية للصداع العنقودي بناءً على الحالة الشخصية لكل مريض، ومعها سيحدد الطبيب طرق العلاج الأكثر فعالية لكل حالة، وتشمل العلاجات الوقائية للصداع العنقودي ما يلي:[2] [3]
- حاصرات قنوات الكالسيوم.
- الستيرويدات القشرية.
- كربونات الليثيوم، والتي تعمل على إرخاء الأوعية الدموية أو تؤثر على مواد كيميائية معينة في الدماغ.
- الميلاتونين.
اقرأ أيضًا: علاج الصداع النصفي بالأدوية و الطرق الأخرى
علاج الصداع النصفي
تشمل علاجات الصداع النصفي، مجموعة من الأدوية التي تساعد على التخلص من نوبات الصداع المؤلمة، وتشمل ما يلي:[2]
- الأدوية التي تخفف الألم: ينصح بتناول الأدوية التي تستخدم بتسكين الآلام عند حدوث نوبة الصداع، لتقليل الألم المصاحب للصداع النصفي الخفيف، مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين الذي يستخدم بدون وصفة طبية ، بينما قد يحتاج الصداع النصفي الشديد إلى استشارة الطبيب للحصول على الأدوية الأخرى التي يمكن استخدامها لتخفيف الألم، مثل أدوية التريبتان، والإرغوت، والأدوية المضادة للغثيان، ومسكنات الألم.
- الأدوية التي تحد من حدوث النوبات المستقبلية: يمكن أن يساعد تناول الأدوية الوقائية يوميًا على تقليل عدد أو شدة الصداع النصفي، ولكن عادة ما توصف هذه الأدوية الوقائية للمرضى الذين لا يشعرون بتحسن عند تناول الأدوية المسكنة للآلام، والذين يعانون من أربع نوبات صداع نصفي أو أكثر في الشهر مع نوبات تستمر لمدة تزيد عن 12 ساعة، ومن أمثلة الأدوية الشائعة المستخدمة للوقاية من نوبات الصداع النصفي، أدوية القلب والأوعية الدموية، ومضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للنوبات، ومسكنات الألم
سيحدد الطبيب الدواء المناسب لكل حالة، بناءً على شدة الأعراض، والصحة العامة والحالات الطبية الأخرى.
بذلك نكون تحدثنا بالتفصيل عن الفرق بين الصداع العنقودي والصداع النصفي، للتمكن من التشخيص السليم للحالة، واختيار العلاج المناسب.