يتشابه الألم الذي يسببه الصداع العنقودي مع ألم العصب الخامس، حيث يشتد كل منهما في جانب واحد من الرأس، ولكن يوجد العديد من الاختلافات التي لا بد من معرفتها للتمييز بينهما، من أجل التمكن من اختيار طرق العلاج المناسبة لكل حالة.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن الفرق بين الصداع العنقودي والعصب الخامس، من أعراض، وطرق تشخيص، وعلاج.
ما هو الصداع العنقودي؟
يتميز الصداع العنقودي بألم شديد في جانب واحد من الرأس على شكل نوبات تحدث بشكل مفاجئ، وقد تتكرر النوبات التي تأتي في مجموعات ما بين مرة واحدة إلى ثماني مرات يوميًا، والتي يمكن أن تستمر لأسابيع أو حتى أشهر، مع ألم يستمر من ثلاث دقائق إلى ثلاث ساعات، ويعد الصداع العنقودي أكثر انتشارًا عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و40 عامًا، ويمكن تصنيف الصداع العنقودي إلى نوعين:[1] [2]
- الصداع العنقودي العرضي: يتميز هذا النوع بنوبات دورية من الصداع تليها أسابيع من الراحة خالية من الألم لمدة شهر على الأقل.
- الصداع العنقودي المزمن: يستمر الصداع العنقودي المزمن لأكثر من عام بدون فترات راحة من الألم أو بفترات راحة من الألم تستمر لمدة أقل من شهر.
اقرأ أيضًا: أنواع الصداع
ما هو العصب الخامس؟
يعرف العصب الخامس أيضًا باسم ألم العصب ثلاثي التوائم، وهي مجموعة من الأعصاب التي توجد على جانبي الوجه، حيث يتميز ألم العصب الخامس بحدوث تشنجات حادة مؤلمة تشبه الكهرباء على جانب واحد من الوجه، ويمكن أن تستمر التشنجات لعدة ثواني أو دقائق.[1]
يمكن تصنيف ألم العصب الخامس إلى نوعين:[2]
- الألم الكلاسيكي أو النوع الأول: وهو الألم النابض الشبيه بحدوث صدمة كهربية، وخاصة عند لمس وجه الشخص أو القيام بأنشطة معينة، مثل الأكل أو التحدث.
- ألم من النوع الثاني: ويعرف أيضاً باسم الألم غير النمطي، ويتميز هذا النوع من الألم بأنه يكون حارق ومستمر، لذا غالباً ما يكون علاج النوع الثاني من ألم العصب الخامس أكثر صعوبة.
اقرأ أيضًا: ما هو ألم العصب الخامس
الفرق بين الصداع العنقودي والعصب الخامس من حيث الأسباب
لم يعرف حتى الآن السبب الرئيسي للصداع العنقودي، ولكن يمكن أن يرتبط حدوثه بنشاط جزء من الدماغ. [2]
أما العصب الخامس فقد تم ربط حدوثه ببعض الحالات، نذكر أبرزها كما يلي:[2]
- ورم أو تضخم الأوعية الدموية.
- تصلب الأوعية الدموية المتعدد.
كذلك تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالعصب الخامس بشكل عام، وكذلك الأشخاص فوق سن الخمسين.[2]
اقرأ أيضًا: علاج العصب الخامس
الفرق بين الصداع العنقودي والعصب الخامس من حيث الأعراض
يمكن معرفة الفرق بين الصداع العنقودي والعصب الخامس من خلال أعراض كل منهما، حيث تشمل أعراض الصداع العنقودى ما يلي:[1] [2] [3]
- الشعور بالألم الشديد خلف العين وما حولها.
- وجود تورم في العين في الجانب المصاب.
- احمرار جانب الوجه المصاب.
- تدلي الجفون.
- سيلان أو انسداد الأنف.
- الأرق.
- تعرق الوجه.
- احمرار العين، وامتلائها بالدموع.
بينما تشمل أعراض العصب الخامس ما يلي:[2]
- نوبات الألم الحاد نتيجة اللمس أو التحدث، أو التعرض للهواء.
- نوبات من الحرقان المستمر.
الفرق بين الصداع العنقودي والعصب الخامس من حيث التشخيص
يتم تشخيص الصداع العنقودي عادة بناءً على أعراض المريض، ومعرفة موقع الألم ودرجته في الشدة، ولكن قد يصف الطبيب بعض الاختبارات التصويرية الأخرى التي يمكن أن تساعد على التشخيص الصحيح واستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى لحدوث نوبات الصداع.[2]
يتم تشخيص العصب الخامس من خلال بعض الاختبارات التصويرية التي قد يوصي بها الطبيب، مثل:[3]
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- الأشعة المقطعية للبحث عن أي أسباب كامنة، مثل الورم أو السكتة الدماغية.
الفرق بين الصداع العنقودي والعصب الخامس من حيث المدة والتكرار
يمكن معرفة الفرق بين الصداع العنقودي والعصب الخامس من مدة حدوث النوبة، إذ يمكن أن تستمر نوبات الصداع العنقودي لمدة تصل إلى عدة ساعات في كل مرة، ولكن غالباً ما تكون نوبات ألم العصب الخامس أقصر، وتستمر لعدة ثواني أو دقائق فقط.[3]
كذلك يعد الصداع العنقودي أكثر شيوعًا من العصب الخامس، فغالبًا ما يحدث الصداع العنقودي في مجموعات من عدة أيام من الصداع، ويمكن أن تتكرر النوبات عدة مرات في اليوم، ولكن عادة ما يكون ألم العصب الخامس أقل تكراراً، حيث تحدث النوبات عدة مرات فقط في الشهر أو حتى أقل.[3]
اقرأ أيضًا: أماكن الصداع بالصور
الفرق بين الصداع العنقودي والعصب الخامس من حيث العلاج
يهدف علاج الصداع العنقودى إلى تخفيف ومنع أعراض الصداع باستخدام الأدوية، ولكن في بعض الحالات النادرة التي لا تستجيب للعلاج بالأدوية قد يوصي الطبيب بإجراء الجراحة، وتشمل هذه الطرق العلاجية ما يلي:[4]
- مسكنات الألم: مثل أدوية التريبتان، وثنائي هيدروجوتامين، وكريم لتسكين المنطقة المؤلمة.
- الأدوية الوقائية: تساعد هذه الأدوية على الحد من نوبات الصداع العنقودى المتكررة، مثل الأدوية الستيرويدية، و الإرغوتامين، والأدوية المضادة للتشنجات، مثل توبيراميت.
- الجراحة: ويتم اللجوء إلى الاختيار الجراحي في بعض الحالات التي لا تتحسن مع العلاج بالأدوية، مثل استخدام جراحة تعطيل العصب الثلاثي التوائم، إذ يمكن أن تساعد هذه الجراحة على التخفيف من ألم نوبات الصداع بشكل دائم، ولكن قد ترافقها بعض الآثار الجانبية الخطيرة، مثل التنميل الدائم بالوجه.
اقرأ أيضًا: التدليك لعلاج الصداع
بينما يتم علاج العصب الخامس باستخدام بعض الخيارات العلاجية التي يوصي بها الطبيب، للتخفيف من الألم، وتشمل ما يلي:[5]
- استخدام الأدوية المضادة للتشنجات: يتم استخدام الأدوية المضادة للاختلاج في المراحل الأولية من العصب الخامس، للتخفيف من الألم، ومن أمثلة هذه الأدوية: الكاربامازيبين، و الجابابنتين.
- الجراحة: يمكن إجراء الجراحة في الحالات التي لا تستجيب للعلاجات التقليدية المتاحة، مثل عملية الجراحة المفتوحة والتي تزيل الأوعية الدموية التي تضغط على العصب الخامس المسببة الشعور بالألم، وجراحة إجراءات الآفة التي تدمر جزء من العصب الذي يسبب الألم، وتثبيط إشارات الألم التي ترسل للدماغ.