تعتبر بروتينات الدم الدهنية أي الكوليسترول النافع والضار جزيئات كبيرة الحجم تشترك جميعها بنفس التركيبة البنائية وتصنف حسب الكثافة والحركة الكهربائية. تلعب البروتينات الدهنية عالية الكثافة (بالإنجليزية: High Density Lipoprotein) أو ما يعرف بالكوليسترول النافع دوراً في النقل العكسي للكوليسترول بالإضافة لدورها في نقل الكوليسترول الزائد في الجسم، والدهون الفوسفورية إلى الكبد ليتم التخلص منها خارج الجسم أو إعادة توزيعها لمختلف أعضاء الجسم.
نقص الكوليسترول النافع
تتمثل حالة نقص البروتينات الدهنية عالية الكثافة (بالإنجليزية: High Density Lipoprotein Deficiency) بانخفاض مستوى بروتينات الدم الدهنية المتعارف عليها باسم hdl الكوليسترول النافع دون مستوياته الطبيعية. حيث يمثل نقص مستويات الكوليسترول النافع عن 40 مليغرام/ديسيلتر عند الرجال و 50 مليغرام/ديسيلتر عند النساء إحدى عوامل التي تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، بالإضافة أنه عندما يكون الكوليسترول النافع منخفض يزداد احتمال الإصابة بتصلب الشرايين، وذلك بسبب وجود خلل في النقل العكسي للكوليسترول وضعف الدور الوقائي للكوليسترول النافع المتبلور في تقليل أكسدة البروتينات الدهنية الأخرى. إذ وجد أن قرابة 58% من الأشخاص المصابين بأمراض القلب التاجية يعانون من نقص في مستوى الكوليسترول النافع بما يقارب 10% من مستواه الطبيعي.
أسباب نقص الكوليسترول النافع
يمكن الإصابة بنقص الكوليسترول النافع على إثر الإصابة بأحد الأمراض المتنحية النادرة التالية بالإضافة لأسباب أخرى ثانوية:
- نقص بروتينات الدم الدهنية الألفائية العائلي، يظهر في هذه الحالة عند الأقارب من الدرجة الأولى انخفاض في مستوى الكوليسترول النافع مع الحفاظ على المستوى الطبيعي لأنواع الكوليسترول الأخرى.
- نقص في الإنزيم الناقل لأسيلكوليستيرول الليستين، يرافق هذا المرض عدة أعراض أهمها عتامة القرنية، وفقر الدم السوي الصباغ، والفشل الكلوي عند الشباب.
- مرض عين السمكة (بالإنجليزية: fish-eye disease).
- مرض تانجر (بالإنجليزية: Tangier disease)، تظهر عدة أعراض نتيجة الإصابة بهذا المرض أهمها اضطرابات في الجهاز العصبي، وتضخم اللوزتين وظهورهما باللون البرتقالي، وضبابية القرنية.
الأسباب الثانوية لنقص الكوليسترول النافع
هنالك عدة أسباب تصنف على أنها ثانوية تكمن وراء الإصابة في نقص الكوليسترول النافع أهمها ما يلي:
- التدخين.
- الخمول.
- ارتفاع الدهون الثلاثية.
- السمنة.
- أمراض الجهاز البولي في المراحل الأخيرة.
- تناول بعض أنواع الأدوية مثل البروبوكول، والأندروجين، والبروجستين، والجرعات الكبيرة من الثيازايد وحاصرات مستقبلات بيتا، والستيرويدات البنائية.
- مرض السكري من النوع الثاني.
- مقاومة الأنسولين، يعاني بعض الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو مرض السكري من مقاومة الأنسولين.
- النظام الغذائي قليل الدهون المحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات بحيث تتجاوز نسبة الكربوهيدرات 60% من إجمالي السعرات الحرارية.
- خلل في الغلوبيولين.
- سوء الإمتصاص.
- سوء التغذية.
- أمراض الكبد شديدة الخطورة.
- الالتهابات شديدة الخطورة.
للمزيد: مخاطر السمنة
طرق علاج نقص الكوليسترول النافع
تختلف طرق العلاج المتبعة في حالة انخفاض الكوليسترول النافع بحسب السبب الرئيسي خلف الحالة، والهدف الأساسي من العلاج:
- تقليل مستوى البروتين الدهني الألفائي قليل الكثافة المتعارف عليه بالكوليسترول الضار.
- علاج متلازمة الأيض، يبدأ الطبيب بعد ضبط مستوى الكوليسترول الضار في الدم بالتركيز على تقليل وزن الشخص المصاب وزيادة النشاط الفيزيائي عنده في حال تم تشخيصيه أنه يعاني من متلازمة الأيض. يشخص الشخص على أنه يعاني من هذه المتلازمة بعد تحقق 3 نقاط على الأقل من بين النقاط التالية:
- سمنة في منطقة البطن، يتم تشخيص السمنة في منطقة البطن عند زيادة محيط الخصر عن 35 إنش عند النساء، و 40 إنش عند الرجال.
- ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية عن 15 مليغرام/ديسيلتر.
- انخفاض مستوى الكوليسترول النافع عن 40 مليغرام/ديسيلتر عند الرجال وعن 50 مليغرام/ديسيلتر عند النساء.
- تسجيل قراءة ضغط الدم الإنقباضي قرابة 130 مليمتر زئبق أو أكثر، وقرابة 85 مليمتر زئبق أو أكثر بالنسبة لقياس ضغط الدم الإنبساطي.
- مستوى السكر أثناء الصيام يساوي 110 مليغرام/ديسيلتر أو أكثر.
- خفض مستوى الدهون الثلاثية، إذ يتطلب ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية ما بين (200-499) مليغرام/ديسيلتر بالتزامن مع انخفاض مستوى الكوليسترول النافع ضبط مستوى البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة والبروتينات الدهنية المنخفضة جداً ضمن مستوياتها الطبيعية التي يتم تحديدها حسب الوضع الصحي للشخص للمريض.
- العلاج باستخدام الأستروجين، إذ يمكن اللجوء إلى استخدام الاستروجين لرفع مستوى الكوليسترول النافع بما نسبته 8% عند النساء بعد انقطاع الطمث. يجدر الذكر أن مازال هناك جدل حول استخدام الأستروجين في علاج مثل هذه الحالة وذلك بسبب عدم وجود جدوى من استخدام الاستروجين للوقاية من الإصابة بأمراض القلب التاجية، كما أن استخدامه قد يزيد من خطر حدوث تجلطات دموية.
- تثبيط عمل البروتين الناقل لاستر الكوليستيريل (بالإنجليزية: cholesteryl ester transfer protein)، يعمل هذا البروتين على نقل إحدى جزيئات الكوليسترول من الكوليسترول النافع إلى الضار منها بكافة أنواعه لذلك العمل على تثبيط نشاطه يرفع مستوى الكوليسترول النافع بما يقارب 46%.
علاج الأسباب الثانوية
يمكن علاج انخفاض الكوليسترول النافع الناجم عن أسباب ثانوية بالطرق التالية:
- التوقف عن التدخين.
- الحرص على عدم تجاوز الوزن الطبيعي.
- البعد عن الكسل والخمول والحرص على ممارسة الأنشطة الرياضية واليومية.
- ضبط سكر الدم وضغط الدم ضمن مستوياته الطبيعية.
- استبدال الأدوية التي تعمل على تقليل مستوى الكوليسترول النافع بغيرها حسب توجيهات الطبيب.
- علاج الحالات المرضية التي قد تؤدي إلى خفض مستوى الكوليسترول النافع، والالتزام بنظام غذائي متوازن.
الجراحة لعلاج نقص الكوليسترول النافع
لا يتطلب نقص مستويات الكوليسترول النافع أية تدخلات جراحية، إلا أن الطبيب يلجأ في بعض الحالات إلى الإجراءات الجراحية التالية لعلاج المضاعفات الناجمة عن انخفاض الكوليسترول النافع:
- قسطرة القلب، وتصوير الأوعية التاجية، واستخدام علاجات عبر الجلد. يمكن اتباع هذه الإجراءات في حال الإصابة بإحدى أمراض القلب التاجية بسبب نقص مستويات الكوليسترول النافع.
- تحويل مجرى الشريان التاجي، يمكن للطبيب إجراء مثل هذه العملية للأشخاص الذين يعانون من إحدى أمراض القلب التاجية.
- تدخلات عبر الجلد، يمكن إجراء تدخلات علاجية عبر الجلد في حال الإصابة بأمراض الأوعية الدموية الطرفية.
- استئصال باطنة الشريان السباتي، ويلجأ الأطباء لهذه الجراحة في حال الإصابة بمرض الشريان السباتي.
- تكميم المعدة، يمكن اللجوء إلى مثل هذه العملية أو أخرى لعلاج مشكلة السمنة التي قد يعاني من الأشخاص المصابين بمتلازمة الأيض.
اقرأ أيضاً: قسطرة القلب: ما الذي يجب أن تعرفه عنها
نظام غذائي لعلاج نقص الكوليسترول النافع
ينصح باتباع النظام الغذائي التالي أثناء علاج نقص مستويات الكوليسترول النافع:
- ضبط حصص الدهون حسب أنواعها ضمن الكميات المسموح بتناولها بحيث لا تتجاوز ما نسبته 25-35% من إجمالي السعرات الحرارية في اليوم، وتمثل النقاط التالية كميات الدهون المسموح بتناولها يومياُ:
- الدهون المشبعة، ينصح بتناول ما يقل عن 7% من إجمالي السعرات الحرارية يومياً.
- الكوليسترول، يسمح بتناول الكوليسترول بحيث لا يتجاوز 200 مليجرام/ديسيلتر.
- الدهون الغير مشبعة، يسمح بتناول مصادر الدهون الغير مشبعة بما يعادل 10% من إجمالي السعرات الحرارية في يومياً.
- الدهون الغير مشبعة الأحادية، يسمح بتناول مصادر الدهون الغير مشبعة الأحادية بما يعادل 20% إجمالي السعرات الحرارية في يومياً.
- الأحماض الدهنية المتحولة، يجب تقليل استهلاك الأحماض الدهنية المتحولة قدر الإمكان.
- الألياف الغذائية، ينصح بتناول مصادر الألياف بما يعادل 20-30 غرام يومياً.
- البروتينات، يجب أن يكون محتوى البروتين قرابة 15٪ من إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة يومياً.
- الكربوهيدرات، يتضمن النظام الغذائي قرابة 50-60% كربوهيدرات من إجمالي السعرات الحرارية في يومياً.