يصاب العديد من الأشخاص بالجدري المائي أثناء الطفولة، ويمكن أن يبقى الفيروس المسبب للعدوى خاملًا في الجسم، ويعاود الظهور مرة أخرى في صورة الحزام الناري، أو ما يعرف أيضًا بالقوباء المنطقية، قد يصيب الفيروس العين وما حولها مسببًا الحزام الناري في العين.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن أعراض الحزام الناري في العين، وأسبابه وطرق علاجه.
ما هو الحزام الناري؟
الحزام الناري هو عدوى فيروسية يسببها فيروس الهربس النطاقي، وهو نفس الفيروس المسبب للإصابة بجدري الماء، ويسبب الحزام الناري طفحًا جلديًا متقرحًا ومؤلمًا في الوجه وأنحاء الجسم، ويصاب من المصابين بالحزام الناري بطفح جلدي داخل العين وحولها، مما يسبب ندوب داخل العين، وقد يؤدي إلى فقدان الرؤية، والعديد من المضاعفات الخطيرة على المدى البعيد. [1]
أعراض الحزام الناري في العين
تبدأ أعراض الحزام الناري في العين بالشعور بالوخز والألم الشديد في الجبهة، والأنف، والعين، ثم يبدأ الطفح الجلدي في الظهور بعد عدة أيام في داخل العين والجفون وجانب الأنف، بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى مثل:[1]
- الشعور بألم حارق.
- احتقان داخل العين.
- تهيج العين.
- رؤية ضبابية.
- احمرار داخل العين وحولها.
- كثرة الدموع.
- الحساسية الشديدة للضوء.
- تورم الجفون.
- تورم القرنية والشبكية.
يصاحب تلك الأعراض أحيانًا طفح جلدي آخر في الوجه أو الجسم، ويستمر من أسبوع إلى ستة أسابيع، وقد يعاني الشخص من الحزام الناري في العين فقط. [1]
اقرأ أيضًا: أعراض الحزام الناري
عوامل تزيد من خطر الإصابة
تزيد احتمالية الإصابة بالحزام الناري في العين عندما يتعرض الشخص للإصابة بالجدري المائي في الطفولة، حيث يبقى الفيروس خاملًا في الخلايا العصبية بالقرب من النخاع الشوكي، وينشط الفيروس مرة أخرى مع الوقت، مما يسبب الحزام الناري مع وجود بعض عوامل الخطر الأخرى مثل:[1][2]
- كبار السن فوق 50 عامًا بسبب ضعف الجهاز المناعي.
- الحوامل.
- الأطفال المبتسرين.
- الأشخاص المصابون بالأمراض المناعية.
- مرضى السرطان والإيدز.
- المرضى الذين يتلقون علاجًا كيميائيًا أو إشعاعيًا.
- تناول الأدوية المثبطة للمناعة.
كيفية تشخيص الحزام الناري في العين
يجب على المريض فور شعوره بالأعراض السابقة التوجه فورًا إلى طبيب العيون، وطلب المساعدة، حيث إن القوباء النطاقية في العين تتسبب في مضاعفات خطيرة، وقد تؤدي إلى فقدان الرؤية تمامًا.[1]
يجري الطبيب الفحص البدني ويسأل المريض عن الأعراض المصاحبة، كما يسأل الطبيب عن التاريخ المرضي، ثم يعمل على فحص العين من الداخل باستخدام منظار العين كما يطلب الطبيب بعض الفحوصات للبحث عن العدوى الفيروسية مثل:[1]
- فحوصات الدم.
- فحص السوائل الموجودة داخل البثور.
- فحص السوائل من العين.
- فحص شبكية العين.
- فحص القرنية.
علاج الحزام الناري في العين
يتضمن علاج الحزام الناري العديد من الأدوية التي تحد من انتشار العدوى، وتساعد على شفاء البثور سريعًا، وتمنع انتشارها إلى مناطق أخرى من الجسم، ومن هذه الأدوية مايلي:[1][2]
- مضادات الفيروسات مثل: أسيكلوفير، وفامسيكلوفير، وفالاسيكلوفير
- القطرات: حيث تعمل القطرات على ترطيب العين، ومنع الحكة، وعلاج الالتهاب وتخفيف الألم، حيث تحتوي على مضادات للالتهاب ومضادات التورم.
- المسكنات: يصف الطبيب الأدوية المسكنة لتخفيف الألم العصبي الناتج عن الحزام الناري، فقد يستمر الألم العصبي لفترات طويلة بعد شفاء الطفح الجلدي.
- الكمادات الباردة: يوصي الطبيب بوضع الكمادات الباردة على الأماكن المصابة لتخفيف الشعور بالألم.
ينبغي طلب العناية الطبية الفورية في الحالات التالية:[3]
- وجود ألم جديد أو أسوأ في العين.
- إذا تأثرت الرؤية.
- عند وجود حمى شديدة.
- عند وجود صداع شديد وتصلب في الرقبة.
- الشعور بالاكتئاب.
- انتشار البثور إلى أجزاء جديدة من الجسم.
- عدم التئام الطفح الجلدي بعد 2 إلى 4 أسابيع من بداية الإصابة وبداية العلاج.
- عند استمرار وجود ألم بعد شفاء الطفح الجلدي.
اقرأ أيضًا: علاج الحزام الناري بالأدوية والأعشاب
علاج الحزام الناري في العين في المنزل
يُعالج الحزام الناري في العين بالمنزل غالبًا، ولكن في بعض الحالات شديدة الخطورة يبقى المريض داخل المستشفى لتلقي الرعاية اللازمة، وينبغي على المريض اتباع التعليمات الآتية:[3]
- يجب تناول الأدوية وقطرات العين كما وصفها الطبيب.
- يجب على المريض التواصل السريع مع الطبيب إذا كان يواجه مشكلة ما مع الدواء.
- يجب تناول الدواء المسكن كما وصفه الطبيب.
- يتجنب المريض خدش أي بثور على الجلد حول العين، سوف تتقشر البثور وتسقط من تلقاء نفسها.
- يضع قطعة قماش باردة ومبللة على المنطقة المحيطة بالعين لتخفيف الألم والحكة.
- ويمكن أيضاً استخدام غسول الكالامين على البثور الموجودة على الجبهة وجانب الأنف مع تجنب وصول أي غسول داخل العين.
- يجب تجنب الاتصال مع الناس حتى تلتئم البثور، حيث أنها تحتوي على فيروس جدري الماء، ويمكن أن ينتشر إلى الآخرين.
مضاعفات الحزام الناري في العين
تؤدي القوباء المنطقية في العين إلى الكثير من المضاعفات التي قد تكون خطيرة، خاصةً عند تأخر التشخيص وبدأ العلاج، وتشمل مضاعفات الحزام الناري في العين التالي:[1][2]
- التهابات العين الدائمة.
- ألم شديد بالعين لا يزول.
- جفاف العين.
- تقرحات القرنية.
- ندوب القرنية.
- المياه الزرقاء بالعين.
- إعتام عدسة العين.
- ازدواج الرؤية.
- فقدان البصر والإصابة بالعمى.
يعد الألم العصبي الشديد أكثر المضاعفات انتشارًا، ويستمر الألم العصبي بعد زوال البثور لعدة أشهر، وربما يصل إلى عدة سنوات، وعادةً ما يكون الألم العصبي شديدًا، مما يؤثر على الحياة اليومية.[2]
اقرأ أيضًا: أبرز مضاعفات الحزام الناري
الوقاية من الحزام الناري في العين
يجب الحصول على لقاح القوباء المنطقية فهي الطريقة الأكثر فعالية للوقاية منه، ويوصي الأطباء بتلقي لقاح القوباء المنطقية لعدة أشخاص وهم:
- الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.
- الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 19 عامًا أو أكثر ويعانون من ضعف في جهاز المناعة.
ويعد الحصول على جرعتين من اللقاح CDC فعالتين بنسبة 97٪ في الوقاية من المرض لدى البالغين.(2)
اقرأ أيضًا: أبرز طرق الوقاية من الحزام الناري
هل القوباء المنطقية في العين معدية؟
تكون القوباء المنطقية في العين معدية، خاصةً للأشخاص الذين لم يصابوا بجدري الماء سابقًا، ولكن يصاب الشخص الذي يتلقى العدوى بجدري الماء وليس الحزام الناري، وتستمر العدوى حتى تلتئم البثور تمامًا، ويزول الطفح الجلدي حول العين، وغالبًا ما تكون أعراض جدري الماء بالنسبة للبالغين خطيرة، لذلك عند إصابة الشخص بالحزام الناري يجب عليه تجنب الاختلاط بالناس وخاصةً :[1][2]
- البالغين الذين لم يصابوا بجدري الماء من قبل.
- الحوامل.
- الأطفال حديثي الولادة.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض مناعية.
- الذين يتلقون أدوية مثبطة للمناعة.
كما ينبغي على المريض أخذ بعض الاحتياطات لتجنب انتشار العدوى مثل:[1][2]
- الحفاظ على مكان البثور مغطى.
- تجنب خدش البثور.
- غسل اليدين جيدًا بعد لمس البثور.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الجدري المائي والحزام الناري
نصيحة من الطبي
يجب لبحصول على الاستشارة الطبية على الفور في حالة ظهور أي أعراض للحزام الناري في العين، وذلك لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة قد تصل إلى فقدان البصر.