تصيب آلام المفاصل العديد من الأشخاص، وهي من الحالات الطبية الأكثر شيوعًا بين الناس كبارًاوصغارًا، ويعاني بعض المرضى أحياناً من انتقال الألم ما بين المفاصل، فلا يكاد يشفى مفصل حتى يبدأ الألم في مفصل آخر، يطلق على هذه الحالة الطبية اسم ألم المفاصل المتنقل أو المهاجر، وغالباً ما يصيب هذا النوع من الألم المتنقلمرضى التهاب المفاصل المزمن بأنواعه المختلفة، وقد يكون ناتجًا عن حالة صحية أخرى أكثر خطورة.
سنتناول في هذ المقال الحديث عن أسباب ألم المفاصلالمهاجر، ومدى تأثيره على الجسم، وكيف يمكن السيطرة عليه.
ألم المفاصل المتنقل
يتميز ألم المفاصل المتنقل باستمرارية تنقل الأعراض من مفصل إلى آخر، مثل آلام المفصل، والتورم، والاحمرار، وتيبس المفصل وما حوله، وصعوبة الحركة، وارتفاع درجة الحرارة، وغيرها من أعراض التهاب المفاصل المعروفة.[1]
تظهر الأعراض بداية في أحد مفاصل الجسم، ثم لا تلبث أن تهدأ الأعراض ويتماثل المريض للشفاء، حتى تبدأ في الظهور ثانية في مفصل آخر غير متماثل مع المفصل الأول، بمعنى إنه إذا هاجم الألم مفصل الكتف الأيمن أولاً، يكون الهجوم الثاني في مفصل الكتف الأيسر.[1]
أسباب ألم المفاصل المهاجر
تعد أنواع التهاب المفاصل المزمنة المختلفة عادة هي السبب الرئيسي في الإصابة بألم المفاصل المهاجر، ولكنها ليست السبب الوحيد حيث يوجد عدد آخر من الأمراض التي لا علاقة لها بالتهاب المفاصل تؤدي إلى الإصابة بألم المفاصل المتنقل، وتشمل أهم الأسباب الشائعة ما يلي:
التهاب المفاصل المزمن
يمكن أن تسبب التهابات المفاصل المزمنة بأنواعها المختلفة ألم المفاصل المهاجر، وتختلف طريقة حدوث هذا الألم المتنقل بين المفاصل وفقًا لنوع الالتهاب المزمن، كما في الآتي ذكره: (1) (2)وتشمل أهم أنواع التهاب المفاصل المزمن الذي يؤدي إلى الألم المتنقل ما يلي:[2][3]
- التهاب المفاصل الروماتيدي: قد يؤدي تلف أنسجة المفاصل عند مريض التهاب المفاصل الروماتيدي إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب المفاصل المتنقل.
- الذئبة الحمراء: يمكن أن يتسبب التورم المزمن المصاحب لمرض الذئبة في انتقال الألم في أي وقت إلى مفصل آخر.
- النقرس: يعاني مريض النقرس من ألم شديد ناتج عن تبلور أملاح حمض اليوريك بين مفاصل أصابع القدم أولاً ثم تنتقل البلورات والآلام إلى مفاصل أخرى.
- التهاب المفاصل التفاعلي: هو اعتلال مفصلي فقاري حاد يرتبط بحدوث ألم المفاصل المهاجر، هو نوع من التهاب المفاصل يحدث كرد فعل لعدوى في مكان آخر من الجسم، يمكن أن يسبب احمرار والتهاب في العينين، والتهاب في المسالك البولية.
يوصى مرضى التهاب المفاصل بسرعة تشخيص المرض والحصول على العلاج المناسب، لتلافي ألم المفاصل المتنقل بين أجزء الجسم المختلفة، حيث لا يمكن التنبؤ بموعد انتشار ألم المفاصل.
اقرأ أيضاً:ما هي اسباب الم المفاصل
أمراض تسبب ألم المفاصل المتنقل
ترتفع نسب الإصابة بألم المفاصل المتنقل نتيجة عدد من الأمراض المختلفة، وهي كالآتي:[3]
- الحمى الروماتيزمية: تنتج عن التهاب الحلق وتتسبب في التهاب المفاصل وتورمها، وهي من أشهر أسباب ألم المفاصل المتنقل.
- مرض التهاب الأمعاء (بالإنجليزية: Inflammatory Bowel Disease or IBD): يشمل كلًا من التهاب القولون التقرحي وداء كرون، وهما من الأمراض المزمنة التي تصيب الأمعاء، ويتشاركان في نفس الأعراض، ويعد التهاب المفاصل وألم المفاصل المتنقل هو أكثر مضاعفات التهاب القولون التقرحي شيوعًا خارج الأمعاء.
- مرض لايم: هو مرض معدي تسببه نوع من أنواع البكتيريا التي تعيش في قراد الغزلان، ويمكن أن تنتشر إلى البشر عن طريق لدغة القراد المصاب، ويعد التهاب المفاصل من أكثر الأعراض التي تسببها هذه العدوى، وبالتالي يمكن أن تسبب ألم المفاصل المتنقل.
تشمل أهم الأمراض الأخرى التي يمكن أن تسبب ألم المفاصل المهاجر أيضًا كلًا من:[2][3]
- التهاب الكبد ب، وج.
- العدوى البكتيرية الشديدة مثل مرض ويبل.
- التهاب المفاصل المعدي.
- التهاب المفاصل بالمكورات البنية.
- الساركويد.
- التهاب الشغاف الجرثومي.
للمزيد: 12 سبباً لالتهاب المفاصل
أعراض التهاب المفاصل المتنقل
يعد انتقال الألم من مفصل إلى آخر هو أهم عرض من أعراض التهاب المفاصل المهاجر، يمكن أن يتزامن معه عدد آخر من الأعراض، تشمل ما يلي:[3]
- احمرار المفصل وما حوله.
- انتفاخ وتورم المفاصل.
- ألم شديد في المفاصل.
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- الطفح الجلدي.
- تغيرات في الوزن.
للمزيد: أعراض التهاب المفاصل بأنواعه
السيطرة على ألم المفاصل المهاجر
لا يوجد علاج نهائي لالتهاب المفاصل خاصة المزمن منها، ولكن يوجد عدد من الطرق تحد من ألم المفاصل وتسهل التحكم في الأعراض، وتقلل من معدل انتشارها، وبالتالي تقي من الإصابة بالتهاب المفاصل المهاجر، يمكن جمع تلك الخطوات فيما يلي:[4]
- علاج الألم والالتهاب: يجب عدم تجاهل آلام المفاصل، بل السعي إلى التشخيص السليم وتلقي العلاج المناسب للحالة، مما يحد من انتقال آلام المفصل إلى مفصل آخر، كذلك يجب الالتزام باستخدام الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.
- تغيير نمط الحياة: يوجد عدد من الطرق والتغييرات التي يمكن أن يدخلها الإنسان على نظام حياته اليومي، تقلل من نسب الإصابة بألم المفاصل المتنقل، وهي كالآتي:
- الحفاظ على وزن صحي: لأن زيادة الوزن في بعض الأحيان يمكن أن تسبب ضغطًا على المفاصل التي تعاني بالفعل من الألم والالتهابات، وبالتالي تسبب تفاقم الألم.
- ممارسة الرياضة بانتظام يومياً: لكن يجب اختيار الرياضات المناسبة الخفيفة التي لا تسبب حملًا على المفاصل، مثل المشي والسباحة.
- استشارة الطبيب: ينصح بمشاركة الطبيب بكل ما يطرأ على المريض من تغيرات في طبيعة وقوة ألم المفاصل الذي ينتابه.