يعد الميلاتونين أحد الهرمونات الهامة في جسم الإنسان، حيث أنه هو الهرمون المسؤول عن النوم والاسترخاء، يمكن أن تؤدي بعض الحالات إلى نقص الميلاتونين، مما يسبب ظهور العديد من المشكلات الصحية التي تتعلق بالقدرة على النوم والاسترخاء، والحالة النفسية والمزاجية.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن أهم أسباب نقص الميلاتونين، وأعراضه، وطرق التشخيص والعلاج.
ما هو نقص الميلاتونين؟
نقص الميلاتونين هو حالة يعاني فيها الأشخاص من انخفاض مستوى هرمون الميلاتونين في أجسامهم، يلعب هذا الهرمون دورًا هامًا في تنظيم الساعة البيولوجية للجسم، ويتم إفرازه بواسطة الغدة الصنوبرية في المخ، ويزيد إفراز الميلاتونين عادة في الظلام في فترة الليل ويقل في فترة النهار.[1]
أسباب نقص الميلاتونين
تتعدد أسباب نقص الميلاتونين، ويشمل أهمها ما يلي:[1][2]
- الشيخوخة: حيث يمكن مع تقدم العمر أن تتأثر الغدة الصنوبرية في المخ وهي المسؤولة عن إنتاج الميلاتونين، مما يؤدي إلى نقص إفرازه.
- التعرض للإضاءة الاصطناعية الزائدة خلال ساعات الليل: يزيد إفراز الميلاتونين عادة في الليل، ولكن عندما يكون الشخص معرضًا للإضاءة الساطعة في ساعات الليل، مثل استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية وقت النوم، يمكن أن تتأثر جودة نومه، وكفاءة إفراز الميلاتونين.
- النظام الغذائي: حيث يمكن أن يسبب تناول بعض الأطعمة والمشروبات، مثل الكافيين والكحول قبل النوم نقص إفراز الميلاتونين.
- السفر عبر مناطق زمنية مختلفة: يمكن أن يؤثر التغيير المفاجئ في الوقت أثناء السفر عبر المناطق الزمنية المختلفة على ساعة الجسم البيولوجية، ويتسبب في نقص الميلاتونين.
يمكن أن ينتج نقص الميلاتونين عند الرضع والأطفال عن مواعيد النوم مضطربة، مما يعني أنه من الضروري التأكد من أن طفلك لديه روتين نوم منتظم.
أعراض نقص الميلاتونين
يمكن أن يؤدي نقص الميلاتونين إلى مجموعة من الأعراض المتعلقة بالنوم والصحة العامة، وتشمل أهم الأعراض الشائعة لنقص الميلاتونين ما يلي:[2][3]
- صعوبة النوم: يعاني الأشخاص المصابون بنقص الميلاتونين من الأرق أو الصعوبة في النوم، أو الدخول في النوم، حيث يمكن أن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لهم للغفو، وقد يستيقظون عدة مرات خلال الليل.
- قلة النوم العميق: يعد الميلاتونين مسؤولًا عن تعزيز مرحلة النوم العميق، وبالتالي يؤدي نقصه إلى تقليل جودة هذه المرحلة من النوم.
- الاستيقاظ المبكر: يمكن أن يستيقظ الأشخاص المصابون بنقص الميلاتونين في وقت مبكر جدًا صباحًا، ويجدون صعوبة في العودة إلى النوم مرة أخرى.
- الاضطرابات النفسية: يرتبط نقص الميلاتونين بزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق.
- التعب في أوقات النهار: يعاني الأشخاص المصابون بنقص الميلاتونين من التعب في فترات النهار، والشعور بالإرهاق، وعدم القدرة على ممارسة أنشطة الحياة اليومية بشكل طبيعي.
- تغيرات المزاج: يمكن أن يلاحظ الأشخاص المصابون بنقص الميلاتونين تغيرات في المزاج والتهيج.
- زيادة الوزن: حيث يمكن أن يساهم انخفاض مستويات الميلاتونين في زيادة الوزن أو السمنة، بينما يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من الميلاتونين إلى إنقاص الوزن.
علاج نقص الميلاتونين
يعتمد علاج نقص الميلاتونين على مستويات الميلاتونين الحالية لدى الفرد، وتعد أفضل طريقة لعلاج نقص الميلاتونين هي استخدام مكملات الميلاتونين، حيث تساعد مكملات الميلاتونين في علاج الحالات المتعلقة بنقص الميلاتونين، وتشمل ما يلي:[1]
- اضطرابات في دورة النوم الطبيعية.
- الأرق.
- صعوبة الخلود إلى النوم.
- الأرق الناجم عن استخدام أدوية حاصرات البيتا التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
- اضطرابات الساعة البيولوجية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التهاب الغشاء المبطن للرحم، وهو حالة تتسبب في ألم وتكون خلايا الرحم في أماكن غير طبيعية.
- الإعياء الناتج عن السفر الطويل بالطائرة.
- انخفاض عدد الصفائح الدموية.
- التخدير قبل العمليات الجراحية.
يجر الذكر أنه يجب على النساء اللاتي يرغبن في الحمل الحذر عند تناول مكملات الميلاتونين، حيث يمكن أن يعيق عمليه التبويض، خاصة عند استخدام جرعات عالية، وينبغي عليهن استشارة الطبيب المختص قبل تناول مكملات الميلاتونين، كذلك يجب استشارة طبيب الأطفال قبل إعطاء مكملات الميلاتونين للأطفال.[1]
علاج نقص الميلاتونين بطرق طبيعية
يوجد العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد على زيادة إنتاج الميلاتونين في الجسم بشكل طبيعي، وتشمل تلك الطرق ما يلي:[1]
- الحفاظ على جدول نوم منتظم.
- تجنب تناول الكحول أو الكافيين قبل النوم.
- تجنب القيلولة خلال النهار.
- ممارسة الرياضة.
- زيادة التعرض للضوء الطبيعي.
كذلك يمكن تحسين جودة النوم عن طريق استخدام مكملات عشبية أخرى، مثل الكافا، وشاي البابونج، أو جذر الفاليريان.[1]
يمكن أيضًا أن يساعد النظام الغذائي على علاج نقص الميلاتونين وتحفيز إنتاج وإفراز الميلاتونين، على سبيل المثال، حيث تساعد الأطعمة التي تحتوي على التربتوفان على زيادة إنتاج السيروتونين والميلاتونين، وتشمل أهم تلك الأطعمة بذور اليقطين، والحليب، ولحم الديك الرومي، واللحم المشوي، والدجاج.[1]
جرعة الميلاتونين المسموح بها
تتوفر مكملات الميلاتونين على شكل أقراص، وهي متاحة أيضًا على شكل أقراص تحت اللسان أوعن طريق الوريد، ويجب استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة، حيث يعتمد ذلك على عوامل عديدة، مثل التاريخ المرضي، والحالة الصحية، والأدوية التي يستخدمها المريض.[1]
تتوقف الجرعة المطلوبة على حالة المريض وصحته العامة، وتتراوح الجرعة المسموح بها من 2 إلى 5 ميليجرامات، لكن في بعض الحالات قد تكون الجرعة الأعلى من 10 ميليجرام هي الأنسب.[1]
الأعراض الجانبية للميلاتونين
يمكن أن تسبب مكملات الميلاتونين بعض الأعراض الجانبية التي تشمل ما يلي:[1]