يعد سرطان العظام من أنواع السرطانات النادرة، حيث يمثل فقط حوالي 1 بالمئة من حالات الإصابة بالسرطان بشكل عام، ويمكن أن يصيب هذا النوع من السرطان كل من الأطفال، والبالغين، وكبار السن، لكنه يصيب على الأغلب الأطفال والشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا، ويمكن أن يصل معدل الشفاء والبقاء على قيد الحياة 65٪.[1]
سنتناول في هذا المقال الحديث عن سرطان العظام عند الأطفال، وأهم أعراضه، وكيفية التشخيص، وطرق العلاج.
ما هو سرطان العظام عند الأطفال؟
يبدأ سرطان العظام عند الأطفال في خلايا العظام أو الغضاريف، ويمكن أن ينمو الورم السرطاني في الأنسجة القريبة أيضًا ويسبب تدميرها، كذلك يمكن أن ينتشر الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم، وفي هذه الحالة يسمى سرطان العظام الأولي.[2]
أنواع سرطان العظام عند الأطفال
يوجد نوعان رئيسيان من سرطان العظام الذي يصيب الأطفال، هما كالتالي:[2]
ساركوما يوينغ في العظام
تتطور ساركوما يوينغ العظمية عادة في الهيكل العظمي المحوري، الذي يشمل عظام الحوض، والضلوع، والعمود الفقري، والجمجمة، ويمكن أن يحدث أيضًا في العظام الطويلة للساقين والذراعين، وتشمل المناطق الأكثر شيوعًا للإصابة بساركوما يوينغ عند الأطفال ما يلي:[2]
- الحوض.
- عظم الفخذ.
- الضلوع.
- الكتف.
- الترقوة.
- القص.
- قصبة الساق.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الورم والسرطان
الساركوما العظمية
تعد هي أكثر أنواع سرطان العظام شيوعًا عند الأطفال، وتحدث غالبًا أثناء طفرة النمو في مرحلة المراهقة، وتظهر الساركوما العظمية في معظم الحالات في المناطق التي ينمو فيها العظم بسرعة، مثل الكردوس أو العظام الطويلة في الساقين والذراعين، وتشمل المناطق الأكثر شيوعًا للساركوما العظمية عند الأطفال ما يلي:[2]
- عظم الفخذ بجانب الركبة.
- الظنبوب بجانب الركبة.
- عظم العضد بجانب الكتف.
أسباب سرطان العظام عند الأطفال
لم يعرف حتى الآن السبب الدقيق لسرطان العظام عند الأطفال، لكن قد تحدث الساركوما العظمية عند الأطفال نتيجة لعوامل جينية، كذلك يمكن أن تحدث يوينغ ساركوما عند الأطفال نتيجة تغييرات في الحمض النووي.[3][4]
اقرأ أيضًا: خرافات حول الإصابة بالسرطان
أعراض سرطان العظام عند الأطفال
تعتمد أعراض الساركوما العظمية عن الأطفال على حجم وموقع ورم العظام، بالإضافة إلى عمر الطفل وصحته العامة، وقد تشمل أعراضها ما يلي:
- ألم في موقع الورم، يزداد سوءًا بمرور الوقت، وقد ينتشر إلى خارج الورم.
- تصلب في الموقع المصاب.
- الشعور بألم يوقظ الطفل من النوم العميق.
- ظهور تورم أو كتلة حول العظم المصاب.
- انخفاض المهارات الحركية، مثل صعوبة المشي أو العرج.
- ضعف العظام، مما قد يؤدي إلى سهولة كسرها.
- الشعور بالتعب العام.
- فقدان الوزن.
- فقر الدم.
- الشعور بألم في الظهر خاصة إذا كانت الساركوما العظمية تقع بالقرب من النخاع الشوكي.
أما عن أعراض ساركوما يوينغ عند الأطفال فتشمل ما يلي:
- الشعور بألم حول موقع الورم قد يأتي ويختفي، لكنه يزداد سوءًا بمرور الوقت ومع النشاط.
- ظهور انتفاخ حول مكان الورم.
- وجود كتلة.
- سهولة التعرض لكسور العظام دون سبب معروف.
- الحمى.
- فقدان الوزن.
- الشعور بالتعب العام في الجسم.
تشخيص سرطان العظام عند الأطفال
تتشابه طرق تشخيص سرطان العظام عند الأطفال في كل من الساركوما العظمية أو ساركوما يوينغ، حيث يبدأ التشخيص من خلال فحص مقدم الرعاية الصحية للأعراض، والسؤال عن التاريخ الطبي للطفل، ثم يلجأ بعد ذلك إلى إجراء بعض الفحوصات، تشمل ما يلي:[3][4]
- الأشعة السينية: حيث تستخدم الأشعة السينية كمية صغيرة من الإشعاع لالتقاط صور للعظام وأنسجة الجسم الأخرى.
- تحاليل الدم: يمكن اختبار الدم للبحث عن علامات سرطان العظام.
- الأشعة المقطعية: يستخدم هذا الاختبار سلسلة من الأشعة السينية وجهاز كمبيوتر لعمل صور مفصلة للجسم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يستخدم هذا الاختبار مغناطيسات كبيرة، وموجات راديو، وجهاز كمبيوتر لعمل صور مفصلة لداخل الجسم.
- فحص العظام: يتم حقن كمية صغيرة من الصبغة المشعة في الوريد، ثم يتم فحص الجسم كله، حيث تظهر الصبغة في مناطق العظام التي قد تكون مصابة بالسرطان.
- مسح التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: يتم في هذا الاختبار حقن السكر المشع في مجرى الدم، تستهلك الخلايا السرطانية كمية أكبر من السكر مقارنة بالخلايا الطبيعية، لذلك يتجمع السكر في الخلايا السرطانية، يتم استخدام كاميرا خاصة لمعرفة مكان وجود السكر المشع في الجسم، يمكن لهذا الفحص أن يكشف عن الخلايا السرطانية في مناطق مختلفة من الجسم، حتى عندما لا يمكن رؤيتها في الاختبارات الأخرى، وغالبًا ما يستخدم هذا الاختبار مع التصوير المقطعي المحوسب.
- خزعة نخاع العظم: يستخدم هذا الاختبار لمعرفة ما إذا كانت الخلايا السرطانية قد وصلت إلى نخاع العظم.
علاج سرطان العظام عند الأطفال
يوجد العديد من الخيارات العلاجية المتاحة لسرطان العظام عند الأطفال، وتشمل أهم تلك العلاجات ما يلي:[3][4]
العلاج الكيميائي
يعد العلاج الكيميائي من أكثر طرق العلاج المستخدمة في علاج سرطان العظام عند الأطفال، وهو عبارة عن مجموعة من الأدوية التي تساعد على قتل الخلايا السرطانية، يمكن استخدام العلاج الكيميائي قبل الجراحة، أو بعدها، أو في كلتا الحالتين، حيث يساعد ذلك في استهداف الورم الأساسي، وكذلك أي خلايا سرطانية قد تكون قد انتشرت بالفعل ولكن لم يتم اكتشافها بعد.[3][4]
يعطى العلاج الكيميائي عادة للطفل من خلال منفذ وريدي قابل للزرع في الصدر، يظل هذا المنفذ في مكانه طوال مدة العلاج، تساعد تلك الطريقة على تجنب الوخز بالإبر عدة مرات أثناء العلاج.[3][4]
الجراحة
تهدف الجراحة دائمًا إلى إزالة الورم، كذلك تعمل على استعادة الوظيفة في موقع الورم، وعادة ما يتبع الجراحة العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.[3][4]