يحدث الفتق الإربي عندما يبرز نسيج من مكونات البطن الداخلية عبر نقطة ضعيفة في جدار البطن السفلي، قد يكون البروز الناتج أكثر وضوحاً أو مؤلماً خصوصاً عند السعال أو الانحناء أو حمل الأجسام الثقيلة. إن الرجال أكثر عرضة لمثل هذه الفتوق بحوالي 25 مرة عن النساء.
أنواع الفتق الاربي:
1. فتق إربي مباشر.
2. فتق إربي غير مباشر:
- يعتبر النوع غير المباشر هو الأكثر انتشاراً، ويكون نتيجة لتوسع في القناة الإربية.
أعراض الفتق الاربي:
معظم الفتوق الإربية لا تسبب أية أعراض، حتى يكتشف الطبيب الفتق خلال الفحص الطبي الروتيني، وتتضمن أعراض الفتق الإربي ما يلي:
- نتوء في المنطقة على أحد جانبي أسفل البطن، يكون النتوء عادة أوضح عند الوقوف بشكل مستقيم وخصوصاً عند السعال أو الإجهاد.(إقرأ أيضاً: عشرة حلول لتخلص من الاجهاد و التوتر..)
- شعور بالثقل في الإربية.
- ألم أو انزعاج في المنطقة الإربية خصوصاً عند السعال أو حمل الأثقال.(إقرأ أيضاً: الإصابات الناجمة عن حمل الأثقال تتطلب عملية جراحية)
- أحياناً ألم وتورم في الصفن حول الخصيتين عند الرجال وذلك عند نزول الأمعاء البارزة إلى الصفن، وذلك في الفتوق الكبيرة.
قد تنحصر الأمعاء المنفتقة (تنحبس) في جدار البطن، إذا كان المريض غير قادر على دفع الفتق للداخل وهي حالة خطيرة قد تتطلب رعاية طبية فورية، قد يصاحب هذه الحالة غثيان وإقياء أو حمّى و يتحول بروز الفتق إلى اللون الأحمر أو الأرجواني الغامق، عندئذ تجب مراجعة الطبيب مباشرة.
أسباب الفتق الاربي:
الأسباب العديد من الفتوق الإربية ليس لها سبب واضح، ولكن يحدث البعض بسبب ما يلي:
- زيادة الضغط داخل البطن.
- وجود نقطة ضعف سابقة في جدار البطن (عند القناة الإربية أو في الجدار نفسه).
الحالتين السابقتين معاً يظهر الضعف في جدار البطن (الذي يؤدي إلى فتق أربي) لدى العديد من الناس عند الولادة عندما لا تنغلق بطانة البطن بشكل ملائم، و تتطوّر بعض الفتوق الإربية الأخرى فيما بعد عند ضعف أو تلف العضلات بسبب عدة عوامل مثل: تقدم السن(إقرأ أيضاً: التقدم بالسن والأمراض المصاحبة له)، الجهد الجسدي والسعال الذي يصاحب التدخين.
الفسولوجيا المرضية للفتق الإربي:
- تظهر نقطة الضعف عادة عند الرجال على طول القناة الإربية وهي منطقة دخول الحبل المنوي إلى الصفن.
- تحمل القناة الإربية عند النساء رباطاً يساعد على تثبيت الرحم في مكانه.
- يزداد احتمال إصابة الرجال بضعف وراثي على طول القناة الإربية بسبب طريقة تطوّر الذكور في الرحم.
- تتشكل الخصيتان داخل البطن وبعدها تنتقلان إلى أسفل القناة الإربية داخل الصفن.
- تنغلق القناة الإربية بشكل تام تقريباً بعد الولادة بفترة قصيرة وتترك مساحة كافية لعبور الحبل المنوي ولكنها ليست كافية للسماح بتراجع الخصيتين إلى داخل البطن.
- لكن لا تنغلق القناة أحياناً كما يجب مما يؤدي إلى ضعف في المنطقة.
- ينخفض احتمال عدم انغلاق القناة الإربية لدى الإناث بعد الولادة، و لكن يزداد احتمال تطوّر الفتق لديهن ضمن القناة الفخذية، وهي فتحة قريبة من القناة الإربية يعبر خلالها الشريان الفخذي والوريد والأعصاب.
- يمكن أن يحدث الضعف في جدار البطن فيما بعد و خصوصاً بعد إصابة أو بعد عمليات معينة في التجويف البطني.
أمور تزيد احتمالية حدوث الفتوق الإربية:
من الأمور التي تزيد من ضغط البطن، وبالتالي تزيد احتمالية حدوث الفتوق الإربية:
- الإمساك المزمن.(إقرأ أيضاً: الإمساك و خطة التشخيص)
- رفع الأشياء الثقيلة.
- سائل في البطن، مثلاً في مرضى الكبد.
- الحمل.
- زيادة الوزن.(إقرأ ايضاً: النحافة و زيادة الوزن)
- السعال المزمن.
تشخيص الفتق الاربي:
عادة يشخص الفتق الإربي بالاعتماد على:
- وصف المريض والأعراض السريرية ومن خلال فحص الجراح للمريض.
- لا حاجة لأي صور أو تحاليل مخبرية.
- قد يفيد تصوير المنطقة بواسطة الأمواج فوق الصوتية في إظهار الفتق في الحالات التي يشكو المريض من الألم فقط بدون وجود انتفاخ (إقرأ أيضاً: نفخة البطن) واضح حتى مع الفحص السريري.
مضاعفات الفتق الاربي:
- ازدياد الحجم مع مرور الوقت.
- ألم وتورم الأنسجة المحيطة.
- قد يؤدي الفتق المختنق إلى انسداد الأمعاء و حدوث ألم حا، غثيان، إقياء وعدم القدرة على التغوّط أو إخراج الغازات(إقرأ أيضاً: غازات البطن.. أسبابها وطرق التخلص منها)، ويعتبر الفتق المختنق حالة جراحية طارئة و يتطلب تدخلاً سريعاً.
علاج الفتق الاربي:
1. العلاج غير الجراحي:
إذا كان الفتق صغيراً و لا يسبب أية أعراض قد يوصي الطبيب بالانتظار والمراقبة، وذلك في حالات محدودة جداً، مع العلم أن هذا الإجراء لا يعتبر علاجاً، لأن علاج الفتق دائماً هو الجراحة.
2. العلاج الجراحي:
تتميز عملية الفتق الإربي بأنها يمكن أن تجرى تحت التخدير العام(إقرأ ايضاً: السمنة قد تزيد من مخاطر التخدير العام)، أو التخدير النصفي، أو التخدير الموضعي.(إقرأ أيضاً: التخدير الموضعي ومضاعفاته في عيادة طبيب الاسنان)
أنواع عمليات الفتق الاربية:
1. الجراحة المفتوحة (التقليدية):
أ- ترميمُ الفَتق بدون رقعة:
يقوم الجراح في هذا الإجراء بإجراء شق في المنطقة الإربية و يدفع الأمعاء البارزة إلى داخل البطن وبعدها يصلح العضلات الضعيفة أو الممزقة بخياطتها مع بعضها، هنالك العديد من الأساليب في ذلك ويعتبر مثل هذا الإجراء الأصل في حالة الفتوق عند الأطفال ولكنه ليس الإجراء المعتمد في البالغين، إلا في حالات خاصة مثل وجود تموت للأمعاء أو أي سبب آخر يجعل احتمالية الالتهاب عالية، بحيث لا يمكن وضع الرقعة.
ب- رَأْبُ الفَتْق بوضع رقعة:
يقوم الجراح بإدخال قطعة من شبكة من مادة معينة لتغطّي المنطقة الإربية بكاملها بما فيها كل فتحات الفتوق الممكنة، عادة يتم تثبيتها بخيط جراحي. وهذا هو الإجراء المعتمد عالمياً للفتوق الإربية عند البالغين، إلا إذا وجد ما يمنع ذلك، وذلك لأن نسب الانتكاس هي الأقل مع وضع رقعة.
2. جراحة المنظار:
- باستعمال عدة شقوق صغيرة بدلاً من واحد طويل.
- يتم إدخال أنبوب بصري مع كاميرا صغيرة إلى داخل البطن عبر إحدى الشقوق و يتم إدخال الأدوات الصغيرة عبر الشقوق الأخرى، بعدها يقوم الجراح بالعملية. و
- لهذه الجراحة نوعان، وهي مشروحة في مقال (علاج الفتق الإربي بالمنظار).
المضاعفات المحتملة بعد عملية الفتق الاربي:
هي نادرة بشكل عام وتشمل:
- التهاب الجرح أو الرقعة.
- ألم مزمن في المنطقة الإربية (15-35%).
- إصابة التروية الدموية الخاصة بالخصية أو الحبل المنوي.
- عودة الفتق (1-10%).
- تنميل وخدر حول العملية وفي الفخذ.
- حصر البول المؤقت.
- النزيف.
إقرأ أيضاً: