من الطبيعي أن تتكون الغازات في الأمعاء الغليظة، والقولون، وفي البطن، ومن الطبيعي أن تكون ثمة أيضاً غازات في المعدة، وما قد لا يعلمه البعض أن غازات القولون لا تأتي من تناول البروتينات أو الدهون، بل إنها تنتج عن تناول السكريات، بأنواعها البسيطة أو المعقدة.
ينتج الإنسان الطبيعي ما بين نصف لتر إلى لتر واحد يومياً من غازات البطن، ويصل عدد مرات إخراج الإنسان الطبيعي للغازات إلى أكثر من 14 مرة في اليوم الواحد. لدى الجهاز الهضمي قدرة على التخلص من غالبية الغازات التي توجد فيه، وذلك عبر امتصاص الأمعاء لها. أي دون الاضطرار إلى إخراجها. المكونات الغازية ذات الرائحة التي تسبب غازات البطن الكريهة هي ثلاثة أنواع لدى غالبية الناس، وهي مركبات سكاتول، ومركبات إندول، ومركبات غاز الكبريت. وغالبية هذه الغازات ذات الرائحة تنتج حينما تهضم البكتيريا الصديقة أنواعاً من السكريات في القولون.
أسباب غازات البطن
عادةً لا يكون هناك أسباب خطيرة خلف غازات البطن، وفي أحيان أخرى يمكن أن تكون غازات البطن عرض من أعراض أحد الأمراض، ويمكن أن تشمل أسباب غازات البطن على ما يلي:
أنواع الأطعمة التي تسبب غازات
الأطعمة التي تتسبب في غازات البطن عادةً لغالبية الناس هي:
- حبوب الفاصوليا.
- البصل.
- البروكلي.
- القرنبيط.
- الأرضي شوكي.
- الأسبرغس.
- بعض أنواع الفواكه مثل الكمثرى، والتفاح، والمشمش، والخوخ، والدراق.
- الحلويات الخالية من السكر، والعلكة المحلاة بغير السكر الطبيعي.
- حبوب القمح الكاملة غير المقشرة.
- البيرة، والمشروبات الغازية.
- منتجات الحليب مثل القشطة، الجبن، الآيس كريم (بوظة)، اللبن. وللتوضيح، يحتوي الحليب، وجميع مشتقات الألبان، على سكر الحليب، أو ما يعرف بسكر اللاكتوز. وهذا السكر يصعب هضمه بشكل تام في أمعاء كثير من الناس. ومن ثم يصل سكر اللاكتوز غير المهضوم إلى الأمعاء الغليظة. وهنا تعمل البكتيريا الصديقة المستوطنة للقولون على هضم هذا السكر بفاعلية كبيرة. وينتج عن عملية الهضم، أو تكسير هذا السكر الثنائي، توليد الغازات، ويعد سكر اللاكتوز السبب خلف غازات البطن للرضيع.
أسباب غازات البطن المرضية
قد تكون غازات البطن الكثيرة ناتجة عن أمراض معينة، ومن أهم أسباب غازات البطن المستمرة المرضية ما يلي:
- الإمساك.
- التهاب المعدة والأمعاء.
- حساسية اللاكتوز (عدم قدرة الجسم على هضم اللاكتوز).
- متلازمة القولون العصبي.
- مرض كرون.
- داء السكري.
- مرض سيلياك (فرط التحسس للجلوتين الموجود في الحنطة).
- التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis).
- قرحة المعدة.
- التهاب البنكرياس ذاتي المناعة.
- مرض الارتجاع المعدي المريئي (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease).
- يتسبب تذبذب مستويات الهرمونات في حدوث بطء في حركة الأمعاء، مما يسبب غازات البطن للحامل، وغازات البطن قبل الدورة، لذا تعد هذه الغازات غير مقلقة، ولا تشير إلى حالة مرضية.
اقرأ أيضاً: انتفاخ البطن عند الحامل
أعراض غازات البطن
قد تظهر أعراض غازات البطن كما يلي:
- إخراج الغازات الإرادي أو اللاإرادي، والذي يكون فى صورة ريح أو تجشؤ.
- آلام أو تقلصات حادة فى البطن، وتحدث الآلام فى أى مكان بالبطن ومن الممكن أن يتغير مكان التقلصات سريعاً، وكأن يشعر الشخص بأن هناك شيء مربوط داخل تجويف المعدة، وفى بعض الأحيان تكون التقلصات شديدة.
- إذا حدثت غازات البطن وضيق التنفس مع ألم فى الجانب العلوي الأيسر فقد يفسر على سبيل الخطأ بأن الألم متصل بإحدى أمراض القلب، أما إذا كان فى الجانب الأيمن فيتم التشخيص الخاطىء أيضاً على أنه حصوة مرارية أو التهاب الزائدة الدودية.
علاج غازات البطن
يمكن التخفيف من غازات البطن بالطرق الطبيعية التالية:
- النعناع من المنتجات النباتية المفيدة في تخفيف مشكلة الغازات، وكذلك الحال مع اليانسون، والبابونج، والكمون، والمردقوش وغيره. والنعناع كذلك مفيد في تسكين وتهدئة حركة وتشنجات عضلات الأمعاء ( بالإنجليزية: Antispasmodic). ولذا فإن تناول كوب من مغلي أوراق النعناع، مفيد في تسكين آلام البطن وتخفيف إزعاج الغازات.
- تناول وجبات صغيرة أو متوسطة في كمية الأطعمة التي تحتوي عليها، وذلك أنه بدلاً من تناول ثلاث وجبات رئيسية في اليوم، علينا الحرص على تناول خمس أو ست وجبات صغيرة. والحقيقة أن تقسيم كمية الطعام اليومي على عدة وجبات مفيد جداً.
- تناول الطعام ببطء، وعدم الاستعجال في إلحاق اللقمة باللقمة دون راحة فيما بينهما، وكذلك الحرص على مضغ الطعام في الفم، وبشكل جيد. وهذا مفيد جداً لإعطاء راحة للمريء وللمعدة في استقبال الطعام، ومفيد لإعطاء فرصة للطعام كي يمتزج بسائل اللعاب، الذي يحتوي أيضاً على إنزيمات تسهل عملية هضم السكريات، وبالتالي تقل احتمالات وصول السكريات بشكل غير مهضوم إلى القولون، وبالتالي تقليل احتمالات نشوء الغازات.
- التقليل من مضغ العلكة، ومن تناول الحلويات الصلبة، ومن شرب المشروبات الغازية من خلال أنبوب الشفط (القشة). والسبب أن هذه الأشياء كلها تزيد من ابتلاع الشخص للهواء، وبالتالي زيادة كمية الهواء في البطن.
- تجنب تناول وجبة الطعام عند التوتر أو الغضب أو الاستعجال لقلة الوقت للاستمتاع بالوجبة ولحسن تناولها.
- تجنب التدخين، لأنه يزيد من فرص بلع الهواء.
- الحرص على ممارسة الرياضة البدنية، والحقيقة أن الرياضة ترفع من مستوى حركة الأمعاء، وبالتالي سهولة إخراج الغازات. ولا يقتصر دور الرياضة على سهولة إخراج الغازات، بل إنها تعمل بفعالية على تقليل فرصة إنتاج الغازات في الأمعاء.
اقرأ أيضاً: كيفية علاج تطبل البطن بالاعشاب
أدوية علاج غازات البطن
هناك الكثيرة من الأدوية المفيدة في تقليل إزعاج غازات البطن، منها:
- إنزيم البيانو (بالإنجليزية: Beano): وهو دواء متوافر على هيئة قطرات يتناولها المرء قبل تناوله لوجبة الطعام مباشرة. ويساعد على وجه الخصوص في حالة تناول البقول، لأنه إنزيم يهضم السكريات المعقدة ويمنع من توافرها للبكتيريا في القولون، لكنه لا يفيد في حالة الحليب، ومشتقات الألبان، أو الألياف.
- دواء سيميثكون، ويوجد مضافاً إلى الكثير من أنواع شراب تقليل حموضة المعدة، ويخفف فقط من غازات المعدة دون غازات الأمعاء، ويتناوله المرء قبل الطعام أيضاً.
- دايميثيكون (بالإنجليزية: Dimethicone): يعمل على دمج فقاعات الغازات الصغيرة مع بعضها البعض مما يكون فقاعات كبيرة يسهل طرحها.
- حبوب الفحم المنشط وتخفف هذه الحبوب الدوائية من غازات القولون.
- زيت الشبت مع بيكربونات الصوديوم (بالإنجليزية: Dill seed oil & Sodium Bicarbonate).
- ثنائي اكسيد السيليكون ثنائي ميثيل متعدد السيلوكزان (بالإنجليزية: Silicon dioxide, dimethylpolysiloxane).