يعد الفصام أو انفصام الشخصية أحد الاضطرابات النفسية الخطيرة التي تؤثر على مشاعر الشخص، وتفكيره، وتصرفاته مما يعوق ممارسة الحياة الطبيعية وينعكس على العلاقات الأسرية والاجتماعية. يساهم علاج الفصام في تخفيف الأعراض ومساعدة الشخص على العيش حياة جيدة بممارسة أنشطته اليومية والحفاظ على علاقاته الاجتماعية. [1]
تعرف في هذا المقال على كيفية علاج الفصام، ومتى يستدعي الأمر تلقي العلاج في المستشفى، وكذلك طرق العلاج في المنزل.
عادة ما يعتمد علاج الفصام على استخدام مزيج من عدة طرق للحد من الأعراض وتحسين الحالة العامة المريض، وقد يستدعي الأمر اتباع خطة العلاج مدى الحياة. [2] [3]
تشمل طرق علاج الفصام ما يلي:
علاج الفصام بالأدوية
تستخدم العديد من الأدوية في علاج مرض الفصام، وتشمل:
- مضادات الذهان
تعمل هذه الأدوية على علاج مرض الفصام الذهاني عن طريق التخفيف من الأوهام والهلاوس والأعراض الذهانية الأخرى، وكذلك تفيد في منع الانتكاس عند استخدامها على المدى الطويل. تعد مضادات الذهان الخط الأول في علاج انفصام الشخصية، وتشمل ما يلي: [1] [4]
- مضادات الذهان من الجيل الاول: مثل الكلوربرومازين (بالإنجليزية: Chlorpromazine) والهالوبيريدول (بالإنجليزية: Haloperidol).
- مضادات الذهان من الجيل الثاني: مثلالريسبيريدون (بالإنجليزية: Risperidone) والكلوزابين (بالإنجليزية: Clozapine).
يفضل استخدام مضادات الذهان من الجيل الثاني في علاج مرض الفصام عن أدوية الجيل الأول؛ لقلة آثارها الجانبية. [2]
- مثبتات المزاج
قد تساعد مثبتات المزاج في علاج مرض الفصام العقلي من خلال تحسين الأعراض المزاجية الناتجة عن الذهان، وغالباً ما يصفها الأطباء بجانب الأدوية الأخرى، ومن أمثلتها الليثيوم (بالإنجليزية: Lithium) وحمض الفالبرويك (بالإنجليزية: Valproic Acid). [1]
- مضادات الاكتئاب
تفيد مضادات الاكتئاب، مثل الباروكستين (بالإنجليزية: Paroxetine) والسيتالوبرام (بالإنجليزية: Citalopram) في علاج الأعراض السلبية للفصام. [1]
للمزيد: أدوية علاج الفصام التقليدية والحديثة
العلاج النفسي للفصام
يستخدم العلاج النفسي في علاج الفصام بجانب الأدوية، ويعمل على تخفيف أعراض القلق والاكتئاب المصاحبة للفصام، بالإضافة إلى تحسين القدرة على القيام بالأنشطة اليومية، وتعزيز العلاقات الاجتماعية. [2]
يشمل العلاج النفسي لانفصام الشخصية ما يلي: [3] [5] [6]
- العلاج السلوكي المعرفي: يفيد استخدام العلاج السلوكي المعرفي في علاج العديد من مشاكل الصحة النفسية خاصة علاج حالات الفصام، حيث يساعد على تغيير طريقة تفكير المريض وسلوكياته، وتعلم طرقاً للتعامل مع الأوهام والهلاوس وتحديد المحفزات التي تثير حدوث النوبات الذهانية وكيفية تجنبها.
- العلاج الأسري: يعمل العلاج الأسري على تثقيف أفراد الأسرة حول مرض الفصام، وكيفية التعامل مع مريض الفصام، وقد وجد أن هذا العلاج يخفف من حدة الأعراض مدة تصل إلى عامين، كما أنه يقلل حاجة المصاب إلى دخول المستشفى.
- العلاج الجماعي: يتيح العلاج الجماعي لمصابي الفصام مساحة آمنة تسمح لهم بتبادل الخبرات في كيفية التعامل مع التحديات التي تواجههم؛ مما يساهم في التخفيف من الشعور بالعزلة، وتطوير علاقاتهم اجتماعية.
علاج الفصام في المستشفى
قد يستدعي علاج الفصام والذهان البقاء في المستشفى خاصة في حالات الفصام التي تتفاقم فيها الأعراض، وتشمل الحالات التي تعاني من: [5] [7]
- الهياج.
- الخوف شديد أو جنون الارتياب.
- عدم قدرة المريض على الاعتناء بنفسه.
- محاولة إيذاء أنفسهم.
- القيام بسلوكيات عدوانية وعنيفة ضد الآخرين.
قد تحدث هذه النوبات نتيجة بعض المحفزات النفسية أو الجسدية، وغالباً ما تنجم عن عدم الالتزام باستخدام الأدوية؛ لذا يساعد البقاء في المستشفى على تلقي الأدوية اللازمة والحصول على التغذية المناسبة حتى تتحسن نوبة الفصام الحادة، ويمكن أن يستغرق ذلك أياماً، أو أسابيع، وربما فترة أطول. [5] [7]
علاج الفصام بالصدمات الكهربائية
قد يستخدم علاج الفصام بالصدمات الكهربائية في علاج الحالات التي لم تستجب للعلاج الدوائي، وكذلك في مرضى الفصام الذين يعانون من اكتئاب حاد أو أعراض جمودية شديدة، ويفيد هذا العلاج في تحسين الحالة المزاجية والقدرة على التفكير. [3]
يجرى العلاج بالصدمات الكهربائية تحت التخدير العام من خلال تمرير تيارات كهربائية عبر أقطاب توضع على الرأس لإحداث نوبة في المخ، وعادة ما تستغرق دورة العلاج من 2 إلى 3 جلسات في الأسبوع ولعدة أسابيع. [2] [3]
اقرأ أيضاً: أعراض الفصام وعلاماته
علاج الفصام بالطب البديل
قد يساهم علاج الفصام بالطب البديل في تخفيف الأعراض، بجانب الالتزام بخطة العلاج التي وضعها الطبيب، ولا ينبغي استخدام هذه الطرق عوضاً عن الأدوية الموصوفة. [8]
نذكر فيما يلي بعض طرق علاج الفصام منزلياً: [6] [8] [9]
- العلاج بمساعدة الحيوانات الأليفة: قد يفيد العلاج بمساعدة الحيوانات الأليفة في المنزل مثل الكلاب في تخفيف بعض أعراض مرض انفصام الشخصية، مثل عدم الشعور بالفرح أو المتعة، حيث تدرب هذه الحيوانات على تقديم الدعم العاطفي للمصاب وتمنحه شعوراً بالمتعة.
- المكملات الغذائية والفيتامينات: وجد أن علاج الفصام بالفيتامينات وبعض المكملات الغذائية له دور في تحسين أعراض انفصام الشخصية في بعض الحالات، مثل:
- فيتامينات ب.
- فيتامين د.
- الأوميغا 3.
- مضادات الأكسدة.
- الأحماض الأمينية.
- الاسترخاء وتجنب التوتر: يمكن أن يؤدي التوتر إلى تفاقم الهلاوس والأوهام، لذلك يساهم اتباع بعض الطرق في التخفيف من التوتر، مثل ممارسة اليوغا والتأمل، واتباع نظام غذائي صحي، وكذلك وضع روتين يومي للمهام مع تنظيم مواعيد النوم.
اقرأ أيضاً: أنواع الفصام وأعراضه
فحص الكشف عن الإكتئاب
يستعمل هذا الفحص لتحديد نسب لإحتمالية معاناة شخص ما من الإكتئاب, ويعتمد في ذلك على مدى تكرر الشعور بالاكتئاب وانعدام التلذذ خلال الأسبوعيين السابقين للفحص, وإعطاء عدد معين من النفاط لكل حالة.
يمكن تقسيم النقاط الناتجة عن هذا الفحص على شكل نسب لاحتمال معاناة الشخص من الاكتئاب كما يلي:
• صفر نقطة: أقل أو يساوي 0.6%.
• نقطة واحدة: أكثر من 0.6%.
• نقطتان: أكثر من 1.3%.
• 3 نقاط: أكثر من 5.4%.
• 4 نقاط: أكثر من 15.7%.
• 5 نقاط: أكثر من 17.9%.
• 6 نقاط: أكثر من 58.1%.
يعتبر الحصول على 3 نقاط في هذا الفحص حداً فاصلاً لتشخيص الاكتئاب، حيث أنّ الحصول على 3 نقاط أو أكثر يعني زيادة احتمالية معاناة الشخص من الاكتئاب.