تعد هشاشة العظام من الأمراض المنتشرة بين العديد من الأشخاص خاصة كبار السن، والنساء بعد مرحلة انقطاع الطمث، لكن يمكن أيضًا أن تحدث عند الأطفال والشباب، وتتعدد أنواع هشاشة العظام، ويجب أن يعرف المريض جيدًا نوع هشاشة العظام الذي يعاني منه حتى يتمكن من التعامل الصحيح مع الحالة، والحصول على العلاج المناسب.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن أنواع هشاشة العظام المختلفة، والفرق بينها.
ما هي هشاشة العظام؟
تحدث هشاشة العظام أو ترقق العظام نتيجة لنقص كثافة المعادن في العظام، مما يؤدي إلى ضعف العظام وسهولة التعرض للكسور، يمكن أن تبدأ هذه المشكلة في أعمار مختلفة ولأسباب مختلفة، لكنها أكثر شيوعًا عند كبار السن، كذلك تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام من الرجال، حيث أن واحدة من كل 3 نساء فوق سن 50 عامًا ورجل واحد من كل 5 رجال يصابون بكسور هشاشة العظام في حياتهم.[1][2]
ما هي أنواع هشاشة العظام؟
يوجد أنواع مختلفة من هشاشة العظام، أشهرها وأكثرها شيوعًا ما يلي:
هشاشة العظام الأولية
تعد هشاشة العظام الأولية هي النوع الأكثر شيوعًا من أنواع هشاشة العظام، ويظهر هذا النوع عند النساء أكثر من الرجال، وعادة ما تحدث هشاشة العظام الأولية نتيجة لعوامل مرتبطة بالعمر، لذلك يمكن أن يشار إليها باسم هشاشة عظام الخرف.[2]
يتم الوصول إلى ذروة كثافة العظام عند الإنسان بين سن 25 و 30 عامًا، لكن مع تقدم العمر يزداد فقدان العظام تدريجيًا ببطء، كذلك سينخفض معدل تكوين وإنتاج العظام، تعتمد فرص الإصابة بهشاشة العظام على كثافة العظام ومدى فقدانها في وقت مبكر من عمر الشخص، كذلك تعتمد على النظام الغذائي الذي يتبعه الشخص، والتمارين البدنية التي يمارسها.[2]
تعد النساء في فترة ما بعد انقطاع الطمث أكثر عرضة لهذا النوع من هشاشة العظام، حيث يبدأ فقدان كثافة العظام بشكل سريع عادةً بعد انتهاء الدورة الشهرية للمرأة في سن 45 إلى 55، وذلك نتيجة لانخفاض إنتاج هرمون الاستروجين. أما عند الرجال، فيبدأ فقدان العظام التدريجي عادةً بين سن 45 و 50 حيث يبدأ إنتاج هرمون التستوستيرون في التباطؤ.[2]
هشاشة العظام الثانوية
تحدث هشاشة العظام الثانوية بسبب حالة صحية أو علاج طبي معين، حيث يمكن أن يؤثر المرض أو الدواء بشكل مباشر أو غير مباشر على استقلاب العظام، مما يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام.[1]
تشمل أهم الحالات المرضية التي يمكن أن تسبب هشاشة العظام الثانوية ما يلي:[1]
- الفشل الكلوي.
- الداء البطني.
- متلازمة القولون العصبي.
- فقدان الشهية العصبي.
- جراحة المجازة المعدية.
- اللوكيميا.
- اختلال وظائف الغدد الصماء.
- متلازمة كوشينغ.
- التليف الكيسي.
- السكري.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- فرط جارات الدرقية.
- متلازمة سوء الامتصاص.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- التهاب الفقار اللاصق.
- نقص فيتامين د.
بينما تشمل أهم الأدوية التي يمكن أن تسبب هشاشة العظام الثانوية الستيرويدات القشرية، مثل بريدنيزون، وبعض أدوية سرطان الثدي.[1]
تكون العظم الناقص
يعرف أيضًا بمرض العظم الزجاجي، وهو حالة ناتجة عن طفرة جينية تؤثر على ما يقرب من 6-7 من كل 100000 شخص، وله ثمانية أنواع معروفة تتراوح من خفيفة إلى شديدة، ويؤثر بشكل رئيسي على صحة العظام، مما يتسبب في ظهور حالات مشابهة لهشاشة العظام التقليدية، ويمكن أن تتعرض العظام للكسور دون داعي أو مع القليل من الضغط.[2]
هشاشة العظام الطفلية مجهولة السبب
لا يوجد سبب معروف لهذا النوع من هشاشة العظام، لذلك سمي بمجهول السبب، ويحدث هذا النوع عادة في الأطفال، حيث تبدأ قبل سن البلوغ، تسبب هشاشة العظام الطفلية مجهولة السبب تكون عظام هشة ومسامية مع عدم وجود أعراض أخرى مرتبطة بها، وعادة ما يتم علاجها بعد فترة زمنية قصيرة نسبيًا دون الحاجة إلى التدخل طبي، لكن يجب عند اكتشاف الحالة مراقبة الطفل عن قرب، ومتابعة كيفية التعامل مع أنشطته اليومية.[2]
اقرأ أيضًا: علاج هشاشة العظام طبيعيًا
هشاشة العظام في فترة الحمل
تعد هشاشة العظام المرتبطة بالحمل من أنواع هشاشة العظام النادرة، حيث تعاني المرأة الحامل السليمة في فترة الحمل من كسور غير عادية بسبب انخفاض كثافة المعادن في العظام أثناء الحمل أو بعد الولادة بفترة قصيرة على الرغم من عدم إصابتها بهشاشة العظام في الأساس.[1]
لا يوجد سبب محدد للإصابة بهشاشة العظام في فترة الحمل، لكن تتميز الكسور المصاحبة لهذا النوع من هشاشة العظام بأنها تسبب ألم شديد، وتحدث عادة في العمود الفقري أو الورك، يجدر بالذكر أيضًا أن هؤلاء النساء المصابات بهشاشة العظام أثناء الحمل يتعافين تمامًا بعد الحمل ويعودون لحياتهن الطبيعية دون أي مشكلات.[1]
الوقاية من أنواع هشاشة العظام
تعتمد الوقاية من هشاشة العظام بشكل عام على النظام الغذائي الصحي، وممارسة النشاط البدني.
النظام الغذائي الصحي
ينبغي اتباع نظام غذائي صحي يتضمن الاطعمة التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين د، حيث يحتاج البالغون الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا من ارجال والنساء إلى 1000 مجم من الكالسيوم يوميًا، بينما يجب أن تتلقى جميع النساء فوق سن الخمسين 1200 مجم من الكالسيوم يوميًا، والرجال الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 51 و 70 عامًا 1000 مجم من الكالسيوم، و1200 ملغ من الكالسيوم يوميًا بعد سن 70 عامًا.[1]
اقرأ أيضًا: الكالسيوم وصحة العظام
بينما يحتاج الرجال والنساء الذين تقل أعمارهم عن 70 عامًا إلى 600 وحدة دولية من فيتامين D يوميًا، ويرتفع الاحتياج اليومي إلى 800 وحدة دولية من فيتامين D بعد سن 70.[1]
اقرأ أيضًا: كيف يمكن الحصول على فيتامين د
النشاط البدني
تحتاج العظام إلى البقاء نشطة بانتظام لكي تنعم بصحة جيدة، حيث أن النساء اللاتي يمارسن الرياضة بانتظام بعد سن انقطاع الطمث هن أقل عرضة لهشاشة العظام من غيرهن من النساء اللاتي لا يمارسن النشاط البدني، لكن يجب استشارة الطبيب أولًا عن التمارين المناسبة لمرضى هشاشة العظام.[1]
تشمل أهم التمارين الموصى بها لمرضى هشاشة العظام كلًا من:[1]
- المشي.
- الركض.
- اليوغا.
- التنس.